أَهْلًا بِنَاصِيَةِ الرَّئِيسِ وَمَرْحَبًا

Wave Image
أَهْـلًا بِـنَـاصِـيَـةِ الـرَّئِـيسِ وَمَرْحَبًا
مَــاذَا خَــبَأْتِ لَــنَــا مِــنَ الْأَنْــبَــاءِ
أَرَأَيْـــتِ أَنَّـــا لَا نُـــفَــاوِضُ دَوْلَــةً
يُـغْـضِـي مُـفَـاوِضُـهَا عَلَى الْأَقْذَاءِ
أَنَـــوَيْـــتِ أَنَّـــا لَا نُــعَــاهِــدُ أُمَّــةً
يُـفْـضِـي مُـعَـاهِـدُهَـا إِلَـى الـضَّرَّاءِ
إِنَّ الْـمُـحَـالَـفَـةَ الَّـتِـي تُـعْـنَـى بِـهَا
مِــصْـرٌ هِـيَ الـتَّـسْـلِـيـمُ لِـلْأَعْـدَاءِ
وَالـنِّـيـلُ لَا يَرْضَى سِوَى اسْتِقْلَالِهِ
ثَــمَــنًــا لِـمَـا ضَـحَّـى مِـنَ الْأَبْـنَـاءِ
وَيْـلَ الْـمَـمَـالِـكِ مِنْ دَسَائِسِ دَوْلَةٍ
جُـبِـلَـتْ عَـلَـى الـتَّـفْـرِيقِ وَالْإِيذَاءِ
مِـصْـرٌ عَـلَـى مِـصْـرٍ تَـثُـورُ بَـرِيـئَةً
وَالــذَّنْــبُ لِــلْــمَـنْـدُوبِ وَالْـوُزَرَاءِ
فَـاعْـمَـلْ لِأُمَّـتِـكَ الْـكَـرِيـمَـةِ عَـلَّهَا
تَـنْـسَـى لِـعَـهْـدِكَ مَـصْرَعَ الشُّهَدَاءِ
فَـالْـحُـرُّ يَأْنَـفُ أَنْ يَـعِـيشَ مُبَغَّضًا
فَإِذَا ثَـــوَى أَوْفَـــى لِــشَــرِّ جَــزَاءِ
وَارْبَأْ بِـمَـجْـلِـسِـكَ الْـمُـشَكَّلِ عَنْوَةً
أَنْ يَــمْــلَأَ الْــوَادِي مِــنَ الْأَشْــلَاءِ
فَبِمِصْرَ شَعْبٌ مِنْ دَمِ الْعَرَبِ الْأُلَى
لَـبِـسُـوا الْـحَـيَـاةَ عَـلَـى عُـلًا وَإِبَاءِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

محمد توفيق علي: شاعِرٌ مِصريٌّ يَنْتَمِي إِلى مَدْرَسةِ الإحْياءِ والبَعْثِ فِي الشِّعرِ العَرَبِي؛ تلكَ المَدْرَسةِ التِي وُصِفتْ بأنَّها أَحْيَتِ الشِّعرَ مِن مَرْقَدِه؛ حيثُ أعادَتْ بِناءَ القَصِيدةِ الشِّعريةِ بِناءً يُجدِّدُ فِي أَغْراضِها الشِّعريةِ ولا يَتَصرَّفُ فِي صُورتِها التَّقلِيديةِ المُتمثِّلةِ فِي وَحْدةِ الوَزنِ والقَافِية.

وُلِدَ محمد توفيق فِي قَرْيةِ «زاوية المصلوب» بمُحافَظةِ بني سويف عامَ ١٨٨١م أثناءَ الثَّوْرةِ العُرَابِية، وكانَ والِدُهُ مِن أَثْرياءِ الفَلَّاحِين، فأَلْحَقَه بِكُتَّابِ القَرْيةِ بِوَصْفِهِ أَوَّلَ بابٍ يُفْضِي إِلى مَدِينةِ العِلْمِ والدِّينِ فِي هَذا الزَّمَان، ثُم أَوفَدَهُ إلَى القاهِرة؛ فانْتَظَمَ بِمَدْرَسةِ «القِرَبِيَّة» حتَّى نالَ الشَّهادةَ الِابتِدَائِية، والْتَحقَ بَعدَها بِمَدرَسةِ الفُنُونِ والصَّنائِعِ فِي بولاق، ودَرَسَ بِها فُنونًا مِنَ الأَدَبِ العَرَبِي.

وكانَ القَدَرُ يَدَّخِرُ مُنْعطفًا آخَرَ فِي حَياةِ الشاعِر؛ إذِ اغْتنَمَ فُرصَةَ الإعْلانِ عَنِ الحَاجَةِ إِلى ضُبَّاطٍ بالمَدرَسةِ الحَرْبِية، فالْتَحَقَ بِها وتَخَرَّجَ ضَابِطًا عامَ ١٨٩٨م، ثُمَّ الْتَحَقَ بالجَيشِ المِصرِيِّ فِي السُّودان، وهُناكَ الْتَقَى بِشاعِرِ النِّيلِ حافظ إبراهيم ونَهَلَ مِن فَيْضِ شِعرِهِ الزَّاخِر، وبَعْدَ انْقِضاءِ مَهَمَّتِهِ فِي السُّودان عادَ إِلى مِصرَ وقرَّرَ أنْ يَهَبَ مَا بَقِيَ مِن عُمُرِهِ لِنَظْمِ الشِّعْر.

وعَلَى الرَّغْمِ ممَّا مُنِيَ بِه شاعِرُنا مِن ضائِقةٍ مالِيةٍ عصَفَتْ بثَرْوةِ أبيهِ وأَحالَتْهُ إِلى الفَقرِ والشَّقاءِ بَعدَ رَغَدٍ مِنَ النَّعِيمِ والثَّرَاء؛ فإنَّ ذلِكَ لَمْ يَمنَعْهُ مِن أنْ يُثرِيَ السَّاحةَ الأَدَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ الذَّخائِرِ الشِّعْرية؛ مِنْها دِيوانُهُ الكَبيرُ الذِي أَخرَجَهُ فِي خمسةِ أَجْزاء؛ هي: «قِفَا نَبْكِ»، و«السَّكَن»، و«الرَّوْضَة الفَيْحَاء»، و«تَسْبِيح الأَطْيَار»، و«تَرْنِيم الأَوْتَار».

وقَدْ وافَتْهُ المَنِيَّةُ عامَ ١٩٣٧م عَن عُمُرٍ ناهَزَ ٥٥ عامًا، ودُفِنَ فِي مَقْبرةِ أُسرَتِهِ الواقِعةِ عَلى مَشارِفِ الصَّحْراءِ شَرْقِيَّ النِّيل.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤