خَلِيل مُطْرَان

Wave Image
شَــاعِــرٌ هَــزَّ دَوْلَـةَ الـشِّـعْـرِ هَـزَّا
سَـاجَـلَـتْـهُ الـطُّـيُـورُ دَهْـرًا فَـبَـزَّا
لَـمْ يَـفُـتْـهُ الْـجَـدِيـدُ فَـافْتَنَّ فِيهِ
وَاتَّـــخَـــذْنَــاهُ لِــلْــبَــدَاوَةِ رَمْــزَا
ثَـالِـثُ اثْـنَـيْـنِ لَـمْ يَـزَلْ يَـتَأَسَّـى
مَـنْ تَـغَـنَّـى بِـشِـعْـرِهِـمْ أَوْ تَـعَزَّى
أَيْـنَ شَـوْقِـي؟ وَأَيْـنَ مِـنَّـا بَـيَـانٌ
كَـبَـيَـانِ الْـخَـلِـيـلِ لَفْظًا وَمَغْزَى؟
وَسَـــجَـــايَـــا كَأَنَّــهُــنَّ رَحِــيــقٌ
فَــتَــقَ الــطُّــهْـرُ عَـرْفَـهُـنَّ وَمَـزَّا
نُــكِــسَــتْ رَايَـةُ الْـقَـرِيـضِ بِـوَادٍ
كَـانَ فِـي سَـالِـفِ الـزَّمَـانِ الْأَعَـزَّا
•••
أَيُّــهَـا الْـقَـبْـرُ مَـا حَـوَيْـتَ رُفَـاتًـا
إِنَّـمَـا اسْـتَـوْدَعُـوكَ يَـا قَـبْـرُ كَـنْزَا
غَـاضَ بَـحْـرٌ لَآلِـئُ الشِّعْرِ غَاصَتْ
تَـحْـتَ أَطْـبَـاقِ مَـائِـهِ حِـيـنَ كَـزَّا
إِنَّ لُــبْــنَــانَ وَالْــعِــرَاقَ كَــلِــيــمٌ
وَالْـمُـصَـابُ الْأَلِيمُ فِي مِصْرَ حَزَّا
فَـجَـعَـتْهَا الْخُطُوبُ فِي شَاعِرَيْهَا
وَالْـمُـصَـابُ الْـجَـدِيـدُ جَـدَّدَ نَغْزَا
ذَلِــكَ الــشَّـاعِـرُ الَّـذِي عَـفَّ نُـبْـلًا
رُبَّ نُــبْــلٍ أَتَــاحَ لِــلـنَّـقْـدِ غَـمْـزَا
عَــفَّ عَــنْ إِرْثِ صَـاحِـبَـيْـهِ إِبَـاءٌ
لَا تَـظُـنُّوا الْإِبَاءَ فِي النَّاسِ عَجْزَا
قَــدْ عَــلِــمْــنَـا مَـكَـانَـهُ وَتَـخَـلَّـى
عَــنْـهُ طَـوْعًـا وَلَـوْ أَرَادَ اسْـتَـعَـزَّا
•••
أَيُّـهَـا الـشَّـاعِـرُ الَّـذِي عَـاشَ عَـفًّا
طَـاهِـرَ الـذَّيْـلِ أَخْـرَقَ الْـكَـفِّ نَزَّا
لَــمْ يُــدَنِّــسْ يَــرَاعَــهُ بِــهِــجَـاءٍ
أَوْ يُـحَـمِّـلْ لِـسَـانَـهُ الْـعَـفَّ رِجْـزَا
قَدْ غَرَسْتَ النَّوَاةَ فَاحْصِدْ جَنَاهَا
كُـلُّ نَـفْـسٍ بِـمَـا تَـوَخَّـتْـهُ تُـجْزَى
وَتَــسَـنَّـمْ إِلَـى الْـخُـلُـودِ سَـبِـيـلًا
حَـفَّهَا الصَّبْرُ، حَسْبُكَ الْخُلْدُ فَوْزَا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عزيز فهمي: شاعر مصري امتازَ بإنتاجٍ شِعريٍّ وفير، حازَ على إعجابِ مُعاصِريه في النصف الأول من القرن العشرين؛ لا سيما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

وُلِد «عزيز عبد السلام فهمي محمد جمعة» في طنطا عامَ ١٩٠٩م، وكان والده أحدَ قِياديِّي حزب الوفد. تلقَّى «عزيز» تعليمَه الأساسي في مَسقط رأسه، ثم انتقَلَ إلى القاهرة فأكمَلَ دراستَه بمدرسة الجيزة الثانوية، والْتَحقَ بعدَها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي الوقت نفسه انتسب إلى كلية الآداب، فدرَسَ فيهما معًا، وبعدما حصل على ليسانس الحقوق سافرَ إلى فرنسا لدراسة القانون، وهناك حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون عامَ ١٩٣٨م.

بعد عودته من فرنسا عمل بالنيابة، غيرَ أنه فُصِل من عمله بعدَ إقالة الحكومة الوفدية عامَ ١٩٤٤م، فاشتغل بالمحاماة، وانتُخِب لعضوية البرلمان المصري عن حزب الوفد عامَ ١٩٥٠م، وكانت له فيه صَولاتٌ وجَولاتٌ أشهَرُها دِفاعُه عن حُرية الصحافة؛ ما أوغَرَ صدْرَ المَلِك عليه، فاعتُقِل بتهمة العيب في الذات المَلكية إبَّانَ الحربِ العالَمية الثانية. وشارَكَ «عزيز» في تحرير الصُّحف والمَجَلات التي كان يُصدِرها حزبُ الوفد، وكان عضوًا في كتائب الفدائيِّين، واشترَكَ في عملياتٍ فِدائيةٍ استهدفَتْ معسكراتِ قواتِ الاحتلالِ الإنجليزي.

أمَّا شِعْره فيتنوَّع بينَ قصائدَ طويلةٍ ومتوسطةِ الطول، ويتَّجه إلى رِثاء النفس، والغَزَل العفيف، ومَدِيح أعلام عصره، وبخاصةٍ «طه حسين» و«حافظ إبراهيم»، ورثاء آخَرين، فضلًا عن بُروزِ النَّزْعةِ الوطنية في شِعره واهتمامِه بقضايا الوطن. وله قصائدُ نشرَتْها مَجلاتٌ عِدَّة، منها: «الرسالة»، و«الثقافة»، و«الإرادة»، و«السياسة»، وقد نُشِر معظمُ شِعره في ديوانه «ديوان عزيز» عَقِب وفاته، وقدَّمَ للديوان الدكتور طه حسين، الذي أبدى في كلمته أسًى كبيرًا على الشاعر المُجِيد، الذي تَخطَّفَتْه يدُ المَنُون عاجلًا عامَ ١٩٥٢م في العيَّاط جنوبي القاهرة غَرَقًا في تُرْعةٍ مائية، بعدَ انقلابِ سيارةِ الأجرة التي كان يَستقِلُّها أثناءَ مُحاوَلتِه اللَّحاقَ بقطارِ الصَّعِيد ليتمكَّنَ من التَّرافُع في إحدى القضايا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤