الفصل التاسع

الاحتكام إلى عامة الناس

ad populum; appeal to people; appeal to gallery; appeal to the mob

إن موافقةَ الكثرة ليست دليلًا على الحقائق العسيرة الكشف، وإنه لَأقربُ إلى الاحتمال أن يجدها رجلٌ واحدٌ من أن تجدها أمةٌ بأسرها.

ديكارت

إنَّ واقعة أن رأيًا ما قد انتشر على نطاقٍ واسعٍ ليست دليلًا البتة على أن هذا الرأي ليس باطلًا كل البطلان، والحق أنه بالنظر إلى سخف أغلبية بني الإنسان، فإنه لَأقربُ إلى الاحتمال أن يكون الاعتقاد الواسع الانتشار اعتقادًا سخيفًا من أن يكون اعتقادًا معقولًا!

برتراند رسل

ما يزال بالإنسان شيءٌ من أسلافه القردة، ليس هذا فحسب، بل إن به خَصلةً متبقية من أسلافه الخِراف!

كلايف بل
لا رأيَ للناس في نفعٍ ولا ضررٍ
وما لهم قطُّ من حُكمٍ وتقدير
العقاد

***

تتضمن هذه المغالطة الاحتكامَ إلى الناس بدلًا من الاحتكام إلى العقل (أو على حساب العقل)، ومحاولة انتزاع التصديق على فكرة معينة بإثارة مشاعر الحشود وعواطفهم بدلًا من تقديم حجة منطقية صائبة، تكاد هذه الطريقة أن تكون أداةً من أدوات عمل رجال الدعاية والإعلان، والديماجوجيين من الساسة ورجال الأحزاب والدعاية الانتخابية، فإذا كان «الجميع يعتقد ذلك» أو «الكل يفعل ذلك» أو «استطلاعات الرأي تُشير إلى ذلك» فلا بُدَّ من أن يكون «ذلك» صحيحًا!

غير أن التاريخ يُعلِّمنا أن أفكار الكثرة واعتقاداتهم كثيرًا ما تَبَيَّن خطؤها الذريع وبطلانها التام، وقد تكرر ذلك وتواتر بما يكفي لدعم قاعدةٍ تفيد أن قبول الحشود من البشر لقضيةٍ معينةٍ على أنها حق لا يقدم ضمانًا عقليًّا بأنها كذلك، وقد كان يَسَع المرءَ أن يمضي إلى نهاية الشوط فيقول: إنَّ التاريخ ربما يعلمنا، على العكس، أن اعتقاد الجموع بشيءٍ ما يُرَجِّح بطلان هذا الشيء، لولا أن هذه الطريقة ما هي إلا الوجهُ الآخر لذات المغالطة.

ذلك أن «الاعتقاد» غير «البيِّنة»، وأن اتساع نطاق الاعتقاد بقضيةٍ ما هو أمرٌ غيرُ ذي صلة بصدق القضية ذاتها أو كذبها، إنما يتحدد ذلك بالوسائل العقلانية الخاصة التي تستخدم الأدلة والمعلومات الصحيحة التي يمكن أن تُستمد منها النتائج بطريقة منطقية. يعود رواج هذه المغالطة وانتشارها إلى ميل الكائنات البشرية إلى أن تسلك مَسلَكَ الخِراف، فتنضوي معًا حول المريح والمألوف والسائد، ويروقها الانقيادُ والائتلاف ومجاراة القطيع في وجهته.

في عمق الروح الإنسانية التي أُلقِي بها في حومَة الوجود على غير اختيارٍ منها تقبع حاجةٌ إلى الاتصال بآخرين من صِنوِها، حاجةٌ تبلغ من الإلحاح والشدة مَبلَغًا يضطر الناس إلى أن تُسْلِم ضميرها وبصيرتها لطغيان ثقافتها الجاهزة وتقاليدها الموروثة، حتى لو كانت تلك ثقافةً جاهلةً وتقاليدَ حمقاء، وقليلٌ هم الأفرادُ الذين يمكنُهم أن يأتمروا بأوامر عقولهم الخاصة ويهتدوا بهدي بصائرهم الشخصية حتى عندما تكون تلك مُغايِرةً للشائع ومُخالِفة للمألوف.

في مسرحية شكسبير «يوليوس قيصر» يَعمِد مارك أنطونيو، في خطبة الجنازة المشهورة، إلى استثارة انفعالات الجمهور، ولا يفوته أيضًا أن يُهيب بمصالحهم الشخصية، لقد كانت القضيةُ التي استُدعِيَ الملأ لمواجهتها هي: (١) هل كان قيصر مذنبًا بالتآمر للإطاحة بالجمهورية وتنصيب نفسه ملكًا؟ (٢) هل ينبغي اتخاذ أي إجراء ضد قاتليه؟ لا تَعرِض خطبة أنطونيو لهذه القضية، وبدلًا من ذلك يعمِد أنطونيو إلى تذكير الرومانيين بأنهم كانوا يحبون قيصر ذات يوم:

كلكم أحببتموه ذات مرة، لا لغير سبب،
فأي شيء يمنعكم إذن أن تندبوه؟

ويؤكد لهم أنه، أنطونيو، ليس داهيةً وليس مفوَّهًا (وأنه من ثم جديرٌ بالتصديق).

فما أنا بالخطيب مثل بروتس،
لكني كما تعرفونني جميعًا رجلٌ غرٌّ صريح،
أحب صديقي، وهم إذ يعرفون ذلك حق المعرفة،
أذنوا لي على الملأ بالتحدث عنه.

غير أنه يبرع في إثارة عواطفهم ضد بروتس وشركائه ببلاغة اللغة وبلاغة الدم:

لاحظوا كيف تبعها دم قيصر،
كأنما اندفع يطل من الباب ليتأكد،
أهو بروتس الذي طرق هذه الطرقةَ المنكرة، أم سواه؟
فلقد كان بروتس كما تعلمون ملاكَ قيصر.
اشهدوا أيها الآلهة بأي إعزازٍ أحبَّه قيصر!
هذه كانت أقسى الطعنات جميعًا
فإن قيصر النبيل لما رآه يطعن
كان الجحود، وهو أفتك من أسلحة الخونة،
هو الذي أجهز عليه! فعندما انصدع فؤاده الكبير …
سقط قيصر العظيم
وأية سقطة كانت يا بني وطني؟
حينئذ سقَطتُ أنا، وسقطتم أنتم، وسقطنا جميعًا
بينما تشامخت الخيانة السفاكة علينا …
ذلك أني لا أملك من البديهة، ولا من الألفاظ، ولا من القيمة أو العمل،
ولا من الذلاقة، ولا من قوة الخطاب، ما أهيج به دماء الناس،
وإنما أنا أتكلم على رِسلي، فأخبركم بما تعرفونه أنفسكم،
وأريكم جراحَ قيصر الحنون، تلك الأفواه الخرساء المسكينة،
وأسألها أن تتكلم نيابةً عني، غير أني لو كنت بروتس وكان بروتس أنطونيو،
لكان ثمة أنطونيو يضرم في نفوسكم نارًا، ويصنع لسانًا
في كل جرح من جراح قيصر، خليقًا بأن يحرك
حجارةَ روما لكي تهب وتثور.

ويختتم أنطونيو خطبتَه بتذكير الجمهور بمصالحهم الشخصية، فيتم له استهواءُ العامة واختلابهم وتحريكهم حيث شاء:

ها هي ذي وصية قيصر
إنه يَهَبُ كلَّ مواطن روماني،
كل رجل بمفرده، خمسة وسبعين دراخما …
عدا هذا، ترك لكم كلَّ جنائنه،
وعرائشه الخاصة، وبساتينه الحديثة الغرس،
على هذا الجانب من «التيبر»، ترك ذلك لكم،
ولذراريكم إلى الأبد، رياضًا مشاعة.
تتنزهون فيه وتروِّحون عن أنفسكم
ذلك كان قيصر، فمتى يجود الزمان بمثله؟

ومتى هاجت عواطف الدهماء وسال لعابها فقد انفلتت الفتنة من عقالها، وتنحَّى العقل أو ديس تحت سنابك المغالطات:

أيتها الفتنةُ، إنك لَعَلَى ساق
فاسلكي أي سبيلٍ تشائين …
إن القدَرَ منشرحُ الصدر،
وهو في هذه الحال لا يضِنُّ علينا بشيء.

هناك ثلاثة أشكال أساسية لمغالطة «الاحتكام إلى الناس»:

(١) عربة الفرقة (الموسيقية) bandwagon

هذا الطريق المعبَّد ينحدر ليصل إلى تلك الأنوار المتلألئة في الجهة المقابلة،
العجول محمولة بالشاحنات ثلاثةً ثلاثة،
رءوسها تَنُوس بثقلٍ وراحة بال،
العجول محمولة بالشاحنات،
لا أحد يمكن أن يفهمها:
إنها ذاهبة إلى المذبح!
رءوسها تنوس بثقل وراحة بال.
«إلى المذبح»، ناظم حكمت

ألا تَعتبر نفسَك مفنَّدًا منذ البداية يا سقراط حين تَطرح آراءً لا يمكن أن يقبلها أحد؟ عجبًا … اسأل أيَّ شخصٍ من الحضور!

أفلاطون، محاورة جورجياس

في أيِّ مجتمعٍ كبير، مِن الآمَن لك أن تكون مخطئًا مع الأغلبية من أن تكون صائبًا وحدك.

جون كينيث جلبرايت

الغوغاءُ أقربُ إلى أن يقعوا ضحيةَ كذبةٍ كبيرة منهم إلى كذبةٍ صغيرة.

أدولف هتلر، كفاحي
تتجه مغالطة «عربة الفرقة» bandwagon إلى ميلنا الغرزي لأن ننضوي مع الحشد، ومفادها أنه ما دام عامة الناس تعتقد شيئًا ما أو تختار مسلكًا معينًا من الفعل، فلا بُدَّ أن يكون هذا الاعتقاد صحيحًا وأن يكون هذا المسلك أحق أن يُتَّبع.
وتأتي التسمية من «عربة الفرقة الموسيقية»: فقد كان المرشَّحون فيما مضى يستقلون، في حملاتهم الانتخابية، عربة كبيرة تتسع لفرقة موسيقية، ويجوبون المدينة، وكان الناس يُعبِّرون عن تأييدهم للمرشَّح باعتلاء العربة أو الصعود إلى ظهرها، ومنها تأتي عبارة «هلم إلى عربة الموسيقى»، «اقفز إلى العربة»، أي شارك الحشد وانضم إلى «الزفة»، التي صارت تعني الانضواء في أمرٍ ما بحكم شعبيته، ويمكن تجريد صورتها كالتالي:
الفكرة «ق» رائجة؛
إذن الفكرة «ق» صحيحة.
وفي مجال علم النفس يتحدث السيكولوجيون عن «أثر عربة الفرقة» (ظاهرة عربة الفرقة) bandwagon effect، وهي ظاهرة اجتماعية يشعر فيها الأشخاص بضغط الانصياع لموقف معين، أو رأي، عندما يدركونه على أنه موقف، أو رأي، الأغلبية في جماعتهم أو مجتمعهم.
وفي مجال الدعاية هناك ما يُعرف ﺑ «تكنيك عربة الفرقة» bandwagon technique، ويتضمن الادعاء بأن أغلبية من الناس يتخذون موقفًا أو اعتقادًا ما؛ وذلك لكي يتسنَّى إقناعُ آخرين بتبنِّي ذلك الموقف أو الاعتقاد.

أمثلة

  • (١)

    الناس كلها، أو معظمها، تفضل الماركة «س».

    إذن عليَّ أيضًا أن أشتري الماركة «س».

  • (٢)

    «ثمانية مليون فرنسي لا يمكن أن يكونوا على خطأ.»

  • (٣)

    في يوم من الأيام كان أغلب البشر في بقاعٍ كثيرة من الأرض يعتقدون برسوخ أن الأرض مسطحة، أو أن الأرض هي مركز الكون، أو أن الشمس تدور حول الأرض، وقد تبين أن كل ذلك باطل.

  • (٤)

    في يومٍ من الأيام كان أغلب البشر (بما فيهم أرسطو وغيره من خيرة العقول) يعتقدون أن القلب هو عضو الشعور والتفكير، وهو اعتقاد غير صحيح.

  • (٥)

    كان أغلب البشر فيما مضى يعتقدون أن الصرع هو روح شريرة تتلبَّس المريض، وقد تبين بالدليل العلمي الدقيق أن الصرع هو اضطراب في النشاط الكهربي لخلايا المخ.

  • (٦)

    كان البشر يومًا يعتقدون أن الإنسان لا يمكنه مواصلةُ الحياة وهو على سرعةٍ أكبرَ من خمسة وعشرين ميلًا في الساعة!

  • (٧)

    استطلاعات الرأي تُشير إلى فوزٍ ساحق للحزب الوطني، ومِن ثَمَّ ينبغي أن تصوِّت للحزب الوطني.

  • (٨)

    كان أينشتين مناصرًا لمذهب اللاعنف، فأراد جماعة من العلماء أن يُفندوا رأيه في ذلك ويضادوا تأثيره ويسجلوا مناوأتهم لمذهب اللاعنف، فنشروا مجموعة مقالات في كتاب أسموه «مائة عالِم ضد أينشتين»، حين سمع أينشتين بهذا العنوان قال: «لو كنتُ على خطأ فقد كان يكفي عالمٌ واحد!»

  • (٩)

    في القرن التاسع عشر كانت أغلبية الناس في بعض الولايات الأمريكية تعتبر العبودية أمرًا مقبولًا، إلا أن هذا الرأي لا يجعلها كذلك.

(٢) التَّنفُّج (التَّأسِّي بالنخبة) snob appeal

في هذه المغالطة يتم الاقتداء بالصفوة المختارة بدلًا من عامة الناس، وصورتها:

جميع، أو أغلب، الممتازين من الناس يعتقدون، أو يفعلون «ق» إذن «ق» صحيحة.

أمثلة

  • (١)

    سَراةُ الناس يفضلون الماركة «س»؛

    إذن عليَّ أنا أيضًا أن أستعمل «س».

  • (٢)

    صفوة المثقفين يعنقون الماركسية هذه الأيام؛

    إذن الماركسية هي الفلسفة الصحيحة وعليَّ أن أعتنقَها.

(٣) التلويح بالعلم؛ التذرُّع بالوطنية flag waving appeal to patriotism

الوطنية هي آخر ملاجئ الأوغاد.

صموئيل جونسون

في هذه المغالطة يلجأ المتحدث إلى المشاعر القومية أو الوطنية ليدعم بها حجته أو موقفه، أو ليقوِّض موقفًا آخر باعتباره منافيًا للوطنية أو القومية، ويندرج في هذه المغالطة التلويح بأيِّ رمز أو التلفع بأيِّ راية: سياسية أو مذهبية أو دينية، حين يكون ذلك افتعالًا وتكلُّفًا غيرَ ذي صلة بالحجة المَعنية؛ تصديقًا لقول موليير «ما أبعد البَونَ بين الوجه والقناع.»

(٣-١) الاحتكام الصائب إلى الأغلبية

ليست الحقيقة ديمقراطيةً بالضرورة، فقد يصيبُ شخصٌ واحد في التفكير مثلما يُصيب مائة شخص، وقد يُخطئ مائةٌ مثلما يُخطئ واحد، وما ينبغي لموقفٍ ما أن يكون حقًّا لمجرد أنه موقف أغلب الناس، ولا لموقف أن يكون باطلًا لمجرد أنه موقف القِلَّة، تلك حقيقة ما يزال يُلِحُّ عليها درس المنطق ودرس التاريخ، إنما تستند الحُجَّة على دعائمها المنطقية الخاصة وليس على عدد مؤيديها، وكم اعتقد الناسُ اعتقاداتٍ بلغت مرتبةَ اليقين وجرت مجرى البديهيات، ثم تبين بعد ذلك أن تلك الاعتقادات الكبرى كانت أخطاءً كبرى!

غير أن علينا أن نتجنب الغلو في الاستهانة برأي الأغلبية، وبخاصة إذا كان العدد هنا يحمل مغزى المراجعة ويضطلع بوظيفة التدقيق والتنقيح والتحقيق: وإلا فما معنى مراجعة الحسابات (وهو عمل محاسبين متعاقبين)، ومراجعة النظراء peer review في مجال البحث العلمي، وشرط تعدد الشهود في الجرائم، واتفاق القضاة والمحلَّفين في الأحكام، وتكرار التجارب replication في العلم؟! العقلانية إذن تعني التذرع بالمبررات العقلية التي تَثْبُت للنقد العام، أي التمحيص، قد يكون الفرد شاذًّا في مبررات اعتقاده، ولا يصبح عقلانيًّا بحق إلا حين يُدرك أن عليه ألا يكتفي بإقناع نفسه بل أن يُقْنِع كلَّ من يتفحص أدلته وبراهينه، الحقيقة ليست ديمقراطية … نعم ولكن التبرير العقلي يجب أن يكون منفتحًا على النقد العام وأن يتم في وضح النهار.
ثمة أيضًا حالات يكون فيها التذرع بالجموع مبررًا وغير خارج عن الموضوع، وذلك عندما يكون اعتقادُ الأغلبية، أو اعتقاد النخبة المنتقاة، هو المحدِّد للحقيقة في المسألة المعْنِيَّة:
  • تعريفات الألفاظ مثلًا هي مسألة اصطلاحية تتوقف على ما اتفق عليه عموم الأشخاص في جماعة لغوية معينة.

  • الاستخدام القياسي للرموز في جماعة بعينها هو أمرٌ يتوقف على اتفاق الناس ككتلة وحشد.

  • صيحات الأزياء وغيرها من الموضات في شتى المجالات هي، بحكم التعريف، ميل الأغلبية من الناس، أو ميل سراة الناس وصفوتهم، في مجال معين في زمن معين.

  • التوجه السياسي في البلاد الديمقراطية يحدده الشعب بوصفه شعبًا، ومِن ثَمَّ فلا مفرَّ في هذا المجال من الاحتكام إلى الاقتراع العام والاحتكام إلى اختيار الأغلبية، «تستند هذه الأشكال السياسية الديمقراطية إلى فكرة أنه ليس هناك فردٌ بلغ من الحكمة أن يعرف للآخرين مصالحهم ووسائل سعادتهم وخيرهم أكثر منهم وأن يفرضها عليهم بغير رضاهم، كل فرد يتأثر في فعله ومتعته بحالته المترتبة على النظام السياسي الذي يعيش في ظله، ومِن ثَمَّ فإن له حقًّا في تحديد هذا النظام.»١
١  جون ديوي، «دفاع عن الديمقراطية»، في «الفلسفة وقضايا العصر» الجزء الثاني، ترجمة د. أحمد حمدي محمود، الألف كتاب الثاني ٣٩، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٩٠، ص٢٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤