الفصل الثامن عشر

كان جورج ونتوورث رجلًا مناسبًا أكثرَ بكثيرٍ من جون كينيون فيما يتعلَّق بالمهمة التِّجارية التي كانا يرغبان في القيام بها. كان ونتوورث مختلطًا بالناس، ولم يكن خائفًا منهم. وعلى الرغم من أنه عانى بشدة من الواقعة البسيطة التي حدثَت على متن السفينة، وعلى الرغم من أنه في هذا الوقت العصيب بدا أنه كان يفتقد الشجاعةَ المطلوبة، فإن السبب كان إلى حدٍّ كبير أن الضربة جاءت له من امرأة، وليس من رجل. وونتوورث، حتى الآن، إنْ تجاوز أحدُ معارفه في حقِّه ووجَّه إليه ملاحظةً مسيئة أو جارحة، يهزُّ كتفَيه تعبيرًا عن عدم الاكتراث، ولا يُفكر مرة أخرى في الأمر. على الجانب الآخر، وبغضِّ النظر عن مظهره الخارجي الذي يدلُّ على البرود والهدوء، فإن جون كينيون حساس مثل الأطفال، وصدٌّ كالذي تعرَّض له من جانب آل لونجوورث كان كافيًا لجعله يكتئب لمدة أسبوع. لقد كان تلميذًا طوال حياته، ولم يتعلَّم بعدُ الدرسَ المهم المتمثِّل في معرفة كيفية النظر إلى أفعال الآخَرين بتوازن. كان ونتوورث يقول لنفسه إن آراء الآخرين لا تُهمه كثيرًا، لكن كينيون كان لا يعرف الكثير عن رفاقه بحيث يصل إلى تلك النتيجة المريحة.

أغلق جورج ونتوورث باب مكتبه عندما أصبح بمفرده، وقرَّب إليه على مكتبه مجموعةَ الأوراق، التي تركها له كينيون، وأخذ يفحصها بمنهجية ليجد ما إذا كان هناك أيُّ خطأ فيها. وقال لنفسه: «يجب أن أتعامل مع هذا الشيء دون أيِّ تهاون، وأُعامل كينيون كما لو أنه لص. يجب أن أجد أيَّ خطأ في الحُجة أو أيَّ شيء غير دقيق فيما يتعلق بالحقائق.» وأخذ يدرس الأوراق بجدِّية، واضعًا علاماتٍ بالقلم الرصاص في الهامش هنا وهناك. في البداية، قال لنفسه: «من الواضح جدًّا أن استخراج الميكا سيُغطي تكاليف العمل بالمنجم. ويُمكننا النظر إلى الطلب على الميكا باعتباره شيئًا على نحوٍ ما محسومًا. إنه غطَّى تكاليف العمل بالمنجم حتى الآن، وأدرَّ أيضًا رِبحًا بسيطًا، ولا يوجد سبب يدعونا إلى الاعتقاد بأن هذا لن يستمر. والآن، الكمية غير المؤكدة هي المادة الأخرى هذه، والشيء غير المؤكد بشأن تلك الكمية غير المؤكدة هو الطلب عليها في أسواق العالم، وأيضًا تكلفة نقلها.» كان لدى ونتوورث نظريةٌ مفادها أن أيَّ شيء ممكن فقط إذا كنت تعرف شخصًا يعرف شخصًا عالِمًا ببواطن الأمور. هناك دائمًا شخصٌ كهذا في كل مجال؛ شخص يُعَد هو المرجعيةَ فيما يتعلق بالحديد، أو المناجم، أو العملات، شخص يعرف كل شيء عن مجال الطباعة. وإذا أردتَ أي معلومات عن موضوع معين، فليس من الضروريِّ أن تعرف مثل هذا الرجل الخبير، لكن من المهم جدًّا أن تعرف رجلًا يُمكن أن يوصلك إلى هذا الرجل. ما عليك إلا أن تحصل على خطابٍ تقديمي من رجل يعرف هذا الرجل الخبير، وهذا كل ما في الأمر!

ضغط ونتوورث على جرسه، وجاء ساعٍ ليعرف ماذا يريد.

«هلا تطلبُ من فضلك من السيد كلوز أن يأتيَ هنا للحظات!»

خرج الساعي، وبعد فترة قصيرة، دخل رجل عجوز بعض الشيء ويظهر عليه وَقار شديد، وكانت لديه عادةُ حكِّ يدَيه معًا، أغلقَ الباب بهدوء وراءه بطريقة خجولة.

قال ونتوورث: «كلوز، مَن الذي يُعد المرجعيةَ في مجال الخزف؟»

«الخزف، يا سيدي؟»

«نعم، مجال الخزف.»

«جملة أم تجزئة، يا سيدي؟»

«أريد أن أتواصل مع شخص يعرف كلَّ شيء عن صناعة الخزف.»

قال كلوز، بنبرةٍ دلَّت على أن هذا أمرٌ مختلف تمامًا: «آه، صناعة، يا سيدي … صناعة، يا سيدي؛ نعم، سيدي، أنا في واقع الأمر لا أعرف شخصًا بإمكانه معرفةُ كلِّ شيء عن صناعة الخزف، لكنني أعرف شخصًا يمكنه وضعُك على الطريق الصحيح.»

«رائع جدًّا؛ هذا شيء جيد بالقَدْر نفسِه.»

«لو كنتُ مكانك، يا سيدي، لقابلتُ السيد ميلفيل؛ السيد ميلفيل، من شركة سكرانتن الشهيرة للخزف.»

«وما عُنوانه؟»

«عنوانه …» وهنا، انحنى الرجل العجوز وكتب العنوان على بطاقة. ثم أردف: «هذا سيجعلك تصلُ إليه، يا سيدي. إن أمكنَك، يا سيدي، إرسالُ رسالة إلى السيد ميلفيل، وإخبارُه أنك تريد شخصًا يعرف كل شيء عن إنتاج الخزف، فسيُمكنه إخبارُك بالرجل الذي تريده. إنه يعمل في مجال تجارة الخزف بالجملة، يا سيدي.»

«أتعتقد أنه سيكون في مكتبه في هذه الساعة؟»

«أوه، نعم، يا سيدي، من المؤكد أنه سيكون في مكتبه الآن.»

«رائع جدًّا، إذن؛ أعتقد أن عليَّ الذَّهابَ الآن للقائه.»

«جيد جدًّا؛ أتريد شيئًا آخر، يا سيدي؟»

«لا، يا كلوز، شكرًا لك.»

عندما غادر كلوز، الرجل الذي يستحق التقدير، بهدوء وخجل كما دخل، التقط ونتوورث إحدى عيِّنات السبار التي كان كينيون قد حصل عليها من المنجم، ووضعها في جيبه. وفي غضون دقيقتين، كان في عربة أجرة، أخذَت تجري عبر الشوارع المزدحمة متجهةً إلى مكتب ميلفيل. وبالقرب من باب مخزن شركة الخزف، وداخل القاعة الرئيسية، كان هناك صفَّان متوازيان من الأسماء؛ الأول تحت العنوان العام «بالخارج»، والثاني تحت عنوان «بالداخل». بدا أن السيد سميث كان بالخارج، وأن السيد جونز كان بالداخل، لكن المهم أن اسم ريتشارد ميلفيل تصادف أنه كان في عمود هؤلاء الذين كانوا بالداخل. وبعد تأخيرٍ لبِضْع لحظات، أُدخِل ونتوورث إلى مكتب هذا الرجل.

قال: «سيد ميلفيل، لقد نُصِحتُ بالمجيء إليك للحصول على بعض المعلومات المتعلقة بصناعة الخزف. المعلومات التي أريدها قد لا تكون باستطاعتك أن تُوفِّرها لي، لكنني أعتقد أن بإمكانك أن تُخبرني إلى مَن يجب أن أرجع حتى أحصلَ عليها.» وبعد أن قال هذا، أخرج من جيبه عينةَ المادة المعدِنية التي أحضرها معه. ثم أردف: «ما أريد معرفتَه هو مقدارُ ما تستخدمه من هذه المادة كلَّ عام في صناعة الخزف؛ والمقابل الذي تدفعه لِقاءَ ذلك؛ وأود الحصول على تقدير، إن كان هذا ممكنًا، للكمية المستخدَمة منها في إنجلترا كلَّ عام.»

أمسك ميلفيل بالعينة وقلبها في يده، ناظرًا إليها باهتمام.

ثم قال في النهاية: «حسنًا، أستطيع إخبارك بأي شيء تريده عن تجارة الخزف بالجملة، لكنني لستُ على دراية كبيرة فيما يتعلق بصناعتها. من أين حصلتَ على هذه؟»

قال ونتوورث: «إنها من منجمٍ أنا مهتم به.»

«آه، هل لي أن أسأل عن مكان وجوده؟»

رد ونتوورث على نحوٍ مبهم: «إنه في أمريكا.»

«فهمت. هل فكَّرت في مسألة النقل قبل محاولتك طرْحَه للبيع في السوق الإنجليزية؟ إن هذه، كما تعرف، مسألةٌ مهمة. إن تكلفة نقل مادة ثقيلة لمسافة طويلة تُعَد عاملًا مهمًّا فيما يتعلق بقيمته التجارية.»

قال ونتوورث: «أُدرك ذلك، وإن سؤالي عن تفاصيل سعر تلك المادة هنا هدفه أن أستطيعَ وضع تقديرٍ تقريبي لقيمتها.»

«أفهم ذلك، لكنني لن أستطيع الإجابة عن أسئلتك. إن كان لديك من الوقت ما يُتيح لك الانتظار لرؤية السيد براند، مدير الإنتاج لدينا، الذي يُعَد أيضًا أحدَ الملاك، فيُمكنه بسهولة إخبارُك بكل شيء عن هذه المادة؛ إنه سيقول لك ما إذا كانت تُستخدَم على الإطلاق من عدمه. إنه يأتي إلى لندن مرةً كل أسبوعين، واليوم هو يومه. أنا في انتظار وصوله إلى هنا في أي وقت. يمكنك الانتظار، إن أردتَ، ورؤيتُه.»

«أنا لا أعتقد أن هذا سيكون ضروريًّا. سأكتب، إذا سمحتَ لي، ما أريد معرفته على وجه التحديد، وفي غضون دقيقتين أو ثلاث، يُمكنه كتابةُ المعلومات التي أريدها منه. ثم، سأزورك ثانيةً غدًا، إذا كنتَ لا تمانع.»

«على الإطلاق. سأوضح الأمر له. ويُمكنك أن تترك لي هذه القطعة، أليس كذلك؟»

قال ونتوورث: «بالتأكيد.» وراح يكتب على قطعة ورق الأسئلة: «أولًا: ما الكمية التي تستخدمها من هذه المادة في أعمالك كلَّ عام؟ ثانيًا: ما المقابل الذي تدفعه لكل طنٍّ منها؟ ثالثًا: هلا تعطيني، إن كان هذا ممكنًا، تقديرًا للكمية المستخدَمة منها في إنجلترا؟»

قال: «لقد انتهيت، إن أعطيتَه قطعة الورق هذه، وأريتَه عينةَ المادة، فسوف أكون ممتنًّا لك بشدة.»

قال ميلفيل: «بالمناسبة، هل هذا المنجم يعمل؟»

«نعم، إنه كذلك.»

«هل هناك شخصٌ آخر غيرك مهتمٌّ بشأنه في هذا البلد؟»

قال ونتوورث، ببعض التردد: «نعم، جون كينيون، خبير التعدين، مهتمٌّ به والسيد لونجوورث؛ السيد لونجوورث الشاب الذي من حي السيتي.»

«هل تجمعه صلةُ قرابة بجون لونجوورث؟»

«إنه ابنُ أخيه.»

«آه، حسنًا، إن أيَّ شيء يهتم به لونجوورث يكون إلى حدٍّ كبير مشروعًا ناجحًا.»

«أنا ربما أكون قد بالغتُ كثيرًا بقولي إنه مهتم بالمنجم، لكنه بدا أثناء عودته من أمريكا أن لديه الرغبةَ في الانضمام إلينا. إن شريكي، جون كينيون، الذي ذكرتُه لك لتوي، معه الآن، على ما أعتقد.»

«رائعٌ للغاية. سأعرض تلك العينة على السيد براند كما أردتَ، وسأجعلك تعلم غدًا ماذا قال.»

وهنا، غادر ونتوورث، ولدى خروجه عبر القاعة الرئيسية، قابل مديرَ الإنتاج، على الرغم من أنه لم يكن يعرفه في ذلك الوقت. لقد كان رجلًا تبدو على وجهه أماراتُ البراعة الشديدة، وكان يمشي بخُطًى سريعة تُبين أنه كان يعتقد أن الوقت من ذهب.

قال عندما دخل: «حسنًا، ميلفيل، لقد تأخرتُ قليلًا اليوم، أليس كذلك؟»

«لقد تأخرتَ قليلًا عن موعدك المعتاد، ولكن ليس كثيرًا.»

قال المدير: «بالمناسبة …» ثم وقعَت عينه على العينة الموجودة على المكتب أمام ميلفيل. وصاح قائلًا: «ما هذا؟ من أين جئتَ بها؟»

«لقد تركَها لي هنا منذ لحظات رجلٌ كريم أردتُه أن ينتظرك حتى تأتي، لكن بدا أنه كان في عجَلة من أمره. إنه سيأتي إلى هنا ثانيةً غدًا.»

«ما اسمه؟»

«ونتوورث. وها هي بطاقته.»

«آه، من شركة لمراجعي الحسابات، أليس كذلك؟ كيف أمكَنه الحصولُ على هذه القطعة؟»

«لقد أراد الحصولَ على بعض المعلومات عنها، وأخبرته بأنني سأريك إياها. وها هي الرسالة التي تركَها لك.»

أدار المدير الكريستالة مرةً بعد أخرى في يده، وارتدى نظارته، وفحص الكريستالة بعناية، ثم التقط قطعة الورق وقرأ ما كتبه ونتوورث.

«هل قال من أين حصل عليها؟»

«نعم؛ إنه يقول إن هناك منجمًا منها في أمريكا.»

«في أمريكا، ها؟ هل قال كم يوجد من هذه المادة؟»

«لا؛ لم يُخبرني بذلك. لكن المنجم قيد التشغيل.»

«هذا غريب جدًّا! أنا لم أسمع به قط.»

قال ميلفيل: «لقد فهمتُ منه أنه يرغب في بيع المنجم هنا. إنه لم يقُل الكثير، لكنه أخبرني أن شريكه — لقد نسيت اسمه — كان يتحدث في الوقت الحاليِّ مع لونجوورث الشابِّ بشأنه.»

«لونجوورث … مَن يكون؟»

«إنه رجلٌ مولَع بالعمل في مجال المناجم أو غيرها من الاستثمارات؛ أقصد، عمه هو الذي يفعل هذا؛ إنه أيضًا رجلٌ عجوز بارع وداهية جدًّا. إنه دائمًا في الجانب الصحيح من السوق، بغضِّ النظر عما تئول إليه الأمور.»

«إذن، إنه شخصٌ من المؤكد أنه سيعرف قيمة المنجم إن اشتراه، أليس كذلك؟»

«أنا لا أعرف شخصًا يعرف قيمة ما يمتلكه على نحوٍ أفضلَ من لونجوورث.»

قال متأملًا: «آه، يا للحسرة!»

«لماذا؟ هل تلك مادة ذات قيمة؟»

«ذات قيمة! محجر من تلك المادة سيكون أفضلَ بالنسبة إلينا من منجم ذهب!»

«حسنًا، بدا لي، أثناء الحديث مع السيد ونتوورث، أنه ليست لديه أيُّ فكرة محدَّدة عن فائدتها. وبدا لي أنه لا يعرف شيئًا عنها، ولهذا جاء إلى هنا للحصول على معلومات عنها.»

نظر المديرُ ثانيةً إلى الورقة التي معه.

ثم قال: «لستُ متأكدًا من ذلك.» وأضاف: «إنه يريد معرفةَ الكمية التي نستخدمها منها كلَّ عام، والكمية المستخدَمة منها في إنجلترا، والسعر الذي ندفعه في الطنِّ منها. أستطيع أن أحكم، من هذا، أن لديه فكرةً عن قيمتها، ويريد فقط أن يتحقَّق منها. نعم، أنا متأكد من أن هذا هو مَسْعاه. أخشى أنه لا يمكن فعلُ الكثير مع السيد ونتوورث.»

«ما الذي تُفكر في فعله؟»

«عزيزي ميلفيل، إن استطعنا الحصولَ على مثل هذا المنجم، مع افتراض أنَّ به كميةً لا محدودة من تلك المادة، فيمكننا السيطرة على أسواق الخزف في العالم.»

«أنت بالطبع لا تقصد ما تقوله!»

«إن هذه حقيقة، بسبب نقاء المادة. المادة التي نستخدمها مُشرَبة بشدةٍ بالحديد؛ علينا إخراجُ الحديد منها، وهذا يكلفنا بعض المال. هذا لا يعني أن المادة في حدِّ ذاتها غيرُ مألوفة على الإطلاق؛ فهي واحدة من أكثر الموادِّ شيوعًا في الطبيعة؛ لكنني لم أرَ شيئًا من قبلُ بهذا النقاء. إنني أتساءل إن كانت هذه عينة فعلية مما بإمكانهم استخراجُه من المنجم. وإذا كان الأمر كذلك، فأنا أُفضِّل امتلاك هذا المكان على امتلاك منجمِ ذهبٍ أنا أعلمُ بتفاصيله.»

«حسنًا، سأتحدث إلى السيد ونتوورث، إن أردت. إنه سيأتي إلى هنا في نحوِ ذلك الوقت غدًا، وسأجد إن كان بالإمكان عقدُ اتفاق معه.»

رد المدير، الذي كان لا يُفضل أبدًا فعلَ الأشياء بطريقة مباشرة: «لا، أنا ما كنت سأفعل هذا.» ثم أردف: «أعتقد أن أفضل طريقة هي أن ترى لونجوورث. الاحتمال الأكبر أن رجلَ اقتصاد مثله لا يعرف قيمة هذا المكان؛ وإن لم تكن تُمانع، فسأكتب رسالة إلى السيد ونتوورث وأُعطيه رأيي في هذه المادة.»

«ماذا سأقول للونجوورث؟»

«قل له ما تشاء؛ أنت تفهم في هذا النوع من الأمور أفضل مني. ها هي حقائقُ المسألة. إن استطعنا الحصولَ على حصة غالبة في هذا المنجم، مع افتراض أن المادة الموجودةَ به متوافقةٌ مع العينة — أعتقد أن هذه عينة مختارة بعناية؛ بالطبع، سيكون علينا أن نُرسل أحدًا إلى أمريكا لنتأكد — إن استطعنا الاستحواذَ على هذا المكان، فستكون هذه هي أهمَّ صفقةٍ قمنا بها في مجال الأعمال، بشرط، بالطبع، أن نحصل عليه بسعرٍ رخيص بالقدر الكافي.»

«ماذا تقصد بسعر رخيص بالقدر الكافي؟»

«ستعرف المبلغ الذي سيبيع به لونجوورث المنجم.»

«لكن ماذا لو كان ونتوورث يمتلك المنجمَ أو يمتلكه مُناصَفة مع لونجوورث؟»

«أعتقد، على نحوٍ ما، أنك إذا كنتَ تعرف لونجوورث، فيمكنك على الأرجح التوصلُ إلى اتفاقٍ جيد معه. وفي غضون ذلك، سأرسل أنا رسالةً إلى ونتوورث. هل معك هنا عنوانه؟»

«نعم.»

«رائع جدًّا.»

أخذ قلمه وكتب على عجَلٍ الرسالةَ التالية:

سيدي العزيز

يُؤسفني القول إن المادة التي تركتها في مكتبنا أمس غيرُ ذات قيمة بالنسبة إلينا. إننا لا نستخدم مادةً من هذا النوع، وبقدرِ عِلمي، إنها غيرُ مستخدمة في أي مكان في إنجلترا.

المخلص
آدم براند

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤