خَوَاطِرُ فِي الْحَيَاةِ

Wave Image
أَنْــتَ عَــلَــى خُـلَّـتَـيْـكَ مَـحْـمُـودُ
فَــعُــدْ بِـيُـمْـنِ الْـحَـيَـاةِ مَـحْـمُـودُ
وَإِنَّــمَــا الْــعَــيْــشُ هَــكَــذَا نُـقَـلٌ
وَالــدَّهْــرُ خَــرْقٌ سُــنِــيُّـهُ الْـقُـودُ
وَخَـيْـرُ مَـا يُـطْلَبُ الرَّخَاءُ بِهِ الصَّـ
ـبْــرُ، وَمَــنْ قَــدْ عَــدَاهُ مَــكْــدُودُ
وَالـدَّهْـرُ مِـثْـلُ الـشَّحِيحِ فِي عِدَةٍ
أَصْـــدَقُ آلَائِـــهِ الْـــمَـــوَاعِـــيـــدُ
كُــلُّ رَجَــاءٍ نَـرْمِـي الـطَّـلِـيـبَ بِـهِ
فَـهْـوَ قَـنًـا فِـي الـضُّـلُـوعِ مَقْصُودُ
وَرُبَّ رَامٍ أَصَـــابَ مُـــهْـــجَـــتَـــهُ
سَـــهْـــمُ رَجَـــاءٍ إِلَـــيْـــهِ مَــرْدُودُ
وَالسُّخْطُ غِرْبَالُ جَاهِدٍ قَصَدَ السَّـ
ـيْـــــلَ كَأَنَّ الْأَتِــــيَّ مَــــسْــــدُودُ
آمَـــالُـــنَـــا هَـــامَـــةٌ نُــرَاعُ بِــهَــا
لِـلـسَّـعْـدِ وَهْـوَ الـطَّـلِـيـبُ مَلْحُودُ
وَحَـيْـرَةُ الـنَّـفْـسِ كَـالـظَّـلَامِ وَقَـدْ
يَـهْـدِي وَيَـقْـلِـي الـضِّـيَـاءَ مَـزْءُودُ
وَالـرُّغْـبُ عُجْبُ النُّفُوسِ تَخْدَعُهَا
مِــرْآتُــهَــا وَالــطِّــمَــاحُ مَــعْــبُـودُ
وَقَـدْ تَـزِيـنُ الْـحَـسْـنَـاءَ دَمْـعَـتُـهَا
وَالـنَّـفْـسُ تُـجْـدِي سِـنِـيُّـهَا السُّودُ
كَــمْ عِــدَّةٍ فِــي الْـحَـيَـاةِ خَـائِـنَـةٍ
كَـمَـا يَـخُـونُ الْـخَـمِـيـسَ رِعْـدِيدُ
كَـخَـازِنِ الْـحُـبِّ لِـلْـمَـشِـيـبِ وَمَـا
يَــعْـطِـفُ مِـنْ أَجْـلِ ذُخْـرِهِ جِـيـدُ
يَــبْــخَــرُ فِــي خَــيْــبَـةٍ لَـنَـا أَمَـلٌ
بَـحْـرُ الـنَّـدَى وَالـظَّـمِـيُّ مَـجْـهُـودُ
مَــا لِــيَ أُهْـدِي إِلَـيْـكَ مِـنْ حِـكَـمٍ
يَــا لَــيْــتَـهَـا الـدُّرُّ وَهْـوَ مَـنْـضُـودُ
أَحْـبُـوكَ مِـنْ حِـكْـمَةِ الْقَرِيضِ كَمَا
يُــهْــدَى لِــرَوْضِ الــرَّبِـيـعِ أُمْـلُـودُ
وَأَنْــتَ أَحْــجَـى بَأَنْ تَـزُفَّ لَـنَـا الْـ
ـحِـكْـمَـةَ فِـيـهَـا الْـيَـقِـيـنُ مَشْهُودُ
وَخَـيْـرُ مَـا يَـبْـعَـثُ الْـفَـتَى طُرَفٌ
مِــنْ عَــقْــلِــهِ وَالْــمَــزِيــدُ تَأْوِيـدُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المنسرح
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عبد الرحمن شكري: شاعرٌ مِصْري، وأحدُ مُؤسِّسي مدرسةِ الديوانِ الشِّعرية، وصَفتْه الدكتورة «سهير القلماوي» بأنه الشَّاعرُ الذي أنزلَ العقلَ مِن على عَرشِه في إلهامِ الشُّعراء؛ فشِعْرُه خيالٌ مُتحرِّرٌ يرفضُ حدودَ الزمانِ والمكان. وقد أحدثَتْ أشعارُه نَقلةً تَجديدِيةً في مضمونِ الشِّعرِ العربي؛ فتحوَّلتْ به من شاطئِ العقلِ إلى بحرِ الخيال.

وُلِدَ «عبد الرحمن شكري عيَّاد» ببورسعيد عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ ذاتِ أصولٍ مَغربِية، وقد كانَ لها دَورٌ مُؤثِّرٌ في حياتِه؛ حيثُ كانَ لزوجةِ أخيه «أحمد شكري» — المُولَعةِ برِوايةِ الحكاياتِ والأساطير — دورٌ في إثراءِ خيالِه، كما كانَ في مكتبةِ أبيه ما يُرضي نَهَمَه من دَواوينِ الشِّعر.

قَضى فَصْلًا من عُمرِه معَ أبيه ببورسعيد حتى نالَ الشَّهادةَ الابتدائية، ثُمَّ انتقلَ إلى الإسكندريةِ ليَلتحِقَ بمَدْرسةِ رأسِ التينِ الثانويةِ التي ظَلَّ بها أربعَ سَنواتٍ لينالَ منها الشَّهادةَ الثانويةَ (البكالوريا)، ثُم الْتَحقَ بمَدْرسةِ الحقوقِ إبَّانَ احتدامِ الحركةِ الوطنيةِ التي أتاحتْ له التعرُّفَ على «مصطفى كامل» زعيمِ الحركةِ الوطنيةِ في ذلكَ الوَقْت، والذي طلَبَ منه أنْ يعملَ مُحرِّرًا بجريدةِ «اللِّواء»، ونصَحَه أنْ يَلتحقَ بمدرسةِ المُعلِّمينَ فيَنهلَ من مَعِينِها ليكونَ عَوْنًا له في مَيْدانِ الصَّحافة.

وقد عطَّرَ «عبد الرحمن شكري» رَوْضةَ الأدبِ بالعديدِ من دواوينِه وقصائدِه، ومنها: دِيوانُ «ضَوْء الفَجر»، و«لَآلِئ الأَفْكار»، و«أناشيد الصِّبا»، و«زَهْر الرَّبيع»، و«الخَطَرات»، و«الأَفْنان»، و«أَزْهار الخَرِيف»، ونُشِر ديوانُه الثامنُ بعدَ مَوتِه ضمنَ الأعمالِ الكامِلة. بَدأَ شاعِرُنا صِراعَه معَ المرضِ صيفَ عامَ ١٩٥٧م، إلى أنْ صادَه الموتُ عامَ ١٩٥٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤