الليل والكواكب

أهَذِي الدُّجَى أغصانُ رَوْضٍ وأدْوَاحُ
عليها النجومُ الزُّهْرُ وَردٌ وتُفَّاحُ
أَمِ الليلُ بحرٌ والنجومُ لآلِئٌ
أمِ الليلُ دَنٌّ والكواكبُ أقْداح
كأن نجومَ الليل ركب سَفينةٍ
مِلَاحٌ لَدَيْهمْ كوكبُ القُطْبِ مَلَّاح
كساعات عُمري الأنجُمُ الزُّهرُ حولهَا
مِنَ الليلِ هَمٌّ مِثلُ هَمِّي وأتْراح
كأنَّ النجومَ الغُرَّ خافتْ تَنَهُّدِي
فلَاحَ لها من ظُلْمَةِ الليلِ أشباح
كأن ظلامَ الليلِ تاجرُ لَوْعةٍ
ودُرُّ دموعي للتِّجارةِ أرباح

•••

يقولون إنَّ الليلَ للوجدِ ساتِرٌ
فَما لَك يا ليلي لوجديَ فضَّاح
كأنَّ بِعيني ليلةً غابَ بدرُها
كواكبُها دمعٌ بِهِ الجَفْنُ سَحَّاح
تَحَيَّرتُ في ليلي وحارتْ نُجُومُه
فَطَرْفي كطرْفِ النجْمِ لِلفجرِ لَمَّاح
وهَيْهاتَ يُذْكِي الفجرُ فَحمةَ ليلتي
وليس لإمْساءِ الصبابةِ إصْباح
وبات يشُدُّ السهدُ دُهْمًا من الدُّجَى
علَيَّ وفيهِنَّ الكواكبُ أوضاح
وساءَلْتُ وهْمي والظلامُ مُعَرِّسٌ
أَليلِي إمامُ العبدُ أم أنا مَزَّاح؟
أم الليلُ حَلْفَا في سوادِ زُنُوجِها
شتاءً وهذِى الأنْجُم الزُّهْرُ سُيَّاحُ
أم الليلُ نَقْعٌ والكواكبُ عَسْكَرٌ
لَهُ بَصَرٌ نحو البسيطةِ طَمَّاحُ
أم الليل كَفُّ الموتِ في لونِ فِعْلِها
وفيها ملايين الكواكبِ أرواحُ!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤