فلما كانت الليلة ٣٥٦

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن السلطان لما فطن بأمر ابنته، وأراد قتلها شعرت بذلك؛ فتزيَّت بزيِّ المماليك وركبت فرسًا، وأخذت لها بغلًا وحمَّلته من الذهب والمعدن والقماش ما لا يُوصَف، وحملت القرد معها، وسارت حتى وصلت إلى مصر، فنزلت في بعض بيوت الصحراء، وصارت كل يوم تشتري لحمًا من شاب جزار، ولكن لا تأتيه إلا بعد الظهر وهي مصفرة اللون متغيِّرة الوجه، فقال الشاب في نفسه: لا بد لهذا المملوك من سبب عجيب. فلما جاءت على العادة وأخذت اللحم تَبِعها من حيث لا تراه، قال: ولم أزل خلفها من حيث لا تراني من محل إلى محل حتى وصلَتْ إلى مكانها الذي بالصحراء ودخلت هناك، فنظرتُ إليها من بعض جهاته فرأيتها استقرت بمكانها، وأوقدت النار، وطبخت اللحم وأكلت كفايتها، وقدَّمت باقيه إلى القرد الذي معها فأكل كفايته، ثم إنها نزعت ما عليها من الثياب ولبست أفخر ما عندها من ملابس النساء، فعلمتُ أنها أنثى، ثم إنها أحضرت خمرًا وشربت منه، وسقت القرد، ثم واقَعَها القرد نحو عشر مرات حتى غُشِي عليها، وبعد ذلك نشر القرد عليها ملاءة من حرير، وراح إلى محله؛ فنزلتُ إلى وسط المكان فأحَسَّ بي القرد وأراد افتراسي، فبادرتُه بسكين كانت معي فضربتُ بها كرشه، فانتبهت الصبية فَزِعة مرعوبة، فرأت القرد على هذه الحالة؛ فصرخت صرخة عظيمة حتى كادت أن تزهق روحها، ثم وقعت مغشيًّا عليها، فلما أفاقت من غشيتها قالت لي: ما حملك على ذلك؟ ولكن بالله عليك أن تُلحِقني به. فلا زلت ألاطفها، وأضمن لها أني أقوم بما قام به القرد من كثرة النكاح إلى أن سكن روعها، وتزوَّجْتُ بها، فعجزت عن ذلك ولم أصبر عليه؛ فشكوت حالي إلى بعض العجائز، وذكرتُ لها ما كان من أمرها، فالتزمت لي بتدبير هذا الأمر، وقالت لي: لا بد أن تأتيني بقِدْر وتملأه من الخل البكر، وتأتيني بقَدر رطل من العود القرح. فأتيتُ لها بما طلبته، فوضعته في القِدر ووضعت القِدر على النار، وغلته غليانًا قويًّا، ثم أمرتني بنكاح الصبية، فنكحتُها إلى أن غُشِي عليها، فحملتها العجوز وهي لا تشعر، وألقت فرجها على فم القدر، فصعد دخانه حتى دخل فرجها، فنزل من فرجها شيء، فتأمَّلْتُه فإذا هو دودتان؛ إحداهما سوداء، والأخرى صفراء، فقالت العجوز: الأولى تربَّتْ من نكاح العبد، والثانية تربَّتْ من نكاح القرد. فلما أفاقت من غشيتها استمرت معي وهي لم تطلب النكاح، وقد صرف الله عنها تلك الحالة، وتعجَّبَتْ من ذلك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤