الإهداء

إلى حضرة صاحب الجلالة الملِك «فاروق الأول»، حفظه الله
مولاي

أنعم الخلَّاق الأعظم على ذات جلالتكم الميمونة الطالع، فأضفى عليها رداء المهابة والتُّقَى والصلاح، تتجلَّى كلها ناصعة وَضَّاءة في جبين طلعتكم المتلألئ بسناء الشباب الناضر الباهر.

وزاد نعماءه على شخصكم السامي، يا صاحب الجلالة، فجعل مكارم الأخلاق تتمثَّل في مكارم أخلاقكم، فكنتم حقًّا المثل الأعلى لمكارم الأخلاق.

مولاي

ولما كانت فريضة الحج من أهم قواعد الإسلام الخمس، وبأدائها تتطهَّر النفس، وتصبو إلى المُثل العليا للفضائل، فقد خصَّصتُ الجانب الأكبر من هذا المؤلَّف المتواضع بهذه الفريضة، وشرح مناسكها، وبيان العِبَر والعِظات والحِكَم المنطوية عليها، فضلًا عما قصدتُ إليه من تدوين سيرة نشأة الإسلام، وجهاد مبلِّغ رسالة الله، فيعرف حجيج «بيت الله الحرام» وهم في الأرض المقدسة، مهبَطِ خير الأديان، ومنبتِ أشرف المرسلين؛ أقول: ليعرف الحجيج أن هذا الدين قد تأسَّسَ بناؤه على مكارم الأخلاق، وأن الرسول «محمدًا» وصَفَه ربُّه خيرَ وصفٍ في كتابه الكريم، فقال وهو أصدق القائلين: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ.

مولاي

وليس أحب لدى شخص خادمكم الأمين — وكتابه يحضُّ على التمسُّك بمكارم الأخلاق — من أن أرفع كتابي باليمين، هدية إلى جلالتكم التي يتمثَّل في ذاتها السامية المثل الأعلى لمكارم الأخلاق.

خادمكم الأمين
إمام شافعي أبو شنب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤