مُحَمَّد حَافِظ إِبْرَاهِيم

Wave Image
دَنَـا الـطَّـيْـفُ يَـا لَـيْـلَـى وَمَـا زَالَ سَارِيَا
خُـذِي لِـي مِـنَ الـطَّـيْـفِ الْأَمِـيـنِ أَمَانِيَا
فَـعَـهْـدِي بِـطَـيْـفِـي مِـثْـلُ طَـبْعِيَ عَازِفًا
وَعَـهْـدِي بِـطَـيْـفِـي مِـثْـلُ عَـهْـدِيَ وَافِيَا
أَحِـــنُّ إِذَا شَـــطَّ الْـــخَـــيَــالُ وَإِنْ دَنَــا
فَــرِقْــتُ وَطَـارَتْ شُـعْـبَـةٌ مِـنْ فُـؤَادِيَـا
وَإِنِّـــي لَـــصَــبَّــارٌ عَــلَــى كُــلِّ غَــمْــرَةٍ
فَـمَـا بَـالُ أَنْـفَـاسِـي صَـدَعْـنَ الـتَّـرَاقِـيَا
كَأَنَّ فُـــؤَادِي يَـــوْمَ قِـــيـــلَ مُــحَــمَّــدٌ
جَـنَـاحُ عَـتِـيـقٍ بَـاتَ فِـي الْـفَـخِّ هَـافِـيَا
•••
تَـجَـرَّعْـتُ فِـيـكَ الْـكَأْسَ حَـتَّـى ثُـمَـالَـةٍ
أَغَــصُّ بِــمَــا فِــيــهَــا فَـيَـزْدَادُ مَـا بِـيَـا
بِـنَـا مِـنْـكَ مَـا لَـوْ كَـانَ بِـالـنَّـاسِ بَـعْضُهُ
لَــجَــزُّوا رِقَــابًــا أَوْ لَــشَــقُّـوا نَـوَاصِـيَـا
وَلَـــمَّــا رَأَيْــتُ الــصَّــبْــرَ عَــزَّ طِــلَابُــهُ
زَجَــرْتُ لِــسَــانِــي فِــيـكَ ثُـمَّ بَـدَا لِـيَـا
فَـنَـادَيْـتُ حِـلْـمِـي أَنْ يَـثُـوبَ فَلَمْ يُطِقْ
فُــؤَادٌ بِــهِ مِــنْ جَــذْوَةِ الــنَّــارِ مَـا بِـيَـا
سَــمِــيَّــاكَ شَـوْقِـي وَالْـخَـلِـيـلُ تَـهَـيَّـبَـا
أَعَــذْتُ الْــوَفَــا لَــمَّــا اتَّـهَـمْـتُ بَـيَـانِـيَـا
فَأَعْـذَرْتُ وَحْـدِي لَـيْـسَ لِـلـشِّـعْـرِ حِيلَةٌ
وَأَسْــرَفَ فِـي الـلَّـوْمِ الْـعَـذُولُ تَـمَـادِيَـا
وَكَــرَّتْ عَــلَـيْـكَ الْأَرْبَـعُـونَ فَـهَـلْ نَـوَى
خَــلِــيــلُــكَ مُــطْــرَانٌ وَصَـانَ رَجَـائِـيَـا
وَعَـهْـدِي بِـشَـوْقِـي كَـالْـخِـضَـمِّ تَـدَفُّـقًـا
فَـمَـا بَـالُ شَـوْقِـي الْـيَـوْمَ أَطْرَقَ سَاهِيَا
وَشَوْقِي الَّذِي يَرْثِي الشُّمُوسَ إِذَا هَوَتْ
فَــيَـبْـعَـثُـهَـا بَـعْـدَ الْـمَـغِـيـبِ كَـمَـا هِـيَـا
•••
أَهَـبْـتُ بِـهَـذَا الـشَّـرْقِ دَهْـرًا وَلَـوْ صَـحَا
لَــهَــوَّمَ مِــنْ نَــوْمٍ وَحُــمَّــى لَــيَــالِــيَــا
وَنَـادَيْـتُ قَـوْمًـا فِـي حِـمَـى النِّيلِ نُوَّمًا
فَــرَجَّــعَ وَادِيــهِ الــصَّــدَى مُــتَــنَــادِيَـا
وَلَــوْ نَــفَــخَ الــصُّـورَ الْـمَـلَائِـكُ فِـيـهِـمُ
وَحَـمْـحَـمَ جَـوْفُ الْأَرْضِ بِـالـنَّـارِ رَاغِـيَا
وَلَـــوْ أَرْسَـــلَ الـــرُّوحُ الْأَمِــيــنُ أَذَانَــهُ
فَـكَـبَّـرَ حَـتَّـى الْـجِـنُّ وَالْـوَحْـشُ عَـاوِيَا
لَــقَـالُـوا صَـحَـوْنَـا طَـالَ وَالـلـهِ نَـوْمُـنَـا
وَكَــانَ عَــمِــيــقًــا ذَلِــكَ الـنَّـوْمُ هَـانِـيَـا
عَـتَـبْـتُ عَـلَـى قَـوْمِـي وَفِـيـهِـمْ مَـلَالَـةٌ
وَلَــوْ شَــغَـفُـونِـي مَـا ادَّخَـرْتُ عِـتَـابِـيَـا
عَـتَـبْـتُ عَـلَـى قَـوْمِـي وَحَـسْبِيَ نَاصِحٌ
وَلَــوْ شَــاءَ قَــوْمِــي بَـلَّـغُـونِـي مُـرَادِيَـا
عَـتَـبْـتُ عَـلَـى قَـوْمِـي وَمَـا زِلْـتُ عَـاتِبًا
وَعَـهْـدِي بِـقَـوْمِـي يُـؤْثِـرُونَ الْـمُـحَـابِيَا
إِذَا دُوهِــنُــوا قَـالُـوا حَـبِـيـبٌ مُـلَاطِـفٌ
وَإِنْ جُــوبِــهُـوا وَلَّـوْا غِـضَـابًـا نَـوَاعِـيَـا
فَــلَــسْــتُ إِذَا شِــئْــتُـمْ حَـبِـيـبًـا وَإِنَّـمَـا
أَنَـا الْـجَـاهِـلِـيُّ الْـجِـلْـفُ طَـبْعِي حَلَا لِيَا
•••
تَــعَــضُّ عَـلَـيْـكَ الْـيَـوْمَ مِـصْـرُ بَـنَـانَـهَـا
وَفِـي الـشَّـرْقِ أَصْـدَاءٌ تُـجِـيبُ النَّوَاعِيَا
وَمَــا أَنْـتَ إِلَّا فِـي الْـجَـوَانِـحِ وَالْـحَـشَـا
إِذَا اقْــتَـسَـمَ الـدُّودُ الْـعِـظَـامَ الْـبَـوَالِـيَـا
وَإِنَّــــكَ مِــــيــــرَاثٌ يُــــوَرِّثُــــهُ غَــــدًا
بَــنُــونَــا بَــنِــيــهِـمْ وَالْـبَـنُـونَ الـذَّرَارِيَـا
كَأَنِّــي بِــقَــوْمٍ أُلْــبِـسُـوا الْـمَـجْـدَ زِيـنَـةً
فَـمَـا أَحْـسَـنُـوا عِـنْـدَ الْحِسَابِ التَّقَاضِيَا
فَـلَا يَـخْـدَعَـنْـكَ الْـمَـجْـدُ ظَـاهِـرُهُ فَـقَدْ
يُـرَى الْـمَـرْءُ فِـي ثَـوْبٍ مِنَ الْمَجْدِ عَارِيَا
وَأَنْــتَ الَّــذِي لَــوْ مَــنَّ مَــجْـدٌ لَـعِـفْـتَـهُ
وَلَــوْ قَـالَ حُـكْـمٌ مَـا اسْـتَـرَدَّ الْـعَـوَارِيَـا
أَلَـسْـتَ الْـعِـصَـامِـيَّ الَّـذِي انْـتَـعَلَ الدَّمَا
وَمَـا آبَ إِلَّا مَـنْ وَحَـى الـسَّـيْـرَ حَـافِـيَـا
تَــرُومُ الْــقَــوَافِــي وَهْـيَ جِـدُّ عَـصِـيَّـةٍ
فَـتَـنْـظِـمُـهَـا عِـقْـدًا عَـلَـى الـدَّهْـرِ بَـاقِيَا
وَتُـودِعُـهَـا الْـمَـعْـنَـى الْـبَـعِـيـدَ وَلَـفْـظَـهُ
إِذَا رَامَــهُ الْــمَــطْــبُــوعُ أَلْــفَــاهُ نَــائِـيَـا
وَأَقْــرَبُ مِــنْ حَــبْــلِ الْــوَرِيـدِ عَـصِـيُّـهُ
إِلَــيْــكَ إِذَا مَــا رُمْــتَــهُ جَــاءَ سَــاعِــيَـا
لَآلِــئُ لَــمْ تُــثْــقَــبْ وَذَلِــكَ عَــيْــبُــهَــا
فَــمَــا تُــخْــرِجُ الْأَصْــدَافُ إِلَّا عَــذَارِيَـا
•••
خَــلَا ذَلِــكَ الْــوَادِي وَقَـدْ كُـنْـتَ أُنْـسَـهُ
وَقُــمْــرِيَّــهُ الــشَّــادِي فَأَصْـبَـحَ خَـاوِيَـا
وَصَــوَّحَ هَــذَا الــرَّوْضُ بَــعْـدَ بَـشَـاشَـةٍ
وَأَقْــفَــرَ مَـغْـنًـى كَـانَ بِـالْأَمْـسِ حَـالِـيَـا
كَأَنْ لَــمْ يَــكُـنْ بَـيْـنَ الْـمَـصَـبِّ وَمَـنْـبَـعٍ
«غَــرِيــضٌ» إِذَا غَــنَّــى أَثَـارَ الْـعَـنَـادِيَـا
كَأَنْ لَــمْ يَــكُــنْ أُنْــسٌ وَحُــلْــوُ دُعَــابَـةٍ
وَمَـا شِـئْـتَ مِـنْ ظَـرْفٍ يَجُوبُ النَّوَادِيَا
•••
كَأَنِّـــي بِـــهَـــذَا الْأَيْــكِ بَــعْــدَكَ نَــائِــحٌ
وَقَـدْ كَـانَ مَـا فِي الْأَيْكِ مِنْ قَبْلُ شَادِيَا
لَــكَ الــلَّــهُ مَــاذَا بَــعْـدَ سِـتِّـيـنَ حِـجَّـةً
شَــغَــلْــتَ بِــهَـا جِـيـلًا وَغَـنَّـيْـتَ وَادِيَـا
أَمَـا لَـكَ فِـي الـدُّنْـيَـا خَـصِـيمٌ فَيَشْتَفِي
وَقَـدْ قَـامَ مَـنْ فِـي الْـقُـطْـرِ بَـعْدَكَ نَاعِيَا
فَـحَـسْـبِـي مِـنَ الـدُّنْـيَا إِذَا جَاءَ غَاسِلِي
ذَهَـــابِـــيَ عَـــنْــهَــا لَا عَــلَــيَّ وَلَا لِــيَــا
مَـــزَامِـــيـــرُ دَاوُدٍ وَأَخْـــلَاقُ يُــوسُــفٍ
وَحِــكْــمَــةُ لُــقْــمَــانٍ فَــفِــيـمَ رِثَـائِـيَـا
سَــقَــاكَ وَإِنْ لَــمْ يُــبْــرِدِ الْـغَـيْـثُ غُـلَّـةً
مِـنَ الـرَّعْـدِ حَـمْـحَـامٌ يَـحُـثُّ الْـغَـوَادِيَا
وَعَـهْـدِي بِـشِـعْـرِي مُـعْـقِـبًـا لِـيَ سَـلْـوَةً
فَـمَـا بَـالُ هَـذَا الْـخَـطْـبِ أَعْـيَا الْمُدَاوِيَا
كَأَنِّــي مِــنَ الــرَّمْــضَــاءِ بِــالــنَّــارِ لَائِـذٌ
فَإِنْ شِـئْـتَ يَـا قَـلْـبِـي فَـزِدْنِـي تَـمَـادِيَـا
تَـسَـاجَـلْـتُ وَالـدَّهْـرَ الْـعِـنَـادَ فَـرَاضَـنِي
وَمَـــنْ صَـــاوَلَ الْأَيَّــامَ أَدْبَــرَ صَــالِــيَــا
وَمَـا رَاضَـنِـي إِلَّا عَـلَـى الـسُّـهْدِ وَالْأَسَى
وَإِنْ كُـنْـتُ فِـي الـلَّأْوَاءِ كَـالـطَّوْدِ رَاسِيَا
وَقَـــائِـــلَــةٍ مَــا بَــالُ طَــرْفِــكَ وَاثِــبًــا
يَـشُـقُّ إِلَـى الـنَّـجْـمِ الْـبَـعِـيـدِ الـدَّيَـاجِيَا
فَـفِـيـمَ تُـنَـاجِـي الـنَّـجْـمَ بِـالـلـهِ جَاهِدًا
أَأَنْــتَ لَــدِيــغٌ يَـبْـتَـغِـي الـنَّـجْـمَ رَاقِـيَـا
فَـمَـا هَـكَـذَا يَـسْـتَـطْـلِـعُ الْـغَـيْـبَ كَـاهِنٌ
وَلَا هَــكَـذَا يَـسْـتَـعْـبِـدُ الـنَّـجْـمُ صَـابِـيَـا
هُــوَ الــرَّكْــبُ يَـا لَـيْـلَـى تَـتَـابَـعَ قَـافِـلًا
وَخَـلَّـى غَـرِيـبًـا يَـخْـرِقُ الـلَّـيْـلَ حَـادِيَـا
وَمَـا اعْـتَـسَـفَـتْ بِي الْعِيرُ يَا لَيْلُ صَبْوَةً
إِلَـــى بَـــدَوِيَّـــاتٍ سَـــلَـــبْــنَ فُــؤَادِيَــا
وَأَعْــلَاقُ وَجْــدٍ مَــا يَــشُــبُّ ضِــرَامُـهَـا
بِــصَــدْرِيَ إِلَّا خِــلْــتُ قَــلْــبِــيَ حَـابِـيَـا
لِـيَ الـلـهُ … أَمَّـا مَـا مَـضَـى فَـشَبِيبَتِي
فَــمَــاذَا إِذَا خَــبَّ الْــمَــطِــيُّ لَــيَــالِــيَـا
قَـــوَارِعُ أَيَّــامٍ عَــقَــرْنَ شَــكِــيــمَــتِــي
وَمَـا زِلْـنَ بِـي حَـتَّـى عَـرَقْـنَ عِـظَـامِـيَـا
وَمَــا زَالَ يُــصْــمِــيـنَـا الـزَّمَـانُ بِـنَـبْـلِـهِ
وَيَــجْــلُــو عَــلَــيْــنَـا كُـلَّ يَـوْمٍ عَـوَادِيَـا
وَمَــنْ عَــجَــمَ الْأَيَّــامَ أَلْــقَــى جِــرَانَــهُ
عَــلَـيْـهَـا وَلَـوْ أَلْـقَـتْ عَـلَـيْـهِ الْـمَـرَاسِـيَـا
أَنَـا ذَلِـكَ الْأَلْـوَى الْـغَـشَـمْـشَـمُ فَـاعْـلَمِي
إِذَا رِشْــنَ لِــي سَـهْـمًـا تَـلَـقَّـفْـتُ ثَـانِـيَـا
دَعِــيـنِـيَ يَـا لَـيْـلَـى وَلَـيْـلِـي وَأَنْـجُـمِـي
فَــمَــا أَنْــتِ يَــا لَــيْــلَــى لِـهَـذَا وَلَا لِـيَـا
وَلَــوْ أَنَّ آمَــالِــي دَنَــتْ لِــي قُـطُـوفُـهَـا
لَــقُـلْـتُ اغْـرُبِـي إِنِّـي مَـلِـلْـتُ مَـقَـامِـيَـا
فَـقَـامَـتْ وَقَـدْ أَزْجَـى الـصَّـبَـاحُ طَلِيعَةً
فَـــطَـــارَ دَلِــيــلًا أَوْرَقًــا كَــانَ دَاجِــيَــا
تُــرَدِّدُ يَــا وَيْــلِــي عَــلَــيْــكَ وَعَــيْـنُـهَـا
تُــعَــنِّــفُـنِـي شُـكْـرِي فَـقُـلْـتُ هَـيَـا لِـيَـا
خُـذِي لِـي مِـنَ الـطَّـيْفِ الْأَمَانَ وَعَجِّلِي
دَنَـا الـطَّـيْـفُ يَـا لَـيْـلَـى وَمَـا زَالَ سَارِيَا

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال الشاعر هذه القصيدة في رثاء الشاعر الكبير محمد حافظ إبراهيم بك.
  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عزيز فهمي: شاعر مصري امتازَ بإنتاجٍ شِعريٍّ وفير، حازَ على إعجابِ مُعاصِريه في النصف الأول من القرن العشرين؛ لا سيما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

وُلِد «عزيز عبد السلام فهمي محمد جمعة» في طنطا عامَ ١٩٠٩م، وكان والده أحدَ قِياديِّي حزب الوفد. تلقَّى «عزيز» تعليمَه الأساسي في مَسقط رأسه، ثم انتقَلَ إلى القاهرة فأكمَلَ دراستَه بمدرسة الجيزة الثانوية، والْتَحقَ بعدَها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي الوقت نفسه انتسب إلى كلية الآداب، فدرَسَ فيهما معًا، وبعدما حصل على ليسانس الحقوق سافرَ إلى فرنسا لدراسة القانون، وهناك حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون عامَ ١٩٣٨م.

بعد عودته من فرنسا عمل بالنيابة، غيرَ أنه فُصِل من عمله بعدَ إقالة الحكومة الوفدية عامَ ١٩٤٤م، فاشتغل بالمحاماة، وانتُخِب لعضوية البرلمان المصري عن حزب الوفد عامَ ١٩٥٠م، وكانت له فيه صَولاتٌ وجَولاتٌ أشهَرُها دِفاعُه عن حُرية الصحافة؛ ما أوغَرَ صدْرَ المَلِك عليه، فاعتُقِل بتهمة العيب في الذات المَلكية إبَّانَ الحربِ العالَمية الثانية. وشارَكَ «عزيز» في تحرير الصُّحف والمَجَلات التي كان يُصدِرها حزبُ الوفد، وكان عضوًا في كتائب الفدائيِّين، واشترَكَ في عملياتٍ فِدائيةٍ استهدفَتْ معسكراتِ قواتِ الاحتلالِ الإنجليزي.

أمَّا شِعْره فيتنوَّع بينَ قصائدَ طويلةٍ ومتوسطةِ الطول، ويتَّجه إلى رِثاء النفس، والغَزَل العفيف، ومَدِيح أعلام عصره، وبخاصةٍ «طه حسين» و«حافظ إبراهيم»، ورثاء آخَرين، فضلًا عن بُروزِ النَّزْعةِ الوطنية في شِعره واهتمامِه بقضايا الوطن. وله قصائدُ نشرَتْها مَجلاتٌ عِدَّة، منها: «الرسالة»، و«الثقافة»، و«الإرادة»، و«السياسة»، وقد نُشِر معظمُ شِعره في ديوانه «ديوان عزيز» عَقِب وفاته، وقدَّمَ للديوان الدكتور طه حسين، الذي أبدى في كلمته أسًى كبيرًا على الشاعر المُجِيد، الذي تَخطَّفَتْه يدُ المَنُون عاجلًا عامَ ١٩٥٢م في العيَّاط جنوبي القاهرة غَرَقًا في تُرْعةٍ مائية، بعدَ انقلابِ سيارةِ الأجرة التي كان يَستقِلُّها أثناءَ مُحاوَلتِه اللَّحاقَ بقطارِ الصَّعِيد ليتمكَّنَ من التَّرافُع في إحدى القضايا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤