عِشْتَ لِلْمَجْدِ أَطْوَلَ الْأَعْمَارِ

Wave Image
عِـشْـتَ لِـلْـمَـجْـدِ أَطْـوَلَ الْأَعْـمَارِ
بَــالِــغًــا فِــيــهِ أَفْــضَــلَ الْإِيـثَـارِ
وَشَـــفَـــاكَ الْإِلَـــهُ مِـــنْ كُــلِّ دَاءٍ
وَوَقَـاكَ الْـمَـخُـوفَ مِنْ كُلِّ طَارِي
يَــا عَــلِــيًّــا عَــنْ كُــلِّ ضِــدٍّ وَنِـدٍّ
وَبَــرِيًّــا مِــنْ كُــلِّ عَــيْــبٍ وَعَـارِ
أَنْـتَ بَـدْرُ الْـعُـلَا فَكَيْفَ وَقَدْ ضُمَّـ
ـتْ إِلَـيْـهِ زُهْـرُ الـنُّـجُـومِ الدَّرَارِي
قَـدْ أَتَـاكَ الْـهَـنَـاءُ يَـرْفُـلُ فِـي ثَـوْ
بِ ثَـــنَـــاءٍ بَـــاقٍ عَـــلَــى الْآثَــارِ
بِـــهِـــلَالٍ كَأَنَّـــمَــا غُــرَّةُ الــشَّــهْـ
ـرِ بِــــرُؤْيَـــاهُ لَـــيْـــلَـــةُ الْإِبْـــدَارِ
وَجَـوَادٍ حَازَ الْمَدَى وَهْوَ فِي الْمَهْـ
ـدِ سَـلِـيـمِ الْـخُـطَـى أَمِـينِ الْعِثَارِ
وَحُـسَـامٍ قَـدْ قُـلِّـدَ الْـمَـجْدَ مَاضٍ
غَـيْـرِ خَالِي الْقِرَابِ مَاضِي الْغِرَارِ
حُـزْتَ فِـيـهِ الْـمُنَى فَأَطْلَعْتَ مِنْهُ
قَـمَـرَ الْـمَـجْـدِ فِـي سَـمَـاءِ الْفَخَارِ
فَــازَ مَـنْ فَـازَ مِـنْـهُ يَـوْمَ تَـجَـلَّـى
بِــجِــلَاءِ الْــقُــلُــوبِ وَالْأَبْــصَــارِ
وَأَقَــرَّ الْــعُــيُــونَ مِــنْــهُ بِــمَأْمُـو
لٍ لَـــهُ الْـــمَــكْــرُمَــاتُ دَارُ قَــرَارِ
قَـدْ تَـحَـلَّـتْ بِـذِكْـرِهِ غُـرَّةُ الْـمَـجْـ
ـدِ وَسَـــارَتْ شَـــوَارِدُ الْأَشْـــعَــارِ
حَسَرَ الدَّهْرُ عَنْهُ وَانْجَابَ غَيْمُ الْـ
ـغَـيْـثِ عَـنْ كَوْكَبِ الْعَلَاءِ السَّارِي
فَـتَـمَـلَّ الْـهَـنَـاءَ وَاسْـعَـدْ بِـهِ حِـلْـ
ـفَ سُــرُورٍ صَــافٍ مِــنَ الْأَكْــدَارِ
وَلَــئِــنْ خِــلْـتَـهُ صَـغِـيـرًا فَـمَـا زَا
لَ صِــغَــارُ الْــكِـرَامِ غَـيْـرَ صِـغَـارِ
وَالْــفَــتَــى عِــنْــدَ قَــدْرِهِ وَعُـلَاهُ
وَكِـــبَــارُ الــلِّــئَــامِ غَــيْــرُ كِــبَــارِ
فَــوَقَــاكَ الْإِلَــهُ فِـيـهِ وَفِـي مَـجْـ
ـدِكَ مَـــا يُــتَّــقَــى مِــنَ الْأَقْــدَارِ
أَبَـدًا مَـا اسْـتَـقَـلَّ رَكْـبٌ وَمَـا جَـا
دَ بِـــرَيِّ الْــبِــلَادِ صَــوْبُ قِــطَــارِ
كَــوْكَــبٌ تَـسْـتَـنِـيـرُ حَـتَّـى تَـرَاهُ
قَـــمَـــرًا بَـــاهِـــرًا أَبَـــا أَقْـــمَـــارِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

هو أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي، يُعَد أحد رُواد الأدب العربي، وأشهر شعراء الشام الذين ساهموا في النهضة الشعرية التي شهدها العصر العباسي الثاني، اتسم شِعره بحُسن البيان، وجزالة العبارة، وعُمق المعنى.

وُلد في دمشق سنة ٤٥٠ﻫ/ ١٠٥٨م، حين كانت تحت سيطرة الدولة الفاطمية، ونشأ وترعرع بها؛ فدرس علوم اللغة، والكتابة، ونَظَم فيها أُولى قصائده. وظل بها حتى سيطر عليها السلاجقة فهاجر منها إلى حماة، وكان عُمره آنذاك ثمانية عشر عامًا، ومكث في حماة مدةً قاربت اثنتَي عشرة سنة، واتصل بأميرها «محمد بن مانك» وعمل عنده كاتبًا، ثم انتقل إلى شينيز ومدح أميرها «علي بن مقلد بن منقذ»، ومنها إلى حلب السورية، وهناك التقى ﺑ «ابن حيُّوس» أشهر شعراء زمانه، ولازَمه مدةً حتى صار امتدادًا لشِعره، ثم اتجه غربًا إلى طرابلس الليبية التي أقام فيها مدةً قاربت عشر سنوات، وفيها ذاع صِيتُه، ووصلت شُهرته الآفاق، ونَظَم أبدع قصائده وأشهرها، وتَقرَّب من حاكمها «جلال الدين بن عمار»، ثم عاد ثانيةً إلى دمشق وحط فيها رِحاله، وصاحَب وزيرها السلجوقي «هبة الله بن بديع الأصفهاني».

سُمي ﺑ «ابن الخياط» لاشتغال أبيه بحرفة الخياطة، وسُمي بالكاتب لاشتغاله بالكتابة؛ حيث عمل كاتبًا لدى أمراء الدولة العباسية، كما نَظَم الشعر بأغراضه المتنوعة، كالهِجاء، والرِّثاء، والغزَل، ولكنَّ النصيب الأوفر من قصائده كان في المديح، حتى اشتُهر بذلك؛ فذكَرَته كُتُب المؤرخين المعاصرين بأنه من الشعراء المُجيدين، امتَدح الناس، وطاف البلاد، ودخل بلاد العجم وامتَدح أهلها. وصل إلينا ديوانه الذي حوى أبهى قصائد الشعر العربي، وأعذب العبارات، وأبلغ المعاني.

تُوفِّي «ابن الخياط» بدمشق في ١١ رمضان ٥١٧ﻫ/١ نوفمبر ١١٢٣م، عن عُمرٍ يُناهز سبعًا وستين سنة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤