الْعَظِيمُ

Wave Image
لَــمَــعَــاتُ رَأْيِــكَ مُــقْــلَـةُ الْـعِـرْفَـانِ
فَـاحْـكُـمْ كَـحُـكْـمِ الْحَقِّ في الْبُرْهَانِ
لَوْ كُنْتَ قَدْ أُعْطِيتَ فِي الدَّهْرِ الْمُنَى
أَوْ كَــانَ مَــا قَــدْ شِــئْــتَ لِلْـحَـدَثَـانِ
لَــتَـعَـطَّـلَـتْ سُـبُـلُ الـشُّـرُورِ وَبُـرِّدَتْ
وَقَــدَاتُ قَــلْــبٍ لِلـضَّـرِيـكِ الْـعَـانِـي
وَمَـسَـحْـتَ بِـالـرَّحَـمَـاتِ آمَاقَ الْوَرَى
حَــتَّــى تَــعُــودَ قَــرِيــرَةَ الْأَجْــفَــانِ
مِـنْ غَـيْـرِ أَنْ يُـوبِـي الْـحَيَاةَ رُكُودُهَا
لِــفَــنَــاءِ مَـا دَفَـعَـتْ مِـنَ الْـحَـدَثَـانِ
نَــزَعَــاتُ نَــفْــسِـكَ رَحْـمَـةٌ مَـرْجُـوَّةٌ
رَحَــمَــاتُ مُــقْــتَــدِرِ الْأَنَــاةِ مُــعَــانِ
وَجَــلَائِــلٌ تَــذَرُ الْــحَــيَــاةَ كَــأَنَّــهَــا
خُـــلْـــدٌ يَـــعُـــبُّ بِـــزَاخِــرِ الْأَزْمَــانِ
وَعَـلَـوْتَ عَـنْ حَـسَـدِ الْـحَسُودِ وَرُبَّمَا
حَـسَـدَ الْحَسُودُ الشَّمْسَ فِي الْأَعْنَانِ
هَــيْــهَـاتَ مَـا أَسَـرَ الْـحَـسُـودَ تَـكَـرُّمٌ
إِنَّ الــتَّــكَــرُّمَ وَقْــدُ غِــلِّ الــشَّــانِـي
وَفَــضَــائِـلٌ لَـيْـسَـتْ لِـغَـيْـرِ مُـجَـرِّبٍ
إِنَّ الــتَّــجَــارِبَ حُــجَّــةُ الـرُّجْـحَـانِ
وَأَجَــلُّ خَـيْـرِ الـنَّـفْـسِ بَـعْـدَ بَـلَائِـهَـا
فَـالْـعَـيْـشُ حَـرْبُ فَـضِـيـلَـةِ الْغَفْلَانْ
وَتَـرَى الْـفَـرَائِـضَ كَـالْـحُـقُوقِ حَبِيبَةً
أَوْ كَــالــدُّيُــونِ رَهِــيــنَــةَ الْإِيــمَــانِ
دَيْــنُ الْــحَــيَــاةِ وَرُبَّ فَـرْضٍ غَـالِـقٍ
إِلَّا لَـــدَيْـــكَ بِـــمَـــطْـــلَـــةِ اللَّـــيَّــانِ
وَعَــزَائِــمٌ تُــمْـضِـي الْـحَـيَـاةَ غُـلُـبَّـةً
وَخَـــوَاطِــرٌ كَــمَــلائــكِ الــرَّحْــمَــنِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عبد الرحمن شكري: شاعرٌ مِصْري، وأحدُ مُؤسِّسي مدرسةِ الديوانِ الشِّعرية، وصَفتْه الدكتورة «سهير القلماوي» بأنه الشَّاعرُ الذي أنزلَ العقلَ مِن على عَرشِه في إلهامِ الشُّعراء؛ فشِعْرُه خيالٌ مُتحرِّرٌ يرفضُ حدودَ الزمانِ والمكان. وقد أحدثَتْ أشعارُه نَقلةً تَجديدِيةً في مضمونِ الشِّعرِ العربي؛ فتحوَّلتْ به من شاطئِ العقلِ إلى بحرِ الخيال.

وُلِدَ «عبد الرحمن شكري عيَّاد» ببورسعيد عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ ذاتِ أصولٍ مَغربِية، وقد كانَ لها دَورٌ مُؤثِّرٌ في حياتِه؛ حيثُ كانَ لزوجةِ أخيه «أحمد شكري» — المُولَعةِ برِوايةِ الحكاياتِ والأساطير — دورٌ في إثراءِ خيالِه، كما كانَ في مكتبةِ أبيه ما يُرضي نَهَمَه من دَواوينِ الشِّعر.

قَضى فَصْلًا من عُمرِه معَ أبيه ببورسعيد حتى نالَ الشَّهادةَ الابتدائية، ثُمَّ انتقلَ إلى الإسكندريةِ ليَلتحِقَ بمَدْرسةِ رأسِ التينِ الثانويةِ التي ظَلَّ بها أربعَ سَنواتٍ لينالَ منها الشَّهادةَ الثانويةَ (البكالوريا)، ثُم الْتَحقَ بمَدْرسةِ الحقوقِ إبَّانَ احتدامِ الحركةِ الوطنيةِ التي أتاحتْ له التعرُّفَ على «مصطفى كامل» زعيمِ الحركةِ الوطنيةِ في ذلكَ الوَقْت، والذي طلَبَ منه أنْ يعملَ مُحرِّرًا بجريدةِ «اللِّواء»، ونصَحَه أنْ يَلتحقَ بمدرسةِ المُعلِّمينَ فيَنهلَ من مَعِينِها ليكونَ عَوْنًا له في مَيْدانِ الصَّحافة.

وقد عطَّرَ «عبد الرحمن شكري» رَوْضةَ الأدبِ بالعديدِ من دواوينِه وقصائدِه، ومنها: دِيوانُ «ضَوْء الفَجر»، و«لَآلِئ الأَفْكار»، و«أناشيد الصِّبا»، و«زَهْر الرَّبيع»، و«الخَطَرات»، و«الأَفْنان»، و«أَزْهار الخَرِيف»، ونُشِر ديوانُه الثامنُ بعدَ مَوتِه ضمنَ الأعمالِ الكامِلة. بَدأَ شاعِرُنا صِراعَه معَ المرضِ صيفَ عامَ ١٩٥٧م، إلى أنْ صادَه الموتُ عامَ ١٩٥٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤