الفصل الرابع والثلاثون

أفسد اللقاءُ العاصف الذي جرى بين ونتوورث والسيد لونجوورث الهدوءَ المعتاد للأخير. ورجع في تلك الليلة إلى المنزل في وقتٍ أبكر من المعتاد بالنسبة إليه، وكلما فكَّر في الواقعة التي تعرَّض لها، بدَت غيرَ مبرَّرة. أخذ يتساءل عما فعله ابنُ أخيه بالفعل، وحاول تذكُّرَ الاتهاماتِ التي وجَّهها إليه ونتوورث. لم يستطِع تذكُّر الأمر؛ نظرًا إلى أن الأجزاء التي كانت تُثير غضبه أكثرَ من اللقاء قد جعلَت الاتهامات تتبخَّر من عقله. لكن بقي هناك استياءٌ مرير من ونتوورث. راجع السيد لونجوورث نفسه ليرى إن كان من الممكن أن يُلام في أي شيء، لكنه لم يجد أيَّ شيء في تعاملاته مع هذا الشاب يمكن أن يجعله يشعر بأيِّ نحوٍ أنه مسئول عن الكارثة التي حلَّت بونتوورث وصديقِه. ولقد قرأ صحيفته المسائية المفضَّلة باهتمامٍ أقلَّ من المعتاد؛ إذ كانت الواقعة التي جرَت في مكتبه تأتي على باله من آنٍ لآخَر. وفي النهاية، قال بحدَّة:

«إديث!»

ردَّت ابنتُه: «نعم، يا أبي.»

«هل تتذكَّرين ذلك الشخص الذي يُسمى ونتوورث، هذا الذي دعَوتِه للحضور إلى هنا في مساء اليوم الذي سافر فيه ويليام؟»

«نعم. يا أبي.»

«رائع جدًّا. لا تَدْعيه لهذا المنزل مرةً ثانيةً.»

سألت الفتاة بصوت منزعج بعضَ الشيء: «ما الذي فعله؟»

استمر أبوها في حديثه، متجاهلًا سؤالها: «وأودُّ أيضًا ألا تَدْعي أبدًا أي شخص قريب منه؛ ذلك الشخص الذي يُدعى كينيون، على سبيل المثال.»

ردت: «أعتقد أن السيد كينيون ليس موجودًا في هذا البلد حاليًّا.»

«إنه كذلك، لكنه سيعود ثانيةً، على ما أعتقد. على أي حال، أودُّ ألا تكون لنا أيُّ علاقة بهؤلاء الأشخاص. أتفهمين هذا؟»

«نعم، يا أبي.»

استمرَّ السيد لونجوورث في قراءته. رأت إديث أن أباها متضايق بشدَّة، وكانت متلهفةً لمعرفة السبب، لكنها كانت على دراية كافية بالطبيعة البشرية بحيث تُدرك أنه في غضون وقتٍ قصير سيُنهي قلقَها. لقد بدا ثانيةً أنه يُحاول تركيز انتباهه على الصحيفة. وبعد مدَّة، ألقاها، والتفتَ إليها.

وقال بمرارة: «هذا الرجل الذي يُدعى ونتوورث تصرَّف معي اليوم في مكتبي على نحوٍ غيرِ مبرر على الإطلاق. يبدو أن ويليام وهو وكينيون قد اشترَكوا معًا في مشروع خاصٍّ بأحد المناجم. لم أكن أعرف شيئًا عن مَسْعاهم، ولم تتمَّ حتى استشارتي بشأنه. والآن، يبدو أن ويليام قد ذهب إلى أمريكا وفعل شيئًا يعتبره ونتوورث تصرفًا أضرَّ بهما. لقد أتى إليَّ ونتوورث، وطلب مني عشرين ألف جنيه — وهو أغربُ شيء سمعته على الإطلاق — وقال إنني عليَّ دفعه له لأُحافظ على السمعة الطيبة لعائلة لونجوورث. كما لو أن السمعة الطيبة للعائلة تعتمد عليه أو أيِّ شخص مثله! لقد طردتُه من المكتب.»

لم تُجِب إديث لبضع لحظات، بينما عبَّر أبوها عن استيائه بعبارات حادة لا حاجة إلى ذكرها هنا.

قالت بعد فترة: «هل ذكر كيف أضرَّ ويليام بهما؟»

«أنا لا أتذكر الآن ما قاله بالضبط. أتذكر أنني قد أخبرتُه بأن يأتي ثانيةً عندما يكون ابنُ أخي موجودًا، ويُوجِّه اتهاماته إليه إن أراد فعل هذا. هذا ليس معناه أنني أقرُّ بأن لي أيَّ علاقة على الإطلاق بالأمر، لكنني ببساطة رفضتُ الاستماع لاتهاماتٍ موجَّهة إلى إنسان غيرِ موجود معنا. أنا لم أُبدِ أي انتباه لها.»

ردت إديث: «هذا بالتأكيد كان منطقيًّا.» ثم أردفَت: «ما كان ردُّه على هذا؟»

«أوه، لقد أساء إليَّ، وإلى ويليام، وتجاوز الحدَّ بشدة حتى اضطُرِرت إلى طرده من المكتب.»

«ما الذي قاله عن مقابلة ويليام لدى عودته، وتوجيه الاتهامات إليه حينها؟»

«ما الذي قاله؟ أنا لا أتذكر. أوه، نعم! لقد قال إن أوان القول سيكونُ قد فات حينها؛ وإنه يتبقَّى فقط بضعة أيام على العمل الذي عليهما القيامُ به، وهذا ما جعله يطلبُ العشرين ألف جنيه. إن دفعي هذا المبلغ كان سيدفعُ الضرر، أيًّا كان، الذي تسبَّب فيه ويليام. أرى الأمر ببساطةٍ باعتباره محاولةَ ابتزاز من جانبه، وأنا مندهش من محاولة شخصٍ ينتمي لشركة جيدة جدًّا مثل شركته ممارسةَ هذه اللعبة عليَّ. سأتحدث غدًا مع شريكه الأكبر عن الأمر، وإن لم يجعل هذا الشابَّ يعتذر بندمٍ شديد، فسيكون هو الخاسر، يمكنني إخبارُه بهذا.»

«لن أُفكر ثانيةً في الأمر، يا أبي، لو كنتُ مكانك. لا تدَع الأمر يُضايِقْك على الإطلاق.»

«أوه، إنه لا يُضايقني، لكن الشباب هذه الأيام يبدو أنهم يعتقدون أنَّ بإمكانهم قولَ أي شيء لمن هم أكبرُ منهم.»

ردَّت: «أقصد أنني ما كنتُ سأذهب لشريكه في اليوم التالي أو الذي يليه. انتظر وانظر كيف ستسير الأمور. أنا ليس لدي شكٌّ أنه، عندما يُفكر في الأمر، سيشعر بالخزي الشديد من نفسه.»

«حسنًا، أتمنى ذلك.»

«إذن أعطِه الفرصة كي يشعر بالخزي من نفسه، ولا تأخذ أيَّ خطوات أخرى في الوقت الحاضر.»

ذهبَت إديث بعد ذلك بوقتٍ قصير إلى غرفتها؛ وهناك، وهي تُشبك يدَيها خلف ظهرها، أخذت تسير جيئة وذهابًا وهي تُفكر، بقلبٍ مهموم بشدة، فيما سمعَته. كان تصوُّرها للواقعة مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي كان لدى أبيها. لقد كانت متأكدةً أن ابن عمها قد قام بشيء شائن. إنها كانت لمدَّة طويلة تشكُّ في الصداقة المزعومة بينه وبين الشابَّين، وهي الآن تصوَّرَت جون كينيون في أدغال كندا وهو محبطٌ وقليل الحيلة بسبب الخداع الشديد الذي تعرَّض له. ولم تذهب إلى النوم إلا في ساعةٍ متأخرة جدًّا من الليل، واستيقظَت في وقت مبكر جدًّا من صباح اليوم التالي. كان أبوها مبتهجًا ورائقًا على الإفطار، وقد نسي على ما يبدو كلَّ شيء عن الواقعة المؤلمة التي حدَثَت في اليوم السابق. إن النوم الجيد بالليل قد مَحاها من ذاكرته. كانت إديث سعيدةً لهذا، ولم تذكر الموضوع. وبعد أن ذهب لعمله، أعدَّت ابنتُه نفسها لتتبعه. لم تأخذ عربتها، لكنها استأجرت عربةَ أجرة تجرُّها الخيول، وأعطت السائق رقمَ البناية التي يوجد بها مكتب ونتوورث. اندهش هذا الشابُّ على ما يبدو بعض الشيء لرؤيتها. لقد كان يُحاول أن يكتب لكينيون عما حدث في لقائه مع السيد لونجوورث العجوز؛ لكن بعد أن انتهى، اعتقد أن جون كينيون ما كان سيُعجبه ما فعله؛ لذا، كان قد مزَّق لتوِّه الرسالة.

قال، وهو يدفع كرسيًّا ذا ذِراعين إلى المكان المناسب: «تفضلي هذا الكرسي.» ثم أردف: «إنه الكرسي المريح الوحيد الذي لدينا في الغرفة.»

ردَّت الآنسة لونجوورث: «الراحة ليست مهمة.» ثم أضافت: «لقد أتيتُ لأراك بشأن منجم الميكا. ماذا فعل ابنُ عمي؟»

«كيف عرَفتِ أنه قد فعل أي شيء؟»

«هذا غيرُ مهم. لقد عرَفت. أخبِرني بأقصى سرعتك ماذا فعل.»

قال: «إنها ليست قصةً لطيفة للغاية بحيث يكون من المناسب سردُها على مسامع فتاة عن أحد أقاربها.»

«لا عليكَ من هذا. أخبرني بالأمر.»

«رائعٌ للغاية، لقد فعل ما يلي: لقد تظاهر بأنه صديقنا، وتعهَّد بمساعدتنا في تأسيس هذه الشركة. وقد أخَّرَنا بكل الطرق التي في استطاعتِه حتى أصبحَت مدة عقد الخيار على وشك الانتهاء. ثم ذهب إلى كندا وحصل لنفسه، ولرجلٍ يُدعى ميلفيل، على عقد الخيار الخاصِّ بالمنجم عندما تنتهي مدة عقد جون كينيون؛ أي غدًا في الساعة الثانية عشرة، عندما تنتهي مدةُ عقد كينيون، سيدفع ابنُ عمِّك المال ويمتلك المنجم؛ وحينها، بالطبع، سأكون أنا وكينيون خارجَ الأمر. أنا لا تُهِمني الخَسارة على الإطلاق — أنا لن أتوانى عن إعطاء كينيون نصيبي — أما بالنسبة إلى جون، فهذه ضربةٌ موجعة. لقد كان ينتظر الحصولَ على المال ليدفع الدَّين الذي يرى أنه يَدين به لأبيه فيما يتعلَّق بمصاريف تعليمه. إنه يَدْعوه دَينَ شرف، رغم أنه ليس كذلك بالمعنى العاديِّ للكلمتين. لذا، بدا لي أنه من المريع أن …» هنا توقَّف عن الكلام ولم يُسهِب فيه. لاحظ أنَّ هناك دموعًا في عينَي الفتاة التي كان يتحدث إليها. ثم أضاف: «إنه لمن القسوة أن أُخبرك بكل هذا. أنتِ لا يمكن أن يُلقى عليك بأيِّ لوم، ولا على أبيك كذلك، على الرغم من أنني تحدثتُ إليه بأسلوب غاضب أمس.»

«متى قلتَ إن عقد الخيار سينتهي؟»

«في الساعة الثانية عشرة غدًا.»

«ما المبلغ المطلوب لشراء المنجم؟»

«عشرون ألف جنيه.»

«هل يمكن إرسال المال إلى كندا عن طريق الإبراق؟»

«نعم، أعتقد هذا.»

«ألستَ متأكدًا تمامًا من هذا؟»

«نعم، لستُ متأكدًا. إنه يمكن إرساله بالإبراق في هذا البلد، وفي أمريكا.»

«كم من الوقت ستستغرق لتتأكدَ من هذا؟»

«فقط بضع لحظات.»

«رائعٌ جدًّا. أين السيد كينيون الآن؟»

«كينيون في أوتاوا. لقد وصلَتني برقيةٌ منه أمس.»

«إذن، هلَّا تكتب برقية، يمكن إرسالُها على الفور، تطلب منه فيها الانتظارَ في مكتب التلغراف حتى يحصل على رسالةٍ أخرى منك؟»

«نعم، يُمكنني فعل هذا؛ لكن ما جدوى هذا؟»

«لا تهتمَّ؛ ربما لن تكون له أيُّ جدوى. سأحاول جعله ذا جدوى. وفي غضونِ ذلك، ضَعْ في اعتبارك، في حالة نجاحي في مسعاي، أن جون كينيون يجب ألا يعرف أبدًا تفاصيل هذا الأمر.»

«إنه لن يعرفَ أبدًا … إن أردتِ هذا.»

«إنني أريد هذا بالفعل. والآن، هناك فرقُ ستِّ ساعات بين بلدنا وكندا، أليس كذلك؟»

«تقريبًا هكذا، على ما أعتقد.»

«رائع جدًّا؛ أرسِل على الفور البرقيةَ له، واطلب منه أن يردَّ عليك، حتى نتأكَّد من أنه هناك في المكان المحدَّد. ثم اسأل عن مسألة إرسال المال بالإبراق. سأعود إلى هنا، كما أعتقد، بأسرعِ ما يمكن.»

وهنا، غادرَت المكتب، وركبَت عربة الأجرة الخاصة بها، وذهبت إلى مقرِّ العمل الخاص بأبيها.

قال الرجل العجوز، وهو يدفع نظارته إلى جبينه وينظر إليها: «حسنًا، يا فتاتي، ما الأمر … مغامرةٌ جديدة؟»

«نعم، يا أبي، مغامرة جديدة.»

كان من الواضح أن ابنتَه كانت منفعلة، وكانت أنفاسُها متلاحقة. أغلقت الباب، وجلسَت على كرسيٍّ مقابلٍ لكرسي أبيها.

ثم قالت: «أبي، أنا مساعِدتُك، كما تَدْعوني، منذ مدَّة طويلة.»

«نعم، إنك كذلك. هل ستُضربين عن العمل حتى تحصلي على زيادة في الراتب؟»

ردَّت بجدية، دون أن تنتبه إلى نبرة المزاح التي كانت في صوته: «أبي، هذا أمر جادٌّ للغاية. أريدك أن تُعطيني بعض المال من أجل أن أُضارب به.»

«سأفعل هذا بكل سرور. كم تريدين؟»

أدار الرجل العجوز كرسيَّه وأخرج دفتر شيكاته.

ردت: «أريد ثلاثين ألف جنيه.»

استدار السيد لونجوورث بسرعةٍ بكرسيِّه ونظر إليها باندهاش.

«ثلاثين ألف ماذا؟»

«ثلاثين ألف جنيه، يا أبي؛ وأريدها الآن.»

قال محتجًّا: «فتاتي العزيزة، هل تُقدِّرين حجم مبلغ الثلاثين ألف جنيه؟ هل تعلمين أن هذا المبلغ يُعَد بمنزلة ثروةٍ ضخمة؟»

«نعم، أعلم هذا.»

«هل تعلمين أنه لا يوجد أحدٌ من بين التجار العشرين الأغنى في لندن يُمكنه في غضون وقتٍ قصير توفيرُ سيولة قدرها ثلاثون ألف جنيه؟»

«نعم، أعتقد أن هذا صحيح. هل لديك هذه السيولة؟»

«نعم، لديَّ. يُمكنني كتابة شيك بالمبلغ، وسيجري قَبولُه وصرفه على الفور؛ لكنني لا يُمكنني إعطاؤك مثل هذا المبلغ الكبير دون معرفة ما الذي ستفعلينه به.»

«وماذا، يا أبي، لو لم توافق على ما سأفعله به؟»

«هذا سببٌ أدعى، يا عزيزتي، لضرورة معرفتي بالأمر.»

«إذن، يا أبي، أعتقد أنك تقصد أن أيَّ خدمات قد قدَّمتُها لك، وأي راحة قد وفَّرتها لك، وما مثَّلته بالنسبة إليك طوال حياتي، لا تساوي ثلاثين ألف جنيه؟»

«لا يجب أن تتحدَّثي هكذا، يا ابنتي. كل ما أمتلكه مِلكُك، أو سيكون مِلكَك، عندما أموت. أنا أعمل من أجلك؛ إنني أجمع المال من أجلك. إنك ستستحوذين على كل ما أملك في اللحظة التي سأتقاعد فيها عن العمل.»

قالت الفتاة، وهي تقف أمامه: «أبي! أنا لا أريد أموالك عندما تموت. أنا لا أريدك أن تموت، كما تعلم؛ لكنني أريد ثلاثين ألف جنيه اليوم، والآن. إنني أريدها أكثرَ من أي شيء أردتُه من قبلُ في حياتي، أو سأريده بعد ذلك. هلا تعطيني إياها؟»

«لا؛ أنا لن أفعل، إلا إذا أخبرتِني بما ستفعلينه بها.»

«إذن، يا أبي، يمكن أن تترك مالك لابنِ أخيك عندما تموت؛ أنا لن أمسَّ أبدًا بنسًا منه. والآن، دعني أودِّعْك. سأخرج من هذه الغرفة وأكسب عيشي بنفسي.»

وهنا، استدارت الفتاة كي تخرج، لكن والدها، بخفَّةٍ لم يكن لأحد أن يتوقعها من شخصٍ في سنه، اندفع إلى الباب ونظر إليها باندهاش.

«إديث، يا عزيزتي، أنت لم تتحدَّثي إليَّ بهذه الطريقة من قبل في حياتك. ما بك؟»

«لا شيء، يا أبي، فيما عدا أنني أريد شيكًا بثلاثين ألف جنيه، وأريده الآن.»

«وهل تقصدين القولَ بأنك ستتركينني إن لم أعطِكِ إياه؟»

«هل رجعتُ قط في كلمةٍ قلتُها، يا أبي؟»

«مطلقًا، يا ابنتي، على ما أتذكر.»

«إذن، تذكَّر أنني ابنتُك. لقد قلتُ إنك إن لم تعطِني هذا المبلغ الآن فإنني لن أدخل أبدًا منزلَنا ثانيةً.»

«لكنَّ ثلاثين ألف جنيه مبلغٌ ضخم. تذكَّري، أنني أيضًا قلتُ إنني لن أعطيَك المال ما لم تُخبريني بما ستفعلينَه به.»

«رائع جدًّا، يا أبي، سأخبرك بما سأفعله به عندما تسألني. لكنني أنصحُك بألا تسألني، وأنصحك بأن تعطيني المال. وستتم إعادته لك إن أردتَه.»

«أوه، أنا لا أهتمُّ بالمبلغ على الإطلاق، يا إديث. أنا فقط، بالطبع، لا أريده أن يَضيع هباءً.»

«أوَلا تثق، يا أبي، في حُكمي على الأمور؟»

«حسنًا، أنت تعرفين أنني ليست لديَّ ثقة كبيرة في حِكمة أي امرأة، في مسألة استثمار الأموال.»

«ثق بي هذه المرة، يا أبي. لن أطلبَ منك أبدًا أيَّ مال آخر.»

ذهب الرجلُ العجوز ببطءٍ إلى مكتبه، وكتب شيكًا، وأعطاه لابنته. لقد كان بمبلغ ثلاثين ألف جنيه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤