رياض المنى

نبيَّ الهُدَى إني لِجاهِك آمِلُ
وجاهُكَ مأمولٌ وفضلُكَ شامِلُ
ولا خيرَ إلَّا في يَدَيْكَ رجاؤُهُ
ولا غايةً إلا لها أنت واصِل
إليكَ مُنَى نفسي عِجَافًا أسوقُها
وفيك رياض لِلْمُنَى ومناهل
وإنِّي وحَمْدي عن عُلاكَ لَمُقْصِرٌ
وإنْ لم يَعُدْ لي غيرَ حمدك شاغِلُ
فلم أَرْمِ أَجْوازَ القريضِ بِمِدْحَةٍ
إليكَ ولم تُقْطَعْ عليها المراحل
ولا خُضْتُ بحرًا في مديحِك زاخرًا
فكان له في ناظر الوصف ساحل
تُقَصِّرُ كَفُّ الحمدِ عنكْ وباعهُ
وتعْجَزُ أوصالُ النهْيَ والمناصِل
وتَرْتَدُّ عينُ الشِّعرِ عنكَ حَسِيرَةً
كَلِيلةَ لَحْظٍ نُورُها مُتضائِل
يقول ليَ اللُّوَّامُ فيهِ لِجَهْلِهِمْ
أَلَيْسَ لَهُ في المُرْسَلِين مُمَاثِل
أَجَلْ أنْجَبَتْ حَوَّاءُ من مُرْسَلٍ ومِنْ
نبيٍّ ولكنْ أنت وحْدَكَ كامل
أَعَزُّهُمُ في الله والشِّركُ حافِلٌ
وأجْوَدُهم في الله والدهرُ ماحِلُ
وأَثْبَتُهم في كلِّ يومِ كَرِيهةٍ
تُفَلُّ الظُّبَا فيهِ وتَبْرَى المناصِل
وقُلْ في مَقَامٍ لا يُسَاميهِ فاخِر
بِفخرٍ وفضلٍ لا يُدانِيه فاضِل

•••

تَيَمَّنَتِ الدنيا بِنورِ شفيعِنا
فكوكبُها في حُلَّةِ السعدِ رافِلُ
وإنِّي على ما أَفْحَمتْني صفاتُه
فلم أَدْرِ عِيًّا ما الذي أنا قائل
لَشادٍ بذكرَى مجدِه مُتَغَنِّيًا
كما تتغنَّى في الرِّياضِ البلابِلُ
وصبٌّ حَيَاتي هائمٌ بِجَمَالِهِ
تُغازِلُنِي أنوارُه وأغَازِلُ
إذا ما غَزَا أرضَ العُداةِ تَنَكَّسَتْ
معالِمُها ذُلًّا فهُنَّ أَسافِلُ
وإن سمِعُوا آيَ الكتاب تنازَلَتْ
معاطِسُهُمْ عن كِبْرها وتنازلوا
وخَفُّوا إليه مُهْطِعِين فراكبٌ
يَشُقُّ له صدرَ الفلاةِ وراجِلُ
إذا حاولوهُ وسْطَ جمعٍ يَدُلُّهم
عليه من النورِ المبينِ دلائلُ

•••

ومِنْ قَدَحٍ يَرْوِي الصِّحَابَ ويَرْتَوي
ولو وَرَدَتْ قبل النبيِّ القبائلُ
ويومَ طَوَى لِلهِ سَبْعَ طِباقِهِ
تطاوله هامُ العُلَى فيُطَاول
إلى أن تجلَّى الله جَلَّ بهاؤُهُ
عليهِ فناغاهُ الحبيبُ المُواصِلُ
ومِن فوقِه نورٌ ومِن عن يَمِينِهِ
ومن خلْفِهِ نورٌ ونورٌ مُقابل
فهذا الذي فاق النبيِّين قبلَهُ
فمَنْ ذا يسامينا به أو يُنَاضِلُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤