هَنِيئًا أَبَا الْفَارُوقِ لَا زِلْتَ مُنْعِمًا

Wave Image
هَـنِـيـئًـا أَبَـا الْـفَـارُوقِ لَا زِلْـتَ مُـنْـعِمًا
نَـرَى فِـي مُـحَـيَّـاكَ الْـفَـخَارَ الْمُجَسَّمَا
جَـلَسْتَ عَلَى عَرْشِ الْكِنَانَةِ فَاسْتَوَتْ
قَــوَائِــمُــهُ مِـنْ بَـعْـدِ مَـا قَـدْ تَـهَـدَّمَـا
وَعَـادَتْ إِلَـى مِـصْـرَ الْـحَـيَاةُ فَبَادَرَتْ
تُـحَـاوِلُ أَنْ تَـرْقَـى إِلَـى الْـعِـزِّ سُـلَّـمَـا
وَنَـادَتْ بِـصَـوْتٍ أَفْـزَعَ الْـغَـرْبَ وَقْعُهُ
فَـعَـادَ إِلَـى أَعْـدَائِـهَـا الـرُّشْـدُ بَـعْـدَمَـا
وَلَـوْلَاكَ مَـا فَـكَّـتْ مِـنَ الْأَسْـرِ قَـيْدَهَا
وَلَا اسْـطَـاعَ رَبُّ الْـحَـقِّ أَنْ يَـتَـكَـلَّـمَا
فَإِنْ حَمِدُوا فِي ذَلِكَ الْخَطْبِ سَعْيَهُمْ
فَـقَـدْ كُـنْـتَ فِـي هَـذَا الْـفُؤَادِ الْمُنَظَّمَا
وَأَرْسَـلْـتَ مِـنْ إِخْـلَاصِكَ الْجَمِّ نَفْحَةً
فَأَحْــيَـيْـتَ أَمْـوَاتًـا وَأَيْـقَـظْـتَ نُـوَّمًـا
فَـيَـا فَـخْـرَ وَادِي النِّيلِ هَلْ أَنْتَ قَانِعٌ
بِــمَــا كَـسَـبَـتْ يُـمْـنَـاكَ مِـمَّـا تَـقَـدَّمَـا
عَـهِـدْنَـاكَ لَا تَـرْضَـى مِنَ الْفَخْرِ بِالَّذِي
حَـوَيْـتَ وَإِنْ أَعْـيَـا الـزَّمَـانُ وَأَفْـحَـمَا
عَــطَـفْـتَ عَـلَـى دُورِ الْـعُـلُـومِ بِـهِـمَّـةٍ
فَـكُـنْـتَ لَـهَـا بَـحْـرًا وَكُـنْـتَ لَـهَـا سَمَا
كَـمَـا فَـعَـلَ اسْـمَاعِيلُ قَبْلَكَ فِي الْعُلَا
فَـقَـدْ شَـادَ لِـلْـعِـلْـمِ الـصُّرُوحَ وَأَحْكَمَا
هَــدَى مَـا أَرَادَ الـلـهُ لِـلْـمَـجْـدِ قَـوْمَـهُ
وَخَــلَّــفَ أَقْــمَــارًا تُـضِـيءُ وَأَنْـجُـمَـا
فَـيَـا خَـيْـرَ أَشْـبَـالِ الْـهُـمَـامِ شَـجَاعَةً
وَيَــا خَــيْــرَ أَبْـطَـالِ الـزَّمَـانِ تَـكَـرُّمَـا
سَــلِ الــدَّهْــرَ صَـفْـوًا لِـلْـكِـنَـانَـةِ إِنَّـهُ
فَــتَـاكَ إِذَا أَسْـمَـعْـتَـهُ الْـقَـوْلَ أَقْـدَمَـا
سَـئِـمْـنَـا تَـصَـارِيـفَ الْـحَـيَـاةِ فَقُلْ لَهُ
كَـفَـى فِـي رِقَـابِ الْـقَـوْمِ أَنْ تَـتَحَكَّمَا
وَهُـــزَّ لَـــهُ الْـــهِـــنْــدِيَّ إِنَّــكَ قَــائِــدٌ
يَـقُـمْ بِـالَّـذِي تَـهْـوَى وَإِنْ كَـانَ مُرْغَمَا
فَـقَـدْ نِـلْـتَ يَـا رَبَّ الْـفَـضَـائِـلِ نِـعْـمَةً
حُـسَـامَـكَ وَالـرَّأْيَ الـسَّـدِيـدَ الْـمُقَوَّمَا
فَــحَــارِبْـهُ بِـالـسَّـيْـفَـيْـنِ إِنَّـكَ حَـازِمٌ
جَـرِيءٌ مَـتَـى أَقْـدَمْتَ خَافَ وَأَحْجَمَا
وَيَــا عِــيـدَ مَـوْلَايَ الْـمَـلِـيـكِ تَـحِـيَّـةً
فَإِنَّــكَ آتٍ بِــالْــمَــسَــرَّاتِ مُــفْــعَــمًـا
فَـفِـيـكَ رَأَتْ مِـصْـرُ الْـعَـزِيـزَةُ شِـبْلَهَا
فُــؤَادًا فَأَعْــلَــى ذِرْوَتَـيْـهَـا وَأَعْـظَـمَـا
وَفِــيـكَ تَـرَى بَـعْـدَ الـتَّـخَـاذُلِ عِـزَّهَـا
فَأَنْــتَ لَــهَـا سُـؤْلٌ وَأَنْـتَ لَـهَـا حِـمَـى
فَــعُــدْ كُـلَّ عَـامٍ بِـالْـمَـسَـرَّاتِ حَـافِـلًا
وَكُـنْ مِـثْـلَ رَبِّ الـتَّـاجِ يُـمْـنًـا وَمَغْنَمَا

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: التهنئة
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

نبوية موسى: رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة.

وُلِدَتْ «نبوية موسى» في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين، وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.

شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.

عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.

بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، ولكنَّها صُدِمَتْ عندما وجدَتْ أنَّ راتبَها نصفُ راتبِ زملائِها خرِّيجِي «مدرسةِ المُعلِّمين العُلْيا»، فتقدَّمتْ بشَكوى لوزارةِ المَعارف، التي رَدَّتْ بدَوْرِها بأنَّ سببَ ذلكَ هو حصولُ زملائِها الرجالِ على درجةِ «البكالوريا»، فقرَّرتْ أن تَدْرسَ لِنَيلِها بنفسِها؛ حيثُ لم يكُنْ هناكَ وقتَها مدارسُ فَتياتٍ للبكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.

كانت قد بدأتْ في ذلكَ الوقتِ في كتابةِ مَقالاتٍ صحفيةٍ تتناولُ موضوعاتٍ تعليميةً واجتماعيةً وأدبية، وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.

كانتْ «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.

أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥١م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤