أَطَلَّ هِلَالُ الْعَامِ عَلَّكَ مُوفَدُ

Wave Image
أَطَــلَّ هِــلَالُ الْــعَــامِ عَــلَّــكَ مُــوفَـدُ
بِـمَـا يُـرْتَـجَـى مِـنْ عِـزِّ مِـصْـرَ وَيُقْصَدُ
وَلَا تَــكُ بَــسَّــامَ الْــمُـحَـيَّـا بَـشُـوشَـهُ
وَفِــي طَـيِّ ذَاكَ الْـحِـقْـدُ بَـاقٍ مُـخَـلَّـدُ
أَبِـنْ لِـبَـنَـاتِ الـنِّـيـلِ هَـلْ فِـيـكَ غِبْطَةٌ
لَــهُــنَّ أَمِ الــشَّــرُّ الْــقَــدِيــمُ الْــمُـؤَبَّـدُ
وَهَـلْ وَجْـهُـكَ الْوَضَّاءُ يَهْدِي إِلَى الْعُلَا
أَمِ الــنَّــارُ يُــذْكِــيــهَـا الْـعَـدُوُّ وَيُـوقِـدُ
وَيَـا وَجْـهَ هَذَا الْبَدْرِ هَلْ جِئْتَ سَاطِعًا
لِــتُــرْشِــدَ أَبْــنَـاءَ الْـبِـلَادِ فَـيَـسْـعَـدُوا
وَيَـظْـهَـرُ ذَاكَ الْـضَـوْءُ مَـا غَـيَّبَ الْأُلَى
أَهَـانُـوا بِـلَادَ الـنِّـيـلِ ظُـلْـمًـا وَأَفْسَدُوا
ضِـيَـاؤُكَ هَـلْ يَـهْـدِي الْـكِـنَـانَـةَ بَعْدَمَا
أَقَــامَ بَـنِـيـهَـا الْـقَـاسِـطُـونَ وَأَقْـعَـدُوا
وَهَـلْ وَجْـهُـكَ الْـوَضَّـاحُ وَجْـهُ مُسَالِمٍ
يُــطِــلُّ فَــيُـرْضِـيـنَـا سَـنَـاهُ الْـمُـجَـدَّدُ
يَــمِــيـلُ لِـمِـصْـرٍ إِذْ تُـشَـاكِـلُ حُـسْـنَـهُ
فَـفِـيـهَـا نُـجُـومٌ فِـي الـرِّيَـاضِ وَفَرْقَدُ
بَـلَـى أَنْـتَ جَـاسُـوسٌ أَرَدْتَ خَـدِيـعَـةً
فَــبِــتَّ تُــرَاعِــيـنَـا وَطَـرْفُـكَ مُـسْـهَـدُ
كَـــذَلِـــكَ تَأْتِـــي كُـــلَّ عَـــامٍ كَأَنَّـــمَــا
ضِـيَـاؤُكَ لِـلْـقَـوْمِ الْـمُـضِـلِّـيـنَ مُـسْـعِدُ
لَـعَـلَّـكَ تَـهْـوَى مِـصْـرَ يَـا بَـدْرُ جَـاهِـدًا
فَــتَــكْــرَهُ أَهْــلِــيــهَـا لِـذَاكَ وَتَـحْـسُـدُ
كَـمَـا تَـيَّـمَ الْأَقْـوَامَ مِـنْ مِـصْـرَ حُسْنُهَا
فَأَرْغَــوْا عَــلَــى أَهْـلِ الْـبِـلَادِ وَأَزْبَـدُوا
وَسَـدُّوا سَـبِـيـلَ الْـمَـجْدِ عَنَّا وَمَا دَرَوْا
بِأَنَّــا بِـذَاكَ الـضَّـغْـطِ نَـعْـلُـو وَنَـصْـعَـدُ
فَـيَـا بَـهْـجَـةَ الـدُّنْـيَـا جَـمَـالُـكَ جَرَّهُمْ
وَلَـــوْلَاهُ مَـــا كُـــنَّــا نُــهَــانُ وَنُــوعَــدُ
أَجَـلْ شَـاقَـهُـمْ ذَاكَ الْـجَـمَـالُ فَأَقْـبَلُوا
كَـمَـا شَـاقَ أَهْـلِـيـكَ مِـنَ الـلَّـهْوِ مُفْسِدُ
لَــعَــلَّ بَــنِــيــكَ يَـقْـتَـدُونَ بِـفِـعْـلِـهِـمْ
فَـيَـجْـذِبُـهُـمْ مِـنْـكَ الـصَّـعِـيدُ الْمُنَضَّدُ
يَـهِـيـمُـونَ فِـي حُـبِّ الْحِسَانِ وَفَاتَهُمْ
بِأَنَّــكَ أَبْــهَــى الْــغَــانِــيَــاتِ وَأَمْـجَـدُ
لِــذَلِــكَ صُـنْـتَ عَـذْبَ نِـيـلِـكَ عَـنْـهُـمُ
وَقَــدْ طَــابَ مِــنْـكَ لِـلْأَجَـانِـبِ مَـوْرِدُ
ضَـنِـنْـتَ عَـلَـيْـهِـمْ إِذْ رَأَيْـتَ عُـقُـوقَهُمْ
وَجُـدْتَ بِـمَـا يَـهْـوَى الْـغَـرِيبُ الْمُطَرَّدُ
فَـلَا تَـغْـضَـبِـي يَـا مِـصْـرُ مِـنْهُمْ فَإِنَّهُمْ
أَهَـابَ بِـهِـمْ فِـي حَـلْـبَـةِ الْـغَـيِّ مُقْصِدُ
لَـكِ الْـحُـبُّ مِـمَّـنْ لَـيْـسَ يَـعْرِفُ قَلْبُهَا
غَــرَامًـا فَـهَـلْ يُـرْضِـيـكِ ذَاكَ الـتَّـوَدُّدُ
أُحِـبُّـكِ حَـتَّـى إِنْ دَهَـتْـنِـي مُـصِـيـبَـةٌ
مِـــنَ الْـــحُـــبِّ لَا أَشْــكُــو وَلَا أَتَــرَدَّدُ
وَيَــعْــذُبُ فِــيــكِ مَــا أَمَــرَّ وَمَـا حَـلَا
وَإِنْ قَـــصَــدَ الْأَعْــدَاءُ ذُلِّــي وَنَــدَّدُوا
وَأَسْــعَــدُ يَــوْمٍ فِــي حَـيَـاتِـيَ أَنْ أَرَى
وَقَـدْ حَـاطَ بِـي أَعْـدَاءُ مِـصْرَ وَهَدَّدُوا
وَقَــفْــتُ حَــيَـاتِـي لِـلْـعُـلُـومِ لَـعَـلَّـنِـي
أُسَــاعِــدُ مِــصْــرًا فِــي الْـعُـلَا وَأُؤَيِّـدُ
فَإِنْ خَــذَلَــتْـنِـي الْـحَـادِثَـاتُ فَـمَـا أَنَـا
بِأَوَّلِ جَــــمَّــــاعٍ لِــــدَهْــــرٍ يُــــبَــــدِّدُ
وَمَـا طَـلَـبَـتْ نَـفْسِي مِنَ الْعَيْشِ غَايَةً
وَلَا حَـلَّ مِـنْ قَـلْـبِـي الْـهَـنَـاءُ الْـمُـعَـدَّدُ
وَأَرْضَــى بِــمَــا لَا تَــرْتَــضِــيــهِ ثَـرِيَّـةٌ
فَـمَـا ضَـرَّنِـي مَـالٌ لَـدَى الْخَطْبِ يُفْقَدُ
سَأَرْضَى بِمَا يُرْضِيكِ يَا مِصْرُ مِنْ أَذًى
وَإِنْ أَكْــثَــرَ الْــعُـذَّالُ لَـوْمِـي وَفَـنَّـدُوا
يُــعَــلِّــمُــنِــي حُــبَّ الْــبِــلَادِ مُــمَـلَّـكٌ
شَــغُــوفٌ بِإِعْــلَاءِ الْــكِــنَــانَــةِ مُـفْـرَدُ
فَـعِـشْ يَـا أَبَـا الْـفَـارُوقِ لِـلـنِّـيـلِ عُـدَّةً
تَــجُــودُ بِــمَـا تَـهْـوَاهُ مِـصْـرُ وَتَـنْـشُـدُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

نبوية موسى: رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة.

وُلِدَتْ «نبوية موسى» في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين، وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.

شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.

عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.

بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، ولكنَّها صُدِمَتْ عندما وجدَتْ أنَّ راتبَها نصفُ راتبِ زملائِها خرِّيجِي «مدرسةِ المُعلِّمين العُلْيا»، فتقدَّمتْ بشَكوى لوزارةِ المَعارف، التي رَدَّتْ بدَوْرِها بأنَّ سببَ ذلكَ هو حصولُ زملائِها الرجالِ على درجةِ «البكالوريا»، فقرَّرتْ أن تَدْرسَ لِنَيلِها بنفسِها؛ حيثُ لم يكُنْ هناكَ وقتَها مدارسُ فَتياتٍ للبكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.

كانت قد بدأتْ في ذلكَ الوقتِ في كتابةِ مَقالاتٍ صحفيةٍ تتناولُ موضوعاتٍ تعليميةً واجتماعيةً وأدبية، وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.

كانتْ «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.

أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥١م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤