هَوَى مِصْرَ

Wave Image
لَا كَـانَ قَـلْـبِـي إِذَا لَـمْ يَـنْـتَـفِـضْ طَـرَبَا
لِـذِكْـرِ مِـصْـرَ وَلَـمْ يَـسْـتَـعْـذِبِ الـتَّـعَـبَا
لَــمْ أَذْكُــرِ الْـحُـبَّ إِلَّا فِـي مَـحَـاسِـنِـهَـا
وَلَا عَـــرَفْــتُ لَــهَــا لَــهْــوًا وَلَا لَــعِــبَــا
لَـوْلَاكِ يَـا مِـصْـرُ مَـا أَصْـبَـحْـتُ عَـاتِـبَةً
عَــلَــى الــزَّمَـانِ إِذَا مَـا جَـارَ وَانْـقَـلَـبَـا
وَلَا طَــوَيْــتُ اللَّـيَـالِـي فِـيـكِ سَـاهِـرَةً
أَكُــدُّ لَا أَشْــتَــكِــي ضَـعْـفًـا وَلَا نَـصَـبَـا
لَا عَـارَ إِنْ خَـانَـكِ الـدَّهْـرُ الْخَئُونُ فَكَمْ
كَــلَّ الْــحُــسَــامُ بِــكَــفَّــيْ قَـادِرٍ وَنَـبَـا
وَفِـــي رُبُـــوعِـــكِ آسَـــادٌ إِذَا وَثَــبُــوا
مَـالَ الـزَّمَـانُ إِلَـى مَـا نَـشْـتَـهِـي وَصَبَا
لَا يَـضْـرِبُـونَ بِـنَـارِ الْـحَـرْبِ خَـصْـمَـهُمُ
لَــكِــنْ بَــرَأْيٍ سَــدِيــدٍ يُـمْـطِـرُ اللَّـهَـبَـا
فَــوَحِّــدُوا الـرَّأْيَ لَا يُـلْـهِـيـكُـمُ غَـرَضٌ
عَـنْ نَـصْـرِ مِـصْـرَ وَلَا تَـسْـتَبْعِدُوا الْأَرَبَا
ضُـمُّـوا الـصُّفُوفَ وَقُومُوا حَوْلَ نِيلِكُمُ
فَـلَـيْـسَ يُـفْـلِـحُ شَـعْـبٌ بَـاتَ مُـنْـشَعِبَا
لَا كَـانَ مَـنْ خَـانَ مِـصْـرًا فِـي مَـطَالِبِهَا
أَوْ نَــامَ عَــنْــهَــا وَعَـنْ إعْـلَائِـهَـا رَغِـبَـا
أُحِــبُّ مِــصْــرَ وَأَهْـلِـيـهَـا وَإِنْ غَـبَـنُـوا
وَأَسْــتَــشِـيـطُ لَـهُـمْ مِـنْ عِـزَّةٍ غَـضَـبَـا
وَالـدَّهْـرُ يَـقْـعُـدُ بِـي رَغْـمَ الْـعُـلَا وَبِهِمْ
وَيَـسْـلُـبُ الْـمَـجْـدَ مَـوْرُوثًـا وَمُـكْتَسَبَا
وَلَا سَــبِــيــلَ إِلَــى مَــا نَــبْـتَـغِـي أَبَـدًا
إِلَّا إِذَا مَــا غَــرَسْــنَــا الْــعِــلْــمَ وَالْأَدَبَـا
فَــشَـجِّـعُـوا الْـعِـلْـمَ لَا تَـبْـغُـوا بِـهِ بَـدَلًا
فَــفِــيــهِ آمَــالُــنَــا إِنْ حَــلَّ أَوْ ذَهَــبَــا
وَالْـقَـوْمُ لَـوْلَاهُ مَـا سَـادُوا وَلَا ارْتَـفَـعُوا
وَلَا تَـــقَـــدَّمَ عَـــاتِــيــهِــمْ وَلَا غَــلَــبَــا
وَعَــاوِنُــوا مَــلِــكًــا يُـعْـلِـيـهِ مُـقْـتَـدِرًا
وَيَــسْــتَــقِــلُّ الَّــذِي مِـنْ أَجْـلِـهِ وَهَـبَـا
يُــشَــجِّــعُ الْـعِـلْـمَ مَـسْـرُورًا وَيَـنْـشُـرُهُ
وَكَــمْ أَرَادَ لَــنَــا مَــجْــدًا وَكَــمْ طَـلَـبَـا
كَـمْ زَيَّـنَـتْ رَحَـبَـاتِ الـدَّرْسِ طَـلْـعَـتُـهُ
وَانْــهَــالَ وَارِفُــهُ لِلْــخَــيْـرِ وَانْـسَـكَـبَـا
مِـنْ مَـعْـشَـرٍ إِنْ بَـدَتْ يَـوْمًـا وُجُوهُهُمُ
لِأَهْـلِ مِـصْـرَ نَـسُـوا مِـنْ أَجْـلِـهَـا النُّوَبَا
أَبْـنَـاءُ مَـنْ شَـيَّـدَ الْـمَـجْدَ الَّذِي عَجَزَتْ
عَـنْـهُ الْـمُـلُـوكُ فَـسَـادَ الـتُّـرْكَ وَالْـعَـرَبَـا
هُــمُ أَهِــلَّــةُ مِــصْــرَ الــسَّـاهِـرُونَ لَـهَـا
لَا يَــعْــدِلُــونَ بِــهَــا جَــاهًـا وَلَا نَـشَـبَـا
أَعْـمَـالُـهُـمْ كَـشُـمُـوسِ الْأُفْـقِ سَـاطِـعَةٌ
فَـإِنْ حَـذَا حَـذْوَهُمْ فِي الْمَجْدِ لَا عَجَبَا
أَغَـــرُّ لَا تَـــعْـــرِفُ الْأَقْـــوَالَ هِــمَّــتُــهُ
إِذَا دَعَـــاهُ ضَـــعِـــيــفٌ لِلْــعُــلَا وَثَــبَــا
دَعَــوْتُــهُ فَــأَتَــى لِلْــعِــلْــمِ مُــبْــتَــدِرًا
يَــخْــشَـى عَـلَـيْـهِ إِذَا مَـا مَـاؤُهُ نَـضَـبَـا
فَــإِنْ جَــهِــلْــتُــمْ أَيَــادِيــهِ فَــدُونَـكُـمُ
مِـنْ فَـضْـلِـهِ مَـا يَـزِيـنُ الـشِّـعْرَ وَالْأَدَبَا
لَا يُــنْــكِــرُ الْـفَـضْـلَ إِلَّا مَـنْ لَـهُ غَـرَضٌ
وَلَا يَــسُــودُ الَّـذِي يَـسْـتَـمْـرِئُ الْـكَـذِبَـا
خَـلُّـوا الْـخِـلَافَ وَقُـومُـوا حَـوْلَ سُدَّتِهِ
لَــعَــلَّ وَحْــدَتَــنَــا تُــدْنِـي الَّـذِي عَـزَبَـا
وَسَاعِدُوا الْعِلْمَ مَا اسْطَاعَتْ عَزِيمَتُكُمْ
فَــقَـدْ يَـلِـيـنُ لَـنَـا بِـالْـعِـلْـمَ مَـا صَـعُـبَـا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

نبوية موسى: رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة.

وُلِدَتْ «نبوية موسى» في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين، وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.

شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.

عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.

بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، ولكنَّها صُدِمَتْ عندما وجدَتْ أنَّ راتبَها نصفُ راتبِ زملائِها خرِّيجِي «مدرسةِ المُعلِّمين العُلْيا»، فتقدَّمتْ بشَكوى لوزارةِ المَعارف، التي رَدَّتْ بدَوْرِها بأنَّ سببَ ذلكَ هو حصولُ زملائِها الرجالِ على درجةِ «البكالوريا»، فقرَّرتْ أن تَدْرسَ لِنَيلِها بنفسِها؛ حيثُ لم يكُنْ هناكَ وقتَها مدارسُ فَتياتٍ للبكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.

كانت قد بدأتْ في ذلكَ الوقتِ في كتابةِ مَقالاتٍ صحفيةٍ تتناولُ موضوعاتٍ تعليميةً واجتماعيةً وأدبية، وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.

كانتْ «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.

أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥١م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤