الفصل السابع عشر

سار جون كينيون بطول شارع تشيبسايد وهو يشعر بإحباطٍ شديد بسبب رفض لونجوورث لعرضه. كان يُدرِك بالطبع أن الرجل الشابَّ كان يتصنَّع النسيان. لكنه مع ذلك شعر بأسفٍ شديد لأنَّ اللقاء لم يُسفِر عن شيء، وبدلًا من الذَّهاب إلى ونتوورث وإخباره بما حدث معه، ظن أنه من الأفضل أن يسير قليلًا ليتخلَّص من الشعور بخيبة الأمل الذي كان يسيطر عليه. وقد فزع بعضَ الشيء عندما دنا منه فجأةً رجل؛ وعندما رفع ناظِرَيه إليه، رأى خادمًا طويلًا واقفًا أمامه، يرتدي معطفًا طويلًا يصل إلى عَقِبَيه مصنوعًا من قماش رماديٍّ داكن.

قال الخادم: «أستميحك عذرًا، يا سيدي، لكن الآنسة لونجوورث تودُّ الحديث معك.»

رد كينيون باندهاش: «الآنسة لونجوورث! أين هي؟»

«إنها هناك في عرَبتِها، يا سيدي.»

كانت العربة واقفةً بجانب الرصيف، ونظر جون كينيون حوله في حيرةٍ ليرى أن الآنسة لونجوورث كانت تنظر إليه وإلى الخادم بابتهاج. وكانت تجلس قُبالتَها في العربة سيدةٌ عجوز، بينما كان هناك سائقُ عربةٍ رزينٌ ووَقور، يرتدي على نحوٍ مماثلٍ بعضَ الشيء للخادم، يجلس في مكانه، وكأنه تمثالٌ جالس في المقدمة. خلع جون كينيون قبعته عندما اقترب من السيدة الشابة، التي لم يرَها منذ آخرِ يوم له على متن السفينة.

قالت إديث لونجوورث بابتهاج، وهي تمدُّ يدها للرجل الشابِّ الواقف بجوار العربة: «كيف حالك، يا سيد كينيون؟ هلَّا دخلتَ إلى العربة؟ أريد أن أتحدث إليك، وأخشى أن الشرطة لن تسمح لنا بسدِّ شارعٍ مزدحم مثل تشيبسايد.»

عندما قالت هذا، فتح الخادمُ النشيط بابَ العربة بينما لم يعرف جون ماذا يقول ودخل إلى العربة وأخذ مقعدَه هناك.

قالت السيدة الشابة للسائق: «انطلِق بنا إلى هولبرن.» ثم أردفَت، ملتفتةً إلى كينيون: «هلا تخبرني بالمكان الذي تقصده، حتى يُمكِنَني أن أعرف أين أُنزِلك؟»

قال جون: «في الحقيقة، أنا لا أعتقد أنني ذاهبٌ إلى مكان محدَّد. أخشى أنني لم أشبع بعد من متعة العودة ثانيةً إلى لندن؛ لذا، أهيم على وجهي في بعض الأحيان في شوارعها.»

«حسنًا، لم تَبدُ عليك السعادةُ عندما وقع ناظراي عليك لأول مرة. اعتقدتُ أنك كنت تبدو مكتئبًا بشدة، وهذا ما شجعني بالقدرِ الكافي على أن أطلب منك أن تركب معي وتتحدثَ إليَّ. لقد قلتُ لنفسي: «هناك خَطْبٌ ما بشأن منجم الميكا»، وبدافع الفضول النسائي، أردتُ أن أعرف كلَّ شيء عنه. والآن، هيا أخبرني.»

«هناك حقًّا القليل جدًّا لأُخبِرَك به. إننا بالكاد بدأنا. إن ونتوورث يفحص اليوم الأرقام التي أعطيتُها إياه، وقد كنت أحاول اتِّخاذَ أولى الخطوات عن طريق لقاءِ بعض الأشخاص الذين أعتقد أنهم قد يكونون مهتمِّين بأمر المنجم.»

«وهل كانوا كذلك؟»

«لا، لم يكونوا كذلك.»

«إذن، كان هذا هو السببَ في أنك كنتَ تبدو مغتمًّا بشدة.»

«أعتقد أن الأمر كذلك.»

«حسنًا، يا سيد كينيون، إذا كنتَ قد أُصِبتَ بالإحباط بعد لقاء مع أولِ شخص تظنُّ أنه سيكون مهتمًّا بالمنجم، فماذا ستفعل عندما ترفض دُزَينةٌ أو أكثرُ من الأشخاصِ العملَ معك؟»

«أنا بالتأكيد لا أعرف. أخشى أنني لستُ الشخصَ المناسب لطرح هذا المنجم للبيع في سوق لندن. أنا في الواقع تلميذ، كما ترَين، وأظن نفسي أستاذًا. أعرف كيف أتصرَّف عندما أكون في أحدِ المناجم، على بُعد أميالٍ من الحضارة، لكن عندما أكون وسط الناس، أشعر إلى حدٍّ ما بحيرةٍ شديدة. أنا لا أفهمُهم. وعندما يُخبرني شخصٌ بشيءٍ اليوم، وينسى ببرودٍ في اليوم التالي كلَّ شيء بشأنه، أعترف أن هذا … في واقع الأمر يُربكني.»

«إذن، الرجل الذي قابلتَه اليوم نسي ما قاله لك بالأمس. هل هذا هو الوضع؟»

«نعم؛ هذا جزئيًّا هو الوضع.»

«لكن، يا سيد كينيون، نجاحُ مشروعك لن يعتمد على ما يقوله شخصٌ أو اثنان أو ثلاثة، أليس كذلك؟»

«بلى؛ أنا لا أعتقد أنه يعتمد عليهم.»

«إذن، لو كنتُ مكانك، فلن أشعر بالإحباط لأن أحدَ الأشخاص قد نسي ما قاله. ليتَني كنتُ أعرف هذا الرجل، وأعتقد أنني كنت حينَها سأجعله يشعر بالخجل من نفسه.»

تورَّد كينيون خجلًا عندما قالت هذا، لكنه لم يردَّ.

نظر سائق العربة حوله عندما وصل إلى هولبرن، وأومأَت له الآنسة لونجوورث؛ لذا، انطلَق دون أن يتوقف في شارع أكسفورد.

«والآن، يا سيد كينيون، أنا مهتمةٌ بشدة بمَنجمِك، وأتمنى رؤيتك وأنت تنجح فيه. ليت بإمكاني مُساعدتك، أو بالأحرى، ليتك تكونُ صريحًا معي وتُخبرني كيف يُمكنني مساعدتُك. أعرف الكثير عن رجال حيِّ السيتي وطرُقِهم في التعامل، وأعتقد أنني قد أكون قادرةً على تقديم بعض النصائح المفيدة لك؛ على الأقل، إن تواضعتَ وطلبتَ مني المشورة.»

ابتسم كينيون.

«إنك تسخرين مني الآن، يا آنسة لونجوورث. بالطبع، كما قلتِ على متن السفينة، إنها مجردُ مسألة بسيطة جدًّا.»

«أنا لم أقل أبدًا مثلَ هذا الشيء. متى قلتُ ذلك؟»

«لقد قلتِ إن خمسين ألف جنيه مسألةٌ بسيطة.»

«هل قلتُ هذا؟ حسنًا، أنا مثلُ رجلك الذي نسي ما قاله لك؛ لقد نسيتُ هذا. أتذكَّر قولي شيئًا عن كون المبلغ صغيرًا جدًّا بحيث لا يمكن أن يكون مناسبًا لأبي. ألم يكن هذا هو ما قلتُه؟»

«بلى، أعتقد أنه كان هذا. لقد جعلَني هذا أعتقد أنكِ تظنين أن خمسين ألف جنيه في واقع الأمر مبلغٌ تافه.»

ضحكَت إديث لونجوورث.

«يا لها من ذاكرةٍ فظيعة تلك التي تتمتع بها! أنا لا أتعجب من نسيان رجلِك الذي من حي السيتي. هل أنت متأكد أنك قلتَ ما قلتَه له في وقتٍ سابق وليس أمس؟»

«نعم؛ لقد حدث هذا في وقت سابق.»

«آه، ظننتُ ذلك؛ لذا، أخشى أنك يجب أن تُلقِيَ باللائمة على ذاكرتِك الفظيعة، وليس نسيانه.»

«أوه، أنا لا أُلقي عليه باللائمة على الإطلاق. كل إنسانٍ له كامل الحق في تغيير رأيه، إن أراد أن يفعل هذا.»

«ظننتُ أن المرأة فقط هي التي لديها هذا الامتياز.»

«لا؛ أنا أمنحه بلا قيدٍ للجميع، لكنه في بعض الأحيان قد يكون محبطًا قليلًا.»

«يمكنني فَهمُ ذلك؛ في الواقع، أعتقد أن لا أحد يمكن أن يكون مكروهًا أكثرَ من رجلٍ ينسى اليوم ما وعد به بالأمس، وخاصةً إن كان هناك شيءٌ بالتحديد يعتمد على هذا. والآن، لماذا لا تأتي إلى منزلنا في مساء أحد الأيام وتتحدث عن المنجم مع ابن عمي أو أبي؟ يستطيع أبي أن يُعطيَك نصائحَ قيِّمة جدًّا في هذا الشأن، وأعتقد أن ابن عمي يستطيع مساعدتَك في إنجاح هذا المشروع. ومن الأفضل أن تتحدث إليهما هناك وليس في مكتبهما؛ لأن كِلَيهما يكونان مشغولَين بشدةٍ أثناء النهار بحيث أخشى أنهما قد لا يستطيعان إعطاءَك الوقت الكافيَ لمناقشة الأمر.»

هز جون كينيون رأسه تعبيرًا عن الرفض.

ثم قال: «أخشى أن هذا لن يُجدِيَ نفعًا. أنا لا أعتقد أن ابن عمك يهتمُّ بأن تكون له أيُّ علاقة بالمنجم.»

«ما الذي يجعلك تقول هذا؟ ألم يُناقش معك الأمر على متن السفينة؟»

«بلى؛ لقد تحدثنا قليلًا عن الأمر هناك، لكنني أظن أن … أنا لا أعتقد في واقع الأمر أنه سيهتمُّ بالمضيِّ قدمًا فيه.»

قالت إديث لونجوورث: «آه، فهمت.» ثم أردفَت: «ابن عمي هو الرجل الذي «نسي اليومَ ما قاله بالأمس».»

«ماذا يجب عليَّ أن أقول، يا آنسة لونجوورث؟ أنا لا أريد أن أقول «نعم»، ولا يُمكنني أن أكذب وأقول «لا».»

«أنت لا يجب أن تقول شيئًا. أنا أعرف على وجه التحديد كيف كان الأمر. لذا، هو لا يريد أن ينضمَّ إليك في المشروع. ما السبب الذي أعطاه لذلك؟»

«أنتِ لن تقولي أيَّ شيء له عن الأمر، أليس كذلك؟ سأشعر بأسفٍ شديد إن عرَف أنني تحدثتُ مع أي شخص عن لقائي معه.»

«أوه، بالتأكيد لا؛ أنا لن أقول له أيَّ شيء على الإطلاق.»

«إنه لم يُعطِ سببًا محددًا؛ لقد بدا ببساطةٍ أنه قد غيَّر رأيه. لكنني يجب أن أقول الآتي: إنه لم يَبدُ عليه أنه كان متحمسًا بشدة عندما ناقشتُ الأمر معه على متن السفينة.»

«حسنًا، يا سيد كينيون، يقع على عاتقي الآن الحفاظُ على سُمعة آل لونجوورث. هل تريد الحصول على كلِّ الربح الذي سيعود من منجم الميكا؛ أقصد، أنت وصديقك السيد ونتوورث؟»

«ماذا تقصدين ﺑ «كل الربح»؟»

«حسنًا، أقصد … أتريد مشاركة الرِّبح مع أي شخص؟»

«بالتأكيد، إذا كان هذا الشخص بإمكانه مساعدتُنا في تأسيس الشركة.»

«رائعٌ للغاية؛ أعَلى هذا الأساس كنتَ ستتخذ من ابن عمي شريكًا؟»

«نعم.»

«إذن، أودُّ أن أُشارِكَكما في الربح الذي سيعود من المنجم إن كان هو لا يهتمُّ بالأمر. إن جعلتَني أدفع التكاليف المبدئية الخاصة بتأسيس تلك الشركة، وإن أعطيتَني نصيبًا مما ستربحه، فسأكون سعيدةً لتقديم المال الذي ستحتاج إليه في البداية.»

نظر جون كينيون إلى الآنسة لونجوورث والابتسامةُ تعلو وجهَه.

«أنتِ ذكية جدًّا، يا آنسة لونجوورث، لكنني أستطيع تبيُّن، رغم صياغتكِ للأمر، أنَّ ما تعرضينه مجردُ شكلٍ من أشكال الإحسان. وبافتراض أننا لم ننجح في تأسيس شركتنا، كيف لنا أن نردَّ لكِ المال؟»

«لن تحتاجا إلى ردِّ المال. سآخذ على عاتقي القيامَ بهذه المخاطرة. إنها نوعٌ من المضاربة. إذا أسَّستُما الشركة، فسأتوقَّع الحصولَ على مبلغ كبير جدًّا لقيامي بالتمويل. إنني أقوم بهذا بدافع حبِّ الذات فقط. أعتقد أن لديَّ عقليةً تِجارية. النساء في هذا البلد لا يحظَيْن بمثلِ هذه الفرص لتطوير قدراتهن التِّجارية كما يبدو أنهن يحظَين بها في أمريكا. في ذلك البلد، هناك نساءٌ كوَّنَّ ثرواتٍ بأنفسهن. أنا أومن بمنجمِك، وأنا على يقينٍ أنك ستنجح في تأسيس شركتك. إن كنتَ أنت أو السيد ونتوورث من أصحاب رءوس الأموال، فبالطبع لن تكون هناك حاجةٌ إلى مساعدتي. وإن كنتُ بمفردي، ما كنت سأستطيع تأسيسَ شركة. ويُمكنك أنت والسيد ونتوورث فِعلُ ما لا يُمكنني فعلُه. يُمكنكما الظهورُ أمام الجميع والقيامُ بكل المسائل التمهيدية. على الجانب الآخر، أعتقد أنني يمكنني فعلُ ما لا يُمكنكما فعله؛ أي يمكنني توفيرُ مبلغٍ معيَّن من المال من آنٍ لآخَر لدفعِ تكاليفِ تأسيس الشركة؛ لأنني أؤكِّد لك أنه لا يمكن تأسيسُ أي شركة في لندن بدون مقابل. ربما تعتقد أنَّ عليك ببساطةٍ الذَّهابَ ولقاءَ عددٍ كافٍ من الناس، وبهذا ستتمكَّن من تأسيس شركتك. أظن أنك لن تجد الأمر بالسهولة التي قد تتوقَّعُها. وإلى جانب هذا الاهتمام المادِّي بالأمر، لديَّ اهتمام شخصيٌّ شديد بالسيد ونتوورث.»

بعد أن قالت هذا، مالت باتجاه جون كينيون، وقالت بنبرةِ صوتٍ منخفضة:

«رجاءً لا تُخبره بذلك؛ لأنني أعتقد أنه شابٌّ يمكنه أن يغترَّ بنفسه.»

قال كينيون باغتمام: «أنا لن أخبره بأيِّ شيء عن الأمر.»

«رجاءً لا تفعل. بالمناسبة، أودُّ أن تُعطيَني عنوان السيد ونتوورث، حتى يمكنني أن أتواصل معه إن خطرَت لي فكرةٌ جيدة، أو عرَفتُ شيئًا مهمًّا فيما يتعلق بتأسيس شركتنا.»

أخرج كينيون بطاقة، وكتب عنوان ونتوورث عليها، وأعطاها لها.

قالت: «شكرًا. كما ترى، أشعر بتعاطفٍ شديد مع السيد ونتوورث؛ لما كان يمرُّ به على متن السفينة.»

رد كينيون: «إنه ممتنٌّ جدًّا لكلِّ ما فعَلتِه من أجله في هذا الشأن.»

«أنا ممتنَّة لهذا. الناس، بوجهٍ عام، لا يكونون ممتنين لما يفعله أصدقاؤهم من أجلهم. لذا، أنا ممتنَّة لأن السيد ونتوورث استثناء. والآن، أنا أفترضُ أنك ستتحدَّث معه بشأنِ ما قلتُه لك، قبل أن تتخِذا قرارَكما. وأنا سأكون راضيةً تمامًا بأي حصة من الأرباح ستعطونها لي.»

«آه، ما تقولينه ليس له علاقةٌ بعالم التجارة والمال، يا آنسة لونجوورث.»

«نعم، إنه ليس كذلك؛ لكنني أتعامل معك — أقصد، مع السيد ونتوورث — وأنا متأكدة أنكما ستفعلان ما هو صحيح. ربما سيكون من الأفضل ألا تُخبره بمن سيُمول الشركة. قل له فقط إنك قابلتَ صديقًا اليوم وعرَض عليك، مقابل الحصول على حصة معقولة من الأرباح، تقديمَ كلِّ الأموال اللازمة لدفع مقابل التكاليف التمهيدية لتأسيس الشركة. إنك ستتشاورُ معه في الأمر، أليس كذلك؟»

«بلى، إن كانت هذه هي رغبتَكِ.»

«بالتأكيد، إنها رغبتي؛ وأرغبُ أيضًا في أن تقوم بذلك بطريقةٍ دبلوماسية بحيث تُخفي اسمي عنه على نحوٍ أفضلَ مما فعلتَ عندما أخفيتَ اسمَ ابنِ عمي عني عصرَ اليوم.»

قال جون، متوردًا: «أخشى أنني أخرقُ جدًّا.»

«لا؛ إنك صادقٌ جدًّا، هذا كلُّ ما في الأمر. إنك لستَ بارعًا في فنِّ إخبار ما ليس صحيحًا. والآن، هذا هو بيتنا؛ هلا تتفضل بالدخول؟»

«شكرًا لكِ، لا؛ أخشى أنني لن أستطيع الدخول. أنا حقًّا يجب أن أغادر الآن.»

«دع سائق العربة يأخذك إلى محطتك.»

قال جون: «لا، لا، الأمر لا يستحقُّ العناء؛ إن المكان على مقربة من هنا.»

«لا يوجد أي عناء. ما محطتك … ساوث كينزينجتن؟»

«نعم.»

قالت لسائق العربة: «رائعٌ للغاية. أوصِلْه إلى محطة ساوث كينزينجتن، يا باركر.» ثم لوَّحَت له بيدها مودِّعة وهي تصعد الدرَج، بينما كانت العربة تنعطف.

وهكذا، تم توصيل جون كينيون، الذي كان يشعر بالخجل من فقرِه، في تلك العربة الفخمة لمحطة مترو لندن المذكورة، حيث استقلَّ القطار المتجِهَ إلى حيِّ السيتي.

وبينما كان ينزل من العرَبة في ساوث كينزينجتن، خرج السيد لونجوورث الشابُّ من المحطة في طريقه إلى المنزل، واندهش بشدةٍ ببساطة لرؤية كينيون في عربة آل لونجوورث.

مرَّ جون بجواره دون أن يُلاحظ مَن هو، وفي الوقت الذي كان سائقُ العربة على وشك التحرُّك، قال لونجوورث له:

«باركر، أتستخدم العرَبةَ كعربةِ أجرة؟»

رد باركر المحترم: «أوه، لا، يا سيدي، الرجل الشابُّ الذي ترَكَنا لتوِّه أتى من حيِّ السيتي مع الآنسة لونجوورث.»

«هل فعل، حقًّا؟ هل ذهبتم لاصطحابه، يا باركر؟»

«لقد ركب معنا في تشيبسايد، يا سيدي.»

«آه، فهمت.» وبعد أن صبَّ بعض اللعنات على كينيون، دخل إلى العربة وذهب إلى المنزل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤