تَحِيَّةَ كِسْرَى فِي السَّنَاءِ وَتُبَّعِ

Wave Image
تَــحــيَّــةَ كِــسْــرَى فِـي الـسَّـنَـاءِ وَتُـبَّـعِ
لِـــرَبْـــعِـــكَ لَا أَرْضَـــى تَــحِــيَّــةَ أَرْبُــعِ
أَمِــيــرُ الْــمَــغَــانِــي لَـمْ تُـزَالِـي أَمِـيـرَةً
بِــهِ لِــلْــغَــوَانِـي فِـي مَـصِـيـفٍ وَمَـرْبَـعِ
تَـــطَـــيَّـــرَ لِـــهْــبِــيٌّ تَــلَــهَّــبَ قَــلْــبُــهُ
بِأَسْــحَــمَ يَــرْدِي فِــي الــدِّيَــارِ وَأَبْـقَـعِ
دَعِ الــطَّــيْـرَ فَـوْضَـى إِنَّـمَـا هِـيَ كُـلُّـهَـا
طَــوَالِــبُ رِزْقٍ لَا تَــجِــيءُ بِــمُــفْــظَــعِ
كَـعُـصْـبَـةِ زَنْـجٍ رَاعَـهَـا الشَّيْبُ فَازْدَهَتْ
مَـنَـاقِـيـشَ فِـي دَاجِـي الـشَّـبِـيبَةِ أَفْرَعِ
بَــغَــتْ شَـعَـرَاتٍ كَـالـثَّـغَـامِ فَـصَـادَفَـتْ
حَــوَالِــكَ سُــودًا مَــا حَــلَــلْــنَ لِـمُـرْتِـعِ
وَطَــارَقَــنِــي أُخْــتُ الْــكَــنَــائِـنِ أُسْـرَةٍ
وَسِــتْــرٍ وَلَــحْــظٍ وَابْـنَـةِ الـرَّمْـيِ أَرْبَـعِ
وَنَــحْــنُ بِــمُــسْـتَـنِّ الْـخَـيَـالَاتِ هُـجَّـدٌ
وَهُــنَّ مَــوَاضٍ مِــنْ بَــطِــيءٍ وَمُـسْـرِعِ
شُــمُــوسٌ أَتَــتْ مِـثْـلَ الْأَهِـلَّـةِ مَـوْهِـنًـا
فَـقَـامَـتْ تَـرَاغَـى بَـيْـنَ حَـسْـرَى وَظُـلَّعِ
وَأَلْـــقَـــيْـــنَ لِــي دُرًّا فَــلَــمَّــا عَــدَدْتُــهُ
غِـنًـى مَـسَـخَـتْـهُ شِـقْـوَةُ الْـجَـدِّ أَدْمُعِي
وَبَـيْـضَـاءَ رَيَّـا الصَّيْفِ وَالضَّيْفِ وَالْبُرَى
بَـسِـيـطَـةِ عُـذْرٍ فِـي الْـوِشَـاحِ الْـمُـجَوَّعِ
وَمِــرْآتُــهَــا لَا يَــقْــتَــضِــيـهَـا جَـمَـالُـهَـا
بِــمِــرْآتِــهَــا وَالــطَّــبْـعُ غَـيْـرُ الـتَّـصَـنُّـعِ
وَقَــدْ حُـبِـسَـتْ أَمْـوَاهُـهَـا فِـي أَدِيـمِـهَـا
سِــنِــيـنَ وَشُـبَّـتْ نَـارُهَـا تَـحْـتَ بُـرْقُـعِ
وَقَــدْ بَــلَـغَـتْ سِـنَّ الْـكَـعَـابِ وَقَـابَـلَـتْ
بِـنَـكْـهَـةِ مَـعْـقُـودِ الـسِّـخَـابَـيْـنِ مُـرْضَعِ
أَفِــقْ إِنَّــمَــا الْــبَــدْرُ الْــمُــقَــنَّــعُ رَأْسُــهُ
ضَــلَالٌ وَغَــيٌّ مِــثْــلُ بَــدْرِ الْــمُــقَــنَّــعِ
أَرَاكَ أَرَاكَ الْـــجِـــزْعِ جَـــفْـــنٌ مُـــهَــوِّمٌ
وَبُــعْــدَ الْـهَـوَى بُـعْـدَ الْـهَـوَاءِ الْـمُـجَـزَّعِ
عَــلَـى عُـشَـرٍ كَـالـنَّـخْـلِ أَبْـدَى لُـغَـامُـهَـا
جَـنَـى عُـشَـرٍ مِـثْـلَ الـسَّـبِـيـخِ الْـمُوَضَّعِ
تَـوَدُّ غِـرَارَ الـسَّـيْـفِ مِـنْ حُـبِّـهَـا اسْـمَـهُ
وَمَــا هِــيَ فِــي الــنَّـوْمِ الْـغِـرَارِ بِـطُـمَّـعِ
مَــطَــايَــا مَــطَــايَــا وَجْــدَكُــنَّ مَـنَـازِلٌ
مَــنًــا زَلَّ عَــنْـهَـا لَـيْـسَ عَـنِّـي بِـمُـقْـلِـعِ
تُـــبِـــيـــنُ قَــرَارَاتِ الْــمِــيَــاهِ نَــوَاكِــزًا
قَــوَارِيــرُ فِــي هَــامَــاتِــهَــا لَــمْ تُـلَـفَّـعِ
إِذَا قَـالَ صَـحْـبِـي لَاحَ مِـقْـدَارُ مِـخْـيَطٍ
مِـنَ الْـبَـرْقِ فَـرَّى مِـعْـوَزًا جَـذْبُ مُـوجَعِ
أَلَا رُبَّـــمَـــا بَـــاتَـــتْ تُــحَــرِّقُ كُــورَهَــا
ذُيُـــولُ بُـــرُوقٍ بِــالْــعِــرَاقَــيْــنِ لُــمَّــعِ
وَقَــدْ أُهْــبَــطَ الْأَرْضَ الَّــتِــي أُمُّ مَـازِنِ
وَجَــارَاتُــهَــا فِــيــهَــا صَـوَاحِـبُ أَمْـرُعِ
كَـفَـاهُـنَّ حَمْلَ الْقُوتِ خِصْبٌ أَتَى الْقُرَى
قُـرَى الـنَّـمْـلِ حَـتَّـى آذَنَـتْ بِـالـتَّـصَـدُّعِ
سَـقَـتْـهَـا الـذِّرَاعُ الـضَّـيْـغَـمِـيَّـةُ جُـهْدَهَا
فَـمَـا أَغْـفَـلَـتْ مِـنْ بَـطْـنِـهَـا قَـيْـدَ إِصْبَعِ
بِــهَــا رَكَـزَ الـرُّمْـحَ الـسِّـمَـاكُ وَقُـطِّـعَـتْ
عُـرَى الْـفَـرْغِ فِـي مَـبْـكَـى الـثُّـرَيَّـا بِهُمَّعِ
وَلَــيْــلٍ كَـذِئْـبِ الْـقَـفْـرِ مَـكْـرًا وَحِـيـلَـةً
أَطَـــلَّ عَـــلَـــى سَـــفْــرٍ بِــحُــلَّــةِ أَدْرَعِ
كَــتَـبْـنَـا وَأَعْـرَبْـنَـا بِـحِـبْـرٍ مِـنَ الـدُّجَـى
سُـطُـورَ الـسُّـرَى فِـي ظَـهْـرِ بَـيْدَاءَ بَلْقَعِ
يُــلَامُ سُــهَــيْــلٌ تَــحْــتَــهُ مِــنْ سَآمَــةٍ
وَيُــنْــعَــتُ فِــيــهِ الــزِّبْــرِقَــانُ بِأَسْــلَـعِ
وَيُـــسْــتَــبْــطَأُ الْــمِــرِّيــخُ وَهْــوَ كَأَنَّــهُ
إِلَــى الْــغَــوْرِ نَـارُ الْـقَـابِـسِ الْـمُـتَـسَـرِّعِ
فَــيَــا مَــنْ لَــنَــاجٍ أَنْ يُــبَــشِّـرَ سَـمْـعَـهُ
بِإِسْــــفَــــارِ دَاجٍ رَبُّ تَــــاجٍ مُــــرَصَّـــعِ
وَتَــبْــتَــسِــمُ الْأَشْــرَاطُ فَــجْــرًا كَأَنَّـهَـا
ثَــلَاثُ حَــمَــامَــاتٍ سَــدِكْــنَ بِــمَـوْقِـعِ
وَتَــعْــرِضَ ذَاتُ الْــعَـرْشِ بَـاسِـطَـةً لَـهَـا
إِلَـى الْـغَـرْبِ فِـي تَـغْـوِيـرِهَـا يَـدَ أَقْـطَعِ
كَأَنَّ سَــنَــا الْــفَــجْــرَيْــنِ لَــمَّــا تَـوَالَـيَـا
دَمُ الْأَخَــــوَيْــــنِ زَعْــــفَـــرَانٍ وَأَيْـــدَعِ
أَفَـاضَ عَـلَـى تَـالِـيـهِـمَـا الـصُّـبْـحُ مَـاءَهُ
فَــغَــيَّــرَ مِــنْ إِشْــرَاقِ أَحْــمَــرَ مُـشْـبَـعِ
وَمَـــطْــلِــيَّــةٍ قَــارَ الــظَّــلَامِ وَمَــا بَــدَا
بِــــهَــــا جَـــرَبٌ إِلَّا مَـــوَاقِـــعَ أَنْـــسُـــعِ
إِذَا مَــا نَــعَــامُ الْــجَــوِّ زَفَّ حَــسِـبْـتَـهَـا
مِــنَ الــدَّوِّ خِــيـطَـانَ الـنَّـعَـامِ الْـمُـفَـزَّعِ
وَمَـا ذَنَـبُ الـسِّـرْحَـانِ أَبْـغَـضَ عِـنْـدَهَـا
عَـلَـى الْأَيْـنِ مِـنْ هَـادِي الْـهِـزَبْـرِ الْمُرَدَّعِ
عَـجِـبْـتُ لَـهَـا تَـشْكُو الصَّدَى فِي رِحَالِهَا
وَفِـي كُـلِّ رَحْـلٍ فَـوْقَـهَـا صَوْتُ ضِفْدَعِ
إِذَا سَـمَّـرَ الْـحِـرْبَـاءُ فِـي الْـعُـودِ نَـفْـسَـهُ
عَـــلَـــى فَــلَــكِــيٍّ بِــالــسَّــرَابِ مُــدَرَّعِ
تَــرَى آلَــهَــا فِــي عَــيْــنِ كُــلِّ مُــقَـابِـلٍ
وَلَــوْ فِــي عُــيُــونِ الــنَّــازِيَــاتِ بَأَكْـرُعِ
يَــكَــادُ غُــرَابٌ غَــيَّــرَ الْــخَــطْــرَ لَـوْنُـهُ
يُـــنَـــادِي غُـــرَابًــا رَامَ رِيــبَــتَــهَــا قَــعِ
تُــرَاقِــبُ أَظْــلَافَ الْــوُحُـوشِ نَـوَاصِـلًا
كَأَصْــدَافِ بَــحْــرٍ حَــوْلَ أَزْرَقَ مُــتْــرَعِ
وَيُـؤْنِـسُـنَـا مِـنْ خَـشْـيَـةِ الْخَوْفِ مَعْشَرٌ
بِــكُــلِّ حُــسَــامٍ فِــي الْــقِــرَابِ مُــوَدَّعِ
طَــرِيـقَـةِ مَـوْتٍ قُـيِّـدَ الْـعَـيْـرُ وَسْـطَـهَـا
لِــيَـنْـعِـمَ فِـيـهَـا بَـيْـنَ مَـرْعًـى وَمَـشْـرَعِ
كَأَنَّ الْأَقَــــــــبَّ الْأَخْــــــــدَرِيَّ بِأَنَّـــــــهُ
سَــــمِـــيٌّ لَـــهُ فِـــي آلِ أَعْـــوَجَ مُـــدَّعِ
إِذَا سَـحَـلَـتْ فِـي الْـقَـفْـرِ كَـانَ سَـحِـيلُهُ
صَــلِــيــلًا يُـرِيـقُ الْـعِـزَّ مِـنْ كُـلِّ أَخْـدَعِ
أَبَــا أَحْـمَـدَ اسْـلَـمْ إِنَّ مِـنَ كَـرَمِ الْـفَـتَـى
إِخَــاءَ الــتَّــنَــائِــي لَا إِخَــاءَ الــتَّـجَـمُّـعِ
تُـــهَـــيِّـــجُ أَشْــوَاقِــي عَــرُوبَــةُ أَنَّــهَــا
إِلَــيْــكَ زَوَتْـنِـي عَـنْ حُـضُـورٍ بِـمَـجْـمَـعِ
أَلَا تَــسْــمَــعُ الــتَّــسْــلِـيـمَ حِـيـنَ أَكُـرُّهُ
وَقَـدْ خَـابَ ظَـنِّـي لَـسْـتَ مِـنِّـي بِمَسْمَعِ
وَهَـلْ يُـوجِـسُ الْـكَـرْخِـيَّ وَالـدَّارُ غَـرْبَةٌ
مِــنَ الــشَّأْمِ حِــسُّ الـرَّاعِـدِ الْـمُـتَـرَجِّـعِ
سَــــلَامٌ هُـــوَ الْإِسْـــلَامُ زَارَ بِـــلَادَكُـــمْ
فَــفَــاضَ عَــلَــى الـسُّـنِّـيِّ وَالْـمُـتَـشَـيِّـعِ
كَشَمْسِ الضُّحَى أُولَاهُ فِي النُّورِ عِنْدَكُمْ
وَأُخْــرَاهُ نَــارٌ فِــي فُــؤَادِي وَأَضْــلُـعِـي
يَــفُــوحُ إِذَا مَـا الـرِّيـحُ هَـبَّ نَـسِـيـمُـهَـا
شَآمِـــيَــةً كَــالْــعَــنْــبَــرِ الْــمُــتَــضَــوِّعِ
حِــسَــابُـكُـمُ عِـنْـدَ الْـمَـلِـيـكِ وَمَـا لَـكُـمْ
سِـوَى الْـوُدِّ مِـنِّـي فِـي هُـبُـوطٍ وَمَـرْفَـعِ
وِدَادِي لَــكُـمْ لَـمْ يَـنْـقَـسِـمْ وَهْـوَ كَـامِـلٌ
كَــمَــشْــطُـورِ وَزْنٍ لَـيْـسَ بِـالْـمُـتَـصَـرِّعِ
أَلَــمْ يَأْتِــكُــمْ أَنِّــي تَــفَــرَّدْتُ بَــعْــدَكُـمْ
عَـنِ الْإِنْـسِ مَـنْ يَـشْـرَبْ مِـنَ الْعِدِّ يَنْقَعِ
نَــعَــمْ حَــبَّــذَا قَـيْـظُ الْـعِـرَاقِ وَإِنْ غَـدَا
يَــبُــثُّ جِـمَـارًا فِـي مَـقِـيـلٍ وَمَـضْـجَـعِ
فَــكَـمْ حَـلَّـهُ مِـنْ أَصْـمَـعِ الْـقَـلْـبِ آئِـسٌ
يَـطُـولُ ابْـنَ أَوْسٍ فَـضْـلُـهُ وَابْـنَ أَصْمَعِ
أَخِـــفُّ لِـــذِكْـــرَاهُ وَأَحْـــفَــظُ غَــيْــبَــهُ
وَأَنْــهَـضُ فِـعْـلَ الـنَّـاسِـكِ الْـمُـتَـخَـشِّـعِ
صَــلَاةُ الْـمُـصَـلِّـي قَـاعِـدًا فِـي ثَـوَابِـهَـا
بِــنِــصْــفِ صَــلَاةِ الْــقَـائِـمِ الْـمُـتَـطَـوِّعِ
كَأَنَّ حَــدِيــثًــا حَــاضِــرًا وَجْــهُ غَـائِـبٍ
تَـــلَـــقَّـــاهُ بِــالْإِكْــبَــارِ مَــنْ لَــمْ يُــوَدَّعِ
لَـقَـدْ نَـصَـحَـتْـنِـي فِـي الْـمُـقَامِ بِأَرْضِكُمْ
رِجَــالٌ وَلَــكِــنْ رُبَّ نُــصْــحٍ مُــضَــيَّــعِ
فَــلَا كَــانَ سَـيْـرِي عَـنْـكُـمُ رَأْيَ مُـلْـحِـدٍ
يَــقُــولُ بِــيَأْسٍ مِــنْ مَــعَــادٍ وَمَــرْجِـعِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤