عَسَى الْبَارِقُ الشَّامِيُّ يَهْمِي سَحَابُهُ

Wave Image
عَسَى الْبَارِقُ الشَّامِيُّ يَهْمِي سَحَابُهُ
فَـتَـخْـضَـلَّ أَثْـبَـاجُ الْـحِمَى وَرِحَابُهُ
وَتَـسْـرِي الـصَّـبَـا فِـي جَانِبَيْهِ عَلِيلَةً
كَـمَـا فُـتِـقَـتْ مِـنْ حَـضْـرَمِيٍّ عِيَابُهُ
خَـلِـيـلَـيَّ مَـا لِـي بِـالْـجَـزِيرَةِ لَا أَرَى
لِلَـمْـيَـاءَ طَـيْـفًـا يَـزْدَهِـيـنِـي عِـتَابُه
فَــيَــا مَــنْ لِـرَاجٍ أَنْ تَـبِـيـتَ مُـغِـذَّةً
بِــبَــيْــدَاءَ دُونَ الْـمَـاطِـرُونَ رِكَـابُـهُ
إِذَا جَــبَــلُ الــرَّيَّــانِ لَاحَـتْ قِـبَـابُـهُ
لِـعَـيْـنِـي وَلَاحَـتْ مِـنْ سَنِيرٍ هِضَابُهُ
وَهَـبَّـتْ لَـنَـا رِيـحٌ أَتَـتْـنَا مِنَ الْحِمَى
تَــحَــدَّثُ عَــمَّــا حَــمَّـلَـتْـهَـا قِـبَـابُـهُ
وَقَـامَـتْ جِـبَـالُ الـثَّـلْـجِ زُهْـرًا كَأَنَّهَا
بَـقِـيَّـةُ شَـيْـبٍ قَـدْ تَـلَاشَـى خِضَابُهُ
وَلَاحَـتْ قُـصُـورُ الْـغُـوطَـتَـيْنِ كَأَنَّهَا
سَــفَــائِـنُ فِـي بَـحْـرٍ يَـعُـبُّ عُـبَـابُـهُ
وَأَعْــرَضَ نَــسْــرٌ لِلْـمُـصَـلَّـى غَـدِيَّـةً
كَـمَـا انْجَابَ عَنْ ضَوْءِ النَّهَارِ ضَبَابُهُ
لَـثِـمْـتُ الـثَّـرَى مُـسْـتَـشْـفِـيًا بِتُرَابِهِ
وَمَـنْ لِـي بِـأَنْ يَـشْـفِي غَلِيلِي تُرَابُهُ
وَمُـسْـتَـخْـبِـرٍ عَـنَّـا وَمَـا مِـنْ جَـهَالَةٍ
كَـشَـفْـتُ الْـغِـطَـا عَـنْهُ فَزَالَ ارْتِيَابُهُ
وَأَذْكَــرْتُــهُ أَيَّــامَ دِمْــيَــاطَ بَــيْـنَـنَـا
وَبَـيْـنَ الْـعِدَى، وَالْمَوْتُ تَهْوِي عُقَابُهُ
وَجَـيْـشًـا خَـلَـطْـنَـاهُ رِحَابٌ صُدُورُهُ
بِـجَـيْـشٍ مِـنَ الْأَعْـدَاءِ غُـلْـبٍ رِقَابُهُ
وَقَـدْ شَـرِقَـتْ زُرْقُ الْأَسِـنَّـةِ بِـالـدِّمَا
وَأَنْــكَــرَ حَــدَّ الْــمَــشْــرَفِـيِّ قِـرَابُـهُ
وَعَـــرَّدَ إِلَّا كُـــلَّ ذِمْـــرٍ مُــغَــامِــسٍ
وَنَـــكَّـــبَ إِلَّا كُـــلَّ زَاكٍ نِـــصَـــابُــهُ
تَـرَكْـنَـاهُـمُ فِـي الْـبَـحْـرِ وَالْبَرِّ لُحْمَةً
تَــقَــاسَــمُــهُــمْ حِــيـتَـانُـهُ وَذِئَـابُـهُ
وَيَـوْمًـا عَلَى الْقَيْمُونِ مَاجَتْ مُتُونُهُ
بِــزُرْقٍ أَعَــادِيــهِ وَغُـصَّـتْ شِـعَـابُـهُ
نَـثَـرْنَـا عَـلَـى الْـوَادِي رُءُوسًـا أَعِـزَّةً
لِــكُــلِّ أَخِــي بَـأْسٍ مَـنِـيـعٍ جَـنَـابُـهُ
وَرُضْـنَا مُلُوكَ الْأَرْضِ بِالْبِيضِ وَالْقَنَا
فَــذَلَّ لَــنَـا مِـنْ كُـلِّ قُـطْـرٍ صِـعَـابُـهُ
فَـكَـمْ أَمْـرَدٍ خَـطَّ الْـحُـسَـامُ عِـذَارَهُ
وَكَـمْ أَشْـيَـبٍ كَـانَ الـنَّـجِيعَ خِضَابُهُ
وَكَــمْ قَــدْ نَــزَلْـنَـا ثَـغْـرَ قَـوْمٍ أَعِـزَّةٍ
فَـلَـمْ نَـرْتَـحِـلْ حَـتَّى تَدَاعَى خَرَابُهُ
وَكَـمْ يَـوْمِ هَـوْلٍ ضَـاقَ فِـيهِ مَجَالُنَا
صَـبَـرْنَـا لَـهُ وَالْـمَـوْتُ يُـحْـرَقُ نَـابُـهُ
يَــسِــيـرُ بِـنَـا تَـحْـتَ اللِّـوَاءِ مُـمَـدَّحٌ
كَـرِيـمُ الـسَّـجَـايَـا طَـاهِـرَاتٌ ثِـيَـابُهُ
نَـجِيبٌ كَصَدْرِ السَّمْهَرِيِّ مُنَجَّحُ السَّـ
ـرَايَــا كَـرِيـمُ الـطَّـبْـعِ صَـافٍ لُـبَـابُـهُ
مِـنَ الْـقَـوْمِ وَضَّـاحُ الْأَسِـرَّةِ مَـاجِـدٌ
إِلَــى آلِ أَيُّــوبَ الْــكِـرَامِ انْـتِـسَـابُـهُ
فَـفَـرَّجَ ضِـيـقَ الْـقَـوْمِ عَـنَّـا طِـعَـانُهُ
وَشَـتَّـتَ شَـمْـلَ الْـكُـفْـرِ عَـنَّا ضِرَابُهُ
وَأَصْـبَـحَ وَجْـهُ الـدِّيـنِ بَـعْدَ عُبُوسِهِ
طَــلِــيــقًـا وَلَـوْلَاهُ لَـطَـالَ اكْـتِـئَـابُـهُ
جِـهَـادٌ لِـوَجْـهِ اللـهِ فِـي نَـصْـرِ دِينِهِ
وَفِـي طَـاعَـةِ اللـهِ الْـعَزِيزِ احْتِسَابُهُ
حَـمَـيْـتَ حِمَى الْإِسْلَامِ فَالدِّينُ آمِنٌ
تُـذَادُ أَقَـاصِـيـهِ وَيُـخْـشَـى جَـنَـابُـهُ
وَمَــا بُــغْــيَـتِـي إِلَّا بَـقَـاؤُكَ سَـالِـمًـا
لِــذَا الــدِّيــنِ لَا مَـالٌ جَـزِيـلٌ أُثَـابُـهُ

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: المدح
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الأيوبي

عن الشاعر

ابن عُنَين: هو أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الأيوبي.

وُلد «أبو المحاسن حمد بن نصر الله بن الحسين بن عُنَين الأنصاري» بدمشق في عام ٥٤٩ﻫ/١١٤٥م، وكان يُلقَّب ﺑ «شرف الدين الكوفي» نِسبةً إلى أصله الكوفي كما قال.

عُرِف بهجائه اللاذع، حتى لقد ضاق به الناس ذرعًا، ولم يَسلَم أحدٌ منه في دمشق سوى القليل، حتى إن السلطان «صلاح الدين الأيوبي» لم يَسلَم من هجائه، وله قصيدة طويلة هجا فيها عددًا كبيرًا من حكَّام دمشق سمَّاها «مقراض الأعراض»، وهي تحوي حوالي خمسمائة بيت.

نُفِي «ابن عُنَين» من دمشق بأمرٍ من السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، وبعدها ظل متنقِّلًا بين الكثير من البلدان، كالعراق وخراسان والهند واليمن ومصر. وبعد وفاة السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، عاد إلى دمشق مرةً ثانية بعد تقرُّبه من الملك «العادل» ومدحه في قصائده.

بعد عودته إلى دمشق، تولَّى منصبَ الوزارة في آخِر حكم الملك «المعظم»، ومدةَ ولاية الملك «الناصر»، لكنْ بعد أن تولَّى الملك «الأشرف» مقاليدَ الحكم، ترك «ابن عُنَين» عمله ولزِمَ بيتَه في دمشق.

أما عن أعماله، فله ديوان شعري واحد، وقصيدة «مقراض الأعراض»، فضلًا عن «التاريخ العزيزي» في سيرة الملك «العزيز».

تُوفِّي «ابن عُنَين» بدمشق عامَ ٦٣٠ﻫ/١٢٣٢م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤