عَلَى جِسْرِ مُود

Wave Image
لَا تَـــبْـــكِ أَرْبُـــعَـــهُــمْ وَلَا الْأَطْــلَالَا
وَارْبَأْ بِــحُــبِّــكَ أَنْ يَــكُــونَ خَــيَــالَا
وَاتْــرُكْ سُــؤَالَــكَ لِــلــرُّسُـومِ فَإِنَّـهَـا
مِــمَّــا يَــزِيــدُكَ بِــالــسُّــؤَالِ ضَـلَالَا
وَانْـظُـرْ إِلَـى حُـسْـنِ الـطَّـبِـيـعَـةِ إِنَّـهُ
حُـسْـنٌ يُـفِـيـدُكَ فِـي الْـحَـيَـاةِ كَـمَالَا
حُــسْــنٌ يُــقَــيِّــدُ مَــنْ رَآهُ بِــحُــبِّـهِ
وَيَـــفُـــكُّ مِـــنْ أَفْـــكَـــارِهِ الْأَغْــلَالَا
وَيَـطِـيـرُ فِـي جَـوِّ الـسُّـرُورِ مُـرَفْـرِفًا
بِـــالْـــمُــشْــتَــكِــيــنَ كَآبَــةً وَمَــلَالَا
أَوَمَــا تَــرَى الْــبَـدْرَ الْـمُـنِـيـرَ إِذَا بَـدَا
يَــكْـسُـو الـدُّجَـى مِـنْ نُـورِهِ سِـرْبَـالَا
•••
وَلَـقَـدْ وَقَـفْـتُ بِـجِـسْـرِ مُـودَ عَـشِيَّةً
وَالْــبَــدْرُ فِــي أُفُــقِ الْــعُــلَا يَــتَـلَالَا
وَالـلَّـيْـلُ يَـلْـبَـسُ مِـنْ سَـنَـاهُ مَطَارِفًا
مِـــنْـــهَـــا يَــجُــرُّ بِــدِجْــلَــةٍ أَذْيَــالَا
أَمَّـا الـنَّـسِـيـمُ فَـقَـدْ جَـرَى مُـتَـعَـطِّرًا
وَحَــكَــى بِــطِــيـبِ هُـبُـوبِـهِ الْآمَـالَا
وَجَــبِـيـنُ دِجْـلَـةَ قَـدْ صَـفَـا مُـتَأَلِّـقًـا
فَـحَـكَـى الـسَّـمَـاءَ مَـحَـاسِنًا وَجَمَالَا
فَحَسِبْتُ نَفْسِي فِي السَّمَاءِ مُشَاهِدًا
تَــحْــتِــي بِـدِجْـلَـةَ لِـلـسَّـمَـاءِ مِـثَـالَا
وَرَأَيْـتُ مِـنْ فَـوْقِـي الـسَّمَاءَ حَقِيقَةً
وَرَأَيْـتُ مِـنْ تَـحْـتِـي الـسَّـمَـاءَ خَيَالَا
فَــكَأَنَّــمَـا الْـجِـسْـرُ الَّـذِي أَنَـا فَـوْقَـهُ
قَــدْ مُــدَّ فِــي جَـوِّ الـسَّـمَـاءِ مُـشَـالَا
وَكَأَنَّــمَــا أَنَــا فِـي الـسَّـمَـاءِ مُـحَـلِّـقٌ
طَـــوْرًا أُسِـــفُّ وَتَـــارَةً أَتَـــعَـــالَـــى
•••
لِــلــهِ مَــا شَــاهَــدْتُــهُ مِــنْ مَــنْـظَـرٍ
يَــدَعُ الْــكَــئِــيـبَ كَـشَـارِبٍ جِـرْيَـالَا
حُــفَّــتْ جَــوَانِــبُــهُ بِــكُــلِّ بَـدِيـعَـةٍ
فَــزَهَــا جَــمَــالًا وَاسْــتَــقَــلَّ جَـلَالَا
حَـتَّـى نَـخِـيـلُ الْـجَـانِـبَـيْـنِ جَمِيعُهَا
قَـــامَـــتْ لَـــهُ بِـــحَـــفَــاوَةٍ إِجْــلَالَا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤