مقدمة

ليست هناك حقائق، هناك فقط … تأويلات.

نيتشه
الهرمونيوطيقا (نظرية التَّأويل) هي المبحث الخاص بدراسة عمليات الفهم، وبخاصة فيما يتعلق بتأويل النصوص،١ وليس من قبيل المصادفة أن يصدر هذا الكتاب في هذا المنعطف الفاصل الذي نمر به، ونشهد فيه سقوط «العقل القديم»، ولمَّا ينبت لنا «عقلٌ جديد» نعيش به ونعيش فيه، يسقط «العقل القديم» لانتفاء الوظيفة، سقوطًا طبيعيًّا صحيًّا، مثلما تسقط عن الطفل أسنانه اللبنية، وما نزال ننظر إلى كل «عقلٍ جديد» بتوجسٍ وريبةٍ؛ لأننا نجهله، والمرء عدو ما يجهل، في هذه المرحلة التي نعيد فيها ترتيب أوراقنا وصياغة أنفسنا والبحث عن هويتنا الحقيقية، وإعادة قراءة هذه الهوية كنصٍّ عصيٍّ ملغزٍ مستغلق؛ في هذه المرحلة البينية الرمادية تلح دراسة التأويل إلحاحًا، وتكاد تكون ضرورةَ بقاء.

•••

نحن نعيش في العالم: في التَّاريخ، في العيان، في «الشهادة»، ولسنا نعيش في كونٍ آخر، وكل معنًى إنما هو معنًى متعلقٌ بوجودٍ تاريخيٍّ عيني محدد، معنًى مرتبطٌ ﺑ «تاريخيةٍ» معينة، منسوبٌ لها، محمولٌ عليها، مسندٌ إليها.

ويشتمل وجودنا ككائناتٍ على موقفنا وموقعنا، وعلى أدواتٍ في متناول أيدينا نتناول بها العالم ونفصح عنه، وعلى «فهمنا المسبق» للعالم.

ونحن نتشارك في العالم ونتقاسمه من خلال «رموزٍ» عامة أو «علامات مشتركة»، ومن المتعذر أن نُشارك أي شخصٍ واقعَه إلا من خلال «وساطة» عالمنا الرمزي — أي من خلال «نَصٍّ» من صنفٍ ما، ولكل «نَصٍّ Text» سياق Context أو سياقات في واقع الأمر، ومن جهةٍ أخرى، وعلى حد قول جادامر في «الحقيقة والمنهج» فإنه «بفضل الطبيعة اللغوية لكل تفسير (تأويل) فإن كل تفسير ينطوي على إمكان نشوء علاقةٍ مع الآخرين، فما من قولٍ أو حديثٍ إلا وهو يربط بين المخاطِب والمخاطَب»، عندما يفهم المرء شخصًا آخر فإنَّه يتمثل قوله حتى ليصبح هذا القول قول المرء نفسه، ويعيش أطول أمدٍ ممكنٍ في سياقات المرء ورموزه.

وعالمنا الرمزي ليس منفصلًا بأية حال عن وجودنا، وبخاصةٍ عالمنا اللغوي: نحن لغة؛ بمعنى أن ما يميزنا كأشخاصٍ هو أننا موجوداتٌ واعية بذاتها، أي إن بوسعها أن تعرف نفسها رمزيًّا وأن تنعكس على نفسها تأمليًّا، «اللغةُ تقولُ الإنسانَ» (هيدجر)، نحن لسنا موجودات تستخدم الرموز بل موجودات مشيدة بهذا الاستخدام مجبولة به، يترتب على ذلك أنَّ كلَّ خبرةٍ هي قابلةٌ للإفصاح من حيث المبدأ، قابلةٌ للتجسد الرمزي، فهي تجلب لنا إلى الوجود من خلال تمثلها الرمزي، وكما لاحظ بول ريكور في «الفينومينولوجيا والهرمنيوطيقا» — ﻓ«أن تجلب الخبرة إلى اللغة ليس تغييرًا لها إلى شيءٍ آخر، بل أنت بنطقها وإنمائها إنَّما تجعلها تصبح ذاتها.» ويترتب أيضًا أنَّ الوجود والمعنى، بالنسبة للموجودات البشرية، هما على نفس المكانة وبنفس المنزلة رغم أنَّ الترميز (أو الدلالة) لا يستنفد الخبرة كلها، لا يقولها بأكملها.

ورغم أنَّ الخبرة تَمْثُل لنا من خلال «الدلالة» Signification فإن الخبرة ليست مجرد لغة أو مجرد أنساق دالة بصفة عامة، الخبرة سابقة على عملية الدلالة، وإن تكن الدلالة هي التي تأتي بالخبرة إلى حيز المعنى، وفي حين أنَّ الدلالة تجعل الخبرة تصبح ذاتها فإن هناك فائضًا من المعنى للوجود، إنه فائض يروغ من النطق ويفلت من شبكة اللغة، ومن ثم فهناك دائمًا شيءٌ «بين السطور»، شيءٌ «على طرف اللسان»، شيءٌ لا يُقال ويوشك أن يُقال، وهناك دائمًا حاجة إلى «الاستعارة» Metaphor و«الصورة» Image و«السرد» Narrative و«الاشتراك اللفظي» Polysemy … إلخ، نحن «وجود في العالم»، على قول هيدجر، هذه ظاهرةٌ معقدةٌ مُتعددة الجوانب، غير أنَّ العالم «يُرجأ» دائمًا لا يستنفدُهُ ترميزه، ثمة دائمًا «فائضٌ من المعنى» يهيب بك أن تطاله … أن تقوله.
والوعي هو دائمًا «وعيٌ ﺑ»، الوعي «يقصد» ويتجه إلى شيءٍ ما، ولديه «موضوع» ما، الوعي «متعدٍّ» transitive، إن صح التعبير، الوعي دائمًا «وعيٌ بموضوعٍ ما»، هذه «القصدية» intentionality هي في القلب من عملية المعرفة، نحن نعيش في المعنى.

نعيش «نحو» شيءٍ ما، وفي توجه إلى الخبرة، ومن ثم فهناك بنيةٌ قَصْدية في النصية والتعبير، وفي معرفة الذات وفي معرفة الآخرين، هذه القصدية هي أيضًا مسافة: الوعي ليس في هوية مع موضوعاته، بل هو يقصد إلى موضوعاته ويراودها.

وحيث إنَّ الوعي بالذات، وكذلك الوعي بالآخر، أمرٌ قصدي، فإن هذا يعني أن في قلب الوجود وصميمه ثمةَ مسافة: هذه المسافة قد يقال لها «الدلالة» Signification … تصنيع الخبرة.

الوعي الذاتي فعلٌ ثقافي، والثقافة فعلٌ شخصي، وفي هذا يقول ريكور: «من ناحية، يمر الفهم الذاتي خلال مُنعطَف فهم العلامات الثقافية التي فيها توثِّق النفس ذاتها وتشكِّلها، ومن الناحية الأخرى فإنَّ فهم النَّص ليس غايةً في ذاته، إنَّه يتوسط علاقة المرء بذاته، المرء الذي لا يجد في دائرة التأمل المباشر معنى حياته الخاصة؛ لذا لا بد أن نقول بنفس القوة: إنَّ التَّأمل ليس شيئًا بدون وساطة العلامات والأعمال (الفنية، الأدبية … إلخ) وأنَّ التفسير ليس شيئًا إذا لم يكن مندمجًا كحالةٍ وُسطى في عملية الفهم الذاتي، وباختصار: في التأمل الهرمنيوطيقي — أو في الهرمنيوطيقا التأملية — فإنَّ تشكيل «النفس» يكون متعاصرًا مع تشكيل «المعنى»» (بول ريكور: ما هو النص).

وفي علاقة الثقافة بالنفس يقول جادامر: «بزمنٍ طويل قبل أن نفهم أنفسنا من خلال عملية التفحص الذاتي، فإننا نفهم أنفسنا بطريقة بديهية في الأسرة والمجتمع والدولة التي نعيش فيها، إنَّ بؤرة الذاتية هي مرآةٌ غير أمينة، وإدراك المرء لذاته لا يعدو أن يكون بصيصًا ضئيلًا في الدوائر المغلقة للحياة الاجتماعية، هذا هو السبب في أن تحيزات الفرد تشكل الواقع التاريخي لوجوده.»

لكي «يفهم» understand المرء ينبغي أن «يفهم سلفًا» fore-understand أن يكون لديه موقف، استباق، سياقية، هذا هو ما يُعرف ﺑ «دائرة الهرمنيوطيقا»: فالمرء لا يسعه أن يعرف إلا ما هو مُؤهلٌ لمعرفته، يمكن أن نعد دائرة الهرمنيوطيقا عملية تضييقٍ فطري وتعميةٍ ذاتية لا تسمح للمرء بأن يعرف إلا ما هو مؤهل لمعرفته، وبحسب النظرية التأويلية الفينومينولوجية فإن دائرة الهرمنيوطيقا ليست مغلقة بل مفتوحة، وذلك بفضل الطبيعة الرمزية والتأملية الذاتية لوجودنا.

في معرض تفسيره لهيدجر يتناول جادامر في «الحقيقة والمنهج» مسألة المعرفة المسبقة في مواجهتنا مع النصوص، فيقول بأننا لا يمكن أن نقرأ النص إلا بتوقعات معينة، أي بإسقاطٍ مسبق، غير أنَّ علينا أن نراجع إسقاطاتنا المسبقة باستمرارٍ في ضوء ما يَمْثُل هناك أمامنا، وبإمكان كل مراجعةٍ لإسقاطٍ مسبق أن تضع أمامها إسقاطًا جديدًا من المعنى، ومن الممكن أن تبزغ الإسقاطات المتنافسة جنبًا إلى جنب إلى أن تغدو وحدة المعنى أكثر وضوحًا، ويتبين كيف يمكن أن تترابط الرموز والعالم.

هذه العملية الدائمة المستمرة من الإسقاط الجديد هي حركة الفهم والتأويل، وعلى المؤوِّل لكي يبلغ أقصى فهمٍ ممكن ألا ينخرط فحسب في هذا الحوار مع النص، بل أن يفحص على نحوٍ صريحٍ منشأ المعنى المسبق الذي بداخله ومدى صحة هذا المعنى، يقول جادامر: «وإدراك أن كل فهم لا بد له من أن يشتمل على بعض «التحيز» Prejudice أي «المعنى المسبق» Fore-meaning هو ما يمنح مشكلة الهرمنيوطيقا زخمها الحقيقي.» وجدير بالذكر أن جادامر يعتبر سعي «التنوير» إلى التخلص من كل التحيزات هو نفسه تحيزًا! (تحيزًا ضد التحيز!) إنه تحيز يحجب عنا تاريخيتنا الجوهرية وتناهينا الصميم.

إنَّ المرء لا يمكنه أن يعرف العالم إلا من خلال الفهم المسبق، غير أنَّ العالم من حيث هو عيني ويتجاوز ترميزنا له، يحملنا على مراجعة أفهامنا المسبقة، والخبرة التأويلية، اللقاء بالآخر، الإصغاء إلى «صوت الآخر»، انصهار الآفاق، ذلك الانصهار السياقي التاريخي، رغم أنه انصهار لغوي، هو ما يتيح لنا الهروب من سجن اللغة.

يترتب على ذلك أنَّ المرء إنَّما يقرأ، إذ يقرأ، بِجُمْعِ حضورِه، ذلك أن فهم المرء المسبق هو كل الحضور: القراءة ليست عمليةً «عقلية» Rational، بل استنفار لكامل نطاق الممارسات الخاصة بالمعنى، عندما يقرأ المرء فإنه يراجع مرارًا وتكرارًا فهمه المسبق وحسه بموقفه الخاص قبالة النص.
ثمة حدٌّ لعالمنا الخاص، لواقعنا المدرَك، ليس بمقدورنا أن نتجاوزه، ثمة «أفقٌ» Horizon ليس بوسعنا أن نرى وراءه، و«الأفق» هو مجال الرؤية الذي يشتمل على كل ما يُمكننا رؤيته من منظورنا الخاص، هو مقولات الفهم المتاحة لنا، والتي نرى بها وبقدرها ولا نملك أن نرى أبعد منها. وللنص نفسه، بما هو بنيةٌ رمزية قصدية، أفقه الخاص، أي نطاق المعارف عن العالم التي كُتب النص في ظلها، هذا الاختلاف في الآفاق سيكون محط اهتمام النظرية التأويلية الثقافية والتاريخية.
يلتقي أفق القارئ بأفق النص، القارئ يقرأ بفهمه وبأطره المرجعية، ولكن ما يقرؤه هو بناء له عناصره ودقائقه وعلاقاته التي تحكمها آفاق الزمن الذي كُتب فيه، القراءة إذن موثوقةٌ بالنص وتاريخيته، كل قراءة هي محض تأويل … دخول تاريخية القارئ في تاريخية النص، ليست هناك قراءة دائمة، هناك فقط قراءة تاريخية، ليس هناك معنى دائم أو مثالي، هناك فقط معنى وجودي، أي المعنى كما يبزغ خلال فهم القارئ التاريخي للنص التاريخي، ونحن حين نستخدم كلمة «تاريخي» إنما نريد أن نذكِّر بأن النفس كيانٌ ثقافي، وأن المعنى هو شيءٌ ثقافي مشيَّد (وإن لم يكن مستنفدًا) بالعلامات signs، وأن آفاق المرء يحددها الوجود الثقافي للمرء، وأن العالم بطبيعته متغير وقابل للتغيير.

يُجسد النص «أسلوب» المؤلف، بصمته الشخصية وختمه الفردي، فهمه الشعوري واللاشعوري للعالم وتوجهه فيه، وتلك المنطقة التي تشغله والتي تُعرف (بالمعنى الفينومينولوجي الأوسع) بالقصدية، ومن المحتم أن أسلوب المؤلف، ووجوده لذاته بالمعنى السارتري، سيكون أيضًا أمرًا ثقافيًّا، حيث إن الدلالة هي جلبٌ ثقافي للخبرة وإبراز لها إلى حيز الوجود.

ووظيفة الشكل هي أن يفتح النص للحوار، فالشكل هو طريقة تشييد العالم الرمزي بحيث تكون هناك مشاركة، ينسحب ذلك أيضًا على «الجنس الأدبي» Genre وعلى التيمات التراثية المحورية برموزها وعلاقاتها المميزة، وكما يقول فالديس Valdes في «الهرمنيوطيقا الفينومينولوجية ودراسة الأدب»، فإن النص يتكون من: الشكل، والتاريخ، وخبرة القراءة، والتأمل الذاتي للمؤوِّل.

وقد أضاف يورجين هابرماس مسحةً سياسيةً إلى مشكلة الفهم التاريخي، من حيث إن تجسُّد الفهم في النص قد ينطوي على تحريف مترسب، وتواصلٍ مشوهٍ تشويهًا منظمًا، إن آفاق المرء نفسه قد تشتمل على رواسب ثقيلةٍ من الظلم لا يعرفها ولا يعترف بها.

يرى جادامر أن فكرة استعادة المعنى التاريخي هي خرافة قائمة على إغراقٍ مثالي، لقد اقْتُطِعَ النص من سياقه الأصلي وانغمد في سياقٍ غريب عنه خلال فعل القراءة، ولا سبيل إلى استعادة المعنى الأول أو تعافي المعنى الأصلي؛ وذلك لتدخل المشكلات التالية:
  • أين يبدأ ما هو مُعاصرٌ للنص وأين ينتهي؟

  • كيف يمكننا أن نفصل بين ذلك الشيء المكوِّن للنص والذي هو تاريخي بالنسبة إليه (أي سابق على الموقف المعاصر للنص) وبين ذلك الشيء المعاصر للنص فحسب؟

  • كيف يمكننا أن نتيقن من معرفتنا في أية حالة؟

يبدو أن تعافي المعنى الأصلي هو، في كثير من الأحيان، وهمٌ وضلالٌ وغايةٌ لا تُدرك، فالمعنى الأصلي قد مضى «في ذمة نفسه!» … تبدد فور انبثاقه ولم يبقَ منه إلا تأويله! إنه كذَكَر النحل الذي يموت فور الإخصاب، يموت فور التقائه بحقيقته، لا يحكم «الأصل» إلا يومًا واحدًا يُخلع بعده ويصبح سبيًا للحاكم الأبدي الفعلي، التأويل.

ليست هناك حقائق، كما يقول نيتشه، هناك فقط تأويلات، والإنسان هو ذلك «الحيوان التأويلي» الذي يفهم نفسه وفقًا لتأويل ميراث وعالم مشترك تَسَلَّمَهُ من الماضي، ميراث حاضر وناشط دائمًا في أفعاله وقراراته، غير أننا، بنزغٍ مثالي عتيد، نظن أننا نعيش في الحقائق، ويصر كل منا على أن عقله يحتكر الحقيقة، وعلى أن الحقيقة قد وقعت في غرام عقله بخاصة، وأقامت في «سياقه» بالذات، وقلما نتفطن إلى أننا نعيش في عالمٍ من التأويلات التي تتضارب أمام أعيننا، فتثير غبارًا حينًا، وتسيل دماءً في كثير من الأحيان.

ورغم أن «فهمنا المُسبق»، كما أكد هيدجر وجادامر، هو أداتنا وعُدتنا للفهم، فنحن نصادر به ولا نريد أن نصهر أفقنا بأفق النص، ولا نريد أن ندخل في حوارٍ صادق مع النص، لا نريد أن نصغي إلى «صوت الآخر»، لا نريد أن نراجع إسقاطاتنا المسبقة في ضوء ما يبزغ أمامنا في عملية القراء، وبذلك نتصلب عند فهمنا المسبق لا نعدوه، ولا نقرأ النص قراءةً حقيقيةً، بل نُخْرِس النص ونفرض عليه ما ليس فيه، وتظل رواسب سوء الفهم تتراكم عبر السنين، بانتظار «هيدجر جديد» يعيد صقل الكلمات حتى يشع بريقها الأصلي من جديد، هكذا يفوتنا مغزى النص ورسالته وبلاغه، ويشيح عنا النص وقد وَجَدَنا غير جديرين بهديته.

آفة المذاهب جميعًا هي أنها تتحول على يد التابعين وتابعيهم إلى أصنامٍ مفرغة من الروح، وقوالب صفيقة هجرتْها معانيها الأصلية ومقاصدها الأولى، وسكنتها عناكب الجمود وأفاعي التعصب، بحيث لو عاد مؤسسوها إلى الحياة لَجَهِلَهم السدَنةُ الجُدد وما عرفوهم، ورأوهم ناشزين منشقين، وأعادوهم ثانيةً إلى الموت.

عادل مصطفى
الكويت في ١٥ / ٤/ ٢٠٠٣م
١  Paul Ricoeur, Hemeneutics and the Human Sciences, translated by John B. Thompson, Cambridge University Press, 1988, p. 42.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤