لَيْلَةٌ

Wave Image
مَـنْ عَـذِيـرِي مِـنَ الَّـذِي يَـبْـكِـيـنِـي
قَــبْــلَ يَــوْمِ الــرَّدَى بِـدَمْـعٍ هَـتُـونِ
لَــعِــبٌ مَــا أَرَقْــتَ مِـنْ ذَلِـكَ الـدَّمْـ
ـعِ وَدَلٌّ أَمْ أَنْــــتَ جِــــدُّ حَــــزِيـــنِ
كَــمْ بَـكَـيْـنَـا كَـمَـا بَـكَـيْـتَ فَـلَـمْ تَـرْ
ثِ وَلَـمْ تَـكْـتَـرِثْ لِـدَمْـعِـي السَّخِينِ
لَــمْ تَــكُــنْ عَــبْــرَتِــي أَفِــيـكَـةَ أَفَّـا
كٍ وَلَا وَجْـــهُ حُـــبِّــنَــا بِــظَــنِــيــنِ
يَـا أَخَـا الْـحُـسْـنِ وَالْـمَـلَاحَـةِ بِـالـلهِ
تَـــرَفَّــقْ بِــجَــفْــنِــكِ الْــمَــحْــزُونِ
أَزْجُـرُ الْـعَـيْـنَ عَـنْ بُـكَـاهَا فَفِيمَا انْـ
ـهَــلَّ مِــنْــهَــا وَفَـاءُ دَيْـنِ الْـعُـيُـونِ
حَـسُـنَـتْ لَـيْـلَـةُ الْـخَـمِيسِ وَطَابَتْ
فَـهْـيَ حَـسْـبِـي مِـنَ الزَّمَانِ الضَّنِينِ
صَــرَّحَـتْ رَغْـوَةُ الْـبِـعَـادِ عَـنِ الْـقُـرْ
بِ وَبَـــاحَــتْ بِــوُدِّكَ الْــمَــكْــنُــونِ
فَــوَجَــدْنَــا بِــكَ الـسُّـرُورَ كَـمَـا يَـفْـ
ـرَحُ بِــالــزَّادِ نَــاظِــرُ الْــمِــسْــكِـيـنِ
كَــمْ مُــعَــزٍّ عَــنِّـي وَلَـوْ كَـانَ يَـدْرِي
مَــا أَفَــادَ الــنُّـعَـاةُ هَـنَّـى لِـحَـيْـنِـي
عَــادَ نَــعْـيُ الـنُّـعَـاةِ بِـالْـفَـرَحِ الـشَّـا
مِــلِ وَالْــوَصْـلِ مِـنْ خَـلِـيـلٍ أَمِـيـنِ
أَتُـــرَاكَ الْــغَــدَاةَ تَــرْجِــعُ لِــلــصَّــدِّ
وَتُـغْـضِـي عَـنْ لَـوْعَـتِـي وَحَـنِـيـنِي
ابْـقَ أُنْـسِـي فَـلَـيْـسَ يَحْلُو لِيَ الْعَيْـ
ـشُ إِذَا لَــمْ تَــكُــنْ عَـلَـيْـهِ قَـرِيـنِـي
دَعْ مُـؤَاخَـاةَ مَـعْـشَـرٍ وَسِـعُـوا حُسْـ
ـنَــكَ جَــهْـلًا وَعُـدْ لِـهَـذَا الْـفَـطِـيـنِ
إِنَّــنِـي عَـائِـذٌ بِـعَـطْـفِـكَ فَـاخْـفِـضْ
لِـي جَـنَـاحًـا مِـنْ رَحْـمَـةٍ يُـؤْوِيـنِـي
•••
عِــمْ مَــسَـاءً؟ لَا بَـلْ تَـمَـهَّـلْ قَـلِـيـلًا
تَـعِـسَـتْ سَـاعَـةُ الْـفِـرَاقِ الـطَّـحُونِ
لَـشَـجَـيْـنَـا بِـمَـنْ يُـحَـيِّـي وَيَـمْضِي
فَـارِغَ الْـقَـلْـبِ لَا يُـحِـسُّ شُـجُـونِي
زِدْتَــنِــي فِــتْــنَــةً وَلَـيْـسَ جَـمِـيـلًا
مِــنْــكَ هِــجْــرَانُ وَالِــهٍ مَــفْــتُــونِ
حَـاجَـةُ الـنَّـفْـسِ كُـلُّـهَـا وَمُـنَى النَّفْـ
ـسِ جَمِيعًا فِي سِحْرِ هَذِي الْجُفُونِ
أَتُـــرَانِـــي أَلَـــذُّ شَـــيْـــئًـــا إِذَا مَـــا
غِـبْـتَ عَـنْ نَـاظِـرِي وَقَلْبِي الْحَزِينِ
إِنَّــمَــا يَــحْـسُـنُ الْـمَـسَـاءُ وَيَـحْـلُـو
بِـكَ فَـاقْـعُدْ — أَوْ لَا وَهَذِي يَمِينِي!
قَــدْ ظَــفِــرْنَــا مِــنَ الـلِّـقَـاءِ بِـحَـظٍّ
فَـاقْـضِ حَظِّي مِنَ الْفِرَاقِ الشَّطُونِ
حَـسْـبِـيَ الـلـهُ فِـي كِـفَـايَـةِ مَـا يَـعْـ
ـتَــادُنِـي مِـنْـكَ وَهْـوَ خَـيْـرُ مُـعِـيـنِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إبراهيم عبد القادر المازني: شاعرٌ وروائيٌّ وناقدٌ وكاتبٌ مصريٌّ مِن رُوَّادِ النهضةِ الأدبيةِ العربيةِ في العصرِ الحديث. استَطاعَ أن يجدَ لنفسِه مَكانًا مُتميِّزًا بين أقطابِ مُفكِّري عَصرِه، وأسَّسَ معَ كلٍّ مِن عباس العَقَّاد وعبد الرحمن شُكري «مدرسةَ الديوانِ» التي قدَّمتْ مفاهيمَ أدبيةً ونَقديةً جديدة، استوحَتْ رُوحَها مِن المدرسةِ الإنجليزيةِ في الأدَب.

وُلدَ «إبراهيم محمد عبد القادر المازني» في القاهرةِ عامَ ١٨٩٠م، ويَرجعُ أصلُه إلى قريةِ «كوم مازن» بمُحافظةِ المُنوفية. تخرَّجَ مِن مَدرسة المُعلِّمين عامَ ١٩٠٩م، وعملَ بالتدريسِ لكنه ما لبثَ أنْ ترَكَه ليَعملَ بالصحافة، حيثُ عملَ بجريدةِ الأخبار، وجريدةِ السياسةِ الأُسبوعية، وجريدةِ البلاغ، بالإضافةِ إلى صُحفٍ أُخرى، كما انتُخبَ عُضوًا في كلٍّ مِن مجمعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرةِ والمجمعِ العِلميِّ العربيِّ بدمشق، وساعَدَه دُخولُه إلى عالمِ الصحافةِ على انتشارِ كتاباتِه ومقالاتِه بينَ الناس.

قرَضَ في بدايةِ حياتِه الأدبيةِ العديدَ من دواوينِ الشعرِ ونَظْمِ الكلام، إلا أنه اتَّجهَ بعدَ ذلك إلى الكتابةِ النَّثريةِ واستغرقَ فيها، فقدَّمَ تُراثًا غَزيرًا من المقالاتِ والقصصِ والرِّوايات. عُرِفَ ناقدًا مُتميِّزًا، ومُترجِمًا بارعًا، فترجمَ مِنَ الإنجليزيةِ إلى العربيةِ العديدَ مِن الأعمالِ كالأَشعارِ والرواياتِ والقصص، وقالَ العقادُ عنه: «إنَّني لمْ أَعرفْ فيما عرفتُ مِن ترجماتٍ للنَّظمِ والنثرِ أديبًا واحدًا يفوقُ المازنيَّ في الترجمةِ مِن لغةٍ إلى لغةٍ شِعرًا ونثرًا.»

تميَّزَ أُسلوبُه سواءٌ في الكتابةِ الأدبيةِ أو الشِّعريةِ بالسخريةِ اللاذعةِ والفكاهة، واتَّسمَ بالسلاسةِ والابتعادِ عَنِ التكلُّف، كما تميَّزتْ موضوعاتُه بالعمقِ الذي يدلُّ على سعةِ اطِّلاعِه، ولا ريبَ في ذلك؛ فقد شملَتْ قراءاتُه العديدَ مِن كُتبِ الأدبِ العربيِّ القديم، والأدبِ الإنجليزيِّ أيضًا، هذا بالإضافةِ إلى قراءتِه الواسعةِ في الكُتبِ الفلسفيةِ والاجتماعية. وعمَدَ المازنيُّ في مدرستِه الأدبيةِ إلى وصفِ الحياةِ كما هي، دونَ إقامةِ معاييرَ أخلاقية، فكانَ في بعض كتاباتِهِ خارجًا عن التقاليدِ والأَعرافِ السائدةِ والمُتداوَلة.

وقد رحلَ المازنيُّ عن عالَمِنا في شهرِ أغسطس من عامِ ١٩٤٩م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤