دَلَالُ الرَّبِيعِ

Wave Image
أَنْــتَ رُوحُ الــرَّبِــيـعِ حِـيـنَ تَـلَالَا
يَــا رَبِــيــعًــا زَادَ الـرَّبِـيـعَ جَـمَـالَا
غَــيْــرَ أَنَّ الــرَّبِــيــعَ وَهْـوَ عَـزِيـزٌ
لَـيْـسَ يَـسْـلَـى عَـنِ الْحَيَاةِ رِجَالَا
إِنْ أَتَــــى كَـــانَ قُـــرَّةً وَوِصَـــالًا
أَوْ مَــضَــى كَــانَ ذُكْــرَةً وَمَـقَـالَا
أَيُّـهَـا الْـمُـعْـرِضُ الْـمُـدِلُّ بِـطَـرْفٍ
وَبِــثَـغْـرٍ يَـحْـكِـي لَـنَـا الْـجِـرْيَـالَا
زِدْ مِـطَـالًا فَـلَـسْـتُ أَبْـكِي وِصَالًا
تِــهْ دَلَالًا فَــلَـسْـتُ أَخْـشَـى دَلَالَا
أَنَــا كَــالـلَّـيْـلِ يَـفْـزَعُ الْـغِـرُّ مِـنْـهُ
وَيَــزِيــدُ الْــحَـكِـيـمُ فِـيـهِ جَـلَالَا
وَيَـرَى الـرَّأْيَ فِـي الـدُّجُـنَّـةِ مَا لَا
تُـبْـصِـرُ الْـعَـيْـنُ حِـكْـمَـةً وَمَـقَـالَا
هُـوَ نِـعْمَ الطَّبِيبُ إِنْ كَرَثَ الْخَطْـ
ـبُ وَأَنْـحَـى عَـلَـى الْـيَتِيمِ وَطَالَا
وَابْــتِــدَارُ الــرَّبِــيــعِ عَــانَـقَـهُ كَـا
نُـونُ أَرْعَـى مِـنْ أَنْ يُـطِـيلَ زِيَالَا
وَسَــرِيــعٌ كَــرُّ الــزَّمَــانِ فَإِنْ فَــا
تَ شِــتَــاءٌ حَــدَا الــرَّبِــيـعَ زَوَالَا
وَطُــلُــوعُ الــرَّبِـيـعِ وَهْـوَ قَـرِيـنٌ
لِــشِــتَــاءٍ أَرْجَــى وَأَجْـدَى نَـوَالَا
ضَـمَّ قَـلْـبِـي مِـنَ الْحَوَادِثِ ذُخْرًا
تَـــارَةً مَـــطْـــرَةً وَطَـــوْرًا هِــلَالَا
يَــا شَــبِــيــهَ الـرَّبِـيـعِ إِنَّـكَ حَـالٌ
وَفُــؤَادِي قَــدْ شَـامَ حَـالًا وَحَـالَا
وَفُـؤَادِي كَـالْـكَـوْنِ لَا بَلْ هُوَ الْكَوْ
نُ حَــوَى مِــنْـكَ نَـضْـرَةً وَجَـمَـالَا
فَـابْـتَـعِدْ إِنْ قَدِرْتَ هَلْ يَجِدُ الْبَدْ
رُ عَـنِ الْـبَـحْـرِ وَالـسَّـمَـاءِ مَـجَـالَا
وَائْـتِـنِي فِي الشِّتَاءِ أَرْتَجِعُ الصَّيْـ
ـفَ إِذَا شِـئْـتَ قَـيْـظَـهُ وَالـظِّـلَالَا
بِـزَفِـيـرٍ يُـحْـيِـي الْغُصُونَ وَيُلْقِي
فِـى رُوَاءِ الـزُّهُـورِ سِـحْـرًا حَـلَالَا
فَـيَـفِـرُّ الـشِّـتَـاءُ فِـي غَـابِـرِ الدَّهْـ
ـرِ ارْتِــيَــاعًــا وَحَــيْــرَةً وَضَــلَالَا
غَيْرَ أَنِّي أَقْلِي مِنَ الصَّيْفِ إِنْ جَا
ءَ وَقَــدْ آذَنَ الــرَّبِــيــعُ ارْتِــحَــالَا
يَـا رَبِـيـعًـا مَضَى وَخَلَّفَ فِي الْقَلْـ
ـبِ غَـرَامًا كَالصَّيْفِ أَوْفَى وَغَالَى

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عبد الرحمن شكري: شاعرٌ مِصْري، وأحدُ مُؤسِّسي مدرسةِ الديوانِ الشِّعرية، وصَفتْه الدكتورة «سهير القلماوي» بأنه الشَّاعرُ الذي أنزلَ العقلَ مِن على عَرشِه في إلهامِ الشُّعراء؛ فشِعْرُه خيالٌ مُتحرِّرٌ يرفضُ حدودَ الزمانِ والمكان. وقد أحدثَتْ أشعارُه نَقلةً تَجديدِيةً في مضمونِ الشِّعرِ العربي؛ فتحوَّلتْ به من شاطئِ العقلِ إلى بحرِ الخيال.

وُلِدَ «عبد الرحمن شكري عيَّاد» ببورسعيد عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ ذاتِ أصولٍ مَغربِية، وقد كانَ لها دَورٌ مُؤثِّرٌ في حياتِه؛ حيثُ كانَ لزوجةِ أخيه «أحمد شكري» — المُولَعةِ برِوايةِ الحكاياتِ والأساطير — دورٌ في إثراءِ خيالِه، كما كانَ في مكتبةِ أبيه ما يُرضي نَهَمَه من دَواوينِ الشِّعر.

قَضى فَصْلًا من عُمرِه معَ أبيه ببورسعيد حتى نالَ الشَّهادةَ الابتدائية، ثُمَّ انتقلَ إلى الإسكندريةِ ليَلتحِقَ بمَدْرسةِ رأسِ التينِ الثانويةِ التي ظَلَّ بها أربعَ سَنواتٍ لينالَ منها الشَّهادةَ الثانويةَ (البكالوريا)، ثُم الْتَحقَ بمَدْرسةِ الحقوقِ إبَّانَ احتدامِ الحركةِ الوطنيةِ التي أتاحتْ له التعرُّفَ على «مصطفى كامل» زعيمِ الحركةِ الوطنيةِ في ذلكَ الوَقْت، والذي طلَبَ منه أنْ يعملَ مُحرِّرًا بجريدةِ «اللِّواء»، ونصَحَه أنْ يَلتحقَ بمدرسةِ المُعلِّمينَ فيَنهلَ من مَعِينِها ليكونَ عَوْنًا له في مَيْدانِ الصَّحافة.

وقد عطَّرَ «عبد الرحمن شكري» رَوْضةَ الأدبِ بالعديدِ من دواوينِه وقصائدِه، ومنها: دِيوانُ «ضَوْء الفَجر»، و«لَآلِئ الأَفْكار»، و«أناشيد الصِّبا»، و«زَهْر الرَّبيع»، و«الخَطَرات»، و«الأَفْنان»، و«أَزْهار الخَرِيف»، ونُشِر ديوانُه الثامنُ بعدَ مَوتِه ضمنَ الأعمالِ الكامِلة. بَدأَ شاعِرُنا صِراعَه معَ المرضِ صيفَ عامَ ١٩٥٧م، إلى أنْ صادَه الموتُ عامَ ١٩٥٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤