دموع الجليد

أكْرَمُ الحمدِ للكريمِ الحميدِ
وذُرَا المجدِ والعُلا لِلمجيدِ
واسِعِ الملكِ مستفيض العطايا
مانحِ الكائناتِ نُعْمَى الوُجُودِ
كافلِ الرزقِ لِلبَرَايا سَمَاحًا
واهبِ الرُّشْدِ مُلْهِمِ التَّوْحِيدِ
جاعِلِ الخِصبِ والرخاءِ أَلِيفًا
وحَلِيفًا لِنِيلِ مِصرَ السعيدِ
ومُحَلِّي الغصونِ بِالثَّمَرِ الحُلـ
ـوِ وكَاسِي الرِّياضَ خُضْرَ البُرود
ذُو حَبَا مصرَ رَوْنَقًا وبَهاءً
فهي تُزهَى بحُسْنِ عَذْراءَ رُودِ
من سهول تموجُ بالقطنِ والسُّـ
ـكَّرِ والحَبِّ قَائمٍ وحصيد
لِنخيلٍ تَهْتَزُّ بالتِّبْرِ والياقو
تِ حَلَّى زَبَرْجَدي الجريد
في سماءٍ أَرقَّ من دينِ مَن با
ع الحِمَى للعِدا بفانٍ زَهِيد

•••

مَضحِكِ الوردِ في خدودِ العذارَى
مازجِ الشَّهْدَ بالرضابِ البَرُود
الغَنِياتِ بالطُّلَى عن عُقودٍ
والبخيلاتِ باللَّمَى والنهود
مُقْرِضَاتِ المَهَى اكتحالَ عيونٍ
وغصونَ النَّقا اعتدالَ قدود
مُنْزلَاتي إلى سماءِ هُيامِي
من ذُرا تَوْبَتي وعَرْشِ (العهود)
رافعاتي من غَضِّ طرفي زُهْدًا
لِمَقامِ الرِّضَا وأُنسِ الشُّهُود

•••

خالقِ الهُدْبَ مَرْهَمًا وسلاحًا
لِجِراحِ القلوبِ والتَّضْمِيد
ومُبِينِ الحَلالَ في شَرْعِهِ الحُكـ
ـمِ وحامي الحمى مُقيمِ الحدود

•••

يا شقاءً حَمَى حُمَيا رَدَاحٍ
ونعيمًا مَضَى بِرَيا خَرِيد
إن تَرَاءَتْ فَالبدرُ أوجَ السُّعُودِ
أو تَسَامَتْ فَكوكبٌ في صُعودِ
أو تهادَتْ فدِعْصُ تبْرٍ مَهيلٍ
تحت خُوطٍ من لُؤْلُؤٍ أُمْلُود
أو تَنادَت فَشْجَوُ ناي وعُود
في تَسابيحِ بُلبلٍ غِرِّيد
أوْرَدَتْني ماءَ الحياةِ لِذَا شَـ
قَّ احتمالُ الصُّدورِ بعدَ الوُرُود
رِيقَ مُزْنٍ في ماءِ وردٍ مَزِيجا
في جَنَى النحلِ في ابْنةِ العُنْقود
أقصدَ الدهرُ مُهجتي إذْ رَمَاها
فشَفَى صدرَه بِسهمٍ حَدِيد
كلُّ حي مُفَارِقُ الإِلْفَ والدا
رَ ولو عاش ضِعْفَ عُمْرِ لَبِيد
والرَّدَى غيرُ فارقٍ عندما ينـ
ـزِل بينِ المَقْلِي والمَوْدُود
لا يبالي دموعَ باكٍ وَلَو جا
دَ بِسِمْطَين، لُؤلؤٍ وفَريد
ما أَذَالتْ من دمعِها أمُّ دَفْرٍ
لا على والدٍ ولا مَوْلود
تطأُ الرأسَ أشْعثًا أو دَهينَا
ضاعَ بين التَّصْفِيف والتجْعِيد
سَهْمُها نافذٌ ولو نَتَّقِيه
بِحديدٍ مُضَاعَفٍ مَسْرُود
نحن ركبٌ إلى الفَنَاءِ مُغذٌّ
من مَسُوقٍ لِحَينِه أوْ مَقُود
شدَّ ما كُنتِ تَزْعُمِيني جَلِيدًا
فَتَعالي اشْهَدِي دموعَ الجَلِيد
صارَ حيًّا مَيتًا يرُوح ويغْدُو
فوق وجه الثرى بقلبٍ وَئِيد
ذاكَ أمرُ الإلهِ لو يسْعِفُ الصبـ
ـرُ فَتِلكَ اللُّحُودُ عُقْبَى المهود

•••

يا بلادي فِداكِ كلُّ عزيزٍ
لا تَذِلِّي وجَاهِدِي تَسْتَفِيدي
نصفُ قرنٍ من النضالِ قَلِيلٌ
في بناءِ الحياةِ والتَّجْدِيد
فاعملي تُدْرِكي المُنَى واستَمِدِّي
من قُوى الله عاجلَ التَأْييد
واترُكي الخُلفَ والشِّقاقَ وجِدِّي
في اجْتِنَابِ الهَوَى وَطَرْحِ الحُقُود
والْجئي لِلثَّباتِ والصبرِ يا مصـ
ـرُ وحامِي عن الذَّرَارِي وذُودي
وإن (الوفدَ) حادَ عن شِرْعةِ البأ
سِ فعَن خُطَّةِ العُلا لا تَحيدي
راقبُوا الله في بَنِيكُمُ وخَافُوا
لَعْنَةً لا تَجُوزُكُم في اللُّحُودِ
ليس بِالْهَينِ الخَلاصُ من الْأَسْـ
ـرِ وتحطيمُ مُحْكَمَاتِ القُيودِ
إنَّهم يفْتَرُونَ حَقًّا لَدَينا
ويرِيدُونَكم كَزُورِ الشُّهُود

•••

أمَّةُ هَمُّهَا مُطارَدَةُ الإنسـ
ـانِ في الأرضِ وابْتِلَاعُ الوُجُودِ
شَرِبَتْنَا دمًا وباقٍ عليها
أكْلُنا أَعْظُمًا ولِبْسُ الجُلُود

•••

فاعْمَلِي بالخِداعِ يا دولَةَ الشَّرِّ
ومُدِّي من الشِّبَاكِ وصِيدي
وأَعِدِّي الفِخَاخَ لِلإِنسان والجِنِّ
ولِلْبَدْرِ والسِّمَاكَينِ كِيدي
كم جريحٍ بِسيفِ بَغْيكَ في الأَر
ضِ بريءٍ وكم قتيلٍ شهيدِ!

•••

رَبِّ هذي ذنوبُنا ولَكَ الحُجَّـ
ـةُ فالْطُفْ بِتَعْسِها من جُدُودِ
تجعلُ النيلَ إن تَشَأْ رافدَ الـ
ـتَّامِيزَ والمسلمين سَبْي اليهُودِ
أنتَ لَوْلَا عُلاهُم ما خَلَقْتَ الـ
ـماءَ من دافِقِ وَلَا مِنْ جَلِيد
لا ولا يابِسًا دَحَوْتَ ولا شَيـ
ـدْتَ طَوْدًا بِالصخرِ والجُلْمُود
رُبَّ هندٍ لَهُم طريف بأفريـ
ـقا مُطلٍّ على المحيط مَدِيد
حَدُّه (الكابُ) إن أردتَ جَنُوبًا
والشمالُ الشرْقِي (مِينا سَعيد)

•••

يا مُنَجِّي البيتَ العتيقَ قديمًا
نَجِّ مصرًا من ابْنِها (محمود)
هدَّ منها ودَكَّ صرحَ عُلاها
بِخَراطِيمِ أنْفِه المَعْقُود
أرسلِ الطيرَ من أبابيلَ بِالسِّجِّـ
ـيلِ واحْطِمْ أعداءَها بَعَمُود
قَلَّدوه العصا وقالوا تَقَدَّمْ
لا تُبالِي بِعُدَّةٍ أو عَدِيد
كيف نرضَى بِبَرْلَمَانٍ وشُورى
ولنا منكَ (مُوسلِيني) صَعيدي
إنما ساقَ حزبَه لِلْمَنايا
عندما ساقَنا بِسوْطِ العمِيد
ليس حزبُ الأحرارِ من يحْكُمُ النا
سَ بِسوطِ بلْ ذاكَ حزبُ العبيدِ
قد كذَبْتُمْ على اسْمِكُم بل أَرَدْتُم
منه عكسَ المُرادِ والمَقْصُودِ
ليت شعري والنيلُ أصبحَ فوضى
واغْتَدَى كلُّ مُفْلِسٍ كَالرَّشِيدِ
ابنَ محمودٍ ارْتَقَى عرشَ مصرٍ
بِجَبِين أم قبضة من حديدِ؟
لست أدرى وكلُّ شيءٍ عجيبٌ
في جَدِيد البناءِ والتَّشْييد
لِمَ حزبُ الدستورِ يهدِمُ دستو
رًا أقمْنَاه بعدَ جُهدٍ جَهِيدِ
بدماءٍ مُهْراقةٍ ودُموعٍ
من رجال ومن عَذَارَى وَغِيد
وانصداعِ الأكبادِ تهتفُ يا مصـ
ـرُ استقلِّي واحْيي ويا مصرُ سُودي

•••

رُبَّ قومٍ يرَوِّجُون لمحمو
دٍ ليُسْقَوا من حَوْضِه المَوْرُودِ
لم يكونوا مِنَّا وإنْ خَالَطُونا
إنَّهم من سُلالةِ النَّمْرُود
بِئسَمَا كافؤوا بلادًا غَذَتْهُمْ
من سَمينٍ وأَلْبَسَتْ من جَديد
أَطعَمَتْهُمْ مصرُ الشِّهَادَ وكانوا
هم لِعَلْكِ النوَّى ومضغ الهَبِيد
قاطِعُوا غادِرَ الجرائدِ إذ لا
لا ولا تَزْجُرُوا بِهادٍ وهِيد
تجعلوها كَمائمًا لِذَوِيها
أو طعامًا لِلنارِ ذَاتِ الوَقُود
واعْزُبوا أيها الثعَالبُ عَنَّا
مصرُ أدْرَى بِكلِّ باغٍ كَنُودِ
سوف لا تَخْطُبُونَ في كلِّ خَطْبٍ
يعْتَرِينا وأبْشِرُوا بالجُمُود
إن لِلشعبِ وَطأةً تطحنُ الصخـ
ـرَ وصوتًا يلوي بقَصْفِ الرُّعُودِ

•••

لا تظنوا بي الظنونَ فإني
قانعٌ لا أقولُ هلْ من مَزِيد
أنا فوق الأغراضِ أهتِفُ والأحـ
ـزاب لا أستريحُ للتقييد
لستُ (حرًّا) ولا أتحدتُّ ولا شا
يعتُ إلَّا قصائدي ونشيدي
لا أرى مصر غير حزبٍ وإن كنـ
ـتُ لِسَعْدٍ ومصطفى وفريد
وخليلٍ وحافظٍ وأبي الآ
ياتِ شوقي أميرِ كلِّ مَجِيد
لا أُبالي إذا صَدَقْتُ وأخْلَصْـ
ـتُ وأصْلَحْتُ ما يقولُ حَسُودي

•••

شرَفُ الغادرين نَقْضُ العُهُودِ
وعُلا القاسِطِين ظلمُ الهُنودِ
إنما الإنجليزُ مَنْ قَد عَرَفْنا
في أكاذيبِهم وخُلفِ الوُعُود
طَمِعوا في رِقابِكم فاقْطَعُوها
واسْتَرِيحُوا من وصْلِهم والصُّدُود

•••

مَكْدُونَلْدٌ لِبُوصَةٍ في هواكم
من دهاءٍ لا من سَخاءٍ وجُودِ
ذاقَ عَذْلَ المحافظين من القو
مِ وَمُرَّ المَلَامِ والتفنِيد
لويدٌ لم يزَلْ لَدَيهم مَكِينًا
نافقا في الدهاءِ غير طَرِيد
وهو عندي أبُو شُروطِ اقتراح
هو في العقل عَقْدُ بيعٍ أكِيد
ويلَ هِنْدِرْسُنٍ له قَلَبَ الشكـ
ـرَ ليغتَرَّ كلُّ فَدْم بَلِيد
وتراءتْ من يوم عَزْلِ العَمِيد
مصرُ بين البكاءِ والتَّغْرِيد
كَفْكَفَتْ من دُموعِها وَاسْتَعَدَّتْ
لِنَوَالِ المُنَى وعيشٍ رَغِيد
غابَ جُورجي وجاءَ بِرْسِي وهذا
من نُحاسٍ وذَلِكمْ مِنْ حَدِيد
كلُّهم يخْتَلِي الرِّقابَ ويمْضِي
في اختراقِ الحَشَا وقَطْعِ الوَرِيد

•••

يا وزيرَ العمالِ كَيدُكَ مردُو
دٌ فَهُزُّوا لنا حُسَامَ الوَعِيد
إنَّ حولَ الأهرام شعبًا أَبِيًّا
لا يبِيعُ الأوطانَ بالتَّهْدِيد
ما الذي تَصْنَعون إن لمْ نُعَاهِدْ
كمُ على ما بِطَبْعِكُمْ مِن بُرود
أَغْلِقُوا البرلمانَ لا خَيرَ فيه
فَسَيودِي بِطَارِفٍ وتَلِيدِ
ما رَجَعْنَا في عِشْقِهِ وهَوَاهُ
لِرَشادٍ ولا لِرَأْيٍ سَديد
واجْحَدُوا حَقَّنا شِقاقًا وبَغْيًا
لَنْ تَغُضُّوا من حَقِّنا بِالجُحود
واحْكُمُونا بالدِّكْتَاتور وبالإر
هـاقِ والعَسْفِ نَنْتَبِهْ من رُقُود
ويَزُلْ مُلْكُكُم ونَنْعَمْ بِشُورَى
وبِنَصْرٍ مِنْ رَبِّنَا مَوْعُود

•••

إنَّ ظُلمَ اقتراحِكم لَقَصِيدٌ
بَيدَ أنَّ السودانَ بيتُ القصيدِ
فهو موتٌ لِشعبِنا أَوْ حَياةٌ
ما لَنا عن فِجاجِه مِنْ مَحِيد
يومَ عَنَّا تضيقُ مصرُ ولا مَهْـ
ـجَرَ إلا رُباهُ أرضَ الجدود
بل تريدون جنَّةً في صحا
رَى التِّيهِ تُهْدَى لكم ودارَ خلود
غيرَ أنَّ الإسرافَ حَرَّمَه الله
فمصرٌ أَوْلَى بِتلكَ النُّقود
كم قناةٍ تحت (القناةِ) ترُو
مُون وكم رَوضَةٍ وقصرٍ مَشِيد
ومن الصِّفْرِ واللُّجَينِ تُريدو
نَ بناءً لكم أمِ القِرميد؟

•••

ليس إلغاءُ الامْتيازاتِ غُنْمًا
لِسِوَاكُمْ من واغِلٍ مُسْتَفِيدِ
تجمعُ المالَ مصرُ من كلِّ صَوْبٍ
وعَليها يشارُ بالتَّبْدِيد
من رقيبٍ إلى اليمينِ مُقيمٍ
وعَتِيدٍ إلى الشمالِ قَعِيد
مُستشارانِ مُنكرٌ ونكِير
لِلتَّقاضِي ولِلْعذابِ الشديد

•••

أَي خيرٍ في بِعْثَةٍ بعدَ أُخْرى
مِنكمُ تُستعارُ كلَّ بَرِيدِ
من صقورٍ مُظِلَّةٍ ونُسُورٍ
وذئابٍ مُطِلَّةٍ وفُهُود
بعثةٌ لِلْحُلُولِ في مُدنِ القُطـ
ـرِ وأُخْرَى لِظالِمِ التَّجْنِيد
قد عرفنا القَليلَ (خَمْسَ سِنِينٍ)
هل يكونُ الكثيرُ يومَ الوَعِيد
أَفْصِحُوا عنْ مُرادِكم وأَبِينُوا
ما لَكم تَلْجَأون لِلتَّعْقِيد

•••

بل أَرَدْتُمْ تَجْنِيدَنا لِحروبٍ
طاغياتٍ تَعْسًا لَنا من جُنودِ
لو أَطَقْنَا حملَ السلاح لَأنزَلْـ
ـناكُم كارهِينَ خلفَ الحُدُود
بِظُبا كلِّ أبيضٍ مَصْقُولٍ
في قَفا كلِّ أَشْقرٍ رِعْدِيد
وبِحُمرِ الصُّدورِ سُمْرٍ لِدَانٍ
هَزَّها كلُّ أَسْمَرٍ صِنْدِيد

•••

جَرِّدوا من صَوَارمٍ ما تشا
ءُون وصُونوا سيوفَنا في الغُمودِ
أَوْقِدُوا جَمْرةَ الوَغَى بِسِوَانا
وَذَرُونا فَجَمرُنا في خُمود
لا لِقَحْطان شعبُ مصر ولا فِر
عون لا بابْنِه ولا بِالحَفِيد
مُلكُكم شامخٌ الذُّرَى مُتَرَامٍ
في سُهولٍ لا تَنتهي ونُجُود
فاجمَعُوا منه منْ أَشدَّاءَ لِلأفْـ
ـغانِ والصينِ بين بِيضٍ وسُود
من (أَشِنْتي) و(نيجَرٍ) و(سِرَاليو
نا) ومن (إسترالِيا) و(الهنود)
وانْفُحُوا البُوقَ في جزائرِ (انتيـ
ـلا) وفي (غِينيا) وأَقْصَى الوُجود
يتَجَمَّعْ لكم قَدَى الرملِ جُندٌ
من عِبِدَّى ومن ملوكٍ وصِيد
ودعونا، فشعبُنا غيرُ طَبِّ
باقْتِحامِ الرَّدى وغيرُ جليد

•••

إنَّ في تاسِعِ الشروطِ لَوَاوًا
قبلَ (في) فَتَّحَتْ عيونَ الهُجودِ
لم تكنْ في مَحَلِّها واوَ عمرٍو
بل لِمعنًى زِيدَتْ وخبْثٍ جدِيد
إن هِنْدِرْسُنٌ لَه واوُ عطفٍ
هي واوُ المحافظِ المُسْتَزيد

•••

ومنَ المُدهشِ المُحَيذِرِ لِلُّـ
ـبِّ المُعَمَّى من الوِفاقِ العَتِيدِ
أننا نبعثُ الموظفَ في الجَيـ
ـشِ لإِنْكِلْتِرَا لِدَرس مُفيدِ
دولةٌ مستقلةٍ من صَفا شلـ
ـلَّالِ أسْوانِها لِشَطٍّ رَشِيد
ليس فيها من موقعٍ صالح يبْـ
ـنَى لتدريس جيشها المَعْدُود
كيف نَبْني من السويسِ قُصُورًا
وحصونًا لَكم لِبُورتِ سعيد!
ليس ذا بالدليلِ مِنكمْ تُقيمو
ن على رَدِّ حقِّنا المفقود!

•••

يا بَني خفرعٍ وسيتِي ورمسـ
ـيسَ ومِينا وكلِّ قَرْمٍ عَنودِ
وبَني الفاتحينَ تُرْكًا وعُرْبًا
وبني أمِّ كلِّ شَهمٍ نَجِيد
من فَراعينِه قد افْتَرَعَ المجـ
ـدَ ومن عُرْبِه نُيوبِ الأسود
ليس يُرْجَى من عصبةِ الأمم الخيـ
ـرُ لكم من شرورِ تلك العُقُود
فارفُضوا صُلْحَهم بِكلِّ إباءٍ
إنَّهم يحْسِنُون لِعْبَ القُرود
صَحَّ ما قالَ دارْوِنٌ غيرَ أَنَّا
مَا عَهِدْنا القرودَ حُمْرَ الخُدود

•••

لا تخافُوا في مصرَ عُرْيا وجُوعًا
كلُّ يومٍ يأتِي بِرِزقٍ جديدِ
واعلَمُوا إنْ صبرتُمُ واتَّفَقْتُم
أنَّ يومَ الجلاءِ غيرُ بعيد
هل يعْوِزُ انتصارَنا غيرُ نَزْرٍ
من جِهادٍ وغيرُ ضَمِّ الجهود
إِنَّما المستحيلُ ما قال نابُو
ليونُ وهمٌ ما إنْ لَهُ منْ وُجود

•••

كم شُعوبٍ نَجمُ السعودِ حَدَاها
لم يسَمَّر بِتاجِها المَعْقُود
كلُّ تاجٍ إلى التَّفَكُّكِ يومًا
غَيرُ تاجِ المُسيطِرِ المَعْبُود
مَنْ رِقابُ الملوكِ موطِئُ نَعْلَيهِ
ويافوخُ كلِّ طاغٍ مَرِيد
واسْتَوَى عندَه أَفِي يومِ حُزنٍ
يهلِكُ الظالمين أمْ يومَ عِيد
يملكُ الأرضَ والسماءَ ويقْضِي
بِنُحُوسٍ لِخَلْقِهِ أوْ سُعود
حُكْمُهُ العدلُ حين يمضِيهِ لا يفـ
ـرِقُ ما بينَ سائدٍ ومَسود
مِن عظيمٍ مُشَفَّعٍ أو مَلِيكٍ
أو حقيرٍ مُدَفَّع أو شَريد
أَمرُه في الجنودِ يخترقُ الصـ
ـفَّ ويمشي على القَنَا والبُنود
عاهِدُوهُ وَوَحِّدُوهُ ولا تسـ
ـتقبلوا غيرَ وجْهِهِ بالسُّجود

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤