فلما كانت الليلة ٤٤١

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية لما أخبرت الفقيه عن فروض الغُسْل وسُنَنه، قال: أحسنتِ، فأخبريني عن أسباب التيمُّم، وفروضه، وسُنَنه. قالت: أما أسبابه فسبعة: فَقْدُ الماء، والخوف، والحاجة إليه، وإضلاله في رَحْله، والمرض، والجبيرة، والجراح. وأما فروضه فأربعة: النية، والتراب، وضربة للوجه، وضربة لليدين. وأما سُنَنه: فالتسمية، وتقديم اليمنى على اليسرى. قال: أحسنتِ، فأخبريني عن شروط الصلاة، وعن أركانها، وعن سُنَنها. قالت: أما شروطها فخمسة أشياء: طهارة الأعضاء، وستر العورة، ودخول الوقت يقينًا أو ظنًّا، واستقبال القبلة، والوقوف على مكان طاهر. وأما أركانها: فالنية، وتكبيرة الإحرام، والقيام مع القدرة، وقراءة الفاتحة وبسم الله الرحمن الرحيم آية منها على مذهب الإمام الشافعي، والركوع والطمأنينة فيه، والاعتدال والطمأنينة فيه، والسجود والطمأنينة فيه، والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه، والتشهُّد الأخير والجلوس له، والصلاة على النبي فيه، والتسليمة الأولى، ونية الخروج من الصلاة في قول. وأما سُنَنها: فالأذان، والإقامة، ورفع اليدين عند الإحرام، ودعاء الافتتاح، والتعوُّذ، والتأمين، وقراءة السورة بعد الفاتحة، والتكبيرات عند الانتقالات، وقول سمع الله لمَن حَمِده وربنا لك الحمد، والجهر في موضعه، والإسرار في موضعه، والتشهُّد الأول والجلوس له، والصلاة على النبي فيه، والصلاة على الآل في التشهُّد الأخير، والتسليمة الثانية.

قال: أحسنتِ، فأخبريني في ماذا تجب الزكاة؟ قالت: تجب في الذهب، والفضة، والإبل، والبقر، والشاء، والحنطة، والشعير، والدخن، والذرة، والفول، والحمص، والأرز، والزبيب، والتمر. قال: أحسنتِ، فأخبريني في كم تجب الزكاة في الذهب؟ قالت: لا زكاة فيما دون عشرين مثقالًا، فإذا بلغَتِ العشرين ففيها نصف مثقال، وما زاد فبحسابه. قال: فأخبريني في كم تجب الزكاة في الوَرِق؟ قالت: ليس فيما دون مائتَيْ درهم زكاة، فإذا بلغَتِ المائتين ففيها خمسة دراهم، وما زاد فبحسابه. قال: أحسنتِ، فأخبريني في كم تجب الزكاة في الإبل؟ قالت: في كل خمس شاة إلى خمس وعشرين ففيها بنت مخاض. قال: أحسنتِ، فأخبريني في كم تجب الزكاة في الشياه؟ قالت: إذا بلغَتْ أربعين ففيها شاة. قال: أحسنتِ، فأخبريني عن الصوم وفروضه. قالت: أما فروض الصوم: فالنية، والإمساك عن الأكل والشرب والجماع وتعمُّد القيِّ، وهو واجب على كل مكلَّف خالٍ عن الحيض والنفاس، ويجب برؤية الهلال أو بإخبار عدلٍ يقع في قلب المخبر صدقه، ومن واجباته تبييت النية. وأما سُنَنه: فتعجيل الفِطْر، وتأخير السحور، وترك الكلام إلا في الخير والذِّكْر وتلاوة القرآن. قال: أحسنتِ، فأخبريني عن شيء لا يفسد الصوم. قالت: الأدهان، والاكتحال، وغبار الطريق، وابتلاع الريق، وخروج المني بالاحتلام، والنظر لامرأة أجنبية، والفصادة والحجامة، هذا كله لا يفسد الصوم. قال: أحسنتِ، فأخبريني عن صلاة العيدين. قالت: ركعتان، وهما سُنَّة من غير أذان ولا إقامة، ولكن يقول الصلاة جامعة، ويكبِّر في الأولى سَبْعًا سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرة القيام على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤