معلومات عن «ع. س. ع»!

لأول مرة، بدا في صوت رقم «صفر» وهو يتحدث إلى الشياطين اﻟ «١٣» أنه مُنفعِل جدًّا … وقد دعاهم إلى الاجتماع، قبل أن تمُرَّ ثماني ساعات، على عودتهم من مغامرة «نهاية المطاردة».

كان رقم «صفر» يلخِّص الموقف قائلًا: لقد أخطأنا تمامًا في فهم موقف زميلنا السابق «عوني» … لقد تصوَّرنا أنه خائن، وباعَ نفسه لعصابة «سادة العالم» … وهكذا أرسلتكم لمطاردته حتى النهاية … والقبض عليه حيًّا أو ميتًا … ولكن ما حدث كان عكس تصوُّراتنا تمامًا.

انتهبه الشياطين إلى رقم «صفر» الذي استمرَّ يتحدث قائلًا: لقد قام «عوني» بعمل ينطوي على شجاعة نادرة، وعرَّض نفسه لمخاطر لا يتصوَّرها العقل، من أجل أن ينفذ إلى عصابة «سادة العالم» … وقد بنى خطته، على أن يضعنا في أعقاب العصابة، بحيث نصل إلى معرفة مراكزها الرئيسية … لإمكان القضاء عليها فقط.

وتنهَّد رقم «صفر» وهو يقول: وأنتم تعلمون أن هذه العصابة تحلم بحكم العالم، وأن لها فروعًا في مختلف الدول … ولهذا، فلا بد من الوصول إلى المركز الرئيسي لها … لإمكان تدميرها تمامًا!

واستمرَّ رقم «صفر» يقول: لقد قدَّم «أحمد» وزملاؤه تقريرًا عن مغامرتهم الأخيرة في الولايات المتحدة … وقد درسنا هذا التقرير، خاصة الخريطة التي رآها «أحمد» عند دخوله مقر العصابة في مدينة «تاكوما» … إننا نعتقد أن هذه الخريطة، والأزرار المُلوَّنة المُثبتة عليها، هي تحديد لأماكن مراكز العصابة … وقد لاحظ «أحمد»، أن أحد الأزرار أكبر من بقيتها، ولهذا نرجِّح أن يكون هذا هو المقر الرئيسي للعصابة … والغريب، أن هذا المقر ليس في إحدى مدن العالم الكبرى مثل نيويورك أو لندن، أو باريس … ولكنه في قلب أفريقيا!

وعلى الفور ظهرت خريطة لأفريقيا كاملةً … ثم أخذت تتركَّز شيئًا فشيئًا، حتى أحاطت خطوط التحديد بمنطقة بحيرة «تنجانيقا»، ثم نزلت الخطوط قليلًا وحددت بحيرة «نياسا».

وجاء صوت رقم «صفر» يقول: من التفاصيل القليلة التي قالها رقم «١»، فإن خبراء الخرائط في «ش. ك. س» قد حدَّدوا منطقة البحيرات، كأقرب مكان يوجد به مقر عصابة «سادة العالم»، وسوف يصلنا تقرير بعد ٢٤ ساعة من عملائنا في المنطقة … وحتى ذلك الوقت أرجو أن تقوموا جميعًا بدراسة كل الملفات الخاصة بالعصابة … فقد تعثرون على معلومات تفيدكم في المغامرة القادمة.

وانسحب رقم «رقم» دون أن يحدِّد ما هي المهمة القادمة … ولكن الشياطين اﻟ «١٣» أدركوا أنها ستكون في قلب القارة السوداء، المترامية الأطراف … وأنها ستكون لإنقاذ «عوني» زميل رقم «صفر» في إنشاء منظمة الشياطين اﻟ «١٣»، والذي اتُّهِم ظلمًا بأنه خانَ المُنظَّمة، وانضم إلى عصابة «سادة العالم» … وكاد الشياطين اﻟ «١٣» يقضون عليه … ولكن اتضح كل شيء في الوقت المناسب.

انفضَّ الاجتماع … وعادَ كل واحد من الشياطين إلى غرفته، ليجد ملفًا أسود اللون، عليه شريط أصفر، وبه مجموعة من الأوراق والوثائق والصور والخرائط، وكلها تدور حول نشاط هذه العصابة العاتية «عصابة سادة العالم»، والتي تتميز عن عصابة «المافيا» بأن نشاطها يمتد إلى العالم بأكمله، بينما «المافيا» تتركَّز في إيطاليا وفي أمريكا.

انهمك كل واحد من الشياطين في دراسة الملف … ووضعت «إلهام» بعض الملاحظات على ورقة بجوارها، وكذلك فعل بقية الشياطين … وفي المساء اجتمعوا في القاعة الزرقاء حيث توجد خرائط تفصيلية للعالم كله … وطلب «أحمد» من خبراء قسم الخرائط وضع علامات على الأماكن التي ظهر فيها نشاط العصابة … وقد اختصر اسمها إلى «ع. س. ع» بدلًا من «عصابة سادة العالم».

وعندما ظهرت الخرائط المضيئة، اتضح للجميع أن «ع. س. ع» قد شمل نشاطها مختلف دون العالم.

ثم جاء التركيز على أفريقيا، حيث يتوقع رقم «صفر» أن يكون المقر الرئيسي هناك … ومن المعلومات القليلة التي وضعها «أحمد» في تقريره، تركَّزت الأبحاث حول بحيرة «نياسا»، وهي بحيرة مستطيلة الشكل تقع في جنوب شرق أفريقيا، وتمتد داخل ثلاث دول إفريقية هي: «موزمبيق» و«ملاوي»، و«تنزانيا»، وعلى مسافة نحو ٨٠٠ كيلومتر من شاطئ المحيط الهندي.

وبدأ أحد المحاضرين يصف للشياطين نوع الحياة في هذه المنطقة، وعادات السكان، وأنواع الأمراض … ومعلومات كثيرة هامة يحتاجها المسافر إلى هذا المكان.

وبعد هذا بدأ الشياطين يدلون بملاحظاتهم التي خرجوا بها من الملفات.

كانت الملاحظات الرئيسية على «ع. س. ع» كالآتي:
  • (١)

    ليس للعصابة رئيس واحد، ولكن رؤساء مناطق في مختلف قارات العالم.

  • (٢)

    القرارات الرئيسية تُتخذ في اجتماع رؤساء المناطق.

  • (٣)

    «ع. س. ع» تسيطر على أجزاء من اقتصاديات بعض الدول، وتتحكم في أسواق السلع الاستراتيجية مثل الحديد، والصلب، والنحاس، والبترول.

  • (٤)

    ﻟ «ع. س. ع» عملاء مُستتِرون، بعضهم من رجال الأعمال، وبعضهم يشغلون مناصب مهمة.

  • (٥)

    الأعمال القذرة «الديرتي ورك» تقوم به مجموعة من المجرمين المحترفين، تم تغيير أسمائهم بحيث لا يمكن التوصُّل إلى تاريخ حياةِ كلٍّ منهم.

  • (٦)

    تملك «ع. س. ع» جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك طائرات صغيرة مُزوَّدة بأسلحة خفية.

  • (٧)

    تعتبر «ع. س. ع» أن مهمتها الرئيسية هي القضاء على منظمة الشياطين اﻟ «١٣» التي هزمتها في أكثر من جولة.

وعندما بدأ الشياطين في وضع هذه النقاط موضع الدراسة، جاءت برقية من قسم المعلومات، وقرأها «أحمد» على الفور:

إلى «ش. ك. س» …

ضبط رجال الحدود في «ملاوي»، كمية ضخمة من الأسلحة مختلفة الأنواع، مُهرَّبة من «تنزانيا» عبر الحدود بين الدولتَين … وقد دارت معركة عنيفة بين رجال الحدود والمهربين … انتهت بهرب المهربين، بعد أن تركوا خلفهم الأسلحة … وتم القبض على واحد منهم، ونشرت الجرائد المحلية صورته … وقد تأكد لدينا أنه واحد من عصابة «سادة العالم».

وقد قمنا بالتحري عن عملية التهريب، واتضح لنا أن عصابة «سادة العالم»، تقوم بتهريب كميات ضخمة من الأسلحة إلى منطقة بحيرة «نياسا» … ولكن السلطات المحلية في المنطقة لم تستطع العثور على مخزن الأسلحة. كما رفض المقبوض عليه الاعتراف بأي شيء.

وبعد أن قرأ «أحمد» البرقية ساد الصمت لحظاتٍ، ثم مضى الشياطين يناقشون المعلومات … ولكن لم تمضِ نصف ساعة حتى وصلت برقية أخرى من قسم المعلومات، تحمل نبأً هامًّا.

لقد استطاعت العصابة تهريب الرجل الذي قُبض عليه، وبهذا انقطع الخيط الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى الوصول إلى «ع. س. ع».

قال «أحمد»: يجب أن نسرع؛ فإن الأحداث لا تنتظر!

وهكذا بدأ الإعداد للسفر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤