أَبُو الْمُلُوكِ

Wave Image
بَــدَا وَجْــهُ الْـعُـرُوبَـةِ فِـي حُـلُـوكِ
غَـدَاةَ قَـضَـى الْـحُسَيْنُ أَبُو الْمُلُوكِ
قَــضَــى مُــتَــنَــازِلًا بَـعْـدَ اعْـتِـلَاءٍ
كَـذَاكَ الـشَّـمْـسُ تَـجْـنَـحُ لِـلـدُّلُـوكِ
قَـضَى فِي الْمَجْدِ لَيْسَ بِذِي نَظِيرٍ
وَفِـي الْـعَـزَمَاتِ لَيْسَ بِذِي شَرِيكِ
مَــلِــيــكٌ وَاصَــلَ الْإِقْـدَامَ حَـتَّـى
أَتَـــاهُ بِــهُــلْــكِــهِ يَــوْمَ الْــهُــلُــوكِ
لَـقَـدْ سَـلَـكَ الـطَّـرِيـقَ إِلَى الْمَعَالِي
إِلَــى أَنْ مَـاتَ مَـحْـمُـودَ الـسُّـلُـوكِ
وَجَــدَّدَ لِــلْــعُـرُوبَـةِ غَـرْسَ مَـجْـدٍ
قَــدِيــمٍ كَــانَ كَــالْـعِـذْقِ الـتَّـرِيـكِ
وَأَحْـدَثَ نَـهْـضَـةً فِي الْعُرْبِ هَزَّتْ
جَـنُـوبَ الْأَرْضِ كَـالـرِّيـحِ الـسَّهُوكِ
وَأَثْـبَـتَ بِـالـسُّـيُـوفِ لَـهُـمْ حُـقُوقًا
مُـــؤَيَّـــدَةً بِـــكُـــلِّ دَمٍ سَــفِــيــكِ
وَلَــكِــنْ غَــشَّــهُ الْـحُـلَـفَـاءُ حَـتَّـى
أَتَـوْهُ مِـنَ الـثَّـعَـالِـبِ فِـي مُـسُـوكِ
وَخَـانُـوا لَـمْ يَـفُـوا بَـعْـدَ انْـتِـصَـارٍ
بِـمَـا كَـتَـبُـوهُ فِـي بَـطْـنِ الـصُّكُوكِ
خَــطَــبْــنَــا وُدَّهُــمْ فَــتَــقَـبَّـلُـونَـا
بِــعَــاطِــفَــةٍ كَــعَــاطِـفَـةِ الْـفَـرُوكِ
وَكَـمْ وَعَـدُوا بَـنِـي قَـحْطَانَ وَعْدًا
بِـهِ انْـقَـلَـبَ الْـيَـقِـيـنُ إِلَـى شُـكُوكِ
لَـقَـدْ سَـتَـرُوا شَـنِـيـعَ الْـغَدْرِ مِنْهُمْ
بِـثَـوْبٍ مِـنْ سِـيَـاسَـتِـهِـمْ مَـحُـوكِ
فَـسَـاسَـتُـهُـمْ إِذَا وَقَـعُـوا بِـضَـنْـكٍ
أَرَوْنَــا الْــوُدَّ فِــي وَجْــهٍ ضَـحُـوكِ
وَأَبْـدَوْا فِـي الـرَّخَـاءِ لَـنَـا عُـبُـوسًا
وَهَــذَا عُــدَّ مِــنْ شِــيَــمِ الْـهَـلُـوكِ
وَنَــحْــنُ الْــعُــرْبَ نَأْبَـى غَـيْـرَ عِـزٍّ
وَنَـطْـمَـحُ فِي الْحَيَاةِ إِلَى السُّمُوكِ
وَيَــوْمَ الــرَّوْعِ تُـنْـتَـظَـمُ الْـمَـنَـايَـا
وَلَـمْ تَـكُـنِ الـسُّـيُوفُ سِوَى سُلُوكِ
وَنَمْضَغُ فِي الْهِيَاجِ الْمَوْتَ دُونَ الْـ
ـعُــلَا مَــضْــغَ الْأَوَانِــسِ لِـلْـعُـلُـوكِ
وَمَـا عَـابَ الْـفَـتَـى جِـسْـمٌ هَـزِيـلٌ
إِذَا مَـــا كَـــانَ ذَا شَـــرَفٍ وَدِيـــكِ
وَمَـا الـشَّـرَفُ الْـحَمِيدُ سِوَى فَعَالٍ
حَــمِــيــدٍ مِـنْ مَـعَـادِنِـنَـا سَـبِـيـكِ
قَـرِيـنَ الْـقِـبْـلَـتَـيْـنِ عَـلَـيْـكَ نَبْكِي
دَمًـا بِـالـدَّمْـعِ مِـنْ طَـرْفٍ مَـسِـيكِ
فَــقَـدْنَـا مِـنْـكَ خَـيْـرَ زَعِـيـمِ قَـوْمٍ
وَخَـيْـرَ نَـضِـيـجِ تَـجْـرِبَـةٍ حَـنِـيـكِ
لَــقَـدْ نَـاحَ الْـعِـرَاقُ عَـلَـيْـكَ حُـزْنًـا
وَضَــجَّ مِـنَ الْـخَـلِـيـجِ إِلَـى تَـبُـوكِ
لَــقَــدْ نُــزِّهْــتَ مِــنْ غَــمْـزٍ وَلَـمْـزٍ
كَــمَــا نُــزِّهْــتَ مِـنْ شِـعْـرٍ رَكِـيـكِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤