شَاعِرُ الْبَشَرِ

Wave Image
حَــيَّـهَـلْ يَـا أَخَـا مُـضَـرْ
نَــدَّكِــرْ خَــيْــرَ مُــدَّكَــرْ
نَــدَّكِــرْ شَــاعِـرَ الْـبَـشَـرْ
خَـيْـرَ مَـنْ قَـالَ وَافْـتَكَرْ
•••
حَــيَّــهَــلْ أَيُّــهَــا الْـمَـلَا
نُـحْـيِ ذِكْـرَى أَبِـي الْـعَلَا
شَـاعِـرٌ شِـعْـرُهُ اجْـتَـلَـى
صُـــوَرًا كُـــلُّـــهَــا غُــرَرْ
•••
شَــاعِــرٌ يَــمْـلَأُ الْـفَـضَـا
نَـفْـسُـهُ صَـعْـبَـةُ الـرِّضَـا
دُونَــهُ كُــلُّ مَـنْ مَـضَـى
دُونَــهُ كُــلُّ مَــنْ غَــبَــرْ
•••
هُـوَ بِـالْـفِـكْـرِ مُـذْ سَـمَـا
كَـانَ مِـنْ نُـورِهِ الْـعَـمَـى
شَـاعِـرُ الْأَرْضِ وَالـسَّـمَـا
شَـارَفَ الـشَّـمْسَ وَالْقَمَرْ
•••
حَـــلَّ فِــي ذِرْوَةِ الْأَدَبْ
آتِــيًــا مِــنْـهُ بِـالْـعَـجَـبْ
لَا تَــقُـلْ شَـاعِـرُ الْـعَـرَبْ
إِنَّــهُ شَــاعِــرُ الْــبَــشَــرْ
•••
جَــعَـلَ الـصِّـدْقَ دَيْـدَنَـا
تَـــارِكًـــا هَـــذِهِ الــدُّنَــا
إِنْ تَـــنَـــاءَى أَوِ ادَّنَـــى
فَـهْـوَ لِـلْـحَـقِّ يَـنْـتَـصِـرْ
•••
عَـــبْـــقَـــرِيٌّ بِــشِــعْــرِهِ
عَـــالَـــمِـــيٌّ بِـــفِــكْــرِهِ
يَـــعْـــرُبِـــيٌّ بِـــنَــجْــرِهِ
تَـشْـرُفُ الْـعُـرْبُ إِنْ ذُكِرْ
•••
جَــعَـلَ الـشِّـعْـرَ وَحْـيَـهُ
مُــوقِــظًـا فِـيـهِ وَعْـيَـهُ
مَـــا وَرَى فِــيــهِ وَرْيَــهُ
قَــبْــلَــهُ كُـلُّ مَـنْ شَـعَـرْ
•••
خَـطَّ سِـفْـرًا بِـهِ ابْـتَـغَى
غُـنْـيَـةَ الـرُّوحِ بِـالـرُّغَـى
جَـامِـعًـا أَفْـصَـحَ الـلُّـغَى
حَــاوِيًــا أَكْــبَــرَ الْـعِـبَـرْ
•••
حَـكَّـمَ الْـعَـقْـلَ وَاجْـتَهَدْ
وَتَــعَــالَــى عَـنِ الْـفَـنَـدْ
هُـوَ فِي الْقَوْلِ مَا اعْتَمَدْ
غَـيْـرَ مَـا ذَاقَ وَاخْـتَـبَـرْ
•••
شِــعْـرُهُ شَـفَّ عَـنْ دَهَـا
مَــا لَــهُ فِـيـهِ مُـنْـتَـهَـى
بِــنِــظَــامٍ هُــوَ الــنُّـهَـى
وَحُـــرُوفٍ هِــيَ الــدُّرَرْ
•••
شِــعْــرُهُ شِــعْـرُ مُـتْـقِـنِ
فِــيــهِ شَــكٌّ لِــمُــوقِــنِ
فِــيــهِ كُــفْــرٌ لِــمُــؤْمِـنِ
فِــيـهِ إِيـمَـانُ مَـنْ كَـفَـرْ
•••
نَــفْــسُــهُ وَهْــيَ ثَـائِـرَة
تَــرَكَــتْ غَـيْـرَ خَـاسِـرَة
كُــــلَّ دُنْـــيَـــا وَآخِـــرَة
وَنَـفَـتْ كُـلَّ مَـا اسْـتَـقَـرّْ
•••
جَــعَــلَ الْــحَــقَّ ذَوْقَــهُ
بَـــاذِلًا فِـــيــهِ طَــوْقَــهُ
شَــاعِــرٌ لَــيْــسَ فَـوْقَـهُ
شَـاعِـرٌ مِـنْ بَـنِـي الْـبَشَرْ
•••
شَـاعِـرُ الْأَرْضِ وَالـسَّـمَـا
هُـوَ بِـالْـفِـكْـرِ مُـذْ سَـمَـا
أَبْـصَـرَ الْـحَـقَّ بِـالْـعَـمَـى
لَـمْ يُـضِـرْهُ عَـمَـى الْبَصَرْ
•••
هُــوَ بِــالـشِّـعْـرِ إِنْ شَـدَا
يَــتَــجَــلَّـى لَـكَ الْـهُـدَى
مُــدْرِكًــا أَبْــعَـدَ الْـمَـدَى
بِـالْـمَـعَـانِـي الَّـتِي ابْتَكَرْ
•••
جَـانَـبَ الـنَّـاسَ وَاعْتَزَلْ
قَـــائِــلًا إِنَّــهُــمْ هَــمَــلْ
شَـرُّهُـمْ غَـيْـرُ مُـحْـتَـمَلْ
خَـيْـرُهُـمْ غَـيْـرُ مُـنْـتَظَرْ
•••
دِيــنُــهُــمْ مِـنْ رِيَـائِـهِـمْ
وَهْــوَ فِــي أَغْـبِـيَـائِـهِـمْ
لَــيْـسَ فِـي أَذْكِـيَـائِـهِـمْ
غَـيْـرُ مَـنْ مَـانَ أَوْ مَـكَـرْ
•••
مَــا بِــهِـمْ غَـيْـرُ حَـاسِـدِ
دَائِــبٍ فِــي الْــمَـكَـايِـدِ
مُــبْــتَــغَــى كُـلِّ وَاحِـدِ
مِـنْـهُـمُ الْـجَـوْرُ إِنْ قَـدَرْ
•••
كَـــوْكَــبٌ قَــدْ تَــوَقَّــدَا
فِـي سَـمَـاءٍ مِـنَ الْـهُـدَى
عِــنْــدَمَــا غَـمَّـهُ الـرَّدَى
أَظْـلَـمَ الْـجَـوُّ وَاعْـتَـكَـرْ
•••
لَــيْــسَ لِـلْـمَـوْتِ عِـنْـدَهُ
مِــنْ تَــقَــارِيــعَ بَــعْــدَهُ
إِنْ عَــــرَا الْـــحَـــيَّ رَدَّهُ
فَـاقِـدَ الْـحِـسِّ كَـالْحَجَرْ
•••
فَــبِــهِ يَأْمَــنُ الْــفَــتَــى
كُـــلَّ مَـــا رَاعَ أَوْ عَــتَــا
لَا مَــصِــيــفَ وَلَا شِـتَـا
لَا نَـــعِـــيــمَ وَلَا سَــقَــرْ
•••
نَــحْــنُ أَسْــرَى ذَوَاتِــنَـا
خَــشْــيَـةً مِـنْ مَـمَـاتِـنَـا
كَـمْ وَكَـمْ فِـي حَـيَـاتِـنَـا
مُــبْــتَــدَا مَــا لَــهُ خَـبَـرْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: شعر مربع
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤