الْهَرَمُ الْأَكْبَرُ

Wave Image
مُــنَــكَّــدُ الْــحَــظِّ كَــثِـيـرُ الْـجَـلَـدْ
يَــخَــالُــهُ الــرَّائِــي خَــيَــالَ الْأَبَـدْ
مُــسَــدِّدُ الــنَّــظْــرَةِ فِــي قَــوْمِــهِ
مُـهَـشَّـمُ الْـمَـفْـرِقِ عَـارِي الْـجَـسَـدْ
لَــمْ تَــبْــكِــهِ الْأَشْــجَــانُ لَــكِــنَّــهُ
مُـقَـطَّـبُ الْـوَجْـهِ حَـلِـيـفُ الْـكَـمَـدْ
قَـــدْ أَرْسَــلَ الــنِّــيــلَ رَسُــولًا لَــهُ
يَــبْـحَـثُ عَـنْ مَـجْـدٍ قَـدِيـمٍ فَـقَـدْ
كِـــتَـــابُ تَـــارِيـــخٍ قَـــرَأْنَـــا بِـــهِ
عَــنْ مِــصْــرَ أَهْـوَالًا تَـهِـدُّ الْـجَـلَـدْ
أَعَـــادَتِ الـــلَّاهِـــي إِلَـــى رُشْــدِهِ
وَأَوْقَــدَتْ فِــي الْـقَـلْـبِ نَـارًا تَـقِـدْ
وَيَــجْــتَــلِــي الــنَّــاظِـرُ مِـنْ بَـابِـهِ
فِـي ظُـلْـمَـةِ الـلَّـيْـلِ شُـعَاعَ الرَّشَدْ
وَمِــــصْــــرُ لَا تُــــعْــــرَفُ إِلَّا بِــــهِ
كَأَنَّـــهُ عُـــنْـــوَانُ هَـــذَا الْـــبَـــلَــدْ
لِـــسَـــانُـــهُ أَبْـــكَـــمُ لَـــكِـــنَّـــمَـــا
تَــخَــالُــهُ يَــصْــرُخُ فِــيـمَـنْ رَقَـدْ:
«مَـنْ نَـامَ عَـنْ نَـيْلِ الْعُلَا مَا ارْتَقَى
وَمَنْ مَشَى فِي الْأَرْضِ سَعْيًا وَجَدْ
وَصَــاحِــبُ الْــهِــمَّــةِ يَــعْـلُـو بِـهَـا
وَكُــــلُّ كَــــسْــــلَانَ عَــــدُوٌّ أَلَـــدّ»
•••
يَــطُــوفُ فِــي أَرْجَــائِــهِ صَـارِخًـا
جَــيْــشٌ مِـنَ الْأَرْوَاحِ جَـمُّ الْـعَـدَدْ
أَرْوَاحُ فِـــــرْعَــــوْنَ وَأَنْــــصَــــارِهِ
مَـنْ شَـيَّـدُوا مَـجْـدًا مَـتِـيـنَ الْعَمَدْ
أَضَـــاعَــهُ أَبْــنَــاؤُهُــمْ بَــعْــدَهُــمْ
وَعِـــزُّ مَـــجْـــدٍ ضَـــائِـــعٍ لَا يُـــرَدّ
يَــا لَـيْـتَـنَـا نُـرْجِـعُ مَـجْـدًا مَـضَـى
لَا تَــعْــزُبُ الْــحِـيـلَـةُ عَـمَّـنْ يَـجِـدّ
•••
تَـــدُوسُـــهُ الـــزُّوَّارُ مِـــنْ هَــابِــطٍ
أَوْ صَــاعِــدٍ غِــرٍّ عَــلَــيْــهِ صَــعَــدْ
قَــدِ اسْــتَــبَــدُّوا وَنَــسُـوا مَـجْـدَهُ
(كَأَنَّــمَــا الْــقَــادِرُ مَــنْ يَــسْـتَـبِـدّ)
كَأَنَّــــهُ لَــــمْ يَــــكُ قَـــبْـــرَ الَّـــذِي
كَــانَ أَخَــا مَــجْــدٍ بَــعِــيـدَ الْأَمَـدْ
حُــقَّ عَــلَـى الـزُّوَّارِ أَنْ يَـسْـجُـدُوا
يَـا سَـعْـدَ مَـنْ فِـي ظِـلِّـهِ قَدْ سَجَدْ
•••
يَـا دَارِسَ الـتَّـارِيـخِ قِـفْ خَـاشِـعًـا
فَــعُــمْــدَةُ الــتَّــارِيـخِ هَـذَا الْأَسَـدْ
يَـا بَـاحِـثًـا عَـنْ مَـجْـدِ دَهْـرٍ مَضَى
وَجَـدْتَ فِـي الْأَهْـرَامِ مَـا تَـفْـتَـقِـدْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: السريع
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

محمد تيمور: شاعر وأديب وكاتب من الطراز الرفيع، وهو من مؤسسي الأدب القصصي والمسرحي في مصر، كما أنه الأديب الذي كسر الجمود اللغوي في الكتابة الأدبية؛ فإليه تُعْزَى الريادة في استخدام اللهجة العامية المصرية البسيطة في الكتابة الأدبية بدلًا من اللغة الفصحى التي عُهِدَت بها الكتابة في عصره؛ وهذه الخطوة تعدُّ تمردًا على حيثياتِ عصرٍ ثقافي يعتبر اللغة الفصحى هي لغة الأدب الحقيقي.

ولد في القاهرة عام ١٨٩٢م في رحاب أسرة تجمع بين الثراء والأرستقراطية، وبين العلم والأدب على الطريقة العربية المأثورة؛ فوالده أحمد تيمور باشا الذي كرَّس حياته لخدمة اللغة العربية ومعارفها، وعمته الأديبة عائشة التيمورية، وأخوه الأديب الكبير محمود تيمور؛ وهذا المزيج الخصب أَوْجَد بيئةً خصبةً أنجبت لنا ذلك الشاعر الفذ الذي أضفى على الساحة الأدبية مزيجًا فريدًا من دماء التجديد.

سافر إلى باريس لدراسة القانون؛ ولكنه عاد إلى مصر ثانيةً عَقِبَ اندلاع الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤م، وانصرف منذ ذلك الحين إلى كتابة القصص والمسرحيات، ثم رحل إلى برلين لدراسة الطب؛ ولكنه في حقيقة الأمر لم يكن لديه ميل حقيقي لدراسة الطب أو القانون؛ فقد كان شغوفًا بالأدب، وقد دفعه هذا الشغف للسفر إلى فرنسا؛ ليطلع على الأدب الأوروبي عمومًا والفرنسي خصوصًا، وقد كان لهذه الدراسة أثر فاعِل في كتاباته القصصية. وقد تَقَلَّد عددًا من المناصب ومن أبرزها عمله كمترجم لمحمد علي باشا (الحفيد).

وقد تأثر بالمذهب الواقعي الذي انعكس بدوره على كتاباته القصصية والمسرحية، وقد أثرى الساحة الأدبية والمسرحية باشتراكه في جمعية أنصار التمثيل، وقدَّم لنا مسرحيات تحمل طابع الكوميديا الاجتماعية منها مسرحية «العصفور في القفص» تلك المسرحية التي كانت سببًا في مجد ريادته المسرحية، كما قدَّم لنا مجموعة قصصية حملت اسم «ما تراه العيون»، وقد امتاز أسلوبه المسرحي ببساطة الحوار الذي يتسم بقربه إلى أفهام المتلقين، وقد وافته المنية عام ١٩٢١م، وهو لم يبلغ بعد سن الثلاثين.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤