المتعجرف

العجرفة هي التقليل من شأن سائر الناس فيما عدا المتعجرف ذاته. أما المتعجرف فهو الشخص الذي:

يقول لمن يريد أن يتكلم معه على عجَل إنه يستطيع أن يُقابله بعد تناول الغداء أثناء قيامه بنزهته.

وإذا صنع في أحد معروفًا، قال له إنه ينبغي عليه ألا ينسى ذلك.

وإذا طلب منه عابر سبيل أن يفصل في خلافٍ أصدر الحكم في التَّو واللحظة.

وإذا انتُخب لمنصبٍ عام فإنه يرفضه ويُقسِم أنه لا وقت لديه.

وهو لا يُبادر أبدًا بزيارة أي إنسان.

ويفرض دائمًا على المُتعهدين والمُستأجرين أن يحضروا إليه في صبيحة اليوم التالي.

وفي الشارع لا يكلم أي إنسان يُقابله، بل يمشي محنيًّا (ومُطرِق الرأس)، أو مشدود القامة (ومرفوع الرأس) إذا راق له ذلك.

وإذا دعا أصدقاءه (لضيافته) فإنه لا يأكل معهم، وإنما يكلِّف أحد الخدم (العاملين عنده) بالقيام على خدمتهم.

وإذا ذهب لزيارة أحد أرسل من يسبقه ليبلغه أنه قادم إليه.

وهو لا يسمح لأحد بأن يدخل عليه أثناء التطيب أو الاستحمام أو تناول الطعام.

وإذا قام بمحاسبة أحد كلَّف عبده بأن يرتِّب قِطع الحجارة، ويستخرج جملة المبلغ، ويسجل «قيمة الدين» في حسابه.

وإذا أرسل في طلب «طلبيات» (معيَّنة)، فإنه لا يقول: «سأكون شاكرًا لو تفضَّلت …»، بل يقول: «أريد أن يتم هذا»، و«لقد أرسلت إليك لتُحضرها»، و«هكذا يجب أن تنفذ تعليماتي بدقة» و«بأقصى سرعةٍ ممكنة».