قافية الضاد

نتيجة الاختبار

إذا كان هذا الحبُّ للذلِّ يقتضي
فلا كنتُ ممَّن بالمذلَّة يرتضي
وإن كنتُ قد أعرضتُ نفسي للهوى
فلم أكُ يومًا للهوان بمعرضِ
وإن كان روحُ الطبع بالعشق راضيًا
فيا طالما روحُ التعقُّل ما رضي
وأيُّ نعيمٍ في الغرام ودونهُ
لسيف الشقا ذاك التنعُّم منتضي
أرى الحبَّ لا يسوى مزيدَ العنا بهِ
إذا كان مردودًا لحكم التغرُّضِ
لحا اللهُ أيامَ الهوى، ما أمرَّها!
فإنَّ بها جهد العنا ليس ينقضي
وقاتل ربَّ الحسن إن كان ودُّهُ
عديمَ ثباتٍ مثل ركنٍ مقوَّضِ
فلا زرعتْ في القلب حبًّا يدُ الصبا
إذا كان روض الحسن غير مروَّضِ
فوا أسفي! إني نفقتُ على الهوى
زمانَ الصبا والعمرُ غيرُ معوَّضِ
على حبِّ من قالت لكامن غدرها
مذ امتلكتْ قلبي: أيا غدريَ انهضِ!
لذا جئتُ بالسلوان حيث الغرام لا
يقومُ بقلبٍ للخيانةِ مبغضِ
فلا عادَ لي ميل فماء صبابتي
لقد غيضَ حيثُ الأمرُ في سلوتي قُضي
على أنَّ عقلي في الهوى كان مظلمًا
وبعدَ اختباري من هويتُ غدا مُضي
رأيتُ فعالَ السوءِ فيهِ كوامنًا
ولا يُحصرَنَّ الحسنُ في المنظر الوضي

وقال:

سلَّت على قلبي اللواحظُ بيضا
إذ قمتُ أعتنقُ النهودَ البيضا
ويلاهُ من جور العيون فإنها
سلبت حشايَ وقد أبت تعويضا
قلبي لدائرةِ المحبَّة مركزٌ
قد مرَّ قطرُ جوًى بهِ مفروضا
إني امرؤٌ لي في الغرام سريرةٌ
أعلو الجبالَ ولا أجوبُ حضيضًا
أهوى المعاصمَ والمباسمَ والطلى
والخصرَ إن يكُ لا يطيق نهوضا
ولربَّ ريمٍ ضاقَ في شغفي بهِ
ثوبُ اصطباري وهو كان عريضا
قد صار محبوبًا لديَّ بحبهِ
سقمي، ولكن عاذلي مبغوضا
جفنٌ لهُ ما زال ينهب صحتي
إذ ظل يغزو بالفتور مريضا
إن يبتسمْ خفقَ الفؤَادُ فثغرهُ
من كهرباءِ الحسن قضَّ وميضا

وقال:

جلا ظلمةَ السخط الوبيل سنا الرضا
ومرَّ زمانُ الهجر كالظلِّ وانقضى
فقربًا لأحبابي فسعدُ الوفا أتى
وبعدًا لأعدائي فنحسُ الجفا مضى
بروحي حبيبٌ أخلص الودَّ والوفا
فأفرحَ ذا حبٍّ وأحزنَ مبغضا
تلفَّتَ نحوي بعد إعراضهِ وما
ذكرتُ سلوًّا حينما كان معرضا
وهيهات أن أسلوكَ يا قمرَ الحمى
فلي مهجةٌ أضحت لحبِّك مربضا!
فديتُكَ من بدرٍ لهُ طلعةٌ بها
غرامي وصبري ذاك عاش وذا قضى
تفرَّدتَ بالحسن البديع فأعيني
أبت بسوى مرآك أن تتعوَّضا
وكلَّت قوى العذَّال عن هدم صبوتي
وهل تهدمُ العذَّالُ ما شادهُ القضى؟
أَأَسلو ولي قلبٌ يذوبُ صبابةً
وطرفٌ بروضات الخدود تروَّضا؟!
تميل إلى المحبوب كلُّ جوارحي
وتصبو إليهِ كلَّما البرقُ أومضا
غزالٌ يسودُ الأسْدَ في الغابِ إن رنا
فمن لحظهِ سيفُ المنيَّة يُنتضى
إذا رام قتلي لا أُبالي فإنني
محبٌّ بما يرضى الحبيبُ لهُ رضا
فإني ملزومٌ بحفظ ودادهِ
ولو أنَّهُ أضحى بودي مفوَّضا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤