دَارُ الْعُلُومِ

Wave Image
يَــا خَــلِــيــلَـيَّ خَـلِّـيَـانِـي وَمَـا بِـي
أَوْ أَعِــيــدَا إِلَــيَّ عَــهْــدَ الــشَّـبَـابِ
حُــلُــمٌ قَــدْ مَــضَــى، وَأَيَّــامُ أُنْـسٍ
ذَهَــبَــتْ غَــيْــرَ مُـزْمِـعَـاتِ الْإِيَـابِ
وَأَزَاهِــــيــــرُ كُـــنَّ تَـــاجَ عَـــرُوسٍ
عُــفِّــرَتْ بَـعْـدَ لَـيْـلَـةٍ فِـي الـتُّـرَابِ
وَبِــسَــاطٌ لِــلــشَّــارِبِــيـنَ يُـصَـلِّـي
فِــيــهِ إِبْــرِيــقُــهُــمْ بِــلَا مِـحْـرَابِ
فِـي حَـدِيـثٍ أَحْلَى مِنَ الْأَمَلِ الْحُلْـ
ـوِ وَأَصْــفَـى دِيـبَـاجَـةً مِـنْ شَـرَابِ
كُــلُّ فَــصْــلٍ كَأَنَّــهُ صَـفْـحَـةُ الـرَّوْ
ضِ وَعِـنْـدَ الْـعُـقَـارِ فَصْلُ الْخِطَابِ
وَمُــجُــونٍ يَــحُــوطُـهُ الْأَدَبُ الْـجَـ
ـمُّ فَــمَــا رَاعَــهُ الــلِّــسَــانُ بِــعَـابِ
يَــتَــغَــنَّــوْنَ بِــالــنُّــوَاسِـيِّ حِـيـنًـا
وَبِــشِــعْـرِ الْـفَـتَـى أَبِـي الْـخَـطَّـابِ
كُــلَّــمَــا هَــزَّتِ الْــمُــدَامُ يَــدَيْــهِـمْ
قَـــهْــقَــهَــتْ ثُــلَّــةٌ مِــنَ الْأَكْــوَابِ
صَـاحَ فِـيـهِـمْ دِيكُ الصَّبَاحِ فَطَارُوا
كُــلُّ جَــمْــعٍ لِــفُــرْقَــةٍ وَاغْــتِــرَابِ
•••
يَــا شَـبَـابًـا أَقَـامَ أَقْـصَـرَ مِـنْ حَـسْـ
ـوَةِ طَــيْــرٍ عَـلَـى وَحًـى وَارْتِـيَـابِ
لَـكَ عُـمْـرُ الـنَّـدَى يَـطِـيـرُ مَعَ الشَّمْـ
ـسِ وَعُـمْـرُ الْـبُـرُوقِ بَـيْنَ السَّحَابِ
كُـنْـتَ فِـيـنَـا كَـمَـا لَـمَـحْـنَـا حَـبَـابًـا
فَــنَـظَـرْنَـا فَـلَـمْ نَـجِـدْ مِـنْ حَـبَـابِ
وَعَــرَفْــنَــاكَ مُـذْ ذَهَـبْـتَ كَـمَـا يُـعْـ
ـرَفُ فَـضْـلُ الـنُّـبُـوغِ بَـعْـدَ الذَّهَابِ
مُـذْ خَـلَـعْـنَـا ثِـيَـابَـكَ الْقُشْبَ لَمْ نَنْـ
ـعَـمْ بِـشَـيْءٍ مِـنْ مُـنْفِسَاتِ الثِّيَابِ
وَرَأَيْـنَـا فِـي لَـوْنِـكَ الْـفَـاحِـمِ الـلَّـمَّـ
ـاحِ هُـــزْوًا بِــلَــوْنِ كُــلِّ خِــضَــابِ
أَيْـنَ لَـوْنُ الْـحَـيَـاةِ وَالْـقَـهْـرِ وَالْـقُوَّ
ةِ مِـــنْ لَــوْنِ نَــاصِــلِ الْأَعْــشَــابِ
•••
يَــا سَـوَادَ الْـعُـيُـونِ يَـا حَـبَّـةَ الْـقَـلْـ
ـبِ وَيَــا خَــالَ كُــلِّ خَــوْدٍ كَــعَـابِ
سَـرَقَ الـلَّـيْـلُ مِـنْـكَ لَـوْنًـا فَأَمْـسَى
مَــسْـرَحَ الـلَّـهْـوِ مَـوْطِـنَ الْإِطْـرَابِ
وَرَأَى فِــيــكِ أَحْــمَــدٌ لَــوْنَ كَـافُـو
رٍ فَــــغَــــنَّــــى خَــــوَالِــــدَ الْآدَابِ
بَــسْــمَــةٌ لِــلــزَّمَــانِ أَنْـتِ، تَـلَـتْـهَـا
كَـــشْــرَةٌ لِــلــزَّمَــانِ عَــنْ أَنْــيَــابِ
كُـلَّـمَـا رُمْـتُ خَـدْعَ نَـفْـسِي بِنَفْسِي
كَـشَـفَـتْ لِـي الْـمِرْآةُ وَجْهَ الصَّوَابِ
رُبَّ صِـــدْقٍ تَــوَدُّ لَــوْ كَــانَ كِــذْبًــا
وَكِـــذَابٍ لَـــوْ كَــانَ غَــيْــرَ كِــذَابِ
لَــيْــتَ لِـي لَـمْـحَـةً أُعِـيـدُ بِـهَـا مِـنْـ
ـكَ بَـقَـايَـا تِـلْـكَ الْأَمَـانِـي الْـعِـذَابِ
حَـيْـثُ أَخْـتَـالُ نَـاضِـرَ الْـعُـودِ بَـسَّا
مًـا كَـثِـيـرَ الْـهَـوَى قَـلِـيـلَ الْـعِـتَابِ
فِـي صِـحَـابٍ مِـثْـلِ الـدَّنَـانِيرِ لَا تَبْـ
ـلَـى مَـوَدَّاتُـهُـمْ بِـطُـولِ الـصِّـحَـابِ
بِـــوُجُــوهٍ غُــرٍّ تَــرَاهَــا فَــتَــتْــلُــو
فِــي أَسَــارِيــرِهَــا سُـطُـورَ كِـتَـابِ
نَــسْـبِـقُ الْـخَـطْـوَ لِـلـسُّـرُورِ وِثَـابًـا
لَا تُــنَــالُ الْــمُــنَـى بِـغَـيْـرِ الْـوِثَـابِ
وَنَــجُــرُّ الــذُّيُــولَ فِـي غَـيْـرِ نُـكْـرٍ
طَـاهِـرِي الـنَّـفْـسِ طَاهِرِي الْجِلْبَابِ
إِنْ دَعَــانَــا الْــهَــوَى لِـغَـيْـرِ سَـدِيـدٍ
سَـــدَّدَتْـــنَـــا كَــرَائِــمُ الْأَحْــسَــابِ
زَيْـنَـبٌ، أَيْـنَ مِـنْـكِ زَيْـنَـبُ، وَالشَّمْـ
ـلُ جَـمِـيعٌ وَالْعَيْشُ خِصْبُ الْجَنَابِ
وَبَــنَــاتُ الــثُّــغُــورِ يَـلْـعَـبْـنَ بِـالْأَلْـ
ـبَــابِ لِــعْــبَ الـشَّـمُـولِ بِـالْأَلْـبَـابِ
يَــتَـظَـاهَـرْنَ بِـالْـحِـجَـابِ، وَهَـلْ أَذْ
كَـى الْـجَوَى غَيْرُ لُؤْمِ ذَاكَ الْحِجَابِ
كَــمْ وُجُــوهٍ تَــنَــقَّــبَــتْ بِــسُــفُـورٍ
وَوُجُــوهٍ قَــدْ أَسْــفَــرَتْ بِــنِــقَــابِ
أَيْــنَ تِــلْــكَ الْأَيَّــامُ؟ بَــانَـتْ وَبِـنَّـا
وَتَـــوَلَّـــتْ بَـــشَــاشَــةُ الْأَحْــبَــابِ
•••
لَـيْـتَ شِـعْـرِي أَيَـرْجِعُ الْأَمْسُ عَهْدًا
غَــصَــبَــتْــهُ الْأَيَّــامُ أَيَّ اغْـتِـصَـابِ
عَـهْـدَ دَارِ الْـعُـلُـومِ، أَنْـتَ يَـدَ الـدَّهْـ
ـرِ، جَــمَــالُ الــدُّهُــورِ وَالْأَحْــقَـابِ
إِنْ ذَكَــرْنَـاكَ هَـزَّنَـا الـشَّـوْقُ لِـلـشَّـوْ
قِ وَلَــــهْـــوِ الـــلِّـــدَاتِ وَالْأَتْـــرَابِ
أَنْـتَ خِـدْنُ الـشَّبَابِ، بَيْنَكُمَا فِي الْـ
ـوَهْــمِ قُـرْبَـى وَشِـيـجَـةُ الْأَنْـسَـابِ
فَـــكَأَنِّـــي أَرَى الـــزَّمَـــانَ وَقَــدْ دَا
رَ وَعَــادَ الــصِّــبَــا نَـضِـيـرَ الْإِهَـابِ
وَأَرَى «الْـجَـارِمَ» الْـفَـتِـيَّ يَـقُـودُ الْـ
ـحَـشْـدَ فِـي جَـحْـفَـلٍ مِـنَ الطُّلَّابِ
وَاثِــبًــا لَاهِــيًــا، لَـعُـوبًـا ضَـحُـوكًـا
غَـــيْـــرَ مَـــا وَاجِـــلٍ وَلَا هَـــيَّــابِ
وَاثِــقًـا بِـالْإِلَـهِ، لَـيْـسَ يَـرَى الـصَّـعْـ
ـبَ سِوَى أَنْ تَهَابَ خَوْضَ الصِّعَابِ
فَـهْـوَ كَـالـطَّـائِـرِ الـطَّـلِـيـقِ فَـحِـينًا
فِــي وِهَــادٍ وَمَــرَّةً فِــي هِــضَــابِ
عَـابِـثٌ بِـالْـغُـصُـونِ فِي ظِلِّ رَوْضٍ
حَـــاكَ أَفْـــوَافَــهُ مُــلِــثُّ الــرَّبَــابِ
يَـحْـمِـلُ الْـكُـتْـبَ فِي الصَّبَاحِ، وَلِلْآ
مَــالِ فِـي صَـدْرِهِ نَـئِـيـجُ الْـعُـبَـابُ
رَأْسُــهُ رَأْسُ مَــالِــهِ، وَامْــتِـلَاءُ الـرَّ
أْسِ خَــيْــرٌ مِــنِ امْـتِـلَاءِ الْـوِطَـابِ
كُـلُّ يَـوْمٍ فِـي الِامْـتِـحَـانَـاتِ هَـيْنٌ
خَـطْـبُـهُ غَـيْـرَ خَطْبِ يَوْمِ الْحِسَابِ
•••
إِيــهِ دَارَ الْــعُــلُــومِ، كُـنْـتِ بِـمِـصْـرٍ
فِـي ظَـلَامِ الـدُّجَـى ضِـيَاءَ الشِّهَابِ
فِـي زَمَـانٍ مَـنْ كَـانَ يُـمْـسِـكُ فِـيهِ
قَـــلَـــمًــا عُــدَّ أَكْــتَــبَ الْــكُــتَّــابِ
أَنْــتِ أُمُّ الْأَشْــبَـالِ، إِنْ غَـابَ لَـيْـثٌ
صَــالَ لِــلْــحَـقِّ بَـعْـدَهُ لَـيْـثُ غَـابِ
تَــلِــدِيــنَ الْـبَـنِـيـنَ مِـنْ كُـلِّ مَـاضٍ
شَـــــمَّـــــرِيٍّ مُــــزَاحِــــمٍ وَثَّــــابِ
شَــاعِــرٍ يُــنْـصِـتُ الْـوُجُـودُ إِذَا قَـا
لَ وَيَـــهْـــتَـــزُّ هِـــزَّةَ الْإِعْـــجَـــابِ
شِــعْــرُهُ زَفْــرَةُ الْــغَــرَامِ، تَــعَـالَـتْ
عَــنْ قُــيُــودِ الْأَوْتَــادِ وَالْأَسْــبَــابِ
تَــتَــغَــنَّــى بِــهِ الْـعَـذَارَى فَـيَـبْـعَـثْـ
ـنَ الْــهَـوَى بَـعْـدَ صَـحْـوَةٍ وَمَـتَـابِ
تَــخِـذَتْ فِـيـكِ بِـنْـتُ عَـدْنَـانَ دَارًا
ذَكَّــــرَتْــــهَــــا بَــــدَاوَةَ الْأَعْــــرَابِ
عَــادَهَــا الْــحُـسْـنُ فِـي ذَرَاكِ وَرَوَّا
هَــا عَــلَــى غُــلَّـةٍ نَـمِـيـرُ الـشَّـبَـابِ
وَغَـدَتْ فِـي عُـكَـاظَ بَـيْـنَ شُـيُـوخٍ
فَــتَــنَــتْــهُــمْ بِـسِـحْـرِهَـا الْـخَـلَّابِ
خَـلَـعُـوا فِـي طِـلَابِـهَـا جِـدَّةَ الْـعُـمْـ
ـرِ، وَقَـدْرُ الْـمَـطْـلُـوبِ قَـدْرُ الطِّلَابِ
وَدَنَــوْا مِــنْ خِــبَــائِــهَــا فَأَرَتْــهُــمْ
ثَــمَــرَاتِ الــنُّــهَــى وَسِـرَّ الْـكِـتَـابِ
•••
لَــكِ دَارَ الْــعُــلُـومِ فِـي كُـلِّ نَـفْـسٍ
أَثَــرُ الْـقَـيْـنِ فِـي صِـقَـالِ الْـحِـرَابِ
حَـسْـبُ مُـطْـرِيـكِ أَنَّ كُـلَّ نَـجِـيـبٍ
نَــفْــحَــةٌ مِــنْ رِجَــالِــكِ الْأَنْـجَـابِ
أَنْـتِ كَـالـنِّـيـلِ، كُـلَّـمَـا مَـسَّ جَـدْبًـا
هَـــزَّهُ بِـــالـــنَّـــمَــاءِ وَالْإِخْــصَــابِ
كِـيـمِـيَـاءُ الْـعُـقُـولِ أَنْـتِ، تَـصُوغِيـ
ـنَ نُـضَـارًا مِـنَ الـنُّـحَـاسِ الْـمُـذَابِ
إِنَّ خَـمْـسِـيـنَ حِـجَّـةً قَـدْ كَفَتْ مِنْـ
ـكِ لِــمَــلْءِ الــدُّنْـيَـا بِـكُـلِّ عُـجَـابِ
نَـهَـضَـتْ مِـصْـرُ نَـهْـضَةَ النَّسْرِ فِيهَا
وَاسْـتَـوَتْ فَـوْقَ مُـسْـتَـقَـرِّ الْـعُقَابِ
كُــلُّ عَــامٍ كَأَنَّــهُ خُــطْــوَةُ الْــجَــبَّـ
ـارِ أَوْ وَثْــبَــةُ الْأُسُــودِ الْــغِــضَـابِ
كُـــلُّ عَـــامٍ كَأَنَّـــهُ عَـــلَــمُ الــنَّــصْـ
ـرِ بِـــكَـــفِّ الْـــمُــظَــفَّــرِ الْــغَــلَّابِ
كُــلُّ عَـامٍ كَـطَـالِـعِ الـسَّـعْـدِ شِـمْـنَـا
هُ عَـلَـى طُـولِ غَـيْـبَـةٍ وَاحْـتِـجَـابِ
كُــلُّ عَــامٍ كَــالْــفَــجْـرِ يَـهْـزِمُ لَـيْـلًا
نَـــابِــغِــيَّ الْــهُــمُــومِ وَالْأَوْصَــابِ
كُـــلُّ عَـــامٍ كَأَنَّـــهُ الْأَمَـــلُ الـــضَّــا
حِــكُ وَافَــاكَ بَـعْـدَ طُـولِ ارْتِـقَـابِ
كُــلُّ عَــامٍ كَــوَافِــدِ الْـغَـيْـثِ تَـلْـقَـا
هُ وُجُــوهُ الــرِّيَــاضِ بِــالــتَّـرْحَـابِ
•••
لَا تَــهَــابِــي دَارَ الْــعُــلُــومِ مُــلِــمًّـا
آفَــةُ الْــمَــجْــدِ وَالْـعُـلَا أَنْ تَـهَـابِـي
إِنَّ فِــي مِـصْـرَ لَـوْ عَـلِـمْـتِ قُـلُـوبًـا
وَاجِـــفَــاتٍ لِــقَــلْــبِــكِ الْــوَجَّــابِ
سَــتَــنَــالِــيــنَ بِــالْــمَــلِــيـكِ فُـؤَادٍ
كُـــلَّ مَـــا تَـــرْتَــجِــيــنَ مِــنْ آرَابِ
لَا تُــرَاعِــي وَفِــي الْـكِـنَـانَـةِ سَـعْـدٌ
بَــيْــنَ أَشْــبَـالِـهِ الـشِّـدَادِ الـصِّـلَابِ
وَاطْـلُـبِـي الْـخَـيْرَ وَالْمُنَى مِنْ فُؤَادٍ
نَــاشِــرِ الْــفَــضْــلِ نَــاصِــرِ الْآدَابِ
لَا خَـلَـتْ مِـصْـرُ مِـنْ نَـدَاهُ فَـقَدْ صَا
رَ عِــنَــانَ الْـقُـلُـوبِ طَـوْقَ الـرِّقَـابِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤