الله حسبك

الله حسبُكِ أُمَّةَ الطُّليانِ
ماذا جَنَيْتِ على بني الإنسانِ
كان السلامُ على الأنامِ مُخَيِّمًا
فحَجَلْتِ فيها حِجْلَةَ الغِرْبان
«ڨيزُوفُ» علَّمَها الشُّرورَ بِنارِه
فَطَغَتْ وثارت ثَورةَ البركان
وَيْلُمِّها من أمةٍ مجنونةٍ
نسيَتْ فضائِحَها مع الحِبْشان
غَنِمَ النَّجاشي جيشَها وسلاحَها
فَأَتَتْ تُغيرُ على بني عثمان
الخائضينَ النارَ خَلْفَ طَرِيدِهِم
في يومِ كلِّ كَرِيهَةٍ وطِعان
إن كان قد أنساكِ طَيْشُكِ بطْشَهم
هلَّا ذَكرْتِ مَصارِعَ اليونانِ

•••

يا شرقُ إنَّ الغربَ فيك لَطامِعٌ
فالْبسْ دروعَ العلمِ والعِرْفانِ
أَوَما تَعَلَّمْنا مُناهضَةَ العِدَا
وقتالَهم من أمَّةِ اليابان
ظَمِئَ الثَّرَى لِدَمِ العِدَا وتَعَطَّشَتْ
بِيضُ الظُّبَا وعوامِلُ المُرَّان
وتَبَرَّجَتْ حُورُ الجِنانِ لِسابِقٍ
بِجِيادِه في ذلكَ الميْدان

•••

أبناءَ مصرَ ولا أخافُ عليكُمُ
في ظِلِّ «لُنْدُنَ» غارةَ القُرْصانِ
لا تَنْفِرُوا لِتُعاوِنوا جِيرانكم
فطريقُكم لِلحربِ غيرُ أَمَان
كيف النِّزالُ ولا سلاحَ لَدَيكُمُ
غيرُ العِصِيِّ بنادِقُ العميان
ماذا يكونُ إذا المدافِعُ أرْعَدَتْ
وتَلَبَّدَتْ آفاقُها بِدُخان
والتُّرْكُ مشغولون عن أضيافِهِم
بالنَّائباتِ وقِلَّةِ الأعوان
والبحرُ بَرٌّ والسفائِنُ مُدْنُهُ
والجَوُّ غُصَّ بِفرقةِ الطيران
فتَبَرَّعوا يا أهلَ مصرَ بمالِكم
وذَرُوا القتالَ فليس في الإمكان
لم تَجْمَعُوا خمسين ألفًا كُلُّكم
وسَخَا بِها عِلْجٌ من الطَّليانِ
لا تَفْخَرُوا بِالجُودِ ظُلمًا بعدها
لا تَجْمَعوا بخلًا إلى بُهتانِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤