بنت الحكيم

ودادُ لها المحبَّةُ والودادُ
فأعينُنا وأنفسُنا مِهادُ
هنيئًا يا أبا البدرين شمسٌ
لها بِمطالِعِ السَّعدِ اتِّقاد
وعاش ثلاثةٌ لولا اعتقادي
لكان الشِّرك نعم الاِعتقاد
ويا بنتَ الحكيمِ إليكِ نُصْحًا
تُهذِّبُه الرَّوِيَّةُ والسداد
خُذِي في ساحةِ الأقلامِ شوطًا
فَشَأْوُ الفضل تُدركُه الجياد
وذُودي النومَ عن جفنَيْكِ كَدْحًا
فَمَهرُ خرائدِ الشرفِ السهاد
لو انَّ المجدَ اصبح جسمَ حَيٍّ
ومات لَكان قاتِلَه الرُّقاد
وكم بين المحابِرِ من أبِيٍّ
تُقادُ له الملوكُ ولا يُقاد
تحاذِرُه الجيوشُ مُدَرَّعاتٍ
وليس سوى اليَرَاع له عَتاد
وكم بين الدفاتِرِ من غنيٍّ
عن الدنيا وثروتُه المِداد
فسُودِي كلَّ آنسةٍ بفضل
فمِثلُك من يسودُ ولا يُساد
وجِدِّي في سبيلِ أبٍ كريم
إذا تُتْلَى مناقِبُه تُعاد
وحين الله يرزُقُ منكِ نَسْلًا
فأنت لِصَرْحِ مجدِهُمُ عماد
فرَبِّيهمْ فهم في الأرضِ سَفْرٌ
وليس لهم سوى التعليم زاد
ولا تأتي الذيولَ وقَصِّريها
فقدْرُ الثوبِ ينقُصُ إذْ يُزاد
وتلوين الوجوهِ تَجنَّبيه
ولا تغْرُرْكِ زينبُ أو سعاد
فما جِيدٌ يُزَيِّفُه بياضٌ
وما طَرْفٌ يمَوِّهُه سواد
ولا تَسْعَيْ لِحادثةٍ ألَمَّتْ
بِبعضِ الناسِ مَلبَسُها الحدادُ
فكلُّ الناسِ يبلَى بعد حينٍ
ولا يبقى النبات ولا الجمادُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤