يَا ظَالِمًا جَعَلَ الْقَطِيعَةَ مَذْهَبًا

Wave Image
يَـا ظَـالِـمًـا جَـعَـلَ الْـقَـطِيعَةَ مَذْهَبًا
ظُــلْـمًـا وَلَـمْ أَرَ عَـنْ هَـوَاهُ مَـذْهَـبَـا
وَأَضَـاعَ عَـهْـدًا لَـمْ أُضِـعْـهُ حَـافِـظًا
ذِمَـمَ الْـوَفَـاءِ وَحَـالَ عَنْ صَبٍّ صَبَا
غَـادَرْتَ دَاعِـيَـةَ الْـبِـعَـادِ مَـحَـبَّـتِـي
فَــبِــأَيِّ حَــالَاتِــي أُرَى مُــتَــقَــرِّبَــا
ظَــبْــيٌ مِــنَ الْأَتْــرَاكِ تَـثْـنِـي قَـدَّهُ
رِيـحُ الـصَّـبَـا وَيُـعِـيـدُهُ لِينُ الصِّبَى
مَــا بَــالُــهُ فِـي عَـارِضَـيْـهِ مِـسْـكُـهُ
وَلَـقَدْ عَهِدْتُ الْمِسْكَ فِي سُرَرِ الظِّبَا
غَـضْـبَـانُ لَا يَـرْضَـى فَـمَـا قَـابَـلْـتُهُ
مُــتَـبَـسِّـمًـا إِلَّا اسْـتَـحَـالَ مُـقَـطِّـبَـا
اللـهُ يَـعْـلَـمُ مَـا طَـلَـبْـتُ لَـهُ الـرِّضَـا
إِلَّا تَــجَــنَّــى ظَــالِــمًــا وَتَــجَــنَّــبَـا
كَــمْ قَـدْ جَـنَـى وَلَـقِـيـتُـهُ مُـتَـعَـذِّرًا
فَـكَـأَنَّـنِـي كُـنْـتُ الْـمُـسِـيءَ الْمُذْنِبَا
فَـــيَــزِيــدُهُ طُــولُ الــتَّــذَلُّلِ عِــزَّةً
أَبَــدًا وَفَــرْطُ الْإِعْــتِــذَارِ تَــعَــتُّــبَـا
عَـجَـبًـا لَـهُ اتَّـخَـذَ الْـوُشَـاةَ وَقَوْلَهُمْ
صِـدْقًـا وَعَـايَـنَ مَـا لَـقِـيـتُ وَكَـذَّبَا
وَرَأَى جُـيُوشَ الصَّبْرِ وَهْيَ ضَعِيفَةٌ
فَـأَغَـارَ فِـي خَـيْـلِ الـصُّدُودِ وَأَجْلَبَا
يَـا بَـدْرُ عَـمَّـكَ بِـالْـمَلَاحَةِ خَالُكَ الدَّ
اجِـي فَـخَـصَّـكَ بِالْمَلَاحَةِ وَاجْتَبَى
سُـبْـحَـانَ مَـنْ أَذْكَـى بِخَدِّكَ لِلصِّبَى
لَــهَــبًــا تَـزِيـدُ بِـهِ الْـقُـلُـوبُ تَـلَـهُّـبَـا
أَوَمَـا اكْـتَـفَـى مِـنْ عَارِضَيْكَ بِأَرْقَمٍ
حَتَّى لَوَى مِنْ فَضْلِ صُدْغِكَ عَقْرَبَا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الأيوبي

عن الشاعر

ابن عُنَين: هو أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الأيوبي.

وُلد «أبو المحاسن حمد بن نصر الله بن الحسين بن عُنَين الأنصاري» بدمشق في عام ٥٤٩ﻫ/١١٤٥م، وكان يُلقَّب ﺑ «شرف الدين الكوفي» نِسبةً إلى أصله الكوفي كما قال.

عُرِف بهجائه اللاذع، حتى لقد ضاق به الناس ذرعًا، ولم يَسلَم أحدٌ منه في دمشق سوى القليل، حتى إن السلطان «صلاح الدين الأيوبي» لم يَسلَم من هجائه، وله قصيدة طويلة هجا فيها عددًا كبيرًا من حكَّام دمشق سمَّاها «مقراض الأعراض»، وهي تحوي حوالي خمسمائة بيت.

نُفِي «ابن عُنَين» من دمشق بأمرٍ من السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، وبعدها ظل متنقِّلًا بين الكثير من البلدان، كالعراق وخراسان والهند واليمن ومصر. وبعد وفاة السلطان «صلاح الدين الأيوبي»، عاد إلى دمشق مرةً ثانية بعد تقرُّبه من الملك «العادل» ومدحه في قصائده.

بعد عودته إلى دمشق، تولَّى منصبَ الوزارة في آخِر حكم الملك «المعظم»، ومدةَ ولاية الملك «الناصر»، لكنْ بعد أن تولَّى الملك «الأشرف» مقاليدَ الحكم، ترك «ابن عُنَين» عمله ولزِمَ بيتَه في دمشق.

أما عن أعماله، فله ديوان شعري واحد، وقصيدة «مقراض الأعراض»، فضلًا عن «التاريخ العزيزي» في سيرة الملك «العزيز».

تُوفِّي «ابن عُنَين» بدمشق عامَ ٦٣٠ﻫ/١٢٣٢م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤