لَيْلَةٌ وَلَيْلَى

Wave Image
وَلَــيْــلَــةٍ حَــالِــكَــةِ الْــجِــلْـبَـابِ
أَغْــطَــشَ مِــنْ خَـافِـيَـةِ الْـغُـرَابِ
كَأَنَّــهَــا صَــحِــيــفَــةُ الْـمُـغْـتَـابِ
أَوْ حَــظُّ مَــحْـدُودٍ مِـنَ الْـكُـتَّـابِ
أَوْ غَــمَــرَاتُ الــزَّاخِــرِ الْــخِـضَـمِّ
وَقَــفْـتُ فِـيـهَـا وِقْـفَـةَ الْـمُـلْـتَـاحِ
أُسَــائِــلُ الــنَّــجْـمَ عَـنِ الـصَّـبَـاحِ
فَــقَـالَ سَـلْ عَـنْـهُ عَـتِـيـقَ الـرَّاحِ
أَوْ وَجَـــنَـــاتِ الْــخُــرَّدِ الْــمِــلَاحِ
فَــلَــيْــسَ لِــي بِـشَأْنِـهِ مِـنْ عِـلْـمِ
إِنِّــي رَأَيْــتُ الْــعُــرُبَ الْـحِـسَـانَـا
يَـصْـبَـغْـنَ مِـنْـهُ الْـخَـدَّ وَالْـبَـنَـانَـا
وَرَاهِــــبًــــا أَظُــــنُّــــهُ فُــــلَانَــــا
أَحْــضَــرَ بِــالْأَمْــسِ هُــنَــا دِنَـانَـا
وَرَاحَ وَهْــيَ مُــفْــعَـمَـاتٌ تَـهْـمِـي
يَـا سَـارِقَـاتِ الـصُّـبْـحِ طَالَ لَيْلِي
فَــدَيْــتُــكُــنَّ بَــعْــضَ هَـذَا الـدَّلِّ
هَـلْ جَـازَ فِـي دِيـنِ الْـغَـرَامِ ذُلِّـي
مَنْ لِي بِأَنْ أَلْقَى الصَّبَاحَ مَنْ لِي؟
بِـالـلَّـمْـحِ أَوْ بِـالـلَّـمْـسِ أَوْ بِـالـلَّثْمِ
فِـــيـــكُــنَّ ذَاتُ حَــسَــبٍ وَدِيــنِ
مُــشْــرِقَــةُ الـطَّـلْـعَـةِ وَالْـجَـبِـيـنِ
كَأَنَّــهَــا إِحْــدَى الــظِّـبَـاءِ الْـعِـيـنِ
مَـنْ عَـاذِرِي فِـيـهَـا وَمَنْ مُعِينِي؟
عِـيـلَ بِـهَـا صَـبْرِي وَطَاشَ حِلْمِي
عَــلِـقْـتُـهَـا صَـامِـتَـةَ الْـحَـجْـلَـيْـنِ
أَنْــصَــعَ مِـنْ سَـبِـيـكَـةِ الـلُّـجَـيْـنِ
حَـوْرَاءَ مِـلْءَ الْـقَـلْـبِ مِلْءَ الْعَيْنِ
كَأَنَّــهَــا الــلِّــقَــاءُ بَــعْــدَ الْــبَـيْـنِ
أَوْ عَـوْدَةُ الـشِّـفَـاءِ بَـعْـدَ الـسُّـقْـمِ
حَــدِيــثُــهَــا سُــلَافَــةُ الــنَّــدِيـمِ
وَخُــلْــقُــهَــا تَــوَاضُــعُ الْــيَـتِـيـمِ
فَــدَيْــتُــهَــا مِــنْ مَــلَــكٍ كَــرِيــمِ
تَــعْــرِفُ فِـيـهَـا نَـضْـرَةَ الـنَّـعِـيـمِ
أَنْـقَـى وَأَصْـفَـى مِنْ نِطَافِ الْغَيْمِ
أَبْــرَزْنَــهَــا يَــوْمًــا فَـقُـلْـتَ وَاهَـا
قُـتِـلْـتُ إِنْ شَـبَّـبْـتُ فِـي سِـوَاهَا!
كَأَنَّــهَــا، وَالْــحُــسْـنُ قَـدْ جَـلَاهَـا
لُـــؤْلُـــؤَةً، تَـــبْـــهَـــرُ مَـــنْ رَآهَـــا
أَلْـقَـى بِـهَـا الْـغَـوَّاصُ قُـرْبَ الْـيَـمِّ
لَــيْــلَايَ يَــا مُــضِـيـئَـةَ الـلَّـيْـلَاتِ
يَــا مَــلَــكَ الــرَّحْــمَــةِ وَالـنَّـجَـاةِ
عَــرَفْــتُ مِــنْــكِ كَـرَمَ الـصِّـفَـاتِ
وَقِــيــمَـةَ الْـحَـيَـاةِ فِـي الْـحَـيَـاةِ
إِنْ كَــانَ لِـي نُـعْـمٌ فَأَنْـتِ نُـعْـمِـي

عن القصيدة

  • طريقة النظم: شعر مقطوعي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الرجز
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤