الصَّيْفُ

Wave Image
عَـــادَ لِلْأَرْضِ مَـــعَ الـــصَّــيْــفِ صِــبَــاهَــا
فَــهْــيَ كَــالْــخُــودِ الَّــتِــي تَــمَّـتْ حُـلَاهَـا
صُــــوَرٌ مِــــنْ خُــــضْـــرَةٍ فِـــي نَـــضْـــرَةٍ
مَـــــا رَآهَــــا أَحَــــدٌ إِلَّا اشْــــتَــــهَــــاهَــــا
ذَهَـــبُ الـــشَّـــمْـــسِ عَـــلَـــى آفَـــاقِـــهَــا
وَسَـــوَادُ اللَّـــيْـــلِ مِـــسْـــكٌ فِــي ثَــرَاهَــا
وَنَـــسِـــيـــمُ الْــفَــجْــرِ فِــي أَشْــجَــارِهَــا
وَشْـــوَشَــاتٌ يُــطْــرِبُ الــنَّــهْــرَ صَــدَاهَــا
وَالـــــسَّـــــوَاقِــــي فِــــتَــــنٌ رَاقِــــصَــــةٌ
ضِــحْــكُــهَــا شَــدْوٌ وَتَــهْــلِــيــلٌ بُــكَــاهَـا
وَالْأَقَـــــــاحِــــــي صُــــــوَرٌ خَــــــلَّابَــــــةٌ
وَأَغَــانِــي الــطَّــيْــرِ شِــعْــرٌ لَا يُــضَــاهَــى
إِنَّـــهَـــا الْـــجَـــنَّـــةُ فَـــاعْـــجَـــبْ لِامْــرِئٍ
هُـــوَ فِـــيـــهَـــا وَقَـــلِـــيـــلًا مَـــا يَــرَاهَــا
أَيُّــــهَــــا الْـــمُـــعْـــرِضُ عَـــنْ أَزْهَـــارِهَـــا
لَـــكَ لَـــوْ تَـــعْـــلَـــمُ، يَـــا هَـــذَا، شَــذَاهَــا
أَيُّــــهَــــا الـــنَّـــائِـــمُ عَـــنْ أَنْـــجُـــمِـــهَـــا
خَـــلَـــقَ اللـــهُ لِـــعَـــيْـــنَـــيْــكَ سَــنَــاهَــا
أَيُّــــهَــــا الْــــكَــــابِــــحُ عَــــنْ لَـــذَّاتِـــهَـــا
نَــفْــسَــهُ، هَــيْــهَــاتَ لَـنْ تُـعْـطَـى سِـوَاهَـا
لَا تُـــــؤَجِّـــــلْ لِـــــغَــــدٍ، لَــــيْــــسَ غَــــدٌ
غَـــيْـــرَ يَـــوْمٍ كَـــالَّـــذِي ضَـــاعَ وَتَـــاهَـــا
وَإِذَا لَـــمْ تُـــبْـــصِـــرِ الــنَّــفْــسُ الْــمُــنَــى
فِـي الـضُّـحَـى كَـيْـفَ تَـرَاهَـا فِـي مَـسَـاهَـا
هَـــذِهِ الْـــجَـــنَّـــةُ فَــاسْــرَحْ فِــي رُبَــاهَــا
وَاشْـــهَـــدِ الـــسِّــحْــرَ زُهُــورًا وَمِــيَــاهَــا
وَاسْـــتَـــمِـــعْ لِلـــشِّــعْــرِ مِــنْ بُــلْــبُــلِــهَــا
فَــهُــوَ الــشِّــعْــرُ الَّــذِي لَــيْــسَ يُـضَـاهَـى
مَـــا أُحَـــيْـــلَـــى الــصَّــيْــفَ مَــا أَكْــرَمَــهُ
مَـــــلَأَ الـــــدُّنْــــيَــــا رَخَــــاءً وَرَفَــــاهَــــا
عِــــنْــــدَمَــــا رَدَّ إِلَـــى الْأَرْضِ الـــصِّـــبَـــا
رَدَّ أَحْـــلَامِـــي الَّـــتِــي الــدَّهْــرُ طَــوَاهَــا
كُــنْــتُ أَشْــكُــو مِـثْـلَـمَـا تَـشْـكُـو الـضَّـنَـى
فَـــشَـــفَـــى آلَامَ نَـــفْـــسِـــي وَشَـــفَــاهَــا

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: الوصف
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إيليا أبو ماضي: واحد من أبرز شعراء المهجر الذين أثْرَوُا الشعر العربي في أوائل القرن العشرين بقصائدهم ودواوينهم.

ولد إيليا ضاهر أبو ماضي عام ١٨٩٠م في قرية «المحيدثة» إحدى قرى لبنان، في أسرة فقيرة معدمة، عانى معها الاغتراب منذ صغره. وحينما بلغ الحادية عشرة من عمره، رحلت أسرته إلى مصر، ونزلت الإسكندرية ثم انتقلت إلى القاهرة، حيث مارس فيها إيليا التجارة طلبًا للمال، فاتخذ محلًّا لبيع السجائر والدخان.

وقد كان إيليا منذ صغره محبًّا للعلم والتعلم، شغوفًا بالأدب والشعر، يستغل أوقات فراغه في حفظ الشعر ونظمه، ومطالعة كتب الأدب ودراستها. وقد رآه ذات مرة الأستاذ أنطون الجُميِّل يكتب الشعر أثناء عمله، فأعجب بشعره وحرص على نشره في مجلة الزهور التي كان يصدرها، وكانت تلك الخطوة فاتحة خير عليه، فظل يكتب الشعر وينشره طيلة ثمانية أعوام، ثم جمعه في ديوان أطلق عليه اسم: «تذكار الماضي».

وكان إيليا يتطلع إلى العيش في الولايات المتحدة الأمريكية، فهاجر من مصر إلى هناك وسكن مدينة «سنسناتي»، ثم انتقل بعدها إلى نيويورك ليلتقي بألمع رجال النخبة العربية التي هاجرت إلى هناك، أمثال: ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، ونسيب عريضة، وأحمد زكي أبو شادي وغيرهم، ليؤلف معهم ما أطلقوا عليه بعد ذلك: «الرابطة القلمية» التي كانت أبرز علامات الأدب العربي الحديث.

وفي نيويورك عمل إيليا نائبًا لرئيس تحرير جريدة «مرآب الغرب» وتزوج من السيدة دورا نجيب دياب ابنة صاحب الجريدة، وأنجب منها أربعة أولاد، وقد توجت جهوده الأدبية عام ١٩١٩م بإصدار «مجلة السمير» التي كانت تعد في ذلك الوقت أهم مجلة عربية في المهجر، والتي حوَّلها بعد ذلك إلى جريدة تصدر يوميًّا.

توفي إيليا أبو ماضي عام ١٩٥٧م في نيويورك إثر نوبة قلبية، تاركًا إنتاجًا أدبيًّا متميزًا قوامه أربعة دواوين، هي: «تذكار الماضي» و«ديوان إيليا أبي ماضي» و«الجداول» و«الخمائل»، وديوان خامس كان معدًّا للطبع أُطلق عليه: «تبر وتراب».

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤