البخيل١

كان فيمن أعرف من الناس رجل لا يعرف الناسُ أبخل منه. كان هذا الرجل إذا اشتهت نفسه الشيء مما تشتهيه الأنفس من طيبات المأكل والملبس أخرج القرش من كيسه، فنظر إليه نظرة العاشق المدنف إلى معشوقه، ثم رده إلى الكيس وقال: هذا القرش لو أضيف إليه تسعة وتسعون مثله لصار جنيهًا، والجنيه بعد الجنيه يجلب الثروة العريضة ويجمع المال الحير،٢ وهبني تهاونت بإنفاقه اليوم وسمحت نفسي به، فلا آمن أن تسخو بغيره غدًا. فإنما القروش كلها واحدة في القيمة، وليس قرش بأغلى من قرش، والشهوات حاضرة في كل وقت، فكأنني أنفقت اليوم بإنفاقي هذا القرش جميع ما سوف أملكه وأدخره من المال، وفتحت على نفسي باب الفاقة الدائمة والعوز المستمر مطاوعة لشهوة حمقاء، إن أنا وقمتها٣ الآن ماتت واسترحت منها، وإن آتيتها على ما تدعوني إليه كل ساعة، كنت كمن يرمي الوقود في النار ليخمدها، وكنت كمن يشتهي الفقر ويتمنى الإعدام، وتلك والله الحماقة بعينها.

وكان إذا تم عنده الجنيه على هذه الكيفية أسقطه في صندوق ثقب له ثقبًا في غطائه، ولم يجعل له مفتاحًا لئلا يتعود الفتح والإقفال، ويجرأ على ذلك الذخر بالكشف والابتذال، وخوفًا من أن تراوده نفسه لفرط شغفه بالذهب على مس جنيه من تلك الجنيهات، فيجر المس إلى التحريك، ويجر التحريك إلى الأخذ فالإخراج فالصرف، وهناك الطامة العظمى والداهية الشؤمى، ويقول: إن سلمًا أنت واقف على قمته حريٌّ أن تصل يومًا ما إلى أسفله. وما لك أن لا تغلق الشر من بابه وترقع الفتق من أوله وتتلافى الأمر في بدايته قبل أن تتعذر عليك نهايته! وكان يرى الفقر من بعيد فيظنه أدنى إليه من حبل الوريد. فالفقر عنده محيط بكل مكان، شامل لكل زمان، وما دام في الأرض درهم فهو فقير إليه، وما دام فقيرًا فالاطمئنان محال عليه.

ولقد ألفنا أن نسمي البخلاء عبيد الذهب، وكان الأصوب أن نسميهم عبيد الفقر؛ لأنهم يضحون الذهب للفقر. وهم يحبون الفقر ويخشونه، يحبونه فيعيشون عيشة المعدمين والبؤساء، مع تمكنهم من الثراء، ويخشونه فيتقونه، وعندهم له من كل دينار وقاء.

فإذا سقط الجنيه في ذلك الصندوق، لا بل في تلك الحفرة، كانت تلك السقطة آخر عهده بالهواء والنور، وآخر عهده بالهبات والبيوع، وآخر عهده بالأنامل والكفوف، وهوى من ذلك الصندوق في منجم كالمنجم الذي كان فيه. وشتان المهد واللحد. ومات ميتة لا تنشره منها إلا يد الوارث إن شاء الله. وقد فعل.

ولو أتيح لتلك الجنيهات أن تتحادث في ذلك السجن المطبق عن ماضيها كما يفعل السجناء، إذن لسمعت من أحاديثها العجب العجاب. بين جنيه رحالة جواب، يتنقل بك من السويد إلى الكاب، وينبئك عن الأعاجم تارة وتارة عن الأعراب. وجنيه فرار غدار، ما سلم بالليل إلا ودع بالنهار، وجنيه نشأ في الحانات والمواخير، فاسترق رنته من رنات الكئوس والقوارير. وجنيه عاشر الأبرياء والجناة، ورافق النُّساك والغواة، وجاور المعوزين والسراة، ومر بالمساكين والعتاة، وطفر من الأصدقاء إلى الأصدقاء، ومن العداة إلى العداة. وكلها تشهد شهادة لا بهتان فيها أن مالكها الأخير أقدر من قَنصَ الدينار؛ من الأبرار والفجار، وأخبر من صادر النضار؛ من الشطار والأحبار، وأول من راض هذا المعدن السيار، على السكينة والقرار.

ولو أتيح لك أن تشهد ذلك البخيل وقد مَثُل عند صندوقه وألجأته الضرورة إلى الاستمداد منه — وناهيك بها من ضرورة — إذن لحسبت أنك تشهد في جنح الليل الأعكر سارقًا ينبش القبور عن أكفانها، وقد تملكه الهلع من حراسها وسكانها، أو لحسبت أنك تشهد كاهنًا متحنثًا يقوم عند صندوق النذور يهم بأن يمد إليه فيتحرج من أن يستحل ودائعه؛ لئلا يحل عليه قصاص الله ويحيق به غضبه، فإن ألحت عليه الحاجة أقسم أن لن ينام، ولن يهدأ أو يرد إلى الصندوق ما استعاره منه. وقد لا تجد بين ألف كاهن كاهنًا واحدًا يقسم هذا القسم ويبر به، ولكنك لا تجد بين ألف بخيل بخيلًا واحدًا يحنث في هذه اليمين.

ففي وقفة من تلك الوقفات اقترض البخيل من صندوقه جنيهًا وآلى بالطلاق من عرسه أن لا يدخل البيت إلا والجنيه معه. وذهب إلى السوق، فكدح فيها ما كدح واحتال حتى استرجع الجنيه نصفًا ذهبًا والنصف الباقي قطعًا فضية. وكانت تلك عادته إذا أبدل الفضة بالذهب، كي تكون كل قطعة صحيحة صمامًا حديديًّا يحبس فيها ما تحتويه من القطع الصغيرة أن تتناثر وتتسرب إلى إحداها نزغات الجود ووساوس النفس الأمَّارة بالجميل، والخبيث يسيء الظن بنفسه ويتهمها بالسخاء عن القليل الطفيف مداعبة لها وإدلالًا عليها. وإلا فقد وثق وثوق المؤمن بإيمانه أنه لو انثالت٤ عليه نقود المشرقَيْن والمغربَيْن دراهم ودوانق وسحاتيت لما سوَّلت له نفسه أن ينفق سحتوتًا منها في غير ما يدفع التلف جوعًا والهلاك عريًا، فما تمهل حين صار الجنيه في يده إلا ريث أن هرع إلى الصيرفي فناوله إياه مفرقًا وقال: أعطني به جنيهًا ذهبًا.

قال له الصيرفي: هات خمسة ملليمات.

قال البخيل: وعلامَ هذه الملليمات الخمسة؟ إنك تأخذ هذا الجعل من الناس على أن تنقدهم الفضة بدل الذهب، وأنا أعطيك فضة وأطلب ذهبًا، أفلا تحمد الله على أنني صفحت لك عن حقي وجئتك ساعيًا إلى مكانك؟

فما زاد الصيرفي على أن وكزه في صدره وكزة قذفت به إلى الجانب الآخر من الطريق. فما تململ الرجل ولا تأفف، بل وقف حيث قذفت به الوكزة صامتًا، والصيرفي لا يشك في أنه ينتظر أن يمر الشرطي فيستعديه عليه. فمر شرطي وثانٍ وثالث لا يدعوهم ولا يبرح مكانه. والناس يظنون أنه يُحدِّث نفسه بالانقضاض على الصيرفي فيوسعه ضربًا ولكمًا، فيخطئونه ويلومونه وينصحون له بأن يعتذر إليه ويسترضيه، وبينا هو كذلك إذ أقبل على الصيرفي شيخ ريفي، فكذب البخيل كل ظن وعاجل الشيخ، فكان أسبق من يده إلى جيبه وصاح به: رويدك يا هذا. إنك تريد أن تبدل جنيهًا وهذا اليهودي يتقاضاك خمسة ملليمات، وأنا أقنع منك بملليمين، فهاك الفضة وهات الذهب. والتفت إلى الصيرفي فقال: بارك الله فيك، فقد قيضت لنا رزقًا كنا في غفلة عنه، ولا يزال هذا دأبنا كلما اجتمع جنيه عندنا، ثم ولَّى والصيرفي يكاد ينشق عن جلده من الغيظ والناس يضحكون.

وكأني بك أيها القارئ تظن أن الرجل آلى بالطلاق وحرص على أن لا يمين فيه وفاء لزوجه وضنًّا بذات فراشه واحتفاظًا بأم بنيه، فإياك أن تظلم الرجل بهذا الظن. إن الاحتفاظ والضن بشيء غير المال ضعف يربأ بنفسه عنه، ولكنه تحرى أفدح الأيمان كفارة وأصعبها كلفة، فرأى أن كفارة الحلف بالله سهلة، وربما كان في الصيام من الاقتصاد ما يغريه بالحنث كلما أقسم بالله. فاختار يمين الطلاق يهدد نفسه به ويخوفها من مؤخر الصداق ومئونة الأولاد ومصاريف القضايا، ثم لا بد له من زوجة تكفيه نفقة الخادم وشراء الطعام من السوق، وهذه الزوجة لا بد لها من مهر قلَّ أو كثُرَ، دع عنك الأعراس وما تستدعيه من الخروج عن العادة في الإنفاق ليلة أو ليلتين. فإذا آلى بالطلاق ذكر كل ذلك وأكثر منه، فكان قيدًا لا يستطيع منه فكاكًا. ولا يفوته مع هذا أن يصانع نفسه بأنه من القابضين على دينهم الذين يجتنبون حدود الله، ولا يلعبون بيمين كيمين الطلاق. والحقيقة أنه لا يجتنب حدود الله، إلا لأن اجتنابها يوافق هواه، ولو كلفه خوف الطلاق معشار ما يصون من ماله لجار عن كل حد لله وللخلق. وعلى أنه لم يضطر يومًا إلى امتحان دينه ولم يقف بين ارتضاء الطلاق وجرائره، وانتهاك حدود الله وأوامره؛ لأنه لم يكذب على صندوقه مرة، فإذا استعار منه في الصباح سدد له الحساب في المساء.

ومرض هذا البخيل مرض الموت، فجزع جزعًا شديدًا، وكان جزعه لأنه سيموت عن أقل من عشرة آلاف جنيه كاملة، وكان ذلك كل أربه من الحياة. واستحضر الطبيب بعد أن نهكته العلة، ودبَّ السقم في أوصاله وعظامه، فأمره أن يتعاطى دواء، وأن يقصر طعامه على لحم الطيور. وكان صاحبنا على مذهب النباتيين اقتصادًا لا فلسفة. فتملص يحايل الداء ويتملق الطبيب، عسى أن يعدل عن وصفته، والداء يأبى إلا لحوم الطير، والطبيب مصر على رأيه. ولما كان أربه في العيش لم ينتهِ، والعشرة الآلاف لم تكمل فقد رضي أهون الشرين وأصاخ لقول الطبيب، وصار يأكل كما أمره وهو يتلهف ويتغصص ويتبع كل لقمة يزدردها بعملية حساب، وهل أصعب في الهضم من الحساب، وأثقل على المعدة من الأرقام الصماء؟ ولم يزل يقول بعد كل أكلة: الله الله على الصحة! لو كنت الآن صحيحًا أما كانت تكفيني أكلة بدرهم! فلم يسعفه الدواء ولم يمرأه الغذاء. وما ذاك إلا لأن الطبيب داواه بالطب الذي يداوي به الناس، ووصف له ما كان يصفه لكل مريض مصاب بمثل مرضه، ونسي أنه يداوي داءين لا داءً واحدًا، وفاته أن داءين أحدهما مزمن والآخر طارئ لا يصلحان بفرد دواء، ولو سمعه كيف كان يأسف على الصحة، ولماذا كان يأسف عليها، لعلم أن صحة هذه البنية غير صحة سائر البنى، وأن لها مرضًا غير أمراضها، وأن الغذاء الذي ظن أنه يشفيه ويقويه قد حز من بدنه وأضاف مرضًا على مرضه. فقد مات المسكين بدائه ذاك، وما أحسبه ندم على شيء وهو يفارق هذه الدنيا ندمه على تلك الدراهم التي أطاع فيها الطبيب جزافًا. وماذا عليه لو قد عصاه فلم يفقد سوى حياته؟!

ولهذا البخيل نوادر عديدة يذكرها معارفه، فكان لا ينقضي له يوم إلا على نادرة ظريفة مع بائع أو زميل أو شريك أو مدين، وكنت أستظرفه فأتودد إليه وأشايعه على مذهبه، فلا أقتصد في إطراء الاقتصاد، ولا أبخل بكلمة في مدح البخل، وإذا طارحته الأدب أو طالعت معه في الكتب لم يكن أحقر على لساني من أسماء هرم بن سنان، وحاتم طيء، وكعب بن مامة، ومعن بن زائدة، وأبي دلف وغيرهم من أجواد العرب، فأشنع بهم وأسأل الله السلامة من مثل مصيبتهم في عقولهم وأموالهم، وأقول: ما أجدر مادرا بتمثال من الذهب! فيقول: أي وأبي! لولا ما في ذلك من الإسراف.

ولشد ما كان يتهلل وجهه حين أتلو عليه نكبة البرامكة. فيقول: حيا الله الرشيد ما أحكمه وأحزمه، وقبَّحهم الله ما أخرقهم وأحمقهم، بادوا وخلفوا وراءهم للناس مثلًا سيئًا وقدوة ذميمة. وكانت له في أسباب نكبتهم فلسفة خاصة لم يفتح الله بها على أحد قبله. يقول لك: لا تُصدِّق ما يتمشدق به كذبة المؤرخين عن أسباب نكبة البرامكة. فوالله، ما نكبهم ولا قتلهم إلا الإسراف والتبذير. أسرفوا في البذخ وبذروا أموالهم في الصلات، فحسدهم الموصول، وسخط عليهم المحروم، فترصدت لهم العيون وتوغرت عليهم الصدور، واستعظم الرشيد عليهم ما هم فيه فمثل بهم ذلك التمثيل، وفجعهم في أرواحهم وأموالهم وآمالهم، فلم يغنِ عنهم صنائعهم وذووهم. ولو أنهم بخلوا لنامت عنهم الأنظار، وخرست عنهم الأفواه، لأن من نعم الله على البخلاء أنه يجمع لهم بين مزيتي الغنى والفقر، فلهم من الغنى المال الكثير، ولهم من الفقر الأمان من حسد الحاسدين، ولهم من الغنى القدرة على ما يبتغون، ومن الفقر القناعة بيسير ما يأكلون ويلبسون. وهما مزيتان لا يجمعهما الله إلا لمن رضي عنه من عباده!

بيد أنني في صحبتي له كنت لا أستطيع ساعة أن أفكر بأنني أصاحب إنسانًا له عليَّ مثل الذي لي عليه، وكنت أحمل نفسي على أن تُصدِّق أنه من البشر كما تراه عيني فلا تذعن. وكيف وهي لا تحس أدنى اختلاف بين ملاطفتي إياه وملاطفتي الكلب أو القرد الأليف ليأنس بي ولا ينفر مني؟ ولقد ضل والله من يتألف الكلاب والقردة ويلهو برؤية الحيوانات العجيبة وعنده البخلاء يضمهم وإياه جنس واحد ومدينة واحدة، فلا يتألفهم ولا يخف إلى رؤيتهم. أليس لو جاءك رجل فأخبرك بأن في مدينة كذا دابة تموت من الطوى٥ وبين يديها الطعام الفاخر؛ ويُفرش لها المهاد الوثير فتجفوه إلى الأرض الخشنة، وتُطلق في الفضاء الفسيح فتزمجر وتئن، وتُسجن في قفص الضيق فتضطرب وتطمئن، وقيل لك: إن هذه الدابة منفردة بهذه الأطوار بين بنات جنسها. أما كنت تبادر إلى تلك المدينة أو تتمنى أن تُساق إليك تلك الدابة؟ فالبخيل هو تلك الدابة الغريبة في تكوينها الشاذة في أطوارها، التي تعد من الناس وليست منهم، وتجانسهم في الصورة والقوام ولا تشاكلهم.

إن الناس يُعرِّفون البخل بأنه الحب المفرط للمال، وهذا تعريف ناقص من جميع أطرافه. فهل العلاقة بين البخل والمال إلا كالعلاقة السطحية بين العلم والأوراق، وبين الشجاعة والسيف، وبين الزمن والساعات؟ وقد وُجد البخل قبل أن تحتجن الأموال وتسك النقود، كما سلف العلم قبل أن تُصنع الأوراق، وتقدمت الشجاعة قبل أن تُطبع السيوف، ودار الفلك قبل أن تُخترع الساعات. ولو أصبحت الدنيا قد انقرضت منها الأموال وفني من أيدي الناس الذهب والفضة لما قضى ذلك بفناء البخل من قلوب البخلاء، لما قدمنا من أن البخل شيء بمعزل عن المال.

وإنما البخل عاهة تحجب الفكر وتفسد الطبع، وتفرد المرء عن الفطرة العامة بين بني جنسه بفطرة منكوسة عوجاء، وتذره خلقًا عجيبًا كل حظِّه من الحياة أن يحرم نفسه حظوظ الحياة. يستغرق الوسع في طلب الوسيلة، ثم لا هو يقنع بالوسيلة، ولا هو يطلب بها الغاية. وليس البخل عاهة واحدة، بل هو جملة عاهات ممثلة في هذه العاهة، فهو مزيج من الجبن الدنيء الذي يُصوِّر للمرء الخطر المستحيل كأنه قضاء حتم لا مرد له، ومن الخسة التي يتساوى عند صاحبها الفخر والعيب، وتلحق عنده مراغة الهوان بمقاوم السؤدد، ومن البلادة التي تميت فيه كل أريحية حتى لا تهتز في نفسه أمنية أو عاطفة تقوى على كسر قيود شحه وجبنه.

وقد ظهرت هذه الخلال للناس قبل أن يتمدينوا بآلاف السنين، ومقتوها فمقتوا البخل متفرقًا قبل أن يمقتوه مجتمعًا. وغاية الفرق بيننا وبينهم أنهم كانوا يستضعفون من تكون فيه خلة من هذه الخلال فينبذونه عنهم، ويهضمون حقه، ويدوسون حرمته، ولربما طلوا دمه وتبرأ منه ولاة ثأره، وأما في مدنيتنا هذه التي وضعت سُنَّة المال موضع سُنَّة الحياة، فقد صار البخيل فيها يحل ويبرم، ويؤخر ويقدم، ويحلل ويحرم، ويستشفع إليها بيد فيها المال ويد فيها جُبنه وخسته وبلادته، فتقبل منه هذه لتلك. وإنها لعمري لمن الخصال التي انحطت بها المدنية عن الهمجية، وما هي بالقليلة، فكم من خصلة في المدنية يستحب المدني الهمجية لأجلها، ويأنف الهمجي بحق أن يتصف بها؟

١  من مقالات الشذور التي طُبعت سنة ١٩١٥.
٢  مال حير؛ أي: كثير جدًّا.
٣  ردعتها.
٤  انهالت.
٥  الجوع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤