الْعُرُوبَةُ

Wave Image
لُــبْــنَـانُ رَوْضُ الْـهَـوَى وَالْـفَـنِّ لُـبْـنَـانُ
الْأَرْضُ مِـسْـكٌ، وَهَـمْـسُ الـدَّوْحِ أَلْحَانُ
هَـلِ الْـحِسَانُ عَلَى الْعَهْدِ الَّذِي زَعَمَتْ؟
وَهَـلْ رِفَـاقُ شَـبَـابِـي مِـثْـلَـمَـا كَـانُـوا؟
أَيْـنَ الـصِّـبَـا؟ أَيْـنَ أَوْتَـارِي وَبَـهْـجَتُهَا؟
طَــوَتْ بِــسَــاطَ لَــيَــالِــيــهِــنَّ أَزْمَـانُ
أَرْنُــو لَـهَـا الْـيَـوْمَ وَالـذِّكْـرَى تُـؤَرِّقُـنِـي
كَــمَــا تَــنَــبَّــهَ بَــعْـدَ الْـحُـلْـمِ وَسْـنَـانُ
هَــبْــنِـي رَجَـعْـتُ إِلَـى الْأَوْتَـارِ رَنَّـتَـهَـا
فَـهَـلْ لِـشَـرْخِ الـصِّـبَـا وَالـلَّـهْوِ رُجْعَانُ؟
لَا الْـكَأْسُ كَأْسٌ إِذَا طَـافَ الْـحَـبَابُ بِهَا
بَـعْـدَ الـشَّـبَـابِ، وَلَا الـرَّيْـحَـانُ رَيْـحَانُ
مَـا لِـلْـخَـمِـيـلَـةِ؟ هَـلْ طَـارَتْ بَـلَابِـلُـهَـا
وَصَـوَّحَـتْ بَـعْـدَ طُـولِ الـزَّهْـوِ أَفْـنَانُ؟
وَهَـلْ رِيَـاضُ الْـهَـوَى وَلَّـتْ بَـشَـاشَـتُهَا
وَغَــادَرَتْ ضَــاحِــكَ الــنُّـوَّارِ غُـدْرَانُ؟
كَــمْ مَــدَّ غُــصْـنٌ بِـهَـا عَـيْـنًـا مُـشَـرَّدَةً
إِلَــى قُــدُودِ الْـعَـذَارَى وَهْـوَ حَـيْـرَانُ؟
لَــقَــدْ رَأَى الْــبَـانَ لَا تَـسْـعَـى بِـهِ قَـدَمٌ
فَــيَــا لَــدَهْــشَـتِـهِ لَـمَّـا مَـشَـى الْـبَـانُ!
غِـيـدٌ لَـهَـا مِـنْ شَـذَى لُـبْـنَـانَ نَـفْـحَـتُـهُ
وَمِـــنْ مَـــجَـــانِــيــهِ تُــفَّــاحٌ وَرُمَّــانُ
مِـنْ نَـبْـعِـهِ خُـلِـقَـتْ، مَـا بَـالُـهَا صَرَفَتْ
سِـرْبَ الـشِّـفَـاهِ الْـحَـيَارَى وَهْوَ ظَمْآنُ؟
عَـيْـنَـانِ أَسْـكَـرَتَـا شِـعْـرِي فَإِنْ عَـثَـرَتْ
بِــهِ الــسَّـبِـيـلُ، فَـعُـذْرًا فَـهْـوَ نَـشْـوَانُ
وَطَــلْــعَــةٌ كَــخُــدُودِ الــزَّهْـرِ غَـازَلَـهَـا
مِـــنَ الْأَصَـــائِـــلِ أَطْـــيَـــافٌ وَأَلْــوَانُ
مِـــنَ الْـــمَـــلَائِـــكِ إِلَّا أَنَّـــهَـــا بَـــشَــرٌ
وَأَنَّ نَــظْــرَتَــهَــا الْــبَــهْـمَـاءَ شَـيْـطَـانُ
•••
لِــلــهِ أَيَّــامُــنَـا الْأُولَـى الَّـتِـي سَـلَـفَـتْ
وَلِـــلـــصَّــبَــابَــةِ مَــيْــدَانٌ وَمَــيْــدَانُ
وَالْـحُـبُّ كَـالـطَّـيْـرِ رَفَّـافٌ عَـلَـى فَـنَـنٍ
لَــهُ إِلَــى الْإِلْــفِ تَــغْــرِيــدٌ وَتَــحْــنَـانُ
هَـيْـمَـانُ وَالْـمَـاءُ فِـي لُـبْـنَـانَ عَنْ كَثَبٍ
لَــكِــنَّــهُ بِــسِــوَى الْأَمْــوَاهِ هَــيْــمَــانُ
بَـدَتْ لَهُ جَارَةُ الْوَادِي الْخَصِيبِ ضُحًى
كُــلُّ الْأَحِــبَّــةِ فِــي لُــبْــنَــانَ جِـيـرَانُ
فَأَرْسَـلَ الْـعَـيْـنَ فِـي صَـمْـتٍ بَـلَاغَـتُـهُ
بِــكُــلِّ مَــا قَـالَ فِـي دُنْـيَـاهُ سَـحْـبَـانُ
وَلِـــلْـــعُــيُــونِ أَحَــادِيــثٌ بِــلَا كَــلِــمٍ
وَكَـمْ لَـهَـا فِـي الْـهَـوَى شَـرْحٌ وَتِـبْـيَـانُ!
وَالْـحُـبُّ سِـرٌّ مِـنَ الْـفِـرْدَوْسِ نَـبْـعَـتُـهُ
وَخَــيْـرُ مَـا يَـحْـفَـظُ الْأَسْـرَارَ كِـتْـمَـانُ
رَنَــا لَــهَــا فَــتَــمَــادَتْ فِــي تَــدَلُّــلِـهَـا
الْــعَــيْــنُ غَــاضِـبَـةٌ، وَالْـقَـلْـبُ جَـذْلَانُ
وَغَـطَّـتِ الْـوَجْـهَ بِـالْـمِـنْـدِيـلِ فَي خَفَرٍ
كَـــمَـــا تَــوَارَى وَرَاءَ الــشَّــكِّ إِيــمَــانُ
وَأَعْــرَضَــتْ وَإِبَــاءُ الْــغِـيـدِ لُـعْـبَـتُـهَـا
فَــكُــلَّــمَــا اشْـتَـدَّ عُـنْـفًـا فَـهْـوَ إِذْعَـانُ
إِنَّ الْـعَـذَارَى — حَمَاكَ اللهُ — أُحْجِيَةٌ
بِــهَــا الــنُّــفُـورُ رِضًـا، وَالْـحَـقُّ نُـكْـرَانُ
هَـزَزْتُ أَوْتَـارَ شِـعْـرِي حَـوْلَ شُـرْفَـتِـهَـا
كَـــمَـــا تَــرَنَّــمَ بِــالْأَسْــحَــارِ رُعْــيَــانُ
شِــعْــرٌ مِــنَ الـلـهِ تَـلْـحِـيـنًـا وَتَـهْـيِـئَـةً
لَا الــنَّــايُ نَـايٌ، وَلَا الْـعِـيـدَانُ عِـيـدَانُ
إِذَا شَــدَا أَنْــصَــتَــتْ أُذْنُ الْـوُجُـودِ لَـهُ
وَلِـــلْـــوُجُـــودِ كَـــمَــا لِــلــنَّــاسِ آذَانُ
شَــدَا لَـهَـا فَـرَأَى لَـيْـلُ الْـهَـوَى عَـجَـبًـا
وَلْــهَــى يُــجَــاذِبُـهَـا الْأَشْـوَاقَ وَلْـهَـانُ
رَيَّــا حَــوَتْ فِــتْـنَـةَ الـدُّنْـيَـا غَـلَائِـلُـهَـا
يَــضُــمُّــهَــا شَــاعِـرٌ لِـلْـغِـيـدِ صَـدْيَـانُ
لَانَـتْ لِـشِـعْـرِي كَـمَـا لَانَـتْ مَـعَـاطِـفُـهَا
وَالــشِّــعْــرُ سِــحْــرٌ لَــهُ بَــحْـرٌ وَأَوْزَانُ
فَـتَـنْـتُـهَـا حِـيـنَـمَـا هَـمَّـتْ لِـتَـفْـتِـنَـنِـي
وَالــشِّـعْـرُ لِـلْـخَـفَـرَاتِ الْـبِـيـضِ فَـتَّـانُ
سِـلَاحُـهَـا لَـحْـظُـهَا الْمَاضِي وَأَسْلِحَتِي
فَــــنٌّ يُـــجَـــرِّدُهُ لِـــلْـــغَـــزْوِ فَـــنَّـــانُ
كَـانَ الـشَّـبَـابُ شَـفِـيـعِـي فِـي نَضَارَتِهِ
الــزَّهْــرُ مُــؤْتَــلِــقٌ، وَالْــعُــودُ فَـيْـنَـانُ
مَـاذَا إِذَا لَـمَـحَـتْـنِـي الْـيَـوْمَ فِـي كِبَرِي
وَمِـــلْءُ بُــرْدَيَّ أَسْــقَــامٌ وَأَشْــجَــانُ؟
طَـوَيْـتُ مِـنْ صَـفَـحَـاتِ الـدَّهْرِ أَكْثَرَهَا
وَعَــرَّقَــتْــنِــي تَــصَــارِيـفٌ وَحِـدْثَـانُ
إِنِّــي كِــتَــابٌ إِلَــى الْأَجْــيَــالِ تَـقْـرَؤُهُ
لَــهُ الـتَّـغَـنِّـي بِـمَـجْـدِ الْـعُـرْبِ عُـنْـوَانُ
•••
مَـجْـدٌ عَـلَـى الـدَّهْـرِ مُـذْ كَـانَـتْ أَوَائِـلُهُ
وَدَوْلَــةٌ لِـبَـنِـي الْـفُـصْـحَـى وَسُـلْـطَـانُ
صَــوَارِمٌ رِيــعَــتِ الــدُّنْــيَـا لِـوَثْـبَـتِـهَـا
وَحُــطِّــمَــتْ صَـوْلَـجَـانَـاتٌ وَتِـيـجَـانُ
الـــنَّـــاسُ عِــنْــدَهُــمُ أَبْــنَــاءُ وَاحِــدَةٍ
فَـلَـيْـسَ فِـي الْأَرْضِ سَـادَاتٌ وَعُـبْـدَانُ
تَـرَاكَـضُـوا فَـوْقَ خَـيْـلٍ مِـنْ عَـزَائِـمِهِمْ
لَــهُـمْ مِـنَ الْـحَـقِّ أَسْـيَـافٌ وَخُـرْصَـانُ
وَكُــلَّــمَــا هَــدَمُــوا لِــلــشِّــرْكِ بَـاذِخَـةً
أُقِــيـمَ لِـلـدِّيـنِ وَالْـقِـسْـطَـاسِ بُـنْـيَـانُ
فِـي الـسِّـلْـمِ إِنْ حَـكَـمُـوا كَانُوا مَلَائِكَةً
وَفِـي لَـظَـى الْـحَرْبِ تَحْتَ النَّقْعِ جِنَّانُ
أَقْـلَامُـهُـمْ سَـايَـرَتْ أَسْـيَـافَ صَـوْلَتِهِمْ
لِــلــسَّــيْـفِ فَـتْـحٌ، وَلِـلْأَقْـلَامِ عِـرْفَـانُ
فَأَيْـنَ مِـنْ شَـرْعِـهِـمْ رُومَـا وَمَا تَرَكَتْ؟
وَأَيْــنَ مِـنْ عِـلْـمِـهِـمْ فُـرْسٌ وَيُـونَـانُ؟
كَــانُــوا أَسَــاتِــذَةَ الْآفَـاقِ كَـمْ نَـهِـلَـتْ
مِــنْ فَــيْــضِـهِـمْ أُمَـمٌ ظَـمْأَى وَبُـلْـدَانُ
كَـانُـوا يَـدًا ضَـمَّـتِ الـدُّنْـيَـا أَصَـابِـعُـهَـا
فَـــفَـــرَّقَـــتْــهَــا حَــزَازَاتٌ وَأَضْــغَــانُ
•••
تَــنَــمَّــرَ الْــغَـرْبُ وَاحْـمَـرَّتْ مَـخَـالِـبُـهُ
وَأَرْهَــفَــتْ نَــابَــهَــا لِــلْــفَـتْـكِ ذُؤْبَـانُ
ثَـــارَاتُ طَـــارِقٍ الْأُولَـــى تُـــؤَرِّقُــهُــمْ
وَمَــا لِــمَــا تَــتْــرُكُ الــثَّـارَاتُ نِـسْـيَـانُ
تَـيَـقَّـظَ الـلَّـيْـثُ لَـيْـثُ الشَّرْقِ مُحْتَدِمًا
فَــارْتَـجَّ مِـنْـهُ الـشَّـرَى وَاهْـتَـزَّ خَـفَّـانُ
غَــضْــبَـانَ رَدَّ إِلَـى الْـيَـافُـوخِ عُـفْـرَتَـه
وَمَـنْ يُـصَـاوِلُ لَـيْـثًـا وَهْـوَ غَـضْـبَـانُ؟
لَــقَـدْ حَـمَـيْـنَـا أُبَـاةَ الـضَّـيْـمِ حَـوْزَتَـنَـا
مِــنْ أَنْ تُــبَــاحَ، وَدِنَّــاهُـمْ كَـمَـا دَانُـوا
•••
بَــنِــي الْــعُــرُوبَـةِ إِنَّ الـلـهَ يَـجْـمَـعُـنَـا
فَــلَا يُــفَــرِّقُــنَــا فِــي الْأَرْضِ إِنْــسَـانُ
لَـــنَـــا بِـــهَـــا وَطَـــنٌ حُــرٌّ نَــلُــوذُ بِــهِ
إِذَا تَـــنَـــاءَتْ مَـــسَـــافَــاتٌ وَأَوْطَــانُ
غَــدَا الــصَّـلِـيـبُ هِـلَالًا فِـي تَـوَحُّـدِنَـا
وَجَـــمَّـــعَ الْــقَــوْمَ إِنْــجِــيــلٌ وَقُــرْآنُ
وَلَــمْ نُــبَــالِ فُــرُوقًــا شَــتَّـتَـتْ أُمَـمًـا
عَــدْنَــانُ غَــسَّــانُ أَوْ غَـسَّـانُ عَـدْنَـانُ
أَوَاصِــرُ الــدَّمِ وَالــتَّــارِيـخِ تَـجْـمَـعُـنَـا
وَكُــلُّــنَــا فِـي رِحَـابِ الـشَّـرْقِ إِخْـوَانُ
•••
قَـلْـبِـي وَفَـيْـضُ دُمُـوعِـي كُلَّمَا خَطَرَتْ
ذِكْــرَى فِــلَــسْــطِـيـنَ خَـفَّـاقٌ وَهَـتَّـانُ
لَــقَــدْ أَعَــادَ بِــهَــا الــتَّـارِيـخُ أَنْـدَلُـسًـا
أُخْــرَى، وَطَــافَ بِـهَـا لِـلـشَّـرِّ طُـوفَـانُ
مِـيـرَاثُـنَـا فِي فَتَى حِطِّينَ أَيْنَ مَضَى؟
وَهَــلْ نِــهَــايَــتُــنَــا يُــتْـمٌ وَحِـرْمَـانُ؟
رُدُّوا تُــرَاثَ أَبِــيــنَــا مَــا لَــكُــمْ صِـلَـةٌ
بِـــهِ، وَلَا لَـــكُـــمُ فِـــي أَمْـــرِنَــا شَــانُ
مُـصِـيـبَـةٌ بَـرِمَ الـصَّـبْـرُ الْـجَـمِـيـلُ بِـهَـا
وَعَــزَّ فِـيـهَـا عَـلَـى الـسُّـلْـوَانِ سُـلْـوَانُ
بَــنِــي فِـلَـسْـطِـيـنَ كُـونُـوا أُمَّـةً وَيَـدًا
قَـدْ يَـخْـتَـفِـي فِـي ظِـلَالِ الْوَرْدِ ثُعْبَانُ
وَكَــيْــفَ يَأْمَــنُ رُعْــيَـانٌ وَإِنْ جَـهِـدُوا
إِذَا تَــرَدَّى ثِــيَــابَ الــشَّـاءِ سِـرْحَـانُ؟!
•••
وَمِـصْـرُ وَالـنِّـيـلُ مَـاذَا الْيَوْمَ خَطْبُهُمَا؟
فَـقَـدْ سَـرَى بِـحَـدِيـثِ الـنِّـيـلِ رُكْـبَـانُ
كِـنَـانَـةُ الـلـهِ حِـصْـنُ الـشَّـرْقِ تَـحْـرُسُهُ
شِـيـبٌ خِـفَـافٌ إِلَـى الْـجُـلَّـى وَشُـبَّـانُ
أَبَـوْا عَـلَـى الْـقَـسْـرِ أَنْ يَرْضَوْا مُعَاهَدَةً
بِــكُــلِّ حَــرْفٍ بِــهَــا قَــيْــدٌ وَسَــجَّـانُ
وَكَـمْ مَـشَـوْا لِـلِـقَـاءِ الْـمَـوْتِ فِي جَذَلٍ
وَالْـمَـوْتُ مُـنْـكَـمِـشُ الْأَظْـفَـارِ خَـزْيَـانُ
لِــكُـلِّ جِـسْـمٍ شَـرَايِـيـنٌ يَـعِـيـشُ بِـهَـا
وَمِــصْــرُ لِــلـشَّـرْقِ وَالْإِسْـلَامِ شِـرْيَـانُ
•••
بَــنِــي الْــعُـرُوبَـةِ مُـدُّوا لِـلْـعُـلُـومِ يَـدًا
فَــلَــنْ تُــقَــامَ بِــغَــيْــرِ الْــعِـلْـمِ أَرْكَـانُ
جَــمَـعْـتُـمُ لِـشَـبَـابِ الـشَّـرْقِ مُـؤْتَـمَـرًا
بِـمِـثْـلِـهِ تَـزْدَهِـي الْـفُـصْـحَـى وَتَـزْدَانُ
فَــقَــرِّبُــوا نَـهْـجَـهُـمْ فَـالـرُّوحُ وَاحِـدَةٌ
وَكُــلُّــهُـمْ فِـي مَـجَـالِ الـسَّـبْـقِ أَقْـرَانُ
لَا تَــبْــتَــغُــوا غَــيْـرَ إِتْـقَـانٍ وَتَـجْـرِبَـةٍ
فَــقِــيــمَـةُ الـنَّـاسِ تَـجْـرِيـبٌ وَإِتْـقَـانُ
وَحَـبِّـبُـوا لُـغَـةَ الْـعُـرْبِ الْـفِـصَـاحِ لَـهُـمْ
فَإِنَّ خِـــذْلَانَـــهَـــا لِــلــشَّــرْقِ خِــذْلَانُ
قُـولُـوا لَـهُـمْ: إِنَّـهَـا عُـنْـوَانُ وَحْـدَتِـهِـمْ
وَإِنَّـــهُـــمْ حَـــوْلَــهَــا جُــنْــدٌ وَأَعْــوَانُ
وَكَـــمِّــلُــوهُــمْ بِأَخْــلَاقٍ وَمَــرْحَــمَــةٍ
فَإِنَّـــمَـــا الْـــمَـــرْءُ أَخْــلَاقٌ وَوِجْــدَانُ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: أُلقيَت هذه القصيدة بمؤتمر الثقافة العربي الأول، والذي أقامته جامعة الدول العربية بلبنان عام ١٩٤٧م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤