لَيْلُ وَصْلٍ مُعَطَّرُ الْأَرْجَاءِ

Wave Image
لَــيْــلُ وَصْــلٍ مُــعَــطَّــرُ الْأَرَجْــاءِ
لَاحَ فِـيـهِ الـصَّـبَـاحُ قَـبْـلَ الْـمَسَاءِ
زَارَنِـي مَـنْ هَـوِيـتُـهُ بَـاسِـمَ الـثَّغْـ
ـرِ فَــجَــلَّــى غَـيَـاهِـبَ الـظَّـلْـمَـاءِ
أَلْـتَـقِـيـهِ وَيَـحْـسَـبُ الْـهَجْرَ قَلْبِي
فَــكَـأَنِّـي مَـا نِـلْـتُ طِـيـبَ اللِّـقَـاءِ
رُبَّ عَـيْـشٍ طُـهْـرٍ عَلَى ذَلِكَ السَّفْـ
ـحِ غَـنِـمْـنَـاهُ قَـبْـلَ يَـوْمِ الـتَّـنَـائِي
نَـقْـطَـعُ الْيَوْمَ كَالدُّجَى فِي سُكُونٍ
وَدُجَــاهُ كَــالْــيَــوْمِ فِـي الْأَضْـوَاءِ
فَـكَـأَنِّـي بِـالْأَمْـنِ فِـي ظِـلِّ إِسْـمَـا
عِــيــلَ رَبُّ الْــعُــلَا وَرَبُّ الْــوَفَـاءِ
مَــلِــكٌ أَنْــشَــرَ الــثَّـنَـا فِـي زَمَـانٍ
نَـسِـيَ الـنَّـاسُ فِـيـهِ ذِكْـرَ الـثَّـنَـاءِ
هَــاجِـرٌ حَـرْفَ لَا إِذَا سُـئِـلَ الْـجُـو
دَ كَــــهِــــجْـــرَانِ وَاصِـــلٍ لِلـــرَّاءِ
يَـسْـبِـقُ الْـوَعْـدَ بِـالـنَّـوَالِ فَلَا يُحْـ
ـوِجُ قُــصَّــادَهُ إِلَــى الــشُّــفَــعَــاءِ
شَـاعَ بِـالْـكَـتْـمِ جُـودُ كَـفَّـيْـهِ ذِكْرًا
فَــهْـوَ كَـالْـمِـسْـكِ فَـاحَ بِـالْإِخْـفَـاءِ
جَــادَ حَـتَّـى كَـادَتْ عُـفَـاةُ حِـمَـاهُ
لَا يَـــذُوقُـــونَ لَـــذَّةً لِلْـــحِـــبَـــاءِ
كُــلَّــمَــا ظَـنَّ جُـودَهُ فِـي انْـتِـهَـاءٍ
لَائِــمٌ عَــادَ جُــودُهُ فِــي ابْــتِــدَاءِ
عَــذَلُــوهُ عَــلَــى الـنَّـوَالِ فَـأَغْـرَوْا
فَــنَــدَاهُ نَــصْــبٌ عَــلَــى الْإِغْـرَاءِ
وَحَــلَا مَــنُّ بَـابِـهِ فَـسَـعَـتْ كَـالـنَّـ
ـمْــلِ فِــيــهِ طَــوَائِــفُ الـشُّـعَـرَاءِ
شَــرَفٌ فِــي تَــوَاضُـعٍ وَاحْـتِـمَـالٌ
فِـي اقْـتِـدَارٍ وَهَـيْـبَـةٌ فِـي حَـيَـاءِ
رُبَّ وَجْـنَـاءَ ضَـامِـرٍ تَـقْـطَـعُ الْـبِـيـ
ـدَ عَــلَــى إِثْــرِ ضَــامِــرٍ وَجْــنَــاءِ
فِـي قِـفَـارٍ يَـخَـافُ فِـي أُفْقِهَا الْبَرْ
قُ سُــرًى فَـهْـوَ خَـافِـقُ الْأَحْـشَـاءِ
رَتَـعَـتْ فِـي حِـمَـاكَ ثُمَّ اسْتَرَاحَتْ
مِــنْ أَلِـيـمَـيْـنِ الـرَّحْـلِ وَالْـبَـيْـدَاءِ
وَظَـــلَامٍ كَـــأَنَّ كِــيــوَانَ أَعْــمَــى
سَـائِـلٌ فِـيـهِ عَـنْ عَـصَـا الْـجَوْزَاءِ
ذَكَــرَ الــسَّــائِــلُــونَ ذِكْــرَكَ فِــيـهِ
فَــسَـرَوْا بِـالْأَفْـكَـارِ فِـي الْأَضْـوَاءِ
وَحُـرُوبٍ تَـجْـرِي الـسَّـوَابِـحُ مِـنْهَا
فِـي بِـحَـارٍ مَـسْـفُـوحَـةٍ مِـنْ دِمَاءِ
مِـنْ ضِـرَابٍ تَـشُـبُّ مِـنْ وَقْعِهِ النَّا
رُ وَتُــطْــفَــى حَــرَارَةُ الـشَّـحْـنَـاءِ
يَـئِـسَ الـنَّـاسُ إِذْ تَـجَـلَّـى فَـجَلَّـيْـ
ـتَ دُجَـــاهَـــا بِــالْــبَــأْسِ وَالْآرَاءِ
فَــاجْـلُ عَـنِّـي حَـالًا أَرَانِـيَ مِـنْـهَـا
كُـــلَّ يَـــوْمٍ فِــي غَــارَةٍ شَــعْــوَاءِ
فَـكَـفَـى مِـنْ وُضُـوحِ حَـالِـيَ أَنِّـي
فِــي زَمَــانِــي هَــذَا مِــنَ الْأُدَبَــاءِ
ضَـاعَ فِـيهِ لَفْظِي الْجَهِيرُ وَفَضْلِي
ضَــيْـعَـةَ الـسَّـيْـفِ فِـي يَـدٍ شَـلَّاءِ
غَـيْـرَ أَنِّـي عَـلَـى عِـمَـادِ الْـمَـعَـالِي
قَــدْ بَــنَــيْــتُ الــرَّجَــا أَتَــمَّ بِـنَـاءِ
لَـيْتَ شِعْرِي مَنْ مِنْكَ أَوْلَى بِمِثْلِي
يَــا فَــرِيــدَ الْأَجْــوَادِ وَالْــكُـرَمَـاءِ
دُمْتَ سَامِي الْمَقَامِ هَامِي الْعَطَايَا
قَــاهِــرَ الْــبَــأْسِ فَــارِجَ الْــغَـمَّـاءِ
لِـمُـوَالِـيـكَ مَـا ارْتَـجَـى مِـنْ بَـقَـاءٍ
وَلِـشَـانِـيـكَ مَـا اخْـتَشَى مِنْ فَنَاءِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ابن نباتة المصري: شاعر من شعراء العصر المملوكي في مصر، ذاع صِيته في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).

وُلد «محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري» جمال الدين المُكَنَّى بأبي بكر والشهير ﺑ «ابن نباتة المصري» سنة ٦٨٦ﻫ/١٢٨٧م في «زقاق القناديل» في الفسطاط بالقاهرة، وكان أبوه وجده من شيوخ الحديث، وأصلهم يرجع إلى «ميافارقين» من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.

نشأ ابن نباتة في بيت ثري وبين أسرة ظاهرة‌ الجاه والنفوذ، في ظل أبٍ عطوف ذاع صيتُه في العلم والفضل والأدب وكثيرًا ما نرى أصداءً لفخر الشاعر بأبيه وآله في شعره. وقد تبدَّت أُولى براعم موهبته الشعرية في الثالثة عشرة‌ من عمره، مترافقة مع إقباله الشديد على توسيع مداركه وتغذية ثقافته الدينية والأدبية. وفي سنة ٧١٥ﻫ‍ انتقل ابن نباتة لسُكنى الشام ووَلِيَ نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة المسيحيين لها، واتصل في تلك الفترة بالملك المؤيد وقال فيه شعرًا كثيرًا، وحين رجع إلى القاهرة سنة ٧٦١ﻫ كان صاحب سر السلطان «الناصر حسن».

له ديوان شعر جُمع بعد وفاته وطُبع لأول مرة سنة ١٩٠١م بالقاهرة، وقد ضمَّ مجموع دواوينه وأوراقه الشعرية، ومنها: «القطر النباتي»، و«جلاسة القطر»، و«سوق الرقيق»، و«ظرائف الزيادة». كتب فيها في مختلف الأغراض الشعرية التي ميَّزت عصره، شاملة المدح والغزل والخمريات والرثاء والهجاء والوصف والشكوی والحنين إلی الوطن. وله كذلك مؤلَّفات أخرى نثرية، من بينها: «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، و«سجع المطوق»، و«مطلع الفوائد»، و«المفاخرة بين السيف والقلم»، و«سلوك دول الملوك» وغيرها، وأورد الصلاح الصفدي في «ألحان السواجع» مراسلاته معه.

تُوُفِّيَ ابن نباتة المصري في منزله بزقاق القناديل في القاهرة سنة ٧٦٨ﻫ/١٣٦٦م إثر معاناة مع المرض.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤