لُجَجُ الْأَنْوَارِ

Wave Image
مَـنْ لِـي بِـهِ لَا الشَّمْسُ مِنْ نُظَرَائِهِ
حُـسْـنًـا وَلَا الْأَقْـمَـارُ مِـنْ أَكْـفَـائِـهِ
فَـوْقَ الـصِّـفَـاتِ جَـمَـالُـهُ وَبَـهَـاؤُهُ
فَـاعْـجَـبْ لِـفَـرْطِ جَـمَـالِـهِ وَبَهَائِهِ
مَــلَأَ الــزَّمَـانَ عَـلَـيَّ نُـورًا وَجْـهُـهُ
فَـصَـبَـاحُ عِشْقِي فِيهِ مِثْلُ مَسَائِهِ
وَأَرَى جَـمَـالَ الْـوَرْدِ طَـيْفَ جَمَالِهِ
وَصَـفَـاءَ لَـوْنِ الـدُّرِّ ظِـلَّ صَـفَـائِـهِ
فَإِذَا رَآهُ الْـــوَرْدُ عَـــاتَـــبَ لَــوْنَــهُ
وَإِذَا رَآهُ الـــدُّرُّ غُـــصَّ بِـــمَـــائِـــهِ
الـطَّـيْـرُ فِـيـهِ مُـسَـاعِـدِي بِـحَنِينِهِ
وَالْـغَـيْـثُ فِـيـهِ مُـعَـاوِنِـي بِـبُكَائِهِ
قَــالَ الــلَّــوَائِــمُ قَــدْ أَذَلَّـكَ حُـبُّـهُ
وَأَضَـلَّ قَـلْـبَـكَ فِـي ظَـلَامِ بَـلَائِـهِ
مَـا أَنْـصَـفَ اللُّوَّامُ لَوْ ضَلُّوا السُّرَى
وَرَأَوْا فُـؤَادِيَ لَاهْـتَـدَوْا بِـضِـيَـائِهِ
قَـلْـبٌ بُـدُورُ الْـحُـسْـنِ سَـاطِعَةٌ بِهِ
وَالـشَّمْسُ تُشْرِقُ مِنْ بُرُوجِ سَمَائِهِ
وَلَـدَيْـهِ مِـنْ مُـلْـكِ الْجَمَالِ عَسَاكِرٌ
كَـالـشُّـهْبِ تَلْمَعُ فِي دُجَى سَوْدَائِهِ
مِـنْ كُلِّ ذِي لَحْظٍ كَسَيْفٍ مُنْتَضًى
فِــي كَــفِّــهِ وَمَـضَـاؤُهُ كَـمَـضَـائِـهِ
هَـذَا عَـلَـى كَـبِـدِ الْـمُـحِبِّ بِحُسْنِهِ
يَسْطُو وَذَاكَ يَخُوضُ فِي أَحْشَائِهِ
مِـنْ كُـلِّ لَابِـسِ نُـورِهِ فَإِذَا مَـشَـى
لَـيْـلًا أَضَـاءَ الـلَّـيْـلَ فَـضْـلُ رِدَائِـهِ
لُـجَـجٌ عَـلَـى لُـجَـجٍ يَـزِيـدُ بَـهَاءَهَا
حُـسْـنًـا خُـلُـوُّ الْـجَـوِّ مِـنْ رُقَـبَـائِهِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

محمد توفيق علي: شاعِرٌ مِصريٌّ يَنْتَمِي إِلى مَدْرَسةِ الإحْياءِ والبَعْثِ فِي الشِّعرِ العَرَبِي؛ تلكَ المَدْرَسةِ التِي وُصِفتْ بأنَّها أَحْيَتِ الشِّعرَ مِن مَرْقَدِه؛ حيثُ أعادَتْ بِناءَ القَصِيدةِ الشِّعريةِ بِناءً يُجدِّدُ فِي أَغْراضِها الشِّعريةِ ولا يَتَصرَّفُ فِي صُورتِها التَّقلِيديةِ المُتمثِّلةِ فِي وَحْدةِ الوَزنِ والقَافِية.

وُلِدَ محمد توفيق فِي قَرْيةِ «زاوية المصلوب» بمُحافَظةِ بني سويف عامَ ١٨٨١م أثناءَ الثَّوْرةِ العُرَابِية، وكانَ والِدُهُ مِن أَثْرياءِ الفَلَّاحِين، فأَلْحَقَه بِكُتَّابِ القَرْيةِ بِوَصْفِهِ أَوَّلَ بابٍ يُفْضِي إِلى مَدِينةِ العِلْمِ والدِّينِ فِي هَذا الزَّمَان، ثُم أَوفَدَهُ إلَى القاهِرة؛ فانْتَظَمَ بِمَدْرَسةِ «القِرَبِيَّة» حتَّى نالَ الشَّهادةَ الِابتِدَائِية، والْتَحقَ بَعدَها بِمَدرَسةِ الفُنُونِ والصَّنائِعِ فِي بولاق، ودَرَسَ بِها فُنونًا مِنَ الأَدَبِ العَرَبِي.

وكانَ القَدَرُ يَدَّخِرُ مُنْعطفًا آخَرَ فِي حَياةِ الشاعِر؛ إذِ اغْتنَمَ فُرصَةَ الإعْلانِ عَنِ الحَاجَةِ إِلى ضُبَّاطٍ بالمَدرَسةِ الحَرْبِية، فالْتَحَقَ بِها وتَخَرَّجَ ضَابِطًا عامَ ١٨٩٨م، ثُمَّ الْتَحَقَ بالجَيشِ المِصرِيِّ فِي السُّودان، وهُناكَ الْتَقَى بِشاعِرِ النِّيلِ حافظ إبراهيم ونَهَلَ مِن فَيْضِ شِعرِهِ الزَّاخِر، وبَعْدَ انْقِضاءِ مَهَمَّتِهِ فِي السُّودان عادَ إِلى مِصرَ وقرَّرَ أنْ يَهَبَ مَا بَقِيَ مِن عُمُرِهِ لِنَظْمِ الشِّعْر.

وعَلَى الرَّغْمِ ممَّا مُنِيَ بِه شاعِرُنا مِن ضائِقةٍ مالِيةٍ عصَفَتْ بثَرْوةِ أبيهِ وأَحالَتْهُ إِلى الفَقرِ والشَّقاءِ بَعدَ رَغَدٍ مِنَ النَّعِيمِ والثَّرَاء؛ فإنَّ ذلِكَ لَمْ يَمنَعْهُ مِن أنْ يُثرِيَ السَّاحةَ الأَدَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ الذَّخائِرِ الشِّعْرية؛ مِنْها دِيوانُهُ الكَبيرُ الذِي أَخرَجَهُ فِي خمسةِ أَجْزاء؛ هي: «قِفَا نَبْكِ»، و«السَّكَن»، و«الرَّوْضَة الفَيْحَاء»، و«تَسْبِيح الأَطْيَار»، و«تَرْنِيم الأَوْتَار».

وقَدْ وافَتْهُ المَنِيَّةُ عامَ ١٩٣٧م عَن عُمُرٍ ناهَزَ ٥٥ عامًا، ودُفِنَ فِي مَقْبرةِ أُسرَتِهِ الواقِعةِ عَلى مَشارِفِ الصَّحْراءِ شَرْقِيَّ النِّيل.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤