يَا وَضِيءَ الْبَسَمَاتِ

Wave Image
يَــا وَضِـيءَ الْـبَـسَـمَـاتِ
وَحَـــيِـــيَّ الْــوَجَــنَــاتِ
لَـيْـتَ لِـي مِـنْـكَ ائْـتِلَافًا
كَــائْــتِــلَافِ الــنَّـغَـمَـاتِ
أَنْـتَ فِـي الـدَّهْرِ ابْتِسَامٌ
كَــابْــتِــسَــامِ الـزَّهَـرَاتِ
كُــلُّ حُــسْــنٍ أَمَــلٌ فِـيـ
ـكَ وَبُــشْــرَى لِلْــعُــفَــاةِ
فَــإِذَا الـشَّـمْـسُ تَـعَـلَّـتْ
قُـلْـتُ حُـبِّـي سَـيُـؤَاتِـي
صِـفْ لَـنَا حُسْنَ الْفَرَادِيـ
ـسِ بِـحُـسْـنِ الْـقَـسَمَاتِ
عَـذَرُوا صَـدَّكَ مَـنْ سَـمَّـ
ـوْكَ بَـدْرًا فِـي الـسِّـمَاتِ
أَنْــتَ عُــنْــوَانٌ لِــمَــا أَنْـ
ـشُــدُهُ فِـي الْـخُـطُـواتِ
كُــلُّ كَــوْنٍ كَــانَ أَوْ لَــمْ
يَــكُ مِــنْ مَــاضٍ وَآتِـي
فِــيـكَ لِـي مِـنْـهُ أَمَـانِـيُّ
الــنُّـفُـوسِ الـسَّـامِـيَـاتِ
أَنْــتَـشِـي مِـنْـكَ بِـلَـفْـظٍ
مِـثْـلِ طِـيـبِ الـنَّـفَحَاتِ
هُــوَ مَـوْصُـولٌ بِـقَـلْـبِـي
فِـي وَجِـيـبِ الْـخَـفَقَاتِ
خِـلْـتُ أَنْ قَدْ كُنْتُ أَحْبَبْـ
ـتُـكَ مِـنْ قَـبْـلِ الْـحَـيَاةِ
هَـاتِ لِـي خُلْدًا عَلَى خُلْـ
ـدٍ لِأُرْضِــي صَــبَــوَاتِـي
إِنَّــمَــا الْــخُــلْــدُ كَـقَـيْـدٍ
لِلْأَمَـــانِــي الــرَّائِــعَــاتِ
أَنْـتَ كَـالـضَّـوْءِ وَهَلْ يُرْ
ضِـي الْأَكُـفَّ النَّاشِدَاتِ؟
إِنْ تَـخَـلْ دَمْـعِي نُجُومًا
فِـي لَـيَـالِـي الْـجَـفَـوَاتِ
فَاسْرِ فِي ضَوْءِ نُجُومِي
وَائْـتِـنِـي فِـي الْـفَـلَـتَاتِ
أَوْ تَـــخَــلْ دَمْــعِــيَ دُرًّا
فَــادَّخِــرْ مِــنْ عَـبَـرَاتِـي
أَوَجِـيـبُ الْـقَـلْـبِ مَا قُدِّ
رَ لِــي فِــي الــنَّـبَـضَـاتِ
لِـــسِــوَى عَــدِّ الــرَّزَايَــا
وَالْــهُــمُـومِ الـطَّـارِقَـاتِ
سَــأَلُــوا: فِــي أَيِّ حَــالٍ
هُـوَ أَحْـلَـى فِي الصِّفَاتِ
قُــلْــتُ: أَحْـلَـى مَـا تَـرَاهُ
فِـي حَـدِيـثِ اللَّـحَـظَاتِ
فَــإِذَا أَرْخَــى لِــحَــاظًــا
كَـانَ أَحْـلَـى فِي السُّبَاتِ
وَهْـوَ أَحْـلَـى مِـنْـهُ إِنْ فَا
هَ وَأَحْـلَـى فِـي الصُّمَاتِ
وَهْــوَ أَحْــلَــى مَــا تَـرَاهُ
عَــاطِــيًــا بِــاللَّــفَــتَـاتِ
وَإِذَا صَــــدَّ فَــــمَـــا أَحْـ
ـلَاهُ جَــهْــمَ الــنَّــظَـرَاتِ
فَــــإِذَا لَانَ فَــــمَــــا أَحْـ
ـلَاهُ طَــلْــقَ اللَّــمَـحَـاتِ
كُــلُّ حَـالٍ مِـنْـهُ أَشْـهَـى
حَــالَـةً فِـي الْـحَـسَـنَـاتِ
إِنَّ حُــــبِّــــي دُرَّةٌ تَـــجْـ
ـلُـو دَيَـاجِـي الْـجَـفَوَاتِ
إِنَّ حُـبِّـي مِثْلُ حُبِّ اللهِ
غُـــفْـــرَانًـــا لِـــعَـــاتِـــي
كَـيْفَ تَلْحَانِي عَلَى حُبٍّ
بِـــهِ تَـــبْـــلُــو أَنَــاتِــي؟
إِنَّــمَــا الْــحُــبُّ ضِــيَـاءٌ
مِـنْ صَـبِـيـحِ الصَّفَحَاتِ
تَــبْــعَــثُ الْـحُـبَّ إِلَـيْـنَـا
كَــابْــتِـعَـاثِ اللَّـحَـظَـاتِ
يَـعْـذُرُ الْـحُسْنَ وَإِنْ قَطَّـ
ـبَ نِـــضْــوَ اللَّــهَــفَــاتِ
رَاحِــمًــا يَـقْـسُـو اتِّـقَـاءً
لِـــهَـــنَـــاةِ الــرَّحَــمَــاتِ
إِنْ يَــكُــنْ حُـبِّـيَ خُـلْـدًا
أَعْـطِـنِـي خُـلْـدَ الْـمَمَاتِ
وَأَرِحْـنِي مِنْ خُلُودِ الشَّـ
ـجْـــوِ مَـــوْفُـــورِ الْأَذَاةِ!
إِنَّـمَـا الْـخُـلْـدُ نِـجَـاءُ النَّـ
ـفْـسِ مِـنْ وَخْـزِ الشَّكَاةِ
لَا تُــرِدْ لِــي سَـلْـوَةً تُـشْـ
ـعِـــلُ نَــارَ الْــحُــرُقَــاتِ
إِنَّــمَــا الــسُّـلْـوَانُ هَـامَـا
تُ الـشُّـجُـونِ الْـهَـالِكَاتِ
آهِ لَــوْ يَــرْشُــقُ قَــلْــبًــا
لَــكَ سَــهْــمُ اللَّـحَـظَـاتِ
لَــحَـظَـاتٌ لَـكَ تَـمْـضِـي
بِـالـسِّـهَـامِ الْـمُـصْـمِـيَاتِ
آهِ لَــوْ تَــأْلَــمُ أَخْــذَ الــدَّ
هْـرِ مِـنْ زَاهِـي الـشِّيَاتِ
وَتَــرَى حُــسْــنَـكَ نَـهْـبًـا
لِلْــخُـطُـوبِ الْـمُـقْـبِـلَاتِ
وَتَـــــرَى آثَـــــارَ أَقْـــــدَا
مِ الـصُّـرُوفِ الـدَّالِـفَـاتِ
وَتَــــرَى الْأَرْضَ كَـــأَنَّـــا
فِـي الْـعُـصُـورِ الْخَالِيَاتِ
وَتَــــرَى الْأَرْضَ كَـــأَنَّـــا
فِـي الْـعُـصُـورِ الْقَادِمَاتِ
لَا تَــرَى لِلْــحُـسْـنِ إِلَّا الْـ
ـحُـبَّ فَـرْضَ الْـفُرُصَاتِ
فَــتُــؤَاتِــيـنِـي بِـعَـطْـفٍ
مِـنْـكَ يَـجْـلُـو حَـسَرَاتِي
لَا يَــرَى الْـقَـسْـوَةَ دِيـنًـا
غَــيْــرُ قِــنِّ الْــغَــفَــلَاتِ
وَالَّــذِي يُــبْـصِـرُ كَـرَّ الـدَّ
هْـــرِ جَـــمَّ الْـــعَـــدَوَاتِ
لَــــخَــــلِــــيــــقٌ أَنْ رَآهُ
بِــاخْــتِــلَاجِ الـرَّحَـمَـاتِ
وَلَــئِــنْ خَــاتَـلَـنَـا الْـعَـيْـ
ـشُ بِـــآلِ الــطَّــيِّــبَــاتِ
وَلَــئِـنْ خَـاتَـلَـنَـا الْـحُـبُّ
بِـــغَـــضِّ الْــقَــسَــمَــاتِ
فَــلَـعَـلَّ الْـمَـوْتَ مَـكْـذُو
بٌ كَــتِــلْـكَ الْـخَـدَعَـاتِ
وَلَــعَــلَّ الْـحُـبَّ يُـجْـزَى
صَـالِـحًـا بَـعْـدَ الْـحَـيَـاةِ!

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عبد الرحمن شكري: شاعرٌ مِصْري، وأحدُ مُؤسِّسي مدرسةِ الديوانِ الشِّعرية، وصَفتْه الدكتورة «سهير القلماوي» بأنه الشَّاعرُ الذي أنزلَ العقلَ مِن على عَرشِه في إلهامِ الشُّعراء؛ فشِعْرُه خيالٌ مُتحرِّرٌ يرفضُ حدودَ الزمانِ والمكان. وقد أحدثَتْ أشعارُه نَقلةً تَجديدِيةً في مضمونِ الشِّعرِ العربي؛ فتحوَّلتْ به من شاطئِ العقلِ إلى بحرِ الخيال.

وُلِدَ «عبد الرحمن شكري عيَّاد» ببورسعيد عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ ذاتِ أصولٍ مَغربِية، وقد كانَ لها دَورٌ مُؤثِّرٌ في حياتِه؛ حيثُ كانَ لزوجةِ أخيه «أحمد شكري» — المُولَعةِ برِوايةِ الحكاياتِ والأساطير — دورٌ في إثراءِ خيالِه، كما كانَ في مكتبةِ أبيه ما يُرضي نَهَمَه من دَواوينِ الشِّعر.

قَضى فَصْلًا من عُمرِه معَ أبيه ببورسعيد حتى نالَ الشَّهادةَ الابتدائية، ثُمَّ انتقلَ إلى الإسكندريةِ ليَلتحِقَ بمَدْرسةِ رأسِ التينِ الثانويةِ التي ظَلَّ بها أربعَ سَنواتٍ لينالَ منها الشَّهادةَ الثانويةَ (البكالوريا)، ثُم الْتَحقَ بمَدْرسةِ الحقوقِ إبَّانَ احتدامِ الحركةِ الوطنيةِ التي أتاحتْ له التعرُّفَ على «مصطفى كامل» زعيمِ الحركةِ الوطنيةِ في ذلكَ الوَقْت، والذي طلَبَ منه أنْ يعملَ مُحرِّرًا بجريدةِ «اللِّواء»، ونصَحَه أنْ يَلتحقَ بمدرسةِ المُعلِّمينَ فيَنهلَ من مَعِينِها ليكونَ عَوْنًا له في مَيْدانِ الصَّحافة.

وقد عطَّرَ «عبد الرحمن شكري» رَوْضةَ الأدبِ بالعديدِ من دواوينِه وقصائدِه، ومنها: دِيوانُ «ضَوْء الفَجر»، و«لَآلِئ الأَفْكار»، و«أناشيد الصِّبا»، و«زَهْر الرَّبيع»، و«الخَطَرات»، و«الأَفْنان»، و«أَزْهار الخَرِيف»، ونُشِر ديوانُه الثامنُ بعدَ مَوتِه ضمنَ الأعمالِ الكامِلة. بَدأَ شاعِرُنا صِراعَه معَ المرضِ صيفَ عامَ ١٩٥٧م، إلى أنْ صادَه الموتُ عامَ ١٩٥٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤