وَطَنُ النُّجُومِ

Wave Image
وَطَـــــنَ الـــــنُّـــــجُـــــومِ، أَنَـــــا هُــــنَــــا
حَـــــــدِّقْ، أَتَـــــــذْكُـــــــرُ مَـــــــنْ أَنَــــــا؟
أَلَـــمَـــحْـــتَ فِـــي الْـــمَــاضِــي الْــبَــعِــيـ
دِ فَــــــتًــــــى غَــــــرِيــــــرًا أَرْعَــــــنَـــــا؟
جَــــــذْلَانَ يَـــــمْـــــرَحُ فِـــــي حُـــــقُـــــو
لِــــكَ كَــــالــــنَّــــسِــــيــــمِ مُــــدَنْــــدِنَــــا
الْــــمُــــقْــــتَــــنَــــى الْـــمَـــمْـــلُـــوكُ مَـــلْـ
ـعَــــبُــــهُ وَغَــــيْــــرُ الْــــمُــــقْــــتَــــنَـــى!
يَـــــــتَـــــــسَــــــلَّــــــقُ الْأَشْــــــجَــــــارَ لَا
ضَـــــــجَــــــرًا يُــــــحِــــــسُّ وَلَا وَنَــــــى
وَيَــــــعُــــــودُ بِــــــالْأَغْــــــصَــــــانِ يَـــــبْـ
ـرِيــــــهَــــــا سُـــــيُـــــوفًـــــا أَوْ قَـــــنَـــــا
وَيَــــخُــــوضُ فِــــي وَحْــــلِ الــــشِّــــتَـــا
مُــــــتَــــــهَــــــلِّلًا مُــــــتَــــــيَـــــمِّـــــنَـــــا
لَا يَــــــتَّــــــقِــــــي شَــــــرَّ الْـــــعُـــــيُـــــو
نِ وَلَا يَـــــــخَـــــــافُ الْأَلْـــــــسُـــــــنَـــــــا
وَلَــــكَــــمْ تَــــشَــــيْــــطَـــنَ كَـــيْ يَـــقُـــو
لَ الــــنَّــــاسُ عَـــنْـــهُ «تَـــشَـــيْـــطَـــنَـــا»
أَنَــــــــا ذَلِــــــــكَ الْــــــــوَلَـــــــدُ الَّـــــــذِي
دُنْــــــيَــــــاهُ كَــــــانَــــــتْ هَـــــهُـــــنَـــــا!
أَنَـــــا مِـــــنْ مِـــــيَـــــاهِـــــكَ قَـــــطْــــرَةٌ
فَـــــاضَـــــتْ جَـــــدَاوِلَ مِـــــنْ سَـــــنَـــــا
أَنَــــــــــا مِــــــــــنْ تُــــــــــرَابِـــــــــكَ ذَرَّةٌ
مَـــــاجَــــتْ مَــــوَاكِــــبَ مِــــنْ مُــــنَــــى
أَنَــــــا مِـــــنْ طُـــــيُـــــورِكَ بُـــــلْـــــبُـــــلٌ
غَــــنَّــــى بِــــمَــــجْــــدِكَ فَــــاغْـــتَـــنَـــى
حَـــــمَــــلَ الــــطَّــــلَاقَــــةَ وَالْــــبَــــشَــــا
شَــــــةَ مِــــــنْ رُبُـــــوعِـــــكَ لِلـــــدُّنَـــــى
كَــــــمْ عَــــــانَــــــقَـــــتْ رُوحِـــــي رُبَـــــا
كَ وَصَـــفَّـــقَـــتْ فِـــي الْـــمُـــنْـــحَـــنَــى؟
لِلْأَرْزِ يَـــــــــهْــــــــزَأُ بِــــــــالــــــــرِّيَــــــــا
حِ وَبِــــــالـــــدُّهُـــــورِ وَبِـــــالْـــــفَـــــنَـــــا
لِلْـــــبَـــــحْـــــرِ يَـــــنْـــــشُـــــرُهُ بَـــــنُـــــو
كَ حَــــــــضَــــــــارَةً وَتَــــــــمَــــــــدُّنَـــــــا
لِلَّـــــيْـــــلِ فِـــــيـــــكَ مُـــــصَـــــلِّـــــيًـــــا
لِلــــــصُّــــــبْـــــحِ فِـــــيـــــكَ مُـــــؤَذِّنَـــــا
لِلـــــشَّـــــمْـــــسِ تُــــبْــــطِــــئُ فِــــي وَدَا
عِ ذُرَاكَ كَــــــــيْــــــــلَا تَـــــــحْـــــــزَنَـــــــا
لِلْـــــبَـــــدْرِ فِـــــي نَـــــيْـــــسَـــــانَ يَــــكْ
حَـــــلُ بِـــــالـــــضِّــــيَــــاءِ الْأَعْــــيُــــنَــــا
فَــــيَــــذُوبُ فِــــي حَــــدَقِ الْــــمَــــهَــــى
سِـــــحْـــــرًا لَـــــطِـــــيــــفًــــا لَــــيِّــــنَــــا
لِلْـــــحَـــــقْـــــلِ يَـــــرْتَـــــجِـــــلُ الـــــرَّوَا
ئِــــــعَ زَنْــــــبَـــــقًـــــا أَوْ سَـــــوْسَـــــنَـــــا
لِلْـــــعُـــــشْـــــبِ أَثْـــــقَــــلَــــهُ الــــنَّــــدَى
لِلْــــغُــــصْــــنِ أَثْــــقَــــلَــــهُ الْــــجَــــنَـــى
عَــــــاشَ الْــــــجَــــــمَــــــالُ مُـــــشَـــــرَّدًا
فِــــي الْأَرْضِ يَــــنْــــشُــــدُ مَـــسْـــكَـــنَـــا
حَـــــتَّــــى انْــــكَــــشَــــفْــــتَ لَــــهُ فَــــأَلْـ
ـقَـــــــى رَحْـــــــلَــــــهُ وَتَــــــوَطَّــــــنَــــــا
وَاسْــــتَــــعْــــرَضَ الْــــفَــــنُّ الْــــجِــــبَــــا
لَ فَـــــكُـــــنْـــــتَ أَنْـــــتَ الْأَحْــــسَــــنَــــا
للـــــــــهِ سِـــــــــرٌّ فِــــــــيــــــــكَ، يَــــــــا
لُـــــبْـــــنَـــــانُ، لَــــمْ يُــــعْــــلَــــنْ لَــــنَــــا
خَـــــلَـــــقَ الـــــنُّـــــجُـــــومَ وَخَـــــافَ أَنْ
تُــــغْــــوِي الْــــعُــــقُــــولَ وَتَــــفْــــتِــــنَـــا
فَــــــــــأَعَــــــــــارَ أَرْزَكَ مَـــــــــجْـــــــــدَهُ
وَجَـــــــلَالَـــــــهُ كَـــــــيْ نُــــــؤْمِــــــنَــــــا
زَعَــــمُــــوا سَــــلَــــوْتُــــكَ، لَــــيْـــتَـــهُـــمْ
نَـــــسَـــــبُــــوا إِلَــــيَّ الْــــمُــــمْــــكِــــنَــــا
فَـــالْـــمَـــرْءُ قَـــدْ يَـــنْـــسَـــى الْـــمُــسِــي
ءَ الْــــمُــــفْــــتَــــرِي، وَالْــــمُــــحْـــسِـــنَـــا
وَالْـــــخَـــــمْــــرَ، وَالْــــحَــــسْــــنَــــاءَ، وَالْـ
ـوَتَــــــرَ الْــــــمُـــــرَنَّـــــحَ، وَالْـــــغِـــــنَـــــا
وَمَــــــرَارَةَ الْــــــفَــــــقْــــــرِ الْــــــمُــــــذِلِّ
بَـــــــلَـــــــى، وَلَــــــذَّاتِ الْــــــغِــــــنَــــــى
لَـــــــكِـــــــنَّــــــهُ مَــــــهْــــــمَــــــا سَــــــلَا
هَــــيْــــهَــــاتَ يَـــسْـــلُـــو الْـــمَـــوْطِـــنَـــا

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: الوصف
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إيليا أبو ماضي: واحد من أبرز شعراء المهجر الذين أثْرَوُا الشعر العربي في أوائل القرن العشرين بقصائدهم ودواوينهم.

ولد إيليا ضاهر أبو ماضي عام ١٨٩٠م في قرية «المحيدثة» إحدى قرى لبنان، في أسرة فقيرة معدمة، عانى معها الاغتراب منذ صغره. وحينما بلغ الحادية عشرة من عمره، رحلت أسرته إلى مصر، ونزلت الإسكندرية ثم انتقلت إلى القاهرة، حيث مارس فيها إيليا التجارة طلبًا للمال، فاتخذ محلًّا لبيع السجائر والدخان.

وقد كان إيليا منذ صغره محبًّا للعلم والتعلم، شغوفًا بالأدب والشعر، يستغل أوقات فراغه في حفظ الشعر ونظمه، ومطالعة كتب الأدب ودراستها. وقد رآه ذات مرة الأستاذ أنطون الجُميِّل يكتب الشعر أثناء عمله، فأعجب بشعره وحرص على نشره في مجلة الزهور التي كان يصدرها، وكانت تلك الخطوة فاتحة خير عليه، فظل يكتب الشعر وينشره طيلة ثمانية أعوام، ثم جمعه في ديوان أطلق عليه اسم: «تذكار الماضي».

وكان إيليا يتطلع إلى العيش في الولايات المتحدة الأمريكية، فهاجر من مصر إلى هناك وسكن مدينة «سنسناتي»، ثم انتقل بعدها إلى نيويورك ليلتقي بألمع رجال النخبة العربية التي هاجرت إلى هناك، أمثال: ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، ونسيب عريضة، وأحمد زكي أبو شادي وغيرهم، ليؤلف معهم ما أطلقوا عليه بعد ذلك: «الرابطة القلمية» التي كانت أبرز علامات الأدب العربي الحديث.

وفي نيويورك عمل إيليا نائبًا لرئيس تحرير جريدة «مرآب الغرب» وتزوج من السيدة دورا نجيب دياب ابنة صاحب الجريدة، وأنجب منها أربعة أولاد، وقد توجت جهوده الأدبية عام ١٩١٩م بإصدار «مجلة السمير» التي كانت تعد في ذلك الوقت أهم مجلة عربية في المهجر، والتي حوَّلها بعد ذلك إلى جريدة تصدر يوميًّا.

توفي إيليا أبو ماضي عام ١٩٥٧م في نيويورك إثر نوبة قلبية، تاركًا إنتاجًا أدبيًّا متميزًا قوامه أربعة دواوين، هي: «تذكار الماضي» و«ديوان إيليا أبي ماضي» و«الجداول» و«الخمائل»، وديوان خامس كان معدًّا للطبع أُطلق عليه: «تبر وتراب».

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤