أَجَلْ يَا سَعْدُ قَدْ قُلْتَ الصَّوَابَا

Wave Image
أَجَـلْ يَـا سَـعْـدُ قَـدْ قُـلْتَ الصَّوَابَا
وَأَحْـسَـنْـتَ الـنَّـصِـيحَةَ وَالْخِطَابَا
وَلَـوْ قُـلْـتَ الَّـذِي قَـدْ قُـلْـتَ قَـبْـلًا
لَـمَـا انْـشَـقَّـتْ عَـشَـائِرُنَا اضْطِرَابَا
وَلَا أَوْدَى بِــنَــهْـضَـتِـنَـا اخْـتِـلَافٌ
وَلَا ذُقْــنَــا الــنِّــكَــايَـةَ وَالْـعَـذَابَـا
فَــقَـوُّوا وَحْـدَةَ الْإِخْـلَاصِ فِـيـنَـا
وَخُوضُوا فِي هَوَى مِصْرَ الْصِّعَابَا
وَلَا تَــتَــذَكَّــرُوا قُــلْــنَــا وَقَــالُــوا
فَـقَـدْ سَـئِـمَـتْ مَـسَـامِـعُـنَا الْعِتَابَا
وَخَـلُّـوا عَـنْـكُـمُ الْأَغْـرَاضَ نَـرْفَـعْ
بِـوَحْـدَتِـنَـا عَـنِ الْـوَطْـنِ الْـمُـصَابَا
وَقُـومُـوا حَـوْلَ رَبِّ الـتَّـاجِ جَـهْرًا
فَـقَـدْ ذُقْـنَـا مِـنَ الـتَّـفْـرِيـقِ صَـابَا
مَـــلِــيــكٌ شَأْنُــهُ حِــلْــمٌ وَعَــفْــوٌ
عَــنِ الْــجَــانِــي إِذَا عَــبْــدٌ أَنَـابَـا
رَحِـيـمُ الْـقَـلْـبِ مَـوْفُـورُ الْـمَعَالِي
فَـلَا يَـرْضَـى انْـتِـقَـامًـا أَوْ عِـقَـابَـا
إِذَا نَـــادَاهُ عَـــنْ بُـــعْـــدٍ مُـــنَـــادٍ
رَأَى مِـنْ عَـطْـفِـهِ الـشَّـهْـدَ الْـمُذَابَا
وَكَـمْ قُـلْـنَـا انْـصُـرُوهُ فَـخَـطَّـئُونَا
فَــلَــمَّــا قَــالَــهَــا سَــعْــدٌ أَصَــابَـا
فَـكَـمْ أَخَّـرْتَ يَـا سَـعْـدُ الـتَّصَافِي
وَلَــوْ أَسْــعَــفْــتَ وَادِيَــنـا لَـطَـابَـا
وَلَا لَــوْمٌ عَــلَــيْـكَ فَـقَـدْ رَضِـيـنَـا
وَأَوْصَــدْنَــا لِــخِــلْـفِ الـرَّأْيِ بَـابَـا
فَـعُـدْ لِـلْـقُـطْـرِ مَـحْـبُـوبًـا مُـفَـدًّى
فَإِنَّ قُــلُــوبَــنَــا تَــهْــوَى الْإِيَــابَــا
وَيَــا مَـلِـكَ الْـبِـلَادِ لَـنَـا الْـتِـمَـاسٌ
سَـتَـمْـلِـكُ إِنْ سَـمَـحْتَ بِهِ الرِّقَابَا
فَـرُدَّ لِـشَـعْـبِـكَ الْـمَـحْـبُوبِ سَعْدًا
فَـقَـدْ كَـانَ الـزَّعِـيـمَ الْـمُـسْـتَـجَابَا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

نبوية موسى: رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة.

وُلِدَتْ «نبوية موسى» في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين، وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.

شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.

عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.

بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، ولكنَّها صُدِمَتْ عندما وجدَتْ أنَّ راتبَها نصفُ راتبِ زملائِها خرِّيجِي «مدرسةِ المُعلِّمين العُلْيا»، فتقدَّمتْ بشَكوى لوزارةِ المَعارف، التي رَدَّتْ بدَوْرِها بأنَّ سببَ ذلكَ هو حصولُ زملائِها الرجالِ على درجةِ «البكالوريا»، فقرَّرتْ أن تَدْرسَ لِنَيلِها بنفسِها؛ حيثُ لم يكُنْ هناكَ وقتَها مدارسُ فَتياتٍ للبكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.

كانت قد بدأتْ في ذلكَ الوقتِ في كتابةِ مَقالاتٍ صحفيةٍ تتناولُ موضوعاتٍ تعليميةً واجتماعيةً وأدبية، وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.

كانتْ «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.

أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥١م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤