أَسَمِعْتَ شَدْوَ الطَّائِرِ الْغِرِّيدِ

Wave Image
أَسَــمِــعْــتَ شَــدْوَ الــطَّـائِـرِ الْـغِـرِّيـدِ
هَــزِجًـا يُـنَـاغِـي فَـجْـرَ يَـوْمِ الْـعِـيـدِ؟
وَبَـدَا عَـمُـودُ الـصُّـبْـحِ أَبْـيَـضَ نَـاصِعًا
كَـالـسَّـلْـسَـلِ الـضَّـحْـضَاحِ فَوْقَ جَلِيدِ
أَوْ كَـالْـيَـدِ الْـبَـيْـضَـاءِ تَـنْـضَـحُ بِالنَّدَى
وَالْـغَـيْـثِ، أَوْ جِـيـدِ الْـعَـذَارَى الْـغِـيـدِ
أَوْ كَـاقْـتِـبَـالِ الْـحُـسْـنِ بَـعْـدَ تَـحَجُّبٍ
أَوْ كَــابْــتِــسَــامِ الــدَّلِّ بَــعْـدَ صُـدُودِ
وَإِذَا لَـمَـحْـتَ الـشَّـرْقَ خِـلْـتَ عَـرَائِسًا
مَــاسَــتْ بِـثَـوْبٍ كَـالـشَّـبَـابِ جَـدِيـدِ
يَـرْفُـلْـنَ فِـي ضَـافِـي الـضِّـيَاءِ نَوَاعِمًا
فِــي سِــحْــرِ أَنْــغَــامٍ، وَلِــيــنِ قُـدُودِ
وَدَمُ الـــشَّــبَــابِ لَــهُ رَوَائِــعُ نَــشْــوَةٍ
مَـــا نَــالَــهَــا يَــوْمًــا دَمُ الْــعُــنْــقُــودِ
مَـا بَـيْـنَ طَـرْفٍ بِـالْـخَـدِيـعَـةِ نَـاعِـسٍ
ثَــمِــلٍ، وَآخَــرَ فِــي الْــهَـوَى عِـرْبِـيـدِ
•••
وَدَّعْـــتُ أَيَّــامَ الــشَّــبَــابِ حَــوَافِــلًا
مِـنْ بَـعْـدِ مَـا عَـصَفَ الْمَشِيبُ بِعُودِي
فَإِذَا خَـــطَـــرْنَ، فَــهُــنَّ رُؤْيَــا نَــائِــمٍ
وَإِذَا هَــمَــسْــنَ، فَــهُــنَّ رَجْـعُ نَـشِـيـدِ
أَرْنُـــو إِلَـــى عَـــهْـــدٍ لـــهُـــنَّ كَأَنَّــمَــا
أَرْنُــو لِــنَــجْــمٍ فِــي الـسَّـمَـاءِ بَـعِـيـدِ
وَأَرَى الْــحَــيَــاةَ بِـلَا شَـبَـابٍ مِـثْـلَـمَـا
لَــمَــعَ الــسَّــرَابُ بِــمُـقْـفِـرَاتِ الْـبِـيـدِ
•••
إِنَّ الــشَّــبَــابَ رَحِــيــقُ أَزْهَــارِ الـرُّبَـا
وَحَــفِــيــفُ غُــصْـنِ الْـبَـانَـةِ الْأُمْـلُـودِ
وَمَــطِــيَّــةُ الْآمَــالِ فِــي رَيْــعَــانِــهَـا
وَسِــرَاجُ لَــيْــلِ الـسَّـاهِـدِ الْـمَـجْـهُـودِ
وَبَــشَــاشَــةُ الــدُّنْــيَـا إِذَا مَـا أَقْـبَـلَـتْ
وَنَـــجَـــاةُ وَعْــدٍ مِــنْ أَكُــفِّ وَعِــيــدِ
هُـوَ فِـي كِـتَـابِ الْـعُـمْـرِ أوَّلُ صَـفْـحَةٍ
بُــدِئَــتْ بِــبِــسْــمِ الـلـهِ وَالـتَّـحْـمِـيـدِ
وَرَبِــيــعُ أَيَّــامِ الْــحَــيَــاةِ تَــبَـسَّـمَـتْ
رَوْضَـــاتُـــهُ عَــنْ ضَــاحِــكَــاتِ وُرُودِ
أَهْــدَى لَـهَـا الْـوَسْـمِـيُّ نَـسْـجَ غَـلَائِـلٍ
وَأَتَــى الْــوَلِــيُّ لَــهَــا بِــوَشْــيِ بُــرُودِ
وَسَـرَى الـنَّـسِـيـمُ بِـهَـا يُـغَـازِلُ أَعْـيُـنًا
مِـــنْ نَــرْجِــسٍ وَيــشَــمُّ وَرْدَ خُــدُودِ
إِنَّ الــشَّــبَــابَ، وَمَـا أُحَـيْـلَـى عَـهْـدَهُ!
كَـالْـوَاحَـةِ الْـخَـضْـرَاءِ فِـي الـصَّـيْهُودِ
تَـــلْــقَــى بِــهَــا مَــاءً وَظِــلًّا حَــوْلَــهُ
جَـدْبُ الْـجَـفَـافِ وَقَـسْـوَةُ الْـجُـلْـمُودِ
•••
إِنِّــي طَــرَحْــتُ مِـنَ الـشَّـبَـابِ رِدَاءَهُ
وَثَـنَـيْـتُ عَـنْ لَـهْـوِ الـصَّـبَـابَـةِ جِـيدِي
وَاخْتَرْتُ مِنْ صُحُفِ الْأَوَائِلِ صَاحِبِي
وَجَــعَــلْــتُ مَأْثُـورَ الْـبَـيَـانِ عَـقِـيـدِي
وَمَــرَرْتُ بِــالــتَّــارِيــخِ أَمْـلَأُ نَـاظِـرِي
مِــنْــهُ وَأُحْــيِــي بِــالْــفَـنَـاءِ وُجُـودِي
كَــمْ عَــالِــمِ ٍقَـابَـلْـتَ فِـي صَـفَـحَـاتِـهِ
وَلَــكَــمْ ظَــفَــرْتُ بِــفَـاتِـحٍ صِـنْـدِيـدِ!
وَإِذَا الْـتَـمَـسْـتَ مِـنَ الـدُّهُـورِ رِسَـالَـةً
فَــصَــحَــائِـفُ الـتَّـارِيـخِ خَـيْـرُ بَـرِيـدِ
أَحْــنُــو إِلَــى قَــلَــمِــي كَأَنَّ صَــرِيـرَهُ
فِــي مِـسْـمَـعِـي الْـمَـكْـدُودِ رَنَّـةُ عُـودِ
وَأَعِـيـشُ فِـي دُنْـيَـا الْـخَـيَـالِ لِأَنَّـنِـي
أَحْــظَــى بِــهَــا بِـالْـفَـائِـتِ الْـمَـفْـقُـودِ
كَــمْ لَــيْــلَـةٍ سَـامَـرْتُ شِـعْـرِيَ لَاهِـيًـا
وَالـنَّـجْـمُ يَـلْـحَـظُـنَـا بِـعَـيْـنِ حَـسُـودِ
حِــيــنًــا يُــرَاوِغُـنِـي فَأَنْـظُـرُ ضَـارِعًـا
فَــيَــلِــيــنُ بَــعْــدَ تَــنَــكُّــرٍ وَجُـحُـودِ
وَلَــقَــدْ أُغَـرِّدُ بِـالْـقَـرِيـضِ فَـيَـنْـثَـنِـي
فَأَنَـــالُ قَــادِمَــتَــيْــهِ بِــالــتَّــغْــرِيــدِ
طَــهَّــرْتُــهُ مِـنْ كُـلِّ مَـا تَأْبَـى الـنُّـهَـى
وَيَــعَــافُــهُ سَــمْـعُ الْـحِـسَـانِ الْـخُـودِ
وَبَــعَــثْــتُ فِــيـهِ تَـجَـارِبًـا مَـذْخُـورَةً
هِــيَ كُــلُّ أَمْــوَالِــي وَكُــلُّ رَصِــيـدِي
وَجَـعَـلْـتُ تَـشْـبِـيـبِـي بِمِصْرَ وَمَجْدِهَا
وَشَـمَـائِـلَ «الْـفَـارُوقِ» بَـيْتَ قَصِيدِي
•••
مَــلِــكٌ زَهَــا الْإِسْــلَامُ تَــحْـتَ لِـوَائِـهِ
وَأَوَى لِـــرُكْــنٍ مِــنْ حِــمَــاهُ شَــدِيــدِ
إِنْ فَـاتَ عَـهْـدُ الـرَّاشِـدِيـنَ فَـقَـدْ رَأَى
فِــي دَوْلَـةِ «الْـفَـارُوقِ» خَـيْـرَ رَشِـيـدِ
قَــرَنَــتْ مَــنَــابِــرُهُ جَــلَائِــلَ سَـعْـيِـهِ
وَجِـــهَــادِهِ بِــشَــهَــادَةِ الــتَّــوْحِــيــدِ
وَصَـغَـتْ مَـسَـاجِـدُهُ لِـتَـرْدِيـدِ اسْـمِـهِ
فَــكَأَنَّــمَــا يَــحْــلُــو عَــلَـى الـتَّـرْدِيـدِ
مَـنْ يَـجْـعَـلِ الْإِيـمَـانَ صَـخْـرَةَ مُـلْكِهِ
رَفَــعَ الْــبِــنَــاءَ عَــلَــى أَشَــمَّ وَطِـيـدِ
كَـمْ وَقْـفَـةٍ لَـكَ فِـي الْـمَحَارِبِ جَمَّلَتْ
عِــزَّ الْــمُــلُــوكِ بِــخَـشْـيَـةِ الْـمَـعْـبُـودِ
سَـجَـدَتْ لَـكَ الْأَيَّـامُ حِـيـنَ تَـلَـفَّـتَـتْ
فَــرَأَتْــكَ بَــيْــنَ تَــشَــهُّــدٍ وَسُــجُــودِ
وَتَـــطَــلَّــعَ الْإِسْــلَامُ فِــي أَمْــصَــارِهِ
يَــهْــفُــو لِــظِــلِّ لِــوَائِــكَ الْــمَـعْـقُـودِ
•••
سَــعِــدَ الـصِّـيَـامُ وَشَـهْـرُهُ بِـمُـجَـاهِـدٍ
عَــبِــقَ الْــوُجُـودُ بِـذِكْـرِهِ الْـمَـحْـمُـودِ
فَــنَــهَــارُهُ لِــلــصَّــالِــحَــاتِ، وَلَــيْـلُـهُ
لِــلْــبَــاقِــيَــاتِ وَلِــلــنَّــدَى وَالْــجُــودِ
حَــيَّــيْــتَ فِـي الْـمِـذْيَـاعِ أَوَّلَ لَـيْـلَـةٍ
مِــنْــهُ بِــقَــوْلٍ مُــحْــكَـمِ الـتَّـسْـدِيـدِ
جَـمَـعَ الـسِّـيَـاسَـةَ كُـلَّـهَـا فِـي أَحْـرُفٍ
كَــالْــعِــقْــدِ أَلَّــفَ بَــيْــنَ كُــلِّ فَــرِيـدِ
وَكَـقَـطْـرَةِ الْـعِـطْـرِ الَّـتِـي كَـمْ جَمَّعَتْ
مِـــنْ نَـــوْرِ أَغْـــوَارٍ وَزَهْـــرِ نُـــجُـــودِ
قَـوْلٌ بِـهِ الْـحِـكَـمُ الْـغَـوَالِـي نُـسِّـقَـتْ
مَــا بَــيْــنَ مَــنْــثُــورٍ وَبَــيْـنَ نَـضِـيـدِ
أَصْـغَـى إِلَـيْـهِ الـشَّـرْقُ يَـسْـمَـعُ دَعْـوَةً
قُــدْسِــيَّــةً لِــلْــبَــعْــثِ وَالــتَّـجْـدِيـدِ
وَزَهَــتْ بِــهِ الْـعَـزَمَـاتُ بَـعْـدَ ذُبُـولِـهَـا
وَصَــحَــتْ بِــهِ الْآمَــالُ بَــعْــدَ رُقُــودِ
لِـــلـــهِ صَــوْتُــكَ فِــي الْأَثِــيــرِ فَإِنَّــهُ
أَخَــذَ الْــهُــدَى وَالْــحُـسْـنَ عَـنْ دَاوُدِ!
لَـبَّـيْـكَ يَـا مَـلِـكَ الْـقُـلُـوبِ! فَـمُـرْ نَكُنْ
لَــكَ طَــاعَــةً، وَالــلــهُ خَــيْـرُ شَـهِـيـدِ
•••
إِنَّــا بِــدَرْسِ الـدِّيـنِ أَبْـصَـرْنَـا الْـهُـدَى
نُــورًا يُــشِــعُّ بِــجَــمْـعِـهِ الْـمَـحْـشُـودِ
وَبَــدَا الْــمَــلِــيــكُ بِــهِ يُــمَــجِّـدُ رَبَّـهُ
لِــلــهِ مِــنْ نُــسْــكٍ وَمِــنْ تَــمْــجِـيـدِ!
أَبْــصَـرْتُـهُ وَالـشَّـعْـبُ حَـوْلَ بِـسَـاطِـهِ
كَـــالـــطَّـــيْــرِ رَفَّ لِــوَرْدِهِ الْــمَــوْرُودِ
مَــا أَسْـمَـحَ الْإِسْـلَامَ! يَـجْـمَـعُ رَحْـبُـهُ
فِــي الــلــهِ بَــيْــنَ مُــسَــوَّدٍ ومَـسُـودِ
حَــرَسَــتْــهُ أَفْــئِــدَةٌ تُــفَــدِّي عَـرْشَـهُ
وَالْـــحُـــبُّ أَقْـــوَى عُـــدَّةٍ وَعَـــدِيــدِ
إِنَّ الْــجُــنُــودَ بِــهِ تَــلُـوذُ وَتَـحْـتَـمِـي
وَلَــكَــمْ عُــرُوشٍ تَـحْـتَـمِـي بِـجُـنُـودِ!
يُــصْــغِـي وَيُـنْـصِـتُ لِـلْـكِـتَـابِ وَآيِـهِ
فِـي سَـمْـتِ مَـوْفُـورِ الْـجَـلَالِ حَـمِـيدِ
يَــا قُـدْوَةَ الْـجِـيـلِ الْـجَـدِيـدِ وَذُخْـرَهُ
عِــشْ لِــلْــمُــنَــى فَـرْدًا بِـغَـيْـرِ نَـدِيـدِ
•••
حَــارَ الْــقَـرِيـضُ وَكَـيْـفَ أَبْـلُـغُ غَـايَـةً
هِـيَ فَـوْقَ طَـوْقِ يَـرَاعَتِي وَجُهُودِي؟
أَعْـــدَدْتُ أَلْـــوَانِـــي لِأَرْسُــمَ صُــورَةً
أَيْـنَ الـسُّـهَـا مِـنْ سَـاعِـدِي الْـمَكْدُودِ؟
حِــلْـمٌ كَـمَـا تُـغْـضِـي الْأُسُـودُ تَـكَـرُّمًـا
وَعَـــزَائِـــمٌ فِـــيـــهَــا نِــجَــارُ أُسُــودِ
وَفِــرَاسَــةٌ سَـبَـقَـتْ حَـوَادِثَ دَهْـرِهَـا
حَــتَّــى كَأَنَّ الْــغَــيْــبَ كَــالْـمَـشْـهُـودِ
وَإِرَادَةٌ تَــفْــرِي الــصِّــعَــابَ شَـبَـاتُـهَـا
وَتَــهُــدُّ عَــزْمَ الـصَّـخْـرَةِ الـصَّـيْـخُـودِ
وَذَكَـاءُ قَـلْـبٍ لَـوْ رَمَـى حَـلَـكَ الدُّجَى
لَـمَـضَـى يُـهَـرْوِلُ فِـي الْمُسُوحِ السُّودِ
•••
مَــوْلَايَ! إِنَّ الــشِّــعْــرَ يَــشْــهَــدُ أَنَّــهُ
بَــلَــغَ الْــمَــدَى فِـي ظِـلِّـكَ الْـمَـمْـدُودِ
أَلْـــفَـــى خِـــلَالًا لَــقَّــنَــتْــهُ بَــيَــانَــهُ
فَأَعَـــادَهَـــا كَـــالــصَّــادِحِ الْــغِــرِّيــدِ
فَــلَـكَـمْ بَـعَـثْـتُ مَـعَ الْأَثِـيـرِ وَحِـيـدَةً
فِــي فَــنِّــهَــا تَــشْـدُو بِـمُـلْـكِ وَحِـيـدِ
فَـــاهْـــنَأْ بِــمِــيــلَادِ الْأَمِــيــرَةِ إِنَّــهَــا
عُـــنْـــوَانُ مَــجْــدٍ طَــارِفٍ وَتَــلِــيــدِ
وَانْـعَـمْ بِـعِـيـدِ الْـفِـطْرِ وَاسْعَدْ بِالْمُنَى
فِـي طَـالِـعٍ ضَـافِـي الـنَّـعِـيـمِ سَـعِـيـدِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: تهنئة الملك فاروق بعيد الفطر المبارك سنة ١٣٥٧ﮬ (١٩٣٧م).
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤