خَلِّنِي فِي مَحَبَّةِ الْمَحْبُوبِ

Wave Image
خَـلِّـنِـي فِـي مَـحَـبَّـةِ الْـمَـحْبُوبِ
فَـهْـيَ عِـنْـدِي نِـهَـايَـةُ الْـمَـطْلُوبِ
وَتَـبَـاعَـدْ يَـا جَـاهِـلًا يَـا خَـبِـيـثًـا
عَـنْ طَـرِيـقِـي وَعَـدِّ عَنْ أُسْلُوبِي
بِــكَ لَــوْ قَــدْ أَرَادَ رَبُّــكَ خَــيْــرًا
قُـلْـتَ مِـمَّـا عَمِلْتَ يَا نَفْسُ تُوبِي
لَــكِــنِ الــلــهُ قَـدْ أَضَـلَّـكَ جَـهْـلًا
بِـالْـمَـقَـامِ الْـمُـعَـظَّـمِ الْـمَـرْغُـوبِ
إِنْ تَـكُـنْ قَـدْ أَعَـبْـتَ مَـا أَنَـا فِـيهِ
ثُـمَّ أَصْـبَـحْـتَ مُـنْـكِـرًا مَشْرُوبِي
أَنْـتَ فِي الْكُفْرِ حَيْثُ تَجْعَلُ عَيْبًا
لَـيْـسَ مَـنْ كَـانَ فِـيـهِ بِالْمَعْيُوبِ
وَعَــلَــى الـلـهِ مُـنْـكِـرٌ وَالـنَّـبِـيِّـيـ
ـنَ بِـمَـا قَـدْ عَـدَدْتَـهُ فِي الذُّنُوبِ
فَإِلَـــهُ الْـــوَرَى لَـــهُ مَـــحْــبُــوبٌ
وَاسْـمُهُ الْمُصْطَفَى شِفَاءُ الْقُلُوبِ
وَكَـذَاكَ الـرَّسُـولُ مَـنْ جَاءَ يَدْعُو
نَــا بِـحَـقٍّ لِـلْـفَـرْضِ وَالْـمَـنْـدُوبِ
كَـانَ مَـحْـبُـوبُـهُ ابْـنَ حَـارِثَـةٍ زَيْـ
ـدًا تَــبَــنَّــاهُ فَـهْـوَ كَـالْـمَـنْـسُـوبِ
وَلِـمُـوسَـى فَـتَـاهُ يُـوشَـعُ مَـحْبُو
بٌ وَقَـدْ جَـلَّ عَـنْ جَمِيعِ الْعُيُوبِ
وَابْنُ يَعْقُوبَ وَهْوَ يُوسُفُ حُسْنٍ
كَـانَ مَـحْبُوبَ ذِي التُّقَى يَعْقُوبِ
ثُـمَّ دَاوُدُ كَـانَ بِـالْـحُـسْـنِ مُـغْرًى
وَسُـقِـي بِـالْـجَـمَـالِ أَلْـطَفَ كُوبِ
ظَـــنَّ دَاوُدُ أَنَّـــمَــا قَــدْ فَــتَــنَّــا
هُ كَــمَــا قَــالَ عَــالِـمٌ بِـالْـغُـيُـوبِ
وَكَـثِـيـرٌ مِـنْ أُمَّـةِ الْـخَـيْـرِ كَـانُوا
بِـهَـوَى الْـحُسْنِ فِي فُؤَادٍ طَرُوبِ
وَلَــنَــا أُسْــوَةٌ بِـهِـمْ عَـنْ عَـفَـافٍ
وَتُــقًــى وَاسْــتِــقَـامَـةٍ وَرُسُـوبِ
فَإِذَا مَــا رَمَــيْــتَــنَــا بِــقَــبِــيــحٍ
أَوَلَـيْـسَ الْـجَـمِـيـعُ بِـالْـمَـكْـتُـوبِ
طَـبْـعُـنَـا الْـحُـبُّ لَـيْسَ يَنْفَكُّ عَنَّا
بِأَبَــاطِــيــلِ جَـاهِـلٍ مَـحْـجُـوبِ
لَـكِـنِ الـلـهُ حَـسْـبُـنَـا فَـهْـوَ كَافِيـ
ـنَـا عَـلَـى كُـلِّ ذِي افْـتِرَاءٍ كَذُوبِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: العثماني

عن الشاعر

عبد الغني النابلسي الدمشقي: شاعر، وفقيه، ورحَّالة، ومتصوِّف سوري، يرجع نسَبُه إلى «عمر بن الخطاب».

وُلد «عبد الغني النابلسي» في دمشق عام ١٦٤١م في بيتِ عِلم؛ فقد كان جدُّه مدرِّسًا لجامع «درويش باشا» وناظرًا لوَقْفه، وقد تَولى أبوه المهامَّ نفسَها بعد وفاة جدِّه. كان أبوه أولَ معلِّم له؛ فقد حفظ على يدَيه القرآنَ الكريم في سِن الخامسة، وحين بلَغ العاشرة حفظ كثيرًا من المقدِّمات والمنظومات مثل: «ألفية ابن مالك في النحو»، و«الشاطبية في القراءات»، و«الرحبانية في الفرائض»، و«الجَزرية في التجويد»، كما تابَع دروس «نجم الدين الغزي» في الحديث في الجامع الأموي، وحصل على أول إجازة عامة في الحديث.

عمل «النابلسي» مدرسًا في الجامع الأموي وهو في سِن العشرين من عمره، وحين بلغ الخامسةَ والعشرين ارتحل إلى أدرنة بالدولة العثمانية ثم زار إسطنبول، وبعد عودته عُيِّن قاضيًا في حي الميدان جنوب دمشق، لكنه استقال من منصبه ليتفرَّغ للتدريس والتأليف.

تَجاوَزت مُؤلَّفاته ثلاثمائة عمل مُوزَّعة بين الشِّعر وأدب الرحلات والفقه والتصوُّف والحديث والتفسير؛ ومن أبرزها: «إيضاح المقصود من وَحْدة الوجود»، و«الوجود الحق والخطاب الصدق»، و«التعبير في تفسير الأحلام»، و«ديوان الدواوين» وهو مجموعُ شِعره، و«أسرار الشريعة»، و«الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية»، و«ذخائر المواريث في الدلالة على مَواضع الحديث»، وغير ذلك من المصنَّفات الغنية التي تُعَد مصادرَ مهمة في مجالاتها.

اشتهر بالتصوُّف ومُجاهَدة النفس حتى وصل إلى مرتبة العارفين، وكان يَتبنى أفكارَ «محيي الدين بن عربي» ويُدافِع عنه ضدَّ مُنتقِديه، ودخَل في معركة حامية مع علماء وفقهاء عصره حول أفكاره الصوفية والقول بوَحْدة الوجود، وتَعرَّض على إثرها لأزمةٍ نفسية حادة في سن الأربعين، اضطرَّ على إثرها إلى الاعتزال في بيته لمدة سبع سنوات، قضاها في التأليف والتدريس، وأسدَل شَعره في أثنائها، وأرخى لحيتَه، وطلَّق زوجته، لكنه خرج بعدها إلى الناس الذين ازداد احترامُهم له بعدَ أن كانوا قد رمَوه بالحجارة قبل خلوته.

تُوفِّي «النابلسي» عام ١٧٣١م في دمشق، ودُفِن بالقبة التي بناها في بيته، والتي أُقيم عليها جامعٌ بعد ذلك.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤