حَرْبُ الْبَلْقَانِ

Wave Image
سَــلَامًــا عَـلَـى عَـصْـرِ الْـفُـتُـوحِ سَـلَامَـا
وَعَـــصْـــرِ الْـــعُـــلَا لَـــوْ أَنَّ ذَلِــكَ دَامَــا
سَــلَامًــا عَــلَــى الْإِسْــلَامِ قَـدْ زَالَ عِـزُّهُ
فَأَيْـــقَـــظَ لِــلْــمَــجْــدِ الْــعَــدُوَّ وَنَــامَــا
سَــلَامًــا عَــلَــى دَارِ الْــخِــلَافَــةِ إِنَّــهَــا
غَــدَتْ أَرْضُــهَــا لِــلـطَّـامِـعِـيـنَ طَـعَـامَـا
سَـــلَامًـــا عَــلَــى آسَــادِ حَــرْبٍ أَذَلَّــهَــا
ضِـــرَابٌ وَكَـــانَــتْ قَــبْــلَ ذَاكَ كِــرَامَــا
كَــفَــى فَــشَـلًا يَـا قَـوْمِ أَيْـنَ اتِّـحَـادُكُـمْ
غَـــدَا فَـــخْــرُكُــمْ أُحْــدُوثَــةً وَكَــلَامَــا
دَعُوا الْفَخْرَ بِالْمَاضِي وَقُومُوا فَسَاعِدُوا
نِــسَــاءً يُــعَــانِــيــنَ الــرَّدَى وَيَــتَــامَـى
دَعُوا الْفَخْرَ بِالْمَاضِي وَقُومُوا فَسَاعِدُوا
جُـيُـوشًـا لِـفَـرْطِ الْـبُـؤْسِ صِـرْنَ عِـظَامَا
جُـيُـوشًـا تُـحَـاصِـرْهَـا الْـعِـدَا وَتُـذِيـقُـهَا
هَــوَانًــا عَــلَــى رَغْــمِ الْــعُــلَا وَحِـمَـامَـا
أَجِــيــبُــوا نِــدَا ذَاكَ الْأَمِــيــرِ مُــحَــمَّـدٍ
فَــقَــدْ هَــبَّ يَــدْعُــو لِـلْـعَـطَـا الْأَقْـوَامَـا
شَــقِــيــقُـكَ يَـا عَـبَّـاسُ لَـمْ يَأْلُ جُـهْـدَهُ
فَــلَا زِلْــتُــمَــا فِــي الــنَّـائِـبَـاتِ سِـهَـامَـا
وَجَــارَاكُـمَـا عُـمَـرٌ عَـلَـى الْـبِـرِّ وَالـتُّـقَـى
فَــعِــشْ يَــا أَبَـا حَـفْـصٍ لِـمِـصْـرَ إِمَـامَـا
تَــحُــضُّ عَــلَـى تَأْيِـيـدِ قَـوْمِـكَ جَـاهِـدًا
وَتَــنْــشُــرُ فِــيــهِــمْ لِــلْــهُــدَى أَعْــلَامَـا
تَــعَــثَّــرَ جَـيْـشُ الـتُّـرْكِ فِـي سَـقَـطَـاتِـهِ
فَــلَــمَّــا رَأَى مِــنْــكَ الْــعِــنَــايَــةَ قَــامَـا
وَأَصْــبَـحَ مِـنْ بَـعْـدِ الـتَّـقَـهْـقُـرِ هَـاجِـمًـا
كَأَنَّـــكَ أَرْهَـــبْـــتَ الْـــعَـــدُوَّ فَـــهَـــامَــا
أَجِــيـبُـوا نِـدَا الْأُمَـرَاءِ لَا كَـانَ مَـنْ وَنَـى
وَكَــانَــتْ عَــلَــيْــهِ الْـمَـكْـرُمَـاتُ حَـرَامَـا
حَــرَامًــا عَــلَــى حُــرٍّ يَـعِـيـشُ بِـنِـعْـمَـةٍ
وَيَــهْــجُــرُ قَــوْمًــا كَــابَــدُوا الْإِعْــدَامَـا
وَيَــهْـجُـرُ قَـتْـلَـى فِـي الـدِّمَـاءِ غَـرِيـقَـةً
بِــظُــلْــمٍ وَجَــرْحَــى لَا تَــذُوقُ مَــنَـامَـا
فَــلَا تَــبْــخَـلُـوا بِـالْـمَـالِ فِـي إِنْـقَـاذِهِـمْ
أَرَى الْــعَــارَ كُــلَّ الْــعَــارِ أَنْ نَــتَــعَـامَـى
وَلَا خَــيْــرَ فِــي مَــالٍ يُــحَــمِّــلُ أَهْــلَـهُ
لَــدَى الــنَّــاسِ عَــارَ تَــخَــاذُلٍ وَمَــلَامَـا
وَخَــيْــرُ بَــنِـي الْإِنْـسَـانِ أَجْـوَدُهُـمْ يَـدًا
وَأَرْفَــعُــهُـمْ فِـي الْـمُـحْـسِـنِـيـنَ مَـقَـامَـا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

نبوية موسى: رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة.

وُلِدَتْ «نبوية موسى» في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين، وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.

شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.

عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.

بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، ولكنَّها صُدِمَتْ عندما وجدَتْ أنَّ راتبَها نصفُ راتبِ زملائِها خرِّيجِي «مدرسةِ المُعلِّمين العُلْيا»، فتقدَّمتْ بشَكوى لوزارةِ المَعارف، التي رَدَّتْ بدَوْرِها بأنَّ سببَ ذلكَ هو حصولُ زملائِها الرجالِ على درجةِ «البكالوريا»، فقرَّرتْ أن تَدْرسَ لِنَيلِها بنفسِها؛ حيثُ لم يكُنْ هناكَ وقتَها مدارسُ فَتياتٍ للبكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.

كانت قد بدأتْ في ذلكَ الوقتِ في كتابةِ مَقالاتٍ صحفيةٍ تتناولُ موضوعاتٍ تعليميةً واجتماعيةً وأدبية، وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.

كانتْ «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.

أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥١م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤