حَقِيقَتِي السَّلْبِيَّةُ

Wave Image
أُحِـبُّ صَـرَاحَـتِـي قَـوْلًا وَفِـعْلًا
وَأَكْــرَهُ أَنْ أَمِــيـلَ إِلَـى الـرِّيَـاءِ
فَــمَـا خَـادَعْـتُ مِـنْ أَحَـدٍ بِأَمْـرٍ
وَلَا أَضْـمَـرْتُ حَسْوًا فِي ارْتِغَاءِ
وَلَـسْـتُ مِـنَ الَّذِينَ يَرَوْنَ خَيْرًا
بِإِبْـقَـاءِ الْـحَـقِـيـقَـةِ فِي الْخَفَاءِ
وَلَا مِـمَّـنْ يَـرَى الْأَدْيَـانَ قَـامَتْ
بِــوَحْــيٍ مُــنْــزَلٍ لِــلْأَنْــبِــيَــاءِ
وَلَــكِــنْ هُــنَّ وَضْــعٌ وَابْـتِـدَاعٌ
مِــنَ الْــعُـقَـلَاءِ أَرْبَـابِ الـدَّهَـاءِ
وَلَسْتُ مِنَ الْأُلَى وَهِمُوا وَقَالُوا
بِأَنَّ الــرُّوحَ تَــعْــرُجُ لِــلـسَّـمَـاءِ
لِأَنَّ الْأَرْضَ تَـسْـبَـحُ فِـي فَضَاءٍ
وَمَـا تِـلْكَ السَّمَاءُ سِوَى الْفَضَاءِ
وَلَـسْـتُ مِـنَ الَّذِينَ يَرَوْنَ فَخْرًا
لِــمُــفْــتَــخِــرٍ بِإِهْـرَاقِ الـدِّمَـاءِ
وَلَا مِـمَّـنْ قَـدِ ارْتَـبَـطُـوا بِمَاضٍ
فَـعَـاشُـوا يَـنْـظُرُونَ إِلَى الْوَرَاءِ
وَلَا مِـمَّـنْ يَـرَى لِـلـنَّـاسِ حُـكْمًا
سِـوَى الْـحُـكَّـامِ أَرْبَـابِ الْقَضَاءِ
وَلَا مِــمَّــنْ تَـوَدَّدَ فِـي حُـضُـورٍ
وَعِـنْـدَ الْـغَـيْـبِ جَـاهَـرَ بِالْعَدَاءِ
وَلَا مِـمَّـنْ يَـرَى الْأَنْـسَـابَ مِـمَّـا
يَــمُــتُّ بِـهِ الْأَنَـامُ إِلَـى الْـعَـلَاءِ
وَلَا مِـمَّـنْ إِذَا وُبِـئُـوا اسْـتَعَاذُوا
بِـتَـمْـتَـمْـةِ الـدُّعَـاءِ مِـنَ الْـوَبَاءِ
وَلَا مِـنْ مَـعْـشَرٍ صَلَّوْا وَصَامُوا
لِـمَـا وُعِـدُوهُ مِـنْ حُسْنِ الْجَزَاءِ
وَلَا مِــمَّـنْ يَـرَوْنَ الـلـهَ يَـجْـزِي
عَـلَى الصَّلَوَاتِ بِالْحُورِ الْوِضَاءِ
وَلَا مِـمَّـنْ يَـرَى الْأَشْـيَـاءَ تَـفْنَى
بِـحَـيْـثُ تَـكُـونُ مِنْ عَدَمٍ هَوَاءِ
وَلَــكِـنْ هُـنَّ فِـي جَـمْـعٍ وَفَـرْقِ
تَــبَــدَّلُ مِـنْـهُـمَـا صُـوَرُ الْـبَـقَـاءِ
وَلَـسْـتُ مِنَ الَّذِينَ يَرَوْنَ فَضْلًا
كَـبِـيـرًا لِـلـرِّجَـالِ عَـلَـى النِّسَاءِ
وَلَــكِــنْ دَالَــتِ الْأَيَّــامُ حَــتَّـى
تَــــهَــــاوَنَ هَـــؤُلَاءِ بِـــهَـــؤُلَاءِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤