بِرُوحِيَ مَنْ قَدْ زَارَنِي وَهْوَ خَائِفٌ
بِـرُوحِـيَ مَـنْ قَدْ زَارَنِي وَهْوَ خَائِفٌ
كَـمَـا اهْـتَـزَّ غُـصْـنٌ فِي الْأَرَاكَةِ مَائِدُ
وَمَــا زَارَ إِلَّا طَــارِقًــا بَـعْـدَ هَـجْـعَـةٍ
وَقَــدْ نَــامَ وَاشٍ يَــتَّـقِـيـهِ وَحَـاسِـدُ
فَــلَــمْ أَرَ بَــدْرًا قَـبْـلَـهُ بَـاتَ خَـائِـفًـا
فَـهَـلْ كَـانَ يَـخْـشَى أَنْ تَغَارَ الْفَرَاقِدُ
وَكُنْتُ أَظُنُّ الْحُسْنَ قَدْ خَصَّ وَجْهَهُ
وَمَــا هُــوَ إِلَّا قَــائِــمٌ فِــيــهِ قَــاعِـدُ
فَــدَيْـتُ حَـبِـيـبًـا زَارَنِـي مُـتَـفَـضِّـلًا
وَلَــيْـسَ عَـلَـى ذَاكَ الـتَّـفَـضُّـلِ زَائِـدُ
وَمَــا كَــثُــرَتْ مِــنِّـي إِلَـيْـهِ رَسَـائِـلٌ
وَلَا مُـطِـلَـتْ بِـالْـوَصْـلِ مِـنْـهُ مَوَاعِدُ
رَآنِــي عَــلِـيـلًا فِـي هَـوَاهُ فَـعَـادَنِـي
حَــبِــيـبٌ لَـهُ بِـالْـمَـكْـرُمَـاتِ عَـوَائِـدُ
فَـمُـتْ كَـمَـدًا يَـا حَـاسِدِي فَأَنَا الَّذِي
لَــهُ صِــلَــةٌ مِــمَّــنْ يُــحِــبُّ وَعَـائِـدُ
وَلِـي وَاحِـدٌ مَـا لِـي مِنَ النَّاسِ غَيْرُهُ
أَرَى أَنَّــهُ الــدُّنْـيَـا وَإِنْ قُـلْـتُ وَاحِـدُ
فَـيَـا مُـؤْنِـسِـي لَا فَـرَّقَ الـلـهُ بَـيْـنَـنَا
وَلَا أَقْــفَــرَتْ لِـلْأُنْـسِ مِـنَّـا مَـعَـاهِـدُ
وَيَـا زَائِـرًا قَـدْ زَارَ مِـنْ غَـيْـرِ مَـوْعِـدٍ
وَحَــقِّــكَ إِنِّــي شَــاكِــرٌ لَـكَ حَـامِـدُ