لَوْ أَنَّ غَيْرَ الدَّهْرِ كَانَ الْعَادِي

Wave Image
لَـوْ أَنَّ غَـيْـرَ الـدَّهْـرِ كَـانَ الْـعَـادِي
لَــتَـبَـادَرَتْ قَـوْمِـي إِلَـى إِنْـجَـادِي
وَلَـدَافَـعَـتْ عَـنْكَ الْمَنُونَ فَوَارِسٌ
بِـيـضُ الْـوُجُـوهِ كَـرِيـمَـةُ الْأَجْدَادِ
قَــوْمٌ بَــنَـى شَـاذِي وَأَيُّـوبٌ لَـهُـمْ
فَـخْـرًا تَـلِـيـدًا فَـوْقَ مَـجْـدٍ عَادِي
مِـنْ كُـلِّ وَضَّـاحٍ إِذَا شَـهِـدَ الْوَغَى
رَوَّى الْأَسِـــنَّــةَ مِــنْ دَمِ الْأَكْــبَــادِ
كَـسَبُوا الْمَكَارِمَ مِنْ مُتُونِ صَوَارِمٍ
وَجَـنُـوا الْمَعَالِي مِنْ صُدُورِ صِعَادِ
الْـمُـبْـصِـرُونَ إِذَا السَّنَابِكُ أَطْلَعَتْ
شَـمْـسَ الـظَّهِيرَةِ فِي ثِيَابِ حِدَادِ
لَـمْ تَنْبُ فِي يَوْمِ الْهِيَاجِ سُيُوفُهُمْ
عَـنْ مَـضْـرِبٍ وَنَـبَـتْ عَـنِ الْأَغْمَادِ
قَـسَـمًـا لَـوَ انَّ الْـمَوْتَ يَقْبَلُ فِدْيَةً
عَـزَّتْ لَـكُـنْـتُ بِـمُهْجَتِي لَكَ فَادِي
قَـدْ كُـنْتُ أَرْجُو أَنْ أَرَاكَ مُقَاسِمِي
فِـي خَـفْـضِ عَيْشٍ أَوْ لِقَاءِ أَعَادِي
وَأَرَاكَ فِـي يَـوْمَـيْ وَغًـى وَمَـسَرَّةٍ
قَلْبَ الْخَمِيسِ وَصَدْرَ أَهْلِ النَّادِي
وَأَرَاكَ مِـنْ صَـدَأِ الْـحَـدِيـدِ كَـأَنَّـمَا
نَـضَـخَـتْ عَـلَـيْكَ رَوَادِعٌ بِالْجَادِي
فَـجَـرَى الْـقَـضَـاءُ بِـضِـدِّ مَـا أَمَّلْتُهُ
فِــيــهِ وَأَرْهَــفَ حَــدَّهُ لِــعِــنَـادِي
خَـانَـتْـنِـيَ الْأَيَّـامُ فِـيـكَ فَـقَـرَّبَـتْ
يَــوْمَ الــرَّدَى مِـنْ لَـيْـلَـةِ الْـمِـيـلَادِ
وَرَمَـتْـنِـيَ الْأَقْـدَارُ مِـنْـكَ بِـلَـوْعَـةٍ
بَـاتَـتْ تَـأَجَّـجُ فِـي صَمِيمِ فُؤَادِي
لَـهْـفِـي عَـلَـيْـكَ لَـوَ انَّ لَـهْـفًـا نَافِعٌ
أَوْ نَــاقِــعٌ حَــرَّ الْــفُـؤَادِ الـصَّـادِي
يَـا لَـيْـتَ أَنَّـكَ لِـي بَـقِـيـتَ وَبَـيْنَنَا
مَـا كُـنْـتُ أَشْـكُـو مِنْ جَوًى وَبِعَادِ
قَـدْ أَسْـعَـدَتْـنِـي بَـعْـدَ فَقْدِكَ أَدْمُعٌ
ذُرُفٌ وَخَـامَ الـصَّـبْـرُ عَنْ إِسْعَادِي
وَعَـدِمْـتُ بَـعْـدَكَ لَـذَّةَ الـدُّنْيَا فَقَدْ
أُنْـسِـيـتُـهَـا حَـتَّـى نَـسِيتُ رُقَادِي
أَبْـقَـيْـتَ فِـي كَـبِدِي عَلَيْكَ حَزَازَةً
تَـبْـدُو لِأَهْـلِ الْـحَـشْـرِ يَوْمَ مَعَادِي
فَـسَـقَـى ضَرِيحَكَ كُلُّ دَانٍ مُسْبِلٍ
مُـــتَـــوَاصِــلِ الْإِبْــرَاقِ وَالْإِرْعَــادِ
حَـتَّـى تُرَى عَرَصَاتُ قَبْرِكَ رَوْضَةً
مَـــوْشِـــيَّــةً كَــوَشَــائِــعِ الْأَبْــرَادِ
فَـلَقَدْ مَضَيْتَ وَمَا كَسَبْتَ خَطِيئَةً
وَتَـــرَكْــتَ دَارَ بَــلِــيَّــةٍ وَفَــسَــادِ
وَسَـكَـنْـتَ دَارًا مُـلْـكُـهُـا لَـكَ خَالِدٌ
وَتَــرَكْــتَ دَارًا مُــلْــكُــهَــا لِـنَـفَـادِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال ابن عُنين هذه القصيدة يرثي بها ولدًا صغيرًا للملك المعظم عيسى عن لسان أخيه الملك الناصر داود بن المعظم، وقد سأله ذلك.
  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الأيوبي

عن الشاعر

ابن عُنَين: هو أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الأيوبي.

وُلد «أبو المحاسن حمد بن نصر الله بن الحسين بن عُنَين الأنصاري» بدمشق في عام ٥٤٩ﻫ/١١٤٥م، وكان يُلقَّب ﺑ «شرف الدين الكوفي» نِسبةً إلى أصله الكوفي كما قال.

عُرِف بهجائه اللاذع، حتى لقد ضاق به الناس ذرعًا، ولم يَسلَم أحدٌ منه في دمشق سوى القليل، حتى إن السلطان «صلاح الدين الأيوبي» لم يَسلَم من هجائه، وله قصيدة طويلة هجا فيها عددًا كبيرًا من حكَّام دمشق سمَّاها «مقراض الأعراض»، وهي تحوي حوالي خمسمائة بيت.

نُفِي «ابن عُنَين» من دمشق بأمرٍ من السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، وبعدها ظل متنقِّلًا بين الكثير من البلدان، كالعراق وخراسان والهند واليمن ومصر. وبعد وفاة السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، عاد إلى دمشق مرةً ثانية بعد تقرُّبه من الملك «العادل» ومدحه في قصائده.

بعد عودته إلى دمشق، تولَّى منصبَ الوزارة في آخِر حكم الملك «المعظم»، ومدةَ ولاية الملك «الناصر»، لكنْ بعد أن تولَّى الملك «الأشرف» مقاليدَ الحكم، ترك «ابن عُنَين» عمله ولزِمَ بيتَه في دمشق.

أما عن أعماله، فله ديوان شعري واحد، وقصيدة «مقراض الأعراض»، فضلًا عن «التاريخ العزيزي» في سيرة الملك «العزيز».

تُوفِّي «ابن عُنَين» بدمشق عامَ ٦٣٠ﻫ/١٢٣٢م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤